إبيونية (باليونانية: Ἐβιωναῖοι) (مشتقة من الكلمة العبرية: אביונים؛ إبيونيم، والتي تعني «فقير» أو «فقراء»)، هو مصطلح آباء الكنيسة للإشارة إلى حركة مسيحية يهودية تواجدت في العصور الأولى للمسيحية،[1] كانت تنظر إلى يسوع على أنه الماشيح وتنكر ألوهيته،[2] وتصر على اتِّباع الشريعة اليهودية،[3] ولا يؤمنون إلا بأحد الأناجيل المسيحية اليهودية، ويبجّلون يعقوب البار، ولا يعترفون ببولس الذي يعتبرونه مرتدّاً عن الديانة.[4] ارتبط اسم هذه الطائفة بالفقر حيث وردت الإشارة إليهم بلفظ «الفقراء» في مخطوطات خربة قمران التي نأت بهم عن فساد الهيكل. يعتقد الكثيرون أن المنتمين لهذه الطائفة إنما كانوا من الأسينيين.[5]
نظرًا لندرة وتناثر المعلومات والخلاف حول الإبيونيين، فإن معظم المعلومات عنهم مستوحاةٌ من كتابات آباء الكنيسة الذين اعتبروا الإبيونيين هراطقة متهودين.[6] لذا، فإن ما نعرفه عن الإبيونيين لا يمكن تأكيده، وأن معظم، إن لم يكن كل، ما نعرفه عنهم افتراضي. وهناك خلاف آخر حول ما إذا كان الإبيونيون والناصريون طائفتين مختلفتين،[7] أم طائفة واحدة مثلما اعتقد آباء الكنيسة.[7] وفسروا ذلك بأن تلك الطائفة الواحدة كانت تسمى بالناصريين أثناء تواجدهم في أورشليم قبل الثورة اليهودية الكبرى، ثم حملت اسم الإبيونيين بعدما نزحت إلى بيلا وغيرها من المناطق بعد هذا التاريخ.[8]
أصل التسمية
اشتقت كلمة «إبيونية» من الكلمة العبرية التي تعني «فقير» أو «مسكين» (المفرد: אֶבְיוֹן ev·yōn، وجمعها: אביונים ev·yōn·im)،[9][10][11] والتي وردت في المزامير 15 مرة، كما في «لأن الرب سامع للمساكين ولا يحتقر أسراه»مز 69:33[12] كما أنه الاسم الذي وصف به أبناء تلك الطائفة الذين عاشوا في خربة قمران أنفسهم كما ورد في مخطوطات البحر الميت. في البداية، كان مصطلح «الفقراء» تسمية عامة لعموم المسيحيين في إشارة إلى وضعهم المادي وفقرهم.[10][13][14]
كان إيرينيئوس هو أول من استخدم هذا المصطلح العبري للإشارة إلى تلك الطائفة في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، فاصلاً إياهم عن الناصريين.[15][16] كما استخدم أوريجانوس الكلمة للإشارة إلى اليهود الذين آمنوا بأن يسوع هو الماشيح.[17][18] بينما كان ترتليان أول من كتب عنهم منتقداً ووصفهم بالهراطقة، وسماهم «إبيون»، يعتقد الباحثون أنه اقتبس هذا الاسم من اللفظ «Ebionaioi» معتقداً أنهم أتباع شخص يُدعى إبيون، كما يعتقد الباحثون أنه وقع في هذا الخطأ لنقص المصادر البديلة عن تلك الطائفة،[10][12] ولا يزال هذا اللفظ يُستخدم في العبرية الحديثة للإشارة إلى الإبيونيين والمحتاجين للإحسان في عيد الفور.[19]
تاريخهم
يُعد حوار يوستينوس مع تريفو (حوالي سنة 140 م) أقدم المصادر التي تشير إلى جماعة تتوائم صفاتها مع أوصاف الإبيونيين القدامى. ميّز يوستينوس بين المسيحيين اليهود الذين يتبعون وصايا موسى، ولا يُلزمون الآخرين باتِّباع تلك الوصايا، وبين أولئك الذين يرون أن اتِّباع وصايا موسى أمرٌ إلزاميٌّ.[20] يُعتقد أن إيرينيئوس هو أول من استخدم مصطلح إبيونيين لوصف طائفة الهراطقة المتهوّدين الذين اعتبرهم مُعاندين بتشبّثهم بالوصايا.[21] في القرن الرابع الميلادي، وصف إبيفانيوس السلاميسي وصفاً شاملاً ولكنه أيضاً مثير للجدل لثمانين طائفة مهرطقة من بينها الإبيونيين في كتابه «Panarion» الذي تتَبَّع فيه تاريخ الهرطقة حتى عهده.[22][23] كما وصف إبيفانيوس معتقداتهم الدينية، وأورد اقتباسات من إنجيلهم الذي لم يعد موجوداً الآن. ووفقاً لطبعة الموسوعة البريطانية لسنة 2011 م، فإنه يُعتقد أن حركة الإبيونيين ربما نشأت وقت حصار أورشليم عام 70 م.[24]
من الصعب حصر المجموعات التي وصفت بالإبيونيين، حيث أن هناك حالة من الخلط والارتباك في كتابات آباء الكنيسة التي حاولت التمييز بين الطوائف المختلفة،[12] فقد انتشر في القرن الرابع الميلادي عدد من الطوائف كالكربوقراطيين والسيرنيثيوسيين والإلكاسيين والناصريين والصابئة التي كان معظمها طوائف مسيحية يهودية تحمل أفكاراً غنوصية وأفكاراً أخرى رفضها الإبيونيون، رغم مزاعم إبيفانيوس أن عدداً من الإبيونيين اعتنقوا بعض تلك الأفكار الغنوصية دون أن ينفصلوا في طائفةٍ خاصةٍ بهم.[25]
بالرغم من أن أول ذكر للإبيونيين كان في القرن الثاني الميلادي، إلا أن بداية تاريخهم وعلاقتهم بكنيسة أورشليم ما زالت غامضة ومحل جدال. كما أنه لا دليل يربط بين نشأتهم وبين الثورة اليهودية الكبرى أو ارتباطهم قبل ذلك بكنيسة أورشليم التي أسسها يعقوب البار. نقل يوسابيوس القيصري عن أرسطو البيلي أن المسيحيين الأوائل غادروا أورشليم قبل الحرب إلى بيلا في وادي نهر الأردن، لكنه لم يربط ذلك بالإبيونيين.[10][12] حيث قاد سمعان بن كليوباس هؤلاء المهاجرين، وأثناء الحرب اليهودية الرومانية الثانية بين سنتي 115–117 م، تعرضوا للاضطهاد من قبل اليهود من أتباع شمعون بار كوخبا لرفضهم الاعتراف بقدراته الخلاصية.[25]
انتشر الإبيونيون في فلسطين والأقطار المجاورة، ومراكز شتات اليهود بعد خراب أورشليم سنة 70 م، بل وبلغوا روما.[26] وبعد نهاية الثورة اليهودية الكبرى، انتشر المسيحيون اليهود خلال الشتات اليهودي في بلاد الشام حيث ذابوا بالتدريج في الطوائف المسيحية التقليدية التي انتشرت بدورها في أرجاء الإمبراطورية الرومانية دون منافسة من قبل الجماعات المسيحية التهويدية.[27] وما إن دُمّرت كنيسة أورشليم أثناء ثورة بار كوخبا سنة 135 م، حتى فقد الإبيونيون تأثيرهم وأتباعهم تدريجياً. ووفقاً لحاييم ماكوبي، فإنهم تعرضوا للتهميش والاضطهاد من قبل المسيحيين واليهود على حدٍ سواء.[4] وبعد سحق التمرد وطرد اليهود من مملكة يهوذا، أصبحت أورشليم مدينة وثنية. في ذلك الوقت، تخلى الكثير من المسيحيين اليهود المقيمين في بيلا عن ممارساتهم اليهودية، وانضموا إلى الكنيسة المسيحية التقليدية. أما الذين بقوا في بيلا وواصلوا الاعتماد في عبادتهم على شريعة موسى، فقد اتهموا بالهرطقة.[28] في سنة 375 م، رصد إبيفانيوس وجود تجمع للإبيونيين في قبرص، إلا أن ثيودوريطس في منتصف القرن الخامس الميلادي نفى وجود أي بقايا لهم في هذه المنطقة.[25]
زعم البعض أن الإبيونيين عاشوا لفترة أطول حيث ذكر القاضي عبد الجبار أنه لا زال لهم أتباع نحو سنة 1000 م.[29] وفي القرن الحادي عشر الميلادي، أورد الحاخام بنيامين التطيلي في كتاب رحلاته إشارةً عن وجود تجمعات ليهود في شمال غرب شبه الجزيرة العربية في تيماء وتلماس قال عنهم: «يعيشون حياة كلها تقشف وزهد. لا يذوقون لحماً ولا يشربون خمراً. لباسهم السواد ومأواهم الأكواخ والكهوف. يقضون جل أوقاتهم صياماً باستثناء أيام السبوت والأعياد. وهم دوماً عاكفون على إقامة الصلوات من أجل إخوانهم اليهود المشتتين في أنحاء المعمورة»،[30] رجّح ماركوس إلدر أنها للإبيونيين.[31] وفي القرن الثاني عشر الميلادي، ذكر الشهرستاني وجود يهود يقيمون بالقرب من المدينة المنورة في الحجاز يعترفون بالمسيح نبياً ويتعبدون باليهودية القديمة، ويرفضون النظرة التقليدية للمسيح في المسيحية،[32] حيث زعم بعض الباحثين أن نظرتهم للمسيح البشري تأثرت بنظرة المسلمين الأوائل لعيسى بن مريم.[12][33]
عقائدهم
ذكر بعض آباء الكنيسة في كتاباتهم أن الإبيونيين اهتمّوا باتّباع وصايا موسى، واعتبروا أورشليم أقدس المدن،[21] وقصروا الكشروت على الأمميين المتحولين إلى اليهودية.[20] ذكر إبيفانيوس السلاميسي أن الإبيونيين بالغوا في ممارسة الميكفاه،[34] وزعموا أن المسيح هو الروح القدس الذي تجسّد في شخص يسوع الذي تبنّاه الرب،[35][36] وعارضوا التضحية بالقرابين الحيوانية،[36] وعارضوا أجزاء من الشرائع الموسوية[37] ومارسوا عادات الختان والسبت اليهودي.[38] كما رفضوا العديد من تعاليم العقيدة النيقية مثل أزلية المسيح وطبيعته اللاهوتية الناسوتية وولادته البتولية وصلبه ليفدي البشر وقيامته الجسدية من قبره،[6] وآمنوا بوحدانية الإله وناسوتية يسوع الابن البيولوجي لمريم العذراء ويوسف النجار الذي اختاره الرب لتقواه ليكون نبيًا ماشيحًا مثل موسى عندما مسحه الروح القدس بالزيت عند معموديته،[4] واعتقدوا بأن قوة إلهية حلت على المسيح عند معموديته، ولكن هذه القوة الإلهية فارقت يسوع على الصليب.[39]
كما مارسوا الطقوس اليهودية النباتية[40] اقتداءً بيوحنا المعمدان ويسوع الناصري اللذان نقل إبيفانيوس عن إنجيل الإبيونيين أنهما كانا كذلك، في إشارة منه للآية التي وردت في إنجيل الإبيونيين القائلة: «وغذاؤه كان من العسل البري الذي كان طعمه من المن، كالكعك في الزيت».[41][42][43] كما كانت لهم وجبة جماعية احتفالية سنوية[44] في عيد الفصح اليهودي من الخبز غير المُخمّر والماء فقط على النقيض من الأفخارستيا المسيحية.[22][45][46]
اعتبر الإبيونيون يعقوب البار رأس كنيستهم، وهو ما عارضه الباحث ريتشارد بوكهام ذلك معللاً بأن كنيسة أورشليم تحت قيادة يعقوب البار كانت منطلقة من لاهوتية المسيح، وهو عكس ما تبنّاه الإبيونيون من ناسوتيته.[47] وزعم تابور أن الإبيونيين حصروا الخلافة الرسولية في أخوة يسوع.[48][49] وذكر إبيفانيوس أنهم نبذوا بولس الطرسوسي، واتهموه بأنه المسؤول عن عدم اختتان المسيحيين الأمميين، حيث نادوا بأن الأمميين لا بد أن يختتنوا قبل أن يقبلوا في الكنيسة،[39] واتهموه أيضًا بتجاهل شريعة موسى، واعتبروه مرتدًّا عن المسيحية.[21] وقال أيضًا بأن الإبيونيين قالوا بأن بولس كان يونانيًا تحوّل إلى اليهودية من أجل الزواج من ابنة كوهين غادول الحاخام الأعظم لإسرائيل، ولما رفضت الزواج منه ارتد عن الديانة.[50][51] ومن بين كتب العهد الجديد، لم يقبل الإبيونيون سوى بنسخة عبرية (أو آرامية) من إنجيل متى، يُشار إليها بإنجيل العبرانيين،[39] كنص مقدّس مُضاف إلى الكتاب العبري. ذكر إيرينيئوس أن هذه النسخة من إنجيل متى لم تحتو على الفصلين الأولين (الذين تناولا ميلاد يسوع)، وبدأت مباشرة بتعميد يسوع على يد يوحنا المعمدان.[21] كما آمن الإبيونيون أنه لزامٌ على كل اليهود والأمميين أن يؤمنوا بوصايا موسى،[20] ليكونوا صالحين في تواصلهم مع الرب.[52] كما زعم أبيفانيوس أنهم كانوا يسمحون بالزواج مرتين وثلاث مرات إلى سبع مرات، ومع أنهم سمحوا بالزواج، إلا أنهم كانوا يحتقرون المرأة ويتهمون حواء بخلق الوثنية، وفي هذا يتفقون مع الأسينيين في رأيهم في الجنس.[39]
من غير الواضح ما إذا كان الإبيونيون مُتّحدين في اعتقاداتهم أم كانوا فرقًا مختلفة، فقد ذكر أوريجانوس[53] ويوسابيوس أن الإبيونيين يختلفون بعضهم عن البعض في اعتقادهم الكريستولوجي، فمثلاً رغم إنكار الإبيونيون لأزلية المسيح، إلا أنه كانت هناك جماعة منهم لا تنكر ولادته من عذراء.[54] كما تفرّد ثيودوريطس بزعمه[55] أن هاتين الفئتين اللتان تنفيان أو تثبتان ولادته من عذراء، استخدما نسختين مختلفتين من الأناجيل.[56] ورغم عدم إيمان الإبيونيين بقيامة المسيح، إلا أن هناك قصة إبيونية عن تناول يسوع للخبز مع أخيه يعقوب البار بعد قيامته، مما يوحي بأن بعض الإبيونيين آمنوا بتلك النسخة من إنجيل العبرانيين التي أشارت إلى قيامة يسوع الجسدية.[57]
كتاباتهم
لم يبق سوى القليل من كتابات الإبيونيين، وحتى تلك الباقية لا يمكن التحقق منها. هناك توافق عام بين الباحثين أن «اعترافات كليمنت» و«العظات الكليمنتية» التي كتبت في القرن الثالث الميلادي معظمها أو كلها ذات أصل مسيحي يهودي وتعكس اعتقاداتهم. إلا أن العلاقة بين تلك الكتابات وبين الإبيونيين محل شك، ولكن وصف إبيفانيوس بعض آراء الإبيونيين في كتابه «Panarion» تتشابه كثيرًا مع الأفكار التي وردت في اعترافات وعظات كليمنت. رجّح الباحث غلين ألن كوخ أن إبيفانيوس اعتمد على نسخة من العظات كمصدر لمعلوماته عن الإبيونيين.[23] كما رجّح بعض الباحثين أن جوهر «إنجيل برنابا» الذي أثير حول الجدل بين المسلمين في القرون الوسطى، ربما كُتب اعتمادًا على وثيقة إبيونية أو غنوصية.[58] ولا زال وجود ومصدر تلك الكتابات محل شك الباحثين.[59] وقد صنّف جون أرنديزن في مقالة «الإبيونيون» في نسخة الموسوعة الكاثوليكية لسنة 1909 م كتابات الإبيونيين إلى أربع مجموعات:[60]
إنجيل الإبيونيين
ذكر إيرينيئوس أن الإبيونيين اعتمدوا على إنجيل متى حصريًا.[61] بينما ذكر يوسابيوس القيصري بعد ذلك بأنهم استخدموا فقط إنجيل العبرانيين.[62] لذا، زعم عدد قليل من الباحثين، من بينهم جيمس إدوارد وإدوارد نيكلسون، أنهم تداولوا نسخة واحدة من الإنجيل العبراني وهي نسخة متى من الإنجيل العبراني، وقالوا بأن مُسمّى «إنجيل الإبيونيين» لم يكن موجودًا على الإطلاق في عصر المسيحية الأولى.[63][64][65] إدعى إبيفانيوس أن الإبيونيين تداولوا إنجيلاً كتبه متى كان يسمى «إنجيل العبرانيين».[66] وأردف قائلاً: «الذي لم يكن فقط غير مكتمل، بل وكان مزوّرًا ومشوّهًا...»[67] اعتبر كُتّاب كوالتر ريتشارد كاسل وبيرسون باركر تلك النسخة نسخة مختلفة من إنجيل متى العبراني.[68][69] ومع ذلك، فإن الاقتباسات التي استخدمها إبيفانيوس في كتابه توحى بأنه اقتبسها من نسخة مكتوبة باليونانية.[70]
تشير النصوص البحثية الشائعة عامةً، مثل النسخة القياسية من الأناجيل المنتحلة التي حرّرها ويليام شنيملشر إلى النص الذي استشهد به هيرونيموس أن الذي كان شائعاً بين الإبيونيين هو «إنجيل الإبيونيين»، على الرغم من أنه هذا المصطلح لم يكن موجودًا في عصر المسيحية الأولى.[71][72]
الكتابات الكليمنتية
اشتملت مجموعة الأناجيل المنتحلة التي تعرف بالكتابات الكليمنتية على ثلاث نصوص عرفت قديمًا بأسماء «حلقات بطرس» و«أعمال الرسل» و«صعودات يعقوب البار». اعتمد إبيفانوس على تلك الكتابات في انتقاداته للإبيونيين. وردت تلك النصوص في عظات كليمنت «ملخص خطب بطرس في رحلاته»، وكذلك في «الاعترافات» المنسوبة إلى كليمنت، واللذان شكلا وجهة نظر المسيحيين اليهود حول أولوية يعقوب البار وعلاقاتهم بالبابوية وعدائهم لسيمون المجوسي والمذاهب الغنوصية. علّق الباحث روبرت فان فورست على صعودات يعقوب البار قائلاً: «في الحقيقة، لا يوجد أي قسم في الكتابات الكليمنتية يمكن التأكيد على مرجعيته للمسيحية اليهودية.» ورغم هذا التأكيد، إلا أنه أعرب عن تحفظاته حول نسبة مادتها أيضًا للإبيونيين.[73]
سيماخوس
ترجم سيماخوس الكتاب العبري إلى الإغريقية الكوينهية التي اعتمد عليها هيرونيموس، ولا تزال أجزاء منها موجودة، وإن كانت تعليقاته الانتقادية على إنجيل متى قد فقدت. ذكر يوسابيوس القيصري تعليقات سيماخوس في كتابه «تاريخ الكنيسة»، قائلاً: «أما بالنسبة لهؤلاء المترجمين ينبغي أن نُذّكر بأن سيماخوس كان إبيونيًا. لكن بدعة الإبيونية، كما يطلق عليها، أكّدت على أن المسيح كان ابنًا ليوسف ومريم، واعتبرته مجرد رجل، وأصرّت بقوة على الحفاظ على الشريعة اليهودية، كما رأينا بالفعل في هذا التاريخ. لا زالت تعليقات سيماخوس موجودة التي أيّد فيها تلك الهرطقة بمهاجمته لإنجيل متى. يقول أوريجانوس أن حصل على هذه التعليقات وغيرها من تعليقات سيماخوس حول النصوص المقدسة من جوليانا الذي قال أنه ورث تلك الكتب من سيماخوس نفسه.» ورغم فقد تعليقاته[74][75] إلا أنه يعتقد أنها مطابقة لما ورد في كتاب «De distinctione præceptorum» لعبد يشوع الصوباوي. كما أن إبيونية سيماخوس محل شك باحثون معاصرون حيث زعم سكارسون أن يوسابيوس القيصري ربما استنتج أن سيماخوس إبيونيا بسبب استخدامه لنصوص مقدسة عبرية في تعليقاته، فمثلا ذكر يوسابيوس أن سيماخوس استبدل كلمة "عذراء" بكلمتي "امرأة شابة" في الآية 7:14 من سفر إشعيا في النص العبري، ومن هنا هاجم إنجيل متى.[76]
الإلكاسيون
- مقالة مفصلة: الكسائية
ذكر هيبوليتوس الرومي أن المسيحي اليهودي ألسيبيادس من أفاميا ظهر في روما وهو يُدرّس كتابًا إدعى أنه وحي أنزله ملاك على رجل صالح يدعى «إلكاسي»، واشتبه هيبوليتوس أن ألسيبيادس نفسه هو مؤلف الكتاب.[77] وبعد فترة قصيرة، ذكر أوريجانوس وجود جماعة تسمى «الإلكاسيين» لها نفس المعتقدات.[78] زعم إبيفانيوس السلاميسي أن الإبيونيين أيضًا استخدموا هذا الكتاب كمصدر لبعض معتقداتهم وممارساتهم.[23][79][80] أرجع إبيفانيوس أصل الاسم «إلكاسي» إلى كلمة آرامية تعني «القوى الخفية». ويعتقد الباحث بيتري لومانين أن الكتاب قد كتب أصلاً باللغة الآرامية حول نهاية العالم اليهودي، وربما كتب في بابل بين سنتي 116-117 م.[81]
النظرات الدينية والانتقادية
النظرة المسيحية
اعتمدت النظرة العامة المسيحية للإبيونيين على آراء وانتقادات آباء الكنيسة لهم في كتاباتهم التي وصفوهم فيها بالهراطقة لرفضهم العديد من الاعتقادات المسيحية حول المسيح، وتعلُّقهم غير الصحيح بشريعة موسى تناقضاً مع عقيدة النعمة الإلهية المسيحية.[82] وفق هذا الرأي، فإن الإبيونيين ربما تكوّنوا من طائفة مسيحية يهودية في العصور الأولى للمسيحية انفصلت عن المسيحية البولصية.[83]
وصف أن بعض آباء الكنيسة مثل إبيفانيوس الإبيونيين بأنهم يهود تقليديين منحرفين عن الإيمان والممارسات اليهودية، إلا أن مصداقية ما كتبه إبيفانيوس عن الإبيونيين محل شك لدى عدد من الباحثين.[6][73] فعلى سبيل المثال، زعم شلومو بينس أن الأفكار والممارسات المبتدعة التي وصفها إبيفانيوس في وصفه للإبيونيين، إنما أصلها يرجع إلى المسيحيين الغنوصيين، وليس عند المسيحيين اليهود، وأنها من خصائص طائفة الإلكاسيين، وأن إبيفانيوس أخطأ حين نسبها إلى الإبيونيين.[29] وصف أبٌ آخر من آباء الكنيسة وهو ميثوديوس الأولمبي الإبيونيين بأنهم منحرفين عن المسيحية التقليدية حيث كانوا يعتقدون بأن تعاليم الأنبياء هي آراء ذاتية، وليست مدفوعة على ألسنتهم بقوة الروح القدس.[84] بل ومال البعض إلى اعتبار أن اسم الإبيونيين الذي أُطلق عليهم، إنما أطلقه معارضوهم للدلالة على فقر آرائهم.[39] وهناك عدة نظريات تستنتج نشأة الإبيونية من إحدى طوائف الخلاص اليهودي الأسينية. فقد زعم هانز يواكيم شويبس تحوّل بعض الأسينيين إلى المسيحية اليهودية بعد حصار أورشليم سنة 70 م، مما يفسّر وجود أفكار وممارسات أسينية لدى بعض الإبيونيين،[33] بينما زعم البعض أن الأسينيين لم يتحولوا إلى المسيحية اليهودية، وإنما ظل لهم تأثيرهم على الإبيونيين.[85]
أما عن ممارساتهم، فقد أشار إبيفانيوس إلى خطأ اعتقاد الإبيونيين في نباتية يسوع الناصري ويوحنا المعمدان، باستبدالهم لكلمة «الجراد» (باليونانية akris) بكلمات «كعك العسل» (باليونانية ekris) في أحد آيات إنجيل الإبيونيين، مما أوحى لهم بنباتيتهما. كما أشار إلى أن هذا الاستبدال غير الموجود في أي من مخطوطات أو ترجمات العهد الجديد،[86][87] وإن كان هناك إشارة إلى كونهما نباتيين في نسخة قديمة من كتاب يوسيفوس فلافيوس «حرب اليهود».[88] ويُرجّح شلومو بينس وآخرون أن الإبيونيين في نهجهم النباتي يقتدون بيوحنا المعمدان.[29] وعلى النقيض، يعتقد روبرت إينزمان أن الإبيونيين يقتدون بالناصريين الذين أقسموا إتّباع هذا النهج ليعقوب البار.[89]
ورغم النظرة السلبية للإبيونيين تجاه بولس الطرطوسي، استدلل باحثون أمثال ريتشارد بوكهام على خطأ الإبيونيين في معتقدهم قائلين بأن يعقوب البار وأقارب يسوع ممن قادوا كنيسة أورشليم من الناصريين، تقبّلوا بولس الطرطوسي بينهم، بينما لم يظهر الإبيونيون إلا في أوائل القرن الثاني الميلادي.[90][91]
الإسلام
يتهم الإسلام المسيحية بأنها حرّفت توحيدية المسيح بإيمانها بعقيدة التثليث وتقديسها للأيقونات والصور. يقول بول أدي وتوم بويز أن إيمان الإبيونيين بالتعاليم الأصلية ليسوع، يجعلهم يتشاركون مع المسلمين نظرتهم لناسوتية المسيح، وإن كانت نظرة المسلمين لعيسى بن مريم قد تتعارض مع نظرة بعض الإبيونيين حول مسألة ولادة المسيح من عذراء وعدم اعتراف المسلمين بصلب المسيح.[92] يرى المفكر المغربي محمد عابد الجابري أن الإبيونيين هم المقصودون بقوله تعالى «الذين قالوا إنّا نصارى» في الآية القرآنية ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ قائلاً بأن «الذين قالوا إنّا نصارى، وهم أنفسهم الذين يصفهم القرآن تارة بأنهم من أمة موسى في قوله ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾، وتارة بأنهم طائفة من بني إسرائيل في قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾، وحينًا بأنهم ﴿ قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴾ أو ﴿ لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾، وهم أيضاً المسلمون الأوائل قبل محمد الذين يقول فيهم القرآن ﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾» وأنهم فرقة مؤمنة آمنت بالمسيح دون قطيعة مع اليهودية، في فترة المسيحية الأولى قبل أن تتأثر المسيحية الرسمية بالفكر اليوناني وبالأفلاطونية المحدثة التي أدخلت عقيدة التثليث على يدي بولس الطرطوسي، وهي الفرقة التي حضّرت لظهور محمد.[93]
يعتقد الباحث لينجز أن ورقة بن نوفل أحد الأوائل الذين أقرّوا بنبوة محمد، والذي ينظر إليه المسلمون على أنه كان رجلاً تقيًا على دراية واسعة بالنصوص المقدسة عند المسيحيين، كان راهبًا إبيونيًا،[94] وهو ما ذهب إليه أيضًا الكاتب اللبناني جوزيف قزي المتلقّب بأبي موسى الحريري في كتابه «قس ونبي» حول إبيونية ورقة بن نوفل،[95] ولكنه نحى منحىً آخر فقد ذهب إلى أن ورقة بن نوفل أوحى وعلم ودرب وأرسى دعائم الدين الإسلامي، وأن محمدًا سمع وتعلم ودرس وشيد البنيان، ثم استقل عن معلمه ورقة، مدللاً على تشابه مضمون ما جاء في إنجيل العبرانيين الذي تعبّد به ورقة والقرآن.[96] ذكر أبو موسى الحريري أن ورقة بن نوفل قد توفي وقد جاوز المائة سنة في السنة الرابعة من بعثة محمد، أي حين كان محمد في الرابعة والأربعين من عمره، وربط بين وفاة ورقة وفتور الوحي من نص حديث نبوي ورد في صحيح البخاري الذي جاء فيه: «ولم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحي»[97] في إشارة منه إلى أن الوحي كان إنما تلقين من ورقة لمحمد.[98] فسّر خير الدين الزركلي ترجمته لورقة بن نوفل في كتابه «الأعلام» قوله: «ولم ينشب ورقة أن توفى» أن وفاته جاءت بعد بدء الوحي بقليل،[99] كما قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء أن ورقة مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة.[100]
الحركات المعاصرة
تتناول جماعة «اليهود لليهودية» المكافحة للتبشير بين اليهود الإبيونيين بصورة إيجابية في كتاباتهم للتدليل على أن اليهود المسيانيين الذين استهدفوا من قبل الجماعات التبشيرية مثل «يهود من أجل المسيح» هم يهود مشوهين بالمسيحية البولصية.[101] وقد أعربت بعض الجماعات المسيانية عن قلقها من أن إنكار ألوهية المسيح واحتمالية انهيار الحركة المسيانية، مما قد يؤدوا إلى عودة الإبيونية.[102][103] وتسائل زعيم مسياني متهكمًا هل سيتوجّب على المسيحيين تقليد الإبيونيين الجدد في اعتقادهم بالتوراة؟[104] فيما فضّل موقع «اليهودية ضد المسيحية» على الشبكة العنكبوتية المسيحيين اليهود على بولس وبطرس ولوقا.[105]
اُنظر أيضًا
مراجع
- Cross, EA; Livingston, FL, المحررون (1989). "Ebionites". The Oxford Dictionary of the Christian Church. Oxford University Press. .
- "Ebionites". Encyclopædia Britannica. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020. .
- Kohler, Kaufmann (1901 – 1906). "Ebionites". In Singer, Isidore; Alder, Cyrus (المحررون). Jewish Encyclopedia. .
- Hyam Maccoby (1987). The Mythmaker: Paul and the Invention of Christianity. HarperCollins. صفحات 172–183. . , an abridgement نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- Eisenman, Robert (2002), "James, the Brother of Jesus" (Watkins)
- Klijn, AFJ; Reinink, GJ (1973). Patristic Evidence for Jewish-Christian Sects. Brill. .
- Hegg, Tim (2007). "The Virgin Birth — An Inquiry into the Biblical Doctrine" ( كتاب إلكتروني PDF ). TorahResource. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 31 مارس 201913 أغسطس 2007.
- Jeffrey Butz, The Secret Legacy of Jesus, (ردمك ), "في الواقع، الإبيونيون هم والناصريون واحد" pg 124; "بعد الدمار الذي خلّفته حرب اليهود، نزح الناصريون إلى بيلا، كمجتمع في المنفى، حيث ظلوا ينتظرون مع إخوانهم اليهود. وهناك أصبح من الأفضل تسميتهم بالإبيونيين. فلم يكن هناك فرق واضح بين الناصريين والإبيونيين، ولا حتى تغييرًا في عقائدهم الدينية."، pg 137;
- Gesenius entry in Hebrew Lexicon, with link to 61 Hebrew Bible uses نسخة محفوظة 30 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- G. Uhlhorn, "Ebionites", in: A Religious Encyclopaedia or Dictionary of Biblical, Historical, Doctrinal, and Practical Theology, 3rd ed. (edited by Philip Schaff), p. 684–685 (vol. 2).
- Origen, De Principiis, IV, 22. نسخة محفوظة 09 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- O. Cullmann, "Ebioniten", in: Religion in Geschichte und Gegenwart, p. 7435 (vol. 2).
- Minucius Felix, Octavius, 36: "That we are called the poor is not our disgrace, but our glory."
- المرادف اليوناني للكلمة πτωχοί) ptōkhoí في العهد الجديد (Romans 15, 26; Galatians 2,10)، كلقب تكريمي لمسيحيي أورشاليم. نسخة محفوظة 25 يونيو 2009 على موقع واي باك مشين.
- Antti Marjanen, Petri Luomanen "A companion to second-century Christian "heretics" p250 "It is interesting to note that the Ebionites first appear in the catalogues in the latter half of the second century. The earliest reference to the Ebionites was included in a catalogue used by Irenaeus in his Refutation and Subversion..."
- Eerdmans Dictionary of the Bible 2000 p364 "EBIONITES Name for Jewish Christians first witnessed in Irenaeus (Adv. haer. 1.26.2; Gk. ebionaioi) ca. 180 ce"
- Origen, Contra Celsum, II, 1.
- ANF04. Fathers of the Third Century: Tertullian, Part Fourth; Minucius Felix; Commodian; Origen, Parts First and Second | Christian Classics Ethereal Library نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- The Oxford English-Hebrew Dictionary 9780198601722.
- Justin Martyr, Dialogue with Trypho, 47. نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Irenaeus of Lyon, Adversus Haereses I, 26; II,21. نسخة محفوظة 17 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Epiphanius of Salamis, Panarion, 30.
- Glenn Alan Koch (1976). A Critical Investigation of Epiphanius' Knowledge of the Ebionites: A Translation and Critical Discussion of 'Panarion' 30. University of Pennsylvania.
- Encyclopædia Britannica article Ebionite نسخة محفوظة 17 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
- Henry Wace & William Piercy (1911). A Dictionary of Early Christian Biography. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201801 أغسطس 2007.
- تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل - البدع والهرطقات: الأبيونية نسخة محفوظة 02 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
- Brandon, S. G. F (1968). The fall of Jerusalem and the Christian church: A study of the effects of the Jewish overthrow of A. D. 70 on Christianity. S.P. C.K. .
- Edward Gibbon (2003). The History of the Decline and Fall of the Roman Empire. Random House, NY. . Chapter 15. مؤرشف من الأصل في 6 أغسطس 200802 أغسطس 2007.
- Shlomo Pines (1966). The Jewish Christians Of The Early Centuries Of Christianity According To A New Source. Proceedings of the Israel Academy of Sciences and Humanities II, No. 13. OCLC 13610178. مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2016.
- رحلة بنيامين التطيلي ص317 نسخة محفوظة 29 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Marcus N. Adler (1907). The Itinerary of Benjamin of Tudela: Critical Text, Translation and Commentary. Phillip Feldheim. صفحات 70–72.
- أبو الفتح الشهرستاني (2002). الملل والنحل، ترجمة وليم كيورتن edition. Gorgias Press. صفحة 167.
- Hans-Joachim Schoeps (1969). Jewish Christianity: Factional Disputes in the Early Church. Translation Douglas R. A. Hare. Fortress Press.
- Epiphanius, Panarion, 19:28–30.
- Epiphanius, Panarion, 30, 14, 5.
- Epiphanius, Panarion, 30, 16, 4-5.
- Epiphanius, Panarion, 30, 18, 7–9.
- Epiphanius of Salamis, Panarion, 30:17:5
- قاموس الكتاب المقدس - دائرة المعارف الكتابية المسيحية - شرح كلمة الأبيونية نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Epiphanius, Panarion, 30.22.4
- J Verheyden, Epiphanius on the Ebionites, in The image of the Judaeo-Christians in ancient Jewish and Christian literature, eds Peter J. Tomson, Doris Lambers-Petry, , pp. 188 "The vegetarianism of John the Baptist and of Jesus is an important issue too in the Ebionite interpretation of the Christian life. "
- Bart D. Ehrman (2003). Lost Christianities: The Battles for Scripture and the Faiths We Never Knew. Oxford University Press. صفحات 102, 103. . p.102 - "Probably the most interesting of the changes from the familiar New Testament accounts of Jesus comes in the Gospel of the Ebionites description of John the Baptist, who, evidently, like his successor Jesus, maintained a strictly vegetarian cuisine."
- Bart D. Ehrman (2003). Lost Scriptures: Books that Did Not Make It into the New Testament. Oxford University Press. صفحة 13. . p.13.
- W.M. Ramsey (1912). "The Tekmoreian Guest-Friends". Journal of Hellenic Studies. 32: 151–170. doi:10.2307/624138. JSTOR 624138.
- Exarch Anthony J. Aneed (1919). "Syrian Christians, A Brief History of the Catholic Church of St. George in Milwaukee, Wis. And a Sketch of the Eastern Church". مؤرشف من الأصل في 5 فبراير 201228 أبريل 2007.
- Irenaeus of Lyon, Against Heresies V, 1. نسخة محفوظة 23 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
- Bauckham ‘We may now assert quite confidently that the self-consciously low Christology of the later Jewish sect known as the Ebionites does not, as has sometimes been asserted, go back to James and his circle in the early Jerusalem church.’ Richard Bauckham, 'James and Jesus,' in Bruce Chilton, Jacob Neusner, The brother of Jesus: James the Just and his mission, Westminster John Knox Press, 2001,pp.100-137, p.135.
- Tabor (2006), p. 4-5, 79-80, 247, 249-251.
- The Blessing of Africa: The Bible and African Christianity, Keith Augustus Burton, Intervarsity Press 2007, pp. 116,117. (ردمك )
- "[The Ebionites] declare that he was a Greek [...] He went up to Jerusalem, they say, and when he had spent some time there, he was seized with a passion to marry the daughter of the priest. For this reason he became a proselyte and was circumcised. Then, when he failed to get the girl, he flew into a rage and wrote against circumcision and against the sabbath and the Law " - Epiphanius of Salamis, Panarion 30.16.6-9
- Petri Luomanen (2007). Matt Jackson-McCabe (المحرر). Jewish Christianity Reconsidered. Fortress Press. صفحة 88. .
- Hippolytus
- Schaff A select library of Nicene and post-Nicene fathers of the Christian church 1904 footnote 828 "ذكر أوريجانوس وجهتي نظر للإبيونيين حول ميلاد المسيح، ولكنهم أجمعوا على رفض أزليته وألوهيته، وهو الذي يُشكّل جوهر هرطقتهم في عيون الآباء منذ عهد إيرينيئوس"
- International Standard Bible Encyclopedia: E-J p9 Geoffrey W. Bromiley - 1982 article "Ebionites" citing E.H.3.27.3 "There were others, however, besides them, that were of the same name, that avoided the strange and absurd beliefs of the former, and did not deny that the Lord was born of a virgin and of the Holy Spirit. But nevertheless, inasmuch as they also refused to acknowledge that he pre-existed, being God, Word, and Wisdom, they turned aside into the impiety of the former, especially when they, like them, endeavored to observe strictly the bodily worship of the law." also source text online at CCEL.org نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Albertus Frederik Johannes Klijn, G. J. Reinink Patristic evidence for Jewish-Christian sects 1973 p42 "Irenaeus wrote that these Ebionites used the Gospel of Matthew, which explains Theodoret's remark. Unlike Eusebius, he did not link Irenaeus' reference to Matthew with Origen's remarks about the "Gospel of the Hebrews","
- Edwin K. Broadhead Jewish Ways of Following Jesus: Redrawing the Religious Map of Antiquity 2010 p209 "Theodoret describes two groups of Ebionites on the basis of their view of the virgin birth. Those who deny the virgin birth use the Gospel of the Hebrews; those who accept it use the Gospel of Matthew."
- Gospel of the Hebrews as quoted by Hieronymus (Jerome) in On Illustrious Men, 2.
- John Toland, Nazarenus, or Jewish, Gentile and Mahometan Christianity, 1718.
- Blackhirst, R. (2000). "Barnabas and the Gospels: Was There an Early Gospel of Barnabas?, Journal of Higher Criticism, 7/1, p. 1–22". مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201811 مارس 2007.
- "Ebionites". الموسوعة الكاثوليكية. نيويورك: شركة روبرت أبيلتون. 1913.
- "هؤلاء المدعوون الإبيونيون آمنوا بأن الله خلق العالم. ورغم ذلك، فإن آرائهم حول الرب تتشابه مع آراء سيرينثيوس وكربوراطس. فاستخدموا «إنجيل متى» فقط، ونبذوا بولس الرسول، واعتبروه مرتدًا عن الدين.." - Irenaeus, Haer 1.26.2
- Eusebius of Caesarea, Church History, IV, 21, 8. نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- James R. Edwards, The Hebrew Gospel & the Development of the Synoptic Tradition, 2009 Wm. B. Eerdmans Publishing Co, 2009. pp 121
- Nicholson The Gospel according to the Hebrews, 1879 reprinted print on demand BiblioBazaar, LLC, 2009. pp 1-81
- William Whiston & H. Stebbing, The Life and Works of Flavius Josephus, reprinted Vol II, Kessinger Publishing, 2006. p 576
- "هم أيضًا يقبلون بإنجيل متى، كأتباع سيرينثيوس وميرينثيوس، ولم يقبلوا بغيره. وسمّوه «إنجيل العبرانيين»، فمتى وحده من استخدم كتب العهد الجديد بالعبرية مستخدمًا الأحرف العبرية." - Epiphanius, Panarion 30.3.7
- Epiphanius, Panarion 30.13.1
- Walter Richard Cassels, Supernatural Religion - An Inquiry into the Reality of Divine Revelation, 1877 reprinted print on demand Read Books, 2010. Vol. 1, p 419- 422
- Pierson Parker, A Proto-Lukan Basis for the Gospel According to the Hebrews, Journal of Biblical Literature, Vol. 59, No. 4, 1940. pp 471
- The Complete Gospels. Polebridge Press, Robert J. Miller ed. 1994. صفحة 436. .
- Robert Walter Funk, The Gospel of Jesus: according to the Jesus Seminar, Publisher Polebridge Press, 1999.
- F.L. Cross and E.A. Livingston, The Oxford Dictionary of the Christian Church, 1989, Oxford University Press, p. 438 - 439.
- Robert E. van Voorst (1989). The Ascents of James: History and Theology of a Jewish-Christian Community. Society of Biblical Literature. .
- هيرونيموس، De Viris Illustribus، الفصل 54، تاريخ الكنيسة، المجلد السادس، ص 17.(بالإنجليزية) نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Jerome, De viris illustribus, 54. نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Oscar Skarsaune (2007). Jewish Believers in Jesus. Hendrickson Publishers. صفحات 448–450. .
- Gerard P. Luttikhuizen The revelation of Elchasai 1985 p216
- Antti Marjanen, Petri Luomanen A companion to second-century Christian "heretics" p336
- , Philosophumena, IX, 14-17. Luttikhuizen 1985
- Epiphanius, Panarion, 19, 1; 53, 1.
- Petri Luomanen (2007) Jewish Christianity Reconsidered pp.96, 299, 331:note 7
- Arendzen, J.P. (1904). Catholic Encyclopedia, Volume V.: Ebionites. Robert Appleton Company.
- Jean Daniélou (1964). The theology of Jewish Christianity: The Development of Christian doctrine before the Council of Nicea. H. Regnery Co. ASIN B0007FOFQI.
- Thomas C. Oden (2006). Ancient Christian commentary on Scripture: New Testament. InterVarsity Press. صفحات 178–. . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 202014 أكتوبر 2010. excerpt from St. Methodius of Olympus, Symposium on Virginity, 8.10., "and with regard to the Spirit, such as the Ebionites, who contend that the prophets spoke only by their own power"
- Kriste Stendahl (1991). The Scrolls and the New Testament. Herder & Herder. .
- Textual Apparatus of the UBS Greek New Testament United Bible Societies 1993 - with Peshitta, Old Latin etc.
- James A. Kelhoffer, "Locusts+and+wild+honey"+in+synoptic+and+patristic+interpretation&source=bl&ots=7qzE9F71rT&sig=msJN2Zz51fxsZ79KQoVDvkl4Uos&hl=en&ei=zGCqTf63I43egQf2jqD0BQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&sqi=2&ved=0CBcQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false The Diet of John the Baptist, (ردمك ), pp. 19-21 نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- G.R.S. Mead (2007). Gnostic John the Baptizer: Selections from the Mandæan John-Book. Forgotten Books. صفحة 104. . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020. p.104 - "And when he had been brought to Archelaus and the doctors of the Law had assembled, they asked him who he is and where he has been until then. And to this he made answer and spake: I am pure; [for] the Spirit of God hath led me on, and [I live on] cane and roots and tree-food."
- Eisenman, Robert (2002), "James the Brother of Jesus"
- Richard Bauckham (2003). The Image of the Judeo-Christians in Ancient Jewish and Christian Literature. Brill, Peter J. Tomson and Doris Lambers-Petry eds. صفحات 162–181. . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 202011 فبراير 2011. see particularly pp.174-175
- Richard Bauckham (January 1996). "The Relatives of Jesus". Themelios. 21 (2): 18–21. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 202011 فبراير 2011. Reproduced in part by permission of the author.
- Abdulhaq al-Ashanti & Abdur-Rahmaan Bowes (Paul Addae and Tim Bowes 1998) (2005). Before Nicea: The Early Followers of Prophet Jesus. Jamia Media. .
- الأبيونيون - نصارى آمنوا بمحمد - د. محمد عابد الجابري نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Muhammad: his life based on the earliest sources, M. Lings, Suhail Academy Co.
- قس ونبي - هوية القس ورقة - إبيونية القس ورقة نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- سلسلة الحقيقة الصعبة - قس ونبي - بحث في نشأة الإسلام لأبي موسى الحريري - المقدمة نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- صحيح البخاري - كتاب التعبير باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة - حديث رقم: 6581 نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- قس ونبي - هوية القس ورقة - موت القس ورقة نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- الأعلام للزركلي - ترجمة ورقة بن نوفل نسخة محفوظة 29 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- سير أعلام النبلاء للذهبي - ترجمة سعيد بن زيد نسخة محفوظة 30 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Bentzion Kravitz (2001). The Jewish Response to Missionaries: Counter-Missionary Handbook. Jews for Judaism International.
- Moshe Koniuchowsky (2007). "Messianic" Leaders Deny Yeshua in Record Numbers". مؤرشف من الأصل في 6 مارس 201621 يوليو 2007.
- James Prasch (2007). "You Foolish Galatians, Who Bewitched You? A Crisis in Messianic Judaism?". مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 201421 يوليو 2007.
- John Parsons (2007). "Should Christians be Torah-observant?". مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201821 يوليو 2007.
- "Yahshua (Jesus) and Judaism Versus Paul and Christianity by Scott Nelson". مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 201909 أكتوبر 2012.
للقراءة
- Rev. J. M. Fuller, "Ebionism and Ebionites", in Henry Wace (ed.), A Dictionary of Christian Biography and Literature to the End of the Sixth Century A.D., with an Account of the Principal Sects and Heresies.
- G. Uhlhorn, "Ebionites", in: Philip Schaff (ed.), A Religious Encyclopaedia or Dictionary of Biblical, Historical, Doctrinal, and Practical Theology, 3rd ed. (1894), p. 684–685 (vol. 2).
- Wilson, Barrie (2008). How Jesus Became Christian - The early Christians and the transformation of a Jewish teacher into the Son of God. Orion. .
- Jeffrey Butz (2010). The Secret Legacy of Jesus. Inner Traditions. .
- Goranson, Stephen. 'Ebionites," in D Freedman (ed.), The Anchor Bible Dictionary (New York: Doubleday, 1992), vol. 2, pp. 260–1.
وصلات خارجية
- موقع الحركة الإبيونية الحديثة (بالإنجليزية)