الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في البحرين

تشكل المسيحية ثاني أكبر الديانات في المملكة البحرينية

☰ جدول المحتويات


كنيسة القلب المقدّس الكاثوليكيّة في البحرين.

تُشكّل المسيحية في البحرين ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام،[1] ووفقًا لإحصائية مركز بيو للأبحاث عام 2010 تبلغ نسبة المسيحيين في البحرين حوالي 14.5% من سكان البلد،[2] وأكثرهم مهاجرون فضلاً عن 1,000 مواطن محلي مسيحي. يَكثر المسيحيون في محافظة العاصمة وفي منطقة المخارقة. حيث لديهم 16 كنيسة معظمها في العاصمة المنامة.

وكمعظم بلدان الخليج تتوزع الكنائس بين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس ويمارس هؤلاء شعائرهم الدينية بحرية كاملة، وفقًا للتقديرات الإحصائية يبلغ عدد المسيحيين نحو 250 ألف مسيحي من أصل 500 ألف وافد مقابل 700 ألف مواطن بحريني وبإجمالي عدد السكان 1,200 مليون نسمة.[3] تأتي الكنيسة الكاثوليكية في مقدمة الطوائف المسيحية من ناحية العدد مع 140 ألف نسمة.[4]

يُذكر أن مجلس الشورى البحريني يضم عضوين من المسيحيين البحرينيين، وهما السيدتان أليس سمعان (من أصل عراقي-تركي) وهالة رمزي فايز (من أصل مصري) والدها من مؤسسي وزارة الصحة في البحرين.

وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في البحرين المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 1,650 شخص.[5]

تاريخ

العصور المبكرة

لا تزال اليوم العديد من قرى جزيرة المحرق تحتفظ بأسماء مسيحية.

كان للمسيحية في عُمان عدة قبائل وأساقفة ذكرهم ياقوت، وكذلك هو الحال في الساحل الشرقي أي قطر والبحرين والإمارات حاليًا، فإلى جانب الوثنية التي لم تختف من تلك النواحي فإن بني تميم إحدى أكبر قبائل العرب كانوا من المسيحيين يرأسهم المنذر بن سادي ومن مشاهير تلك الحقبة بشر بن عمرو وطرفة بن العبد.[6] وذكر ابن خلكان أن جميع قبائل العراق اليمانية الأصل قد تنصرّت بما فيه تيم اللات وكلب والأشعريون وتنوخ ومنها انتقلوا نحو البحرين وذلك خلال القرن الرابع.[7]

في القرن الخامس كانت البحرين مركزًا رئيسيًا للمسيحية النسطورية وكنيسة المشرق، وكانت مدينة سماهيج مقر رئيس الأساقفة. وبقيت البحرين مركزًا للمسيحية النسطورية حتى تبني البحرين الإسلام عام 629.[8] على الرغم من تعرض النساطرة في في كثير من الأحيان للاضطهاد من قبل الإمبراطورية البيزنطية، ولكن كون البحرين كانت خارج سيطرة الإمبراطورية فلم يتعرضوا للاضطهاد. لا تزال اليوم العديد من قرى جزيرة المحرق تحتفظ باسماء مسيحية وتعكس هذا الإرث المسيحي، منها قرية الدير.

في أواخر القرن السابع عُقد مجمع كنسي محلي في العراق وقّع عليه أساقفة من قطر والبحرين ما يدلّ على عدم انقراض المسيحية في تلك النواحي، لتكون بداية القرن الثامن موعد ذلك، وقد نقلت بعض الوثائق العائدة للبطريرك أيشوعاب الثالث أن القبائل التي تبعت كنيسته في عمان قد اعتنقت الإسلام هربًا من فرض تسليم "نصف ثروات المسيحيين لمسلمين"، وهو ما دفع قسمًا آخر للهجرة نحو الأحواز، ولا يمكن تعميم ما حصل في عمان على سائر المناطق،[9] علمًا أنه في الأحوال العاديّة كان مقدار الجزية أربع دنانير ذهبية للأغنياء وديناران لمتوسطي الحال ودينار واحد عن الأحداث، ويعفى منها الفقراء والمسنون وذوو العاهات ورجال الدين والنساء.

العصور الحديثة

كنيسة القلب المقدّس الكاثوليكيّة في البحرين.

افتتحت "الإرسالية الأمريكية العربية" البروتستانتيّة مركزها في مدينة البُصرة عام 1891، ومنها انطلقت إلى مناطق الخليج العربي، وبدأت الإرسالية عملها من البحرين حيث افتتحت في مدينة المنامة فرعاً لها عام 1892. واتخذ اثنان في الإرسالية صفة طبيب وقد وصلا مع زوجتيهما بالإضافة إلى سيدتين أخرتين غير متزوجتين، يرافقهم سبعة أشخاص من المساعدين الناطقين بالعربية مهمتهم تسهيل التعامل مع السكان. وتأسست أول مدرسة للتعليم بالأسلوب الغربي الحديث من قبل الإرسالية في عام 1892، وأتبعتها بعدة مدارس أخرى، واحدة منها خُصصت للبنات، لكن عدد التلاميذ بقي قليلاً بسبب قلق الآباء من تحول أبنائهم عن دينهم، إذ كان البرنامج اليومي للدراسة يبدأ عادة بالصلاة المسيحية وقراءة الإنجيل، فضلاً عن احتواء المنهج التعليمي على درس خاص لتعليم الكتاب المقدس مع دروس الإنكليزية والعربية والجغرافيا والتاريخ والحساب.[10] وفي أوائل القرن العشرين كانت البحرين خالية من الأطباء وتعتمد على الطب الشعبي،[10] وبالتالي قدّم المبشرون البروتستانت الخدمات الصحية عبر المستوصف الصحي الذي اُفتتح في مقر الإرسالية، وكذلك عبر المستشفيات التي أنشأوها في فترات متعاقبة مثل مستشفى "ثيودور مايسون" عام 1903، و"ماريون ويلز التذكاري للنساء والأطفال" عام 1926.[10]

بحسب عدة تقارير تقع في البحرين أقدم كنيسة في منطقة الخليج بنيت قبل 100 سنة تقريباً، أسسها المرسلون الإنجيليون الأميركيون وهم من أسس أيضًا مستشفى الإرسالية الأمريكية، والكنيسة معروفة اليوم بالكنيسة الإنجيلية الوطنية البروتستانتية ويعود تاريخها إلى عام 1906، وفق ما قال سكرتير الكنسية والجماعة العربية التابعة لها يوسف حيدر، وأضاف أن عدد المسيحيين البحرينيين يصل إلى ألف مواطن يحملون الجنسية البحرينية، والإرسالية الأميركية لديها صندوق بريد يحمل الرقم واحد على مستوى المملكة نظراً لأقدميّتها، وهو أول صندوق بريد في تاريخ البحرين.[3] وقد بنيت أول كنيسة كاثوليكية في الخليج العربي في العصر الحديث في عام 1939 على أرض قدمها أمير البحرين.[11]

أقامت البحرين علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان في عام 1999.[12] في أغسطس من عام 2012، وفي أغسطس 2012، قرّر الكرسي الرسولي نقل مقر النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية من الكويت إلى البحرين بسبب أن البحرين هي الأقرب إلى المملكة العربية السعودية، حيث معظم الناس العاديين في النيابة يعيشون فيها. وهناك سبب آخر لنقل أن البحرين لديها سياسة التأشيرات أكثر تساهلاً.[13][14] وضمت البلاد أكبر كنيسة كاثوليكية في الخليج العربي والتي شيدت في منطقة العوالي جنوبي المنامة، عاصمة البلاد.[11] وتبرع الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة بالأرض للكنيسة بناءًا على طلب من البابا بنديكت السادس عشر في ديسمبر من عام 2008، ويغطي البناء حوالي 9,000 متر مربع.[11] وأضحت المقر الرئيسي للنيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، وهي مفتوحة أيضًا أمام الطوائف المسيحية الأخرى.[11] وقد وقعت احتجاجات من مختلف الجماعات الإسلامية ضد التبرع بالأرض.[11] على الرغم من أن البحرين لديها عدد قليل من السكان المسيحيين المحليين من حملة الجنسيَّة البحرينيَّة، فإن معظم المسيحيين في البحرين هم من المغتربين من الهند والفلبين وسريلانكا ولبنان والدول الغربيَّة. كثير من المسيحيين يعبرون الحدود من المملكة العربية السعودية من أجل التعبد في البحرين، حيث لا توجد كنائس في السعودية كما أنَّ ممارسة المسيحية فيها ممنوع علنًا.[4]

المجتمعات المسيحية

الوافدون

إثر النمو الاقتصادي المحقق في دول مجلس تعاون الخليج العربي وفدت إلى هذه الدول أعداد كبيرة من المغتربين حول العالم كان منهم أيضًا مئات الآلاف من الشوام والعراقيين والمصريين ومن ضمنهم مسيحيون عرب؛ وحالياً معظم المسيحيين في البحرين هم من المغتربين من الهند والفلبين وسريلانكا ولبنان وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية ومختلف الدول الأوروبيَّة، وكمعظم بلدان الخليج تتوزع الكنائس بين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس ويمارس هؤلاء شعائرهم الدينية بحرية كاملة، ووفقًا للتقديرات الإحصائية يبلغ عدد المسيحيين نحو 250 ألف مسيحي من أصل 500 ألف وافد مقابل 700 ألف مواطن بحريني وبإجمالي عدد السكان 1,200 مليون نسمة.[3] وبحسب التعداد السكان عام 2010 كان حوالي 45% من مجمل الوافدين في البحرين من المسلمين في حين أن حوالي 55% من مجمل الوافدين من غير المسلمين،[15] وبحسب معطيات التعداد السكاني عام 2010 كان 14.5% من سكان مملكة البحرين من المسيحيين.[15]

المسيحيون البحرينيون

أليس سمعان؛ سياسية بحرينية مسيحيَّة كانت أول امرأة ترأس برلمان في الشرق الأوسط في أبريل 2005.

تصل أعداد المواطنين المسيحيين الذين يحملون الجنسية البحرينية إلى حوالي 1,000 نسمة.[16](1) وغالبيّة المسيحيين البحارنة هم أصلًا من فلسطين، الأردن، تركيا، إيران والعراق، بالرغم من وجود أعداد أقل من لبنان وسوريا والهند. ولا يزال الكثير منهم يحتفظ بالسمات الثقافيّة لأوطانهم الأصلية. على سبيل المثال، فإن العديد من المسيحيين من بلاد الشام يتكلمون باللهجة الشاميّة بدلًا من اللهجة البحرينية. بالإضافة إلى ذلك حافظ المسيحيين على الأطباق التقليديّة والمطبخ لأوطانهم الأصلية.

غالبيّة المواطنين البحرينيين المسيحيين هم من المسيحيين الأرثوذكس، وتعتبر الكنيسة الأرثوذكسية أكبر الطوائف المسيحية بين المسيحيين البحرنيين. ويتمتع المسيحيين بالعديد من الحريات الدينية والاجتماعية، وحتى في العضوية في الحكومة البحرينية. وتقليدياً يتبع الأرثوذكس البحريين إلى سلطة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ونظمت الأبرشية الأرثوذكسية الشرقية في البحرين في عام 2000 من قبل الأسقف قسطنطين باباستيفانو لمتروبوليت بغداد والكويت (1969-2014)، الذي كان له أيضًا سلطة كنسية على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في البحرين والإمارات العربية المتحدة.[17]

توجد في البحرين حاليًا 80 عائلة بحرينية مسيحيّة أكبرها حوالي ست أسر مسيحية بحرينية وهي حيدر ونصيف وسمعان واوجي ووديع وأنطون.[18] تقليديًا قطنت العوائل البحرينيّة المسيحية في الطرف المحاذي لمستشفى الإرسالية الأميركية والذي حلّ مكانه مدرسة الرجاء الحاليّة. وترجع أصول غالبية العوائل المسيحية البحرينية إلى العراق وإيران وبيوتهم كانت متلاصقة مع بيوت المسلمين البحرينيين. ويملك المسيحيون البحرينيون مقبرة قرب الكنيسة الأنجيلية الوطنية في المنامة.

البحرين هي واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي والتي يقطن فيها سكان محليين مسيحيين، إلى جانب الكويت، والتي تحوي أيضًا على عدد من السكان المسيحيين العرب ولكن بأعداد أقل بكثير، مع حوالي 200 مواطن مسيحي. يُذكر أن مجلس الشورى يضم عضوين من المسيحيين البحرينيين، وهما السيدتان أليس سمعان (من أصل عراقي) هي أيضًا سفيرة البحرين في المملكة المتحدة وهالة رمزي فايز (من أصل مصري) والدها من مؤسسي وزارة الصحة في البحرين.

أعلام مسيحيو البحرين

كنائس البحرين

كنيسة سانت كريستوفر الإنجليكانيّة في البحرين.

إجمالي عدد الكنائس في البحرين هو أربع كنائس، وسيتم بناء مجمع للكنائس على غرار ما هو معمول به في سلطنة عمان وقطر، بعد أن تبرع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالأرض ويجري الإعداد لإنشائه. وتتوزع هذه الكنائس الطوائف البروتستانتيَّة والكاثوليكيَّة والأرثوذكسيَّة وهؤلاء يمارسون شعائرهم الدينية بحرية كاملة:

  • الكنيسة الانجيلية الوطنية: وهي أقدم كنيسة في البحرين والخليج العربي ومنذ العام 1911.
  • كنيسة القلب المقدس في المنامة: كنيسة كاثوليكية.
  • كنيسة سانت كريستوفر: كنيسة أنجليكية.
  • كنيسة سانت ماري: كنيسة أرثوذكسية سريانية.
  • كنيسة عوالي: كنيسة متعددة المذاهب.
  • وهناك 30 كنيسة مسجلة رسمياً، لكنها لا تملك مباني، منها الكنيسة القبطية التي لم يتسن للأقباط بناء كنيسة خاصة بهم بعد.

حواشي

1: الإحصاء يظهر مجموعتان: "مسلمين" و"آخرون". الغالبية العظمى من المواطنون الآخرين هم مسيحيين.

مصادر

  1. What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Pew Research Center's Religion & Public Life Project: Bahrain. مركز بيو للأبحاث. 2010. نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. خريطة المسيحيين في البحرين - تصفح: نسخة محفوظة 06 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Habib Toumi (2011-11-17). "Bahrain is home to 19 churches". Gulf News. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201711 فبراير 2013.
  5. Johnstone, Patrick; Miller, Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. 11: 16. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201928 أكتوبر 2015.
  6. النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، الأب لويس شيخو، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1922، ص.70
  7. النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.78
  8. Curtis E. Larsen. Life and Land Use on the Bahrain Islands: The Geoarchaeology of an Ancient Society University Of Chicago Press, 1984.
  9. لمسيحية العربية وتطوراتها، سلوى بالحاج صالح، دار الطليعة، بيروت 1998، ص.148
  10. "كانت المسيحية هناك ومن حقنا استرجاعها"... قصص بعثات التبشير في الجزيرة العربية؛ رصيف22، 15 ديسمبر 2019 - تصفح: نسخة محفوظة 17 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. "Plan for Catholic church makes waves in Bahrain". أسوشيتد برس. 2012-10-14. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201511 فبراير 2013.
  12. Habib Toumi (2008-12-26). "Bahrain will donate land to build new Catholic church". The Gulf News. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 201711 فبراير 2013.
  13. Vatican moves Gulf seat to Bahrain to simplify logistics - تصفح: نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. "Catholic vicariate moves from Kuwait to Bahrain". Catholic News Agency. 2012-08-14. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 201711 فبراير 2013.
  15. "General Tables". Bahraini Census 2010. مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201803 مارس 2012.
  16. "2010 Census Results". مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201815 يونيو 2012.
  17. Memory Eternal: Metropolitan Constantine (Papastephanou) - تصفح: نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. وزارة الشئون الإسلامية تشارك العوائل المسيحية البحرينية احتفالاتها بعيد ميلاد المسيح - تصفح: نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  19. السيرة الذاتية - تصفح: نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  20. أليس سمعان - تصفح: نسخة محفوظة 25 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.

مواقع خارجية

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :