الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في كولومبيا

المسيحية في كولومبيا تعد الديانة المهيمنة والرئيسية

☰ جدول المحتويات


كاتدرائية لاس لاجاس في ايبياليس، كولومبيا.

المسيحية في كولومبيا هي أكبر الديانات في البلاد، وتعتبر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أكبر الطوائف المسيحية في كولومبيا، حيث أنّ حوالي 97% من السكان هم من المسيحيين حسب كتاب حقائق العالم عام 2012.[1] وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أجاب حوالي 77% من الكولومبيين المسيحيين بنعم على السؤال "هل الدين تحتل مكانة هامة في حياتك؟".[2]

كانت المسيحية الكاثوليكية الديانة الرسمية للبلاد منذ حقبة الإستعمار الإسباني حتى الإصلاح الدستوري لعام 1991، والتي منحت معاملة متساوية من قبل الحكومة لجميع الأديان.[3] في الفترة الإستعمارية بُنيت الكنائس الكاثوليكية والتي كانت المسؤولة عن معظم المؤسسات العامة، مثل المرافق التعليمية والمرافق الصحية. كما "ورثت" كمية ضخمة من الأراضي، والتي استحوذت عليها الحكومة لاحقًا. يُشار إلى كولومبيا في كثير من الأحيان بإسم "بلد القلب المقدس"، وذلك بسبب التكريس السنوي للبلاد إلى قلب يسوع الأقدس من قبل رئيس الجمهورية.

تاريخ

الحقبة الاستعمارية

كاتدرائية بوغوتا، ويعود بناء الكنيسة إلى عام 1823.

تزامن دخول البعثات التبشيريَّة الكاثوليكيَّة في كولومبيا مع اكتشاف المنطقة في القرن الخامس عشر. فقد وصل إليها المرسلون والمبشرّون غداة اكتشافها. وكانت الجمعيات الرهبانية مثل الدومنيكان والفرنسيسكان واليسوعيون وغيرهم أول وصل للهذه القارة لهذا العمل. أوفد اليسوعيين بعثات كثيرة حول العالم لنشر الإنجيل، وعمدوا أيضًا إلى تأسيس مستوطنات بشرية تحولت إلى مدن كبرى. وتم تنظيم اثنين من الأبرشيات الأولى في البلاد في عام 1534، وتأسست أبرشية بوغوتا الرومانية الكاثوليكية في 11 سبتمبر من عام 1562، وضمت حدود الأبرشية آنذاك معظم الأراضي الكولومبيَّة والأراضي التي تشكل حالياً فنزويلا الغربيَّة.[4] لكن منذ عقد 1770 تقلصت أبرشيَّة بوغوتا الرومانيَّة الكاثوليكيَّة تدريجياً من حيث الحجم، حيث تم تقسيم الإقليم لإنشاء أبرشيات جديدة.[4]

كان هناك نمو ملحوظ للكنيسة بحلول منتصف القرن السابع عشر، على الرغم من تنوع اللغات الهندية، وتدخل الحكومة، والمنافسة بين الرهبانيات الدينية. وقد مارست الكنيسة الكاثوليكية سلطة سياسية كبيرة أثناء الحكم الاستعماري الأوروبي في كولومبيا، سيطرت الكنيسة على التعليم والمستشفيات وامتلكت ضيعات شاسعة المساحة، وممتلكات غيرها. وحدث بعض الاضطهاد ضد الكنيسة الكاثوليكية بعد إعلان الاستقلال عن الإمبراطورية الإسبانية في عام 1819. مع كثافة عملية تحويل السكان الأصليين في كولومبيا، وتعزز الوجود الكاثوليكي بفضل الهجرة الكبيرة من الدول الأوروبية إلى البلاد في القرن الثامن عشر. خلال الحكم الإستعماري كانت الكنيسة تخضع للدولة، وبقيت المسؤول عن تأسيس وتوجيه المدارس لتعليم النخب المحليَّة؛ مثل مدرسة سان بارتولومي، وإل روزاريو وجامعة سانت توماس، وإنشاء المستشفيات، وأعتبرتها الحكومة أداة للمراقبة والتماسك الاجتماعي. في أواخر القرن الثامن عشر، مع إصلاحات البوربون بدأت الحكومة في كسر الحكر الكاثوليكي على الجانب التعليمي.

الاستقلال والتاريخ الحديث

كاتدرائيَّة كارتاخينا، وهي من مواقع التراث العالمي.

في وقت الاستقلال انقسم رجال الدين الكاثوليك بين أولئك الذين دعموا الملك (واقعي) وأولئك الذين فضلوا الاستقلال المطلق (الوطنيون)، وفضل رجال الدين من الأساقفة والنخب الكنسيَّة دعم الخيار الأول، في حين أن كهنة الرعايا والرهبانيات فضلت الخيار الأخير. وتشير البحوث إلى أن الدور الذي لعبه رجال الدين في الاستقلال كان حاسمًا، لأنه ساهم في تعبئة وتجنيد الناس (بسبب تأثيرها الملحوظ على الشعب)؛ بل وعمل القساوسة كقادة عسكريين. بعد استقلال البلاد وقع سيمون بوليفار مرسومًا ينص على أنه يتوجب على الحكومة تعزيز وحماية الكاثوليكية بوصفها الديانة الرسمية للكولومبيين.[5] كان الاتحاد الكنفدرالي الغرناطي دولة فيدرالية تضم أراضي جمهوريتي كولومبيا وبنما الحاليتين فيما بين عام 1858 وعام 1863. تأسست عقب دستور 1858 خلال فترة حكم ماريانو أوسبينا رودريجيث. واستبدلت هذه الوثيقة النظام المركزي الفيدرالي الذي نظمه دستور 1853، وكان بمثابة التمهيد لتشكيل ما يسمى أوليمبو الراديكالي،[6] وهي الفترة التي فرضت الأفكار الليبرالية الراديكالية الكولومبية تحت مسمى الولايات المتحدة الكولومبية (1863-1886). كما شهدت البلاد فترة عدائية ضد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، من قبل الحكومة الليبرالية الراديكالية.[7][8] وعلى الرغم من كون معظم سكان كولومبيا كانوا من الرومان الكاثوليك، وشكلَّ الدين جزءًا أساسيًا من الحياة الأجتماعية، وافقت الحكومة على عدد من القوانين الموجهة إلى السيطرة على رجال الدين وممتلكات الكنيسة خلال هذا الوقت.

كاتدرائيَّة سيدة السبحة الورديَّة في مانيزاليس؛ وهي ثالث كبرى كاتدرائيات أميركا اللاتينية.

خلال الرئاسة الأولى لتوماس ثيبريانو دي موسكيرا خلال 1849، اعتمد موسكيرا موقف متطرف مع الكنيسة، ووافق على قوانين تصادر ممتلكات الكنيسة وإخضاع رجال الدين لقواعد الحكومة. في عام 1839، نشأ نزاع حول إغلاق الأديرة من قبل كونغرس غرناطة الجديدة. والذي ما لبث أن تحول إلى حرب السوبريمس، والتي استمرت لمدة سنتين إلى أن تحولت إلى صراع حول الحكم الذاتي الإقليمي. وقام بحل الرهبنة اليسوعية في جمهورية غرناطة الجديدة وطرد رئيس أساقفة بوغوتا. وأدى إغلاق الأديرة إلى دفع الراهبات إلى الفقر، على الرغم من أن المواطنين المحليين قاموا بإيواء الراهبات في منازلهم. ووجه كل ذلك انتقادًا مباشرًا من الكرسي الرسولي، مما دفع البابا بيوس التاسع إلى إدانة حكومة كولومبيا. خلال حكومة ماريانو أوسبينا رودريجيث رُحب باليسوعيين مرة أخرى في البلاد وخففت حدة التوترات الدينية.[9] وكانت الولايات المتحدة الكولومبية دولة فيدرالية تضم أراضي جمهوريتي كولومبيا وبنما الحاليتين فيما بين عام 1863 وعام 1886.[10] تبعت الاتحاد الكنفدرالي الغرناطي في 1861،[11] وهو الحدث الذي تم تأكيده مع دستور ريونيجرو سنة 1863،[12] وحلت مكانها جمهورية كولومبيا سنة 1886.[7] أدّت سياسة توماس ثيبريانو دي موسكيرا الصارمة تجاه الكنيسة الكاثوليكية إلى استياء المحافظين في البلاد. حيث تم تمصادرة الأراضي التي تمتلكها الكنيسة ونقلها إلى الصناعيين وتقلص تأثير الكنيسة وحقوقها، وعاد نفوذ الكنيسة من جديد خلال جمهورية كولومبيا.

في دستور كولومبيا من عام 1991 أعلنت الدولة الكولومبية فصل الكنيسة الكاثوليكية عن الدولة ونصت على المساواة والحرية الدينية. وعلى الرغم من أن الدولة لا تحتفظ بإحصاءات رسمية عن الانتماء الديني، فإن دراسة استقصائية أجريت عام 2001 كشفتها صحيفة إل تيمبو تشير إلى أن 80 في المائة من السكان من الكاثوليك. في 22 يونيو 2012 نشرت العديد من وسائل الإعلام في كولومبيا والعالم، تقرير بعنوان "البابا يشعر بالقلق إزاء تغلغل الكنائس الخمسنية في كولومبيا" حيث اعترف البابا بندكت السادس عشر بالأثر الثقافي للكنائس الخمسينية في خصوصيات هذا البلد. وفي 11 سبتمبر من عام 2017 قام البابا فرنسيس بزيارة كولومبيا للدعوة إلى مصالحة عقب توقيع الحكومة الكولومبية ومتمرّدو «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» في 24 يونيو من عام 2018 في هافانا اتفاقاً لوقف نهائي لإطلاق النار ونزع سلاح المتمردين، ما رفع آخر عقبة أمام إبرام اتفاق سلام بعد نصف قرن من القتال.[13]

الديموغرافيا والطوائف

كاتدرائية دي سال دي سیباخیرا: توصف الكنيسة بأنها "جوهرة العمارة الحديثة".[14]

وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حوالي 92% من السكان مسيحيين، منهم 79% من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وحوالي 13% من أتباع الكنائس البروتستانتية.[15] في حين وجدت دراسات أخرى أن 70.8% من السكان من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية و16.7% من أتباع الكنائس البروتستانتية وحوالي 1.8% من السكان من شهود يهوه والأدفنتست.[2][16] في إدارة أرخبيل سان أندريس يعتنق أغلبية السكان المسيحية ديناً، ويعتنق الرازيال وهم مجموعة أفرو كاريبيَّة ناطقة بالإنجليزية، البروتستانتية خصوصاً على مذهب الكنيسة المعمدانية،[17] وينتشر المذهب الكاثوليكي والأدفنتست أيضاً خصوصاً في جزيرة سان اندرس.

الكنيسة الكاثوليكية

الكنيسة الكاثوليكية الكولومبية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الكولومبي. كانت الكاثوليكية الدين الرسمي للبلاد منذ الإستعمار الإسباني حتى 1991 مع الإصلاح الدستوري، الذي منح مساواة المعاملة من الحكومة لجميع الأديان. ومع ذلك، لا تزال الكاثوليكية الدين الرئيسي في كولومبيا من حيث عدد الأتباع إذ يقدر أتباعها بحوالي 75% من الكاثوليك هم كاثوليك اسميًا في حين 25% هم من الممارسين الكاثوليك. وفقًا كتاب حقائق العالم حوالي 90% من السكان هم كاثوليك و10% آخرون.[18] أفاد حوالي 35.9% من الكولومبيين بأنهم لا يمارسوا إيمانهم بفعالية.[2]

تتبع الكنيسة الكاثوليكية الكولومبيَّة أربعة وسبعين أبرشية، وينضوي تحت سلطة الكنيسة الكاثوليكية في كولومبيا أكثر من 120 من الرهبانيات الدينيَّة المختلفة والمنظمات العلمانية الكاثوليكية والتي تدير مئات المدارس الإبتدائية والثانوية والمستشفيات والعيادات ودور الأيتام والكليات، إلى جانب ثمانية جامعات كاثوليكية، ومن بين هذه الجامعات الأكثر شهرًة الجامعة الحبري جافيريانا في كالي، والجامعة الحبرية جافيريانا في بوغوتا، وكلاهما جامعات يسوعية.[19]

الكنائس البروتستانتية

ينتمي المسيحيين البروتستانت في كولومبيا إلى الكنيسة المعمدانية، واللوثرية، والمينوناتية، والخمسينية والأدفنتست. شهدت كولومبيا في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الخمسيني البروتستانتي؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 13% سكان كولومبيا من البروتستانت؛ ويشكل الخمسينيين حوالي 56% من مجمل المذاهب البروتستانتية.[15] يُعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدنيًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 86% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا.[15] وحوالي 68% من البروتستانت يقرأون الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل.[15]

الكنائس المسيحية الشرقية

هناك تواجد ملحوظ للكنائس المسيحية الشرقية في كولومبيا وتتكون هذه الكنائس من موجات المهاجرين المسيحيين العرب خاصًة من اللبنانيين من الموارنة، والسوريين، والمسيحيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى موجات المهاجرين من الأرمن واليونانيين والروس والأوكرانيين وغيرهم من الشعوب التي يعود أصولها إلى أوروبا الشرقية.

يعود أصول الغالبية الساحقة من الشرق الأوسطيين في كولومبيا أساسًا إلى ما هو الآن سوريا ولبنان والغالبية العظمى منهم أتباع الكنائس المسيحية الشرقية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كثيرًا ما يطلق على العرب مصطلح "توركوس" ويرجع ذلك إلى حقيقة أن العديد من الدول العربية كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية في الوقت الذي بدأت فيه موجة الهجرة الكبيرة، ودخل معظم العرب الشوام إلى البلاد مع هويات تركيَّة وكان قد هرب الكثير من العرب الشوام خاصًة المسيحين منهم من سياسة التي اتبعتها العثمانيين. في حين تعود أصول موجات المهاجرين من الأرمن إلى تركيا بعد المذابح الأرمنية وبوغروم إسطنبول يذكر أن غالبيَّة اليونانيين في كولومبيا هم من أتباع الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية أمّا الأوكرانيين فأغلبهم من أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية.

المجتمعات المسيحية المشرقية في كولومبيا لها وجود بارز وهي مندمجة بشكل جيد، ويبرز أبنائها في مجال الأعمال التجاريَّة، والتجارة، والخدمات المصرفيَّة، والصناعة، والسياسة.[20] ويعتبر المسيحيين ذوي الأصول العربيَّة إلى جانب الأرمن في كولومبيا عمومًا "أغنياء ومتعلّمين وذوي نفوذ".[21] وتركت الجاليات المسيحية الشرقية بصمات واضحة بشكل واسع.[22] يذكر أنَّ خوليو سيزار تورباي أيالا والذي تولى رئاسة كولومبيا من عام 1978 حتى عام 1982 كان من أصول لبنانيَّة ومارونية.[23]

طوائف مسيحية أخرى

تضم كولومبيا حوالي 180,000 شخص من أتباع كنيسة الأدفنتست، وحوالي 130,000 من أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة إلى جانب 120,000 شخص من شهود يهوه. عدد من الذين ينتمون إلى أصول هنديَّة أو مستيزو أو أفريقية بشكل خاص، يمزجون الشعائر الكاثوليكية مع العقائد الروحية لثقافاتهم التقليدية.

الإلترام الديني

إحتفال ديني إنجيلي في بوغوتا.

الغالبية العظمى من مسيحيي البلاد من المتدينين حيث أنَّ حوالي 77% من مسيحيي كولومبيا يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم،[15] ويؤمن 99% من الكاثوليك والبروتستانت بالله، ويؤمن 50% من الكاثوليك وحوالي 73% من البروتستانت بحرفيَّة الكتاب المقدس. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 50% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 73% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا.[15] وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أن البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا.[15]

عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 86% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 73% من الكاثوليك.[15] ويقرأ حوالي 68% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل بالمقارنة مع 28% من الكاثوليك.[15] ويُداوم 73% من البروتستانت على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 50% من الكاثوليك. ويصُوم 53% من البروتستانت خلال فترات الصوم بالمقارنة مع 29% من الكاثوليك. ويُقدم حوالي 69% من البروتستانت الصدقة أو العُشور، بالمقارنة مع 39% من الكاثوليك. وقال حوالي 31% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد، بالمقارنة مع 7% من الكاثوليك.

القضايا الاجتماعية والأخلاقية

عمومًا يعتبر البروتستانت أكثر محافظة اجتماعيًة بالمقارنة مع الكاثوليك؛ يعتبر حوالي 90% من البروتستانت الإجهاض عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 82% من الكاثوليك،[15] ويعتبر حوالي 85% من البروتستانت المثلية الجنسية ممارسة غير اخلاقية وخطيئة بالمقارنة مع 65% من الكاثوليك،[15] ويعتبر حوالي 76% من البروتستانت شرب الكحول عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 50% من الكاثوليك،[15] ويعتبر حوالي 75% من البروتستانت العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير أخلاقية بالمقارنة مع 53% من الكاثوليك،[15] ويعتبر حوالي 49% من البروتستانت الطلاق عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 30% من الكاثوليك.[15]

التأثير في المجتمع

تطواف أسبوع الآلام في كولومبيا.
حرم جامعة خافيريانا البابويَّة الرئيسي في مدينة بوغوتا.

في الفترة الإستعمارية، أنشأت الكنائس الكاثوليكية وكانت مسؤولة عن معظم المؤسسات العامة، مثل المرافق التعليمية (المدارس والكليات والجامعات والمكتبات والحدائق النباتية، والمراصد الفلكية)؛ المرافق الصحية (المستشفيات ودور الحضانة) والسجون. كما "ورثت" كمية كبيرة من الأراضي المنتجة، والتي صودرت في وقت لاحق من قبل حكومة الليبرالية.

غالبًا ما يُشار في التقاليد الكاثوليكية إلى كولومبيا كبلد القلب المقدس، ويرجع ذلك إلى التكريس السنوي للبلاد لقلب يسوع الأقدس بتوجيه من رئيس الجمهورية. وقد تم إعادة تكريس كولومبيا لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر في عام 2008، في احتفال على نطاق البلد اشترك فيه الأساقفة الرئيسيين ومع وجود الرئيس الكولومبي.

الثقافة

المشهد والثقافة الكاثوليكية متجذّرة ومتداخلة في كولومبيا يظهر ذلك في الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون والموسيقى والحياة الاجتماعية وحياة الأسرة حيث كانت العائلة ومازالت دائمًا ذات أهمية فائقة في ثقافة وتقاليد كولومبيا. كما أن الاحتفالات المسيحية الشعبية متجذرة منذ قرون حيث تُقام سنويًا في معظم المدن والبلدات والقرى الكولومبيَّة الاحتفالات بالقديسين الشفعاء وتنتشر في الثقافة اللاتينية الكرنفالات وهي احتفالات كبرى تسبق الصوم الكبير، والمهرجانات الدينية الخاصة في عيد الميلاد وعيد الفصح ومسيرات الجمعة الحزينة.

تضع الثقافة الكولومبيَّة الكاثوليكية قيمة عالية للأسرة، وتحبذ الثقافة الكاثوليكية الكولومبيَّة على إنجاب الأطفال باعتبارهم من أهم القيم في الحياة الأسرية. غالبَا ما تميل الأسر المسيحيَّة اللاتينية إلى أن تكون متماسكة ولديها علاقات متينة مع الأسرة الموسعة والتي تشمل الأقرباء، تٌرّكز الثقافة المسيحية الكولومبيَّة على دور الأجداد في تنشئة الأطفال.[24] تلعب الأسرة الممتدة دورًا هامًا للعديد من العائلات المسيحية الكولومبيَّة، وتعتبر لبّ وقلب التجمعات العائليّة الطقوس الدينية التي تُقام في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على وجه الخصوص. مثل التعميد، وأعياد الميلاد، أول قربانة، التثبيت، وحفلات الزفاف. ويلعب العرّاب دورًا هامًا في هذه الطقوس.[25][26] تبدو العلاقة بين الوالدين والعرابين أو المعاونين لهم مهمة ومميزة بطريقة خاصة.[27] حيث يترتب على تلك العلاقات التزامات ومسؤوليات متبادلة قد تكون مفيدة اجتماعيًا للمشاركين.

مصادر

  1. CIA World Factbook, 2009
  2. Beltrán Cely, William Mauricio. monopolio católico a la explosión pentecostal.pdf "Del monopolio católico a la explosión pentecostal" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). Universidad Nacional de Colombia, Facultad de Ciencias Humanas, Centro de Estudios Sociales (CES), Maestría en Sociología.  . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 أكتوبر 2018.
  3. Colombian Constitution of 1991 (Title II – Concerning rights, guarantees, and duties – Chapter I – Concerning fundamental rights – Article 19)
  4. Cheney, David M. "Bogotá (Archdiocese) [Catholic-Hierarchy]". www.catholic-hierarchy.org. مؤرشف من الأصل في 15 يونيو 201809 أكتوبر 2017.
  5. Rehrmann, Norbert (2009) Simón Bolívar: die Lebensgeschichte des Mannes, der Lateinamerika befreite. Editorial Wagenbach. Pág 159
  6. Historia: El Olimpo radical - تصفح: نسخة محفوظة 06 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. REPUBLICA DE NUEVA GRANADA, CONFEDERACION GRANADINA, ESTADOS UNIDOS DE NUEVA GRANADA - تصفح: نسخة محفوظة 30 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. IMPOSICION DE LAS IDEAS LIBERALES Y LA CONSTITUCION DE RIONEGRO - تصفح: نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. :: Presidencia de la República de Colombia :: - تصفح: نسخة محفوظة 09 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  10. ESTADOS UNIDOS DE COLOMBIA - تصفح: نسخة محفوظة 09 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. New Kingdom of Granada AD 1538 - 1717 - تصفح: نسخة محفوظة 11 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. La Constitución de Rionegro - تصفح: نسخة محفوظة 19 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. البابا فرنسيس يزور كولومبيا للدعوة إلى مصالحة؛ الحياة، 4 سبتمبر 2017. نسخة محفوظة 28 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. Las 7 maravillas de Colombia. Zipaquirá Colombia. Terra Viajes - تصفح: نسخة محفوظة 20 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  15. "Religion in Latin America, Widespread Change in a Historically Catholic Region". pewforum.org. Pew Research Center. November 13, 2014. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2019.
  16. Beltrán Cely, William Mauricio. "Descripción cuantitativa de la pluralización religiosa en Colombia" ( كتاب إلكتروني PDF ). Universitas humanística 73 (2012): 201–238. – bdigital.unal.edu.co. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 25 مايو 2017.
  17. Fernando Urrea Giraldo (October 12, 2007). "La visibilidad estadística de la población negra o afrodescendiente en Colombia, 1993-2005: entre lo étnico y lo racial" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). 12º Congreso de Antropología, Universidad Nacional de Colombia. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 فبراير 200829 ديسمبر 2007.
  18. CIA World Factbook, 2009
  19. Annuario Pontificio, 2009.
  20. Diego Andrés Rosselli Cock (15 December 2005). "La comunidad musulmana de Maicao (Colombia)" (باللغة الإسبانية). webislam.com. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 201829 مارس 2016.
  21. Louise Fawcett De Posada; Eduardo Posada-Carbó (1992). "En la tierra de las oportunidades: Los sirio-libaneses en Colombia". Cultural and Bibliographical Bulletin (باللغة الإسبانية). مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 200630 أغسطس 2007.
  22. "En Busca Del Paraíso" (باللغة الإسبانية). Semana.com. 17 October 1994. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 201829 مارس 2016.
  23. إفي, Julio César Turbay Ayala, ex presidente de Colombia, El Mundo, September 15, 2005 نسخة محفوظة 26 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. http://grandparents.about.com/od/grandparentingtoday/a/hispanic_family.htm hispanicfamily
  25. Hispanic Priorities: Marriage, Family and Youth - تصفح: نسخة محفوظة 24 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. Cultural Values of Latino Patients and Families | Dimensions of Culture - تصفح: نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. G. M. Foster, 'Confradia and compradrazgo in Spain and Spanish America', Southwestern Journal of Anthropology, 9 (1953), pp. 1–3.

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :