الرئيسيةعريقبحث

عبد الله بن عبد المطلب

والد النبي محمد ص و زوج آمنة بنت وهب

☰ جدول المحتويات


عبد الله بن عبد المطّلب الهاشميّ القرشيّ، (81 ق.هـ - 53 ق.هـ الموافق 544م - 571م)، هو والد الرسول محمد.

نسبه

هو: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[2]

قال الطبري في تاريخه : "كان عبد الله أبو رسول الله أصغر ولد أبيه وكان عبد الله والزبير وعبد مناف وهو أبو طالب بنوا عبد المطلب لأم واحدة، هذا في رواية ابن إسحاق".

وروى هشام بن محمد عن أبيه أنه قال : "عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله وأبو طالب واسمه عبد مناف والزبير وعبد الكعبة وعاتكة وبرة وأميمة ولد عبد المطلب إخوة".

حياته

نذر عبد المطلب

نذر عبد المطلب إذا تم أبناؤه عشرة لينحرن أحدهم قربانا لله تعالى عند الكعبة فلما توافى أولاده عشرة جمع قريشا وأخبرهم بنذره فكان عبد الله والد النبي هو الذبيح وعبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه فأقبل به عند الكعبة ليذبحه فمنعته قريش سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب فقال عبد المطلب: ماذا أفعل بنذري؟ فأشارت إليه امراة أن يقرع بينه وبين عشرة من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشرا من الإبل حتى يرضى الله به وأقرع عبد المطلب بين عبد الله وعشرة من الإبل فوقعت القرعة على عبد الله فلم يزل حتى بلغت مائة إبل.

زواجه من آمنة بنت وهب

كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب تعيش في كنف عمّها وهيب بن عبد مناف، فذهب إليه عبد المطلب بابنه عبد الله فخطبها له، ثم تزوجها، ولما تزوجها أقام عندها ثلاثة أيام، وكانت تلك العادة عندهم.[3]

المرأة التي تعرّضت له

تذكر كتب السير النبوية بأنّ عبد الله قد عَرَضت له امرأة طلبت منه أن يضاجعها، [4] فرفض ذلك، وقال عبد الله :

أما الحرامفالممات دونه
والحل لاحل فأستبينه
فكيف لي بالـأمر الذي تبغينه
يحمي الكريمعرضه ودينه

وهذه المرأة هي قتيلة بنت نوفل، أخت ورقة بن نوفل وقيل أنها "فاطمة بنت مر الخثعمية"، حيث مرّ بها عبد الله يومًا، فدعته يتزوج بها، ولزمت طرف ثوبه فأبى وقال: «حتى آتيك»، وخرج سريعًا حتى دخل على زوجته آمنة بنت وهب فجامعها، فحملت بالنبي محمد، ثم رجع عبد الله إلى المرأة فوجدها تنظر إليه فقال: «هل لك في الذي عرضت عليّ؟» فقالت: «لا، مررتَ وفي وجهك نورٌ ساطعٌ، ثم رجعتَ وليس فيه ذلك النّور»، وقال بعضهم قالت: «مررتَ وبين عينيك غرة مثل غرة الفرس ورجعت وليس هي في وجهك».[5] ، ثم أنشأت تقول:

إني رأيت مخيلة لمعتفتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نورا يضيء لهما حوله كإضاءة البدر
ورجوتها فخرا أبوء بهما كل قادح زنده يوري
لله ما زهرية سلبتثوبيك ما استلبت وما تدري

وقالت أيضا :

بني هاشم قد غادرت من أخيكمأمينة إذ للباه يعتركان
كما غادر المصباح عند خمودهفتائل قد ميثت له بدهان
وما كل ما يحوي الفتى من تلادهبحزم ولا ما فاته لتواني
فأجمل إذا طالبت أمرا فإنهسيكفيكه جدان يعتلجان
سيكفيكه إما يد مقفعلةوإما يد مبسوطة ببنان
ولما حوت منه أمينة ما حوتحوت منه فخرا ما لذلك ثان

وقال جمع من المحدثين أن تلك الزيادة الأخيرة (عودة عبد الله إلى المرأة) زيادة ضعيفة لا تصح[6].

مصيره في الآخرة

ورد حديثًا عن النبي أن أباه عبد الله في النار، فعن ثابت عن أنس أن رجلا قال:

" يا رسول الله أين أبي قال: في النار، فلما قفى دعاه، فقال إن أبي وأباك في النار[7][8] "

قال ابن كثير

" وإخباره صلى الله عليه وآله وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد عنه من عدة طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة، كما بسطناه سنداً ومتناً في تفسيرنا عند قوله تعالى :(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا)[9] فيكون منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة[10][11] "

وقيل لأنه - ومن معه - بلغهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام فلا يعذرون[11]


وروي حديثًا عن الإمام جعفر الصادق وهو الإمام السادس من الأئمة الاثني عشر لدى الشيعة:[12]

" قال الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السّلام" : «نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلبٍ أنزلك، وبطنٍ حملك، وحجرٍ كفلك؛ فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب». "


وفاته

خرج عبد الله من مكة متوجهًا إلى غزة في الشام في قافلة بهدف التجارة بأموال قريش، وفي طريق عودتهم وأثناء مرورهم بالمدينة المنورة مرض عبد الله، فقرر البقاء عند أخواله من بني النّجّار على أمل اللحوق بالقافلة إلى مكة عندما يشفى من مرضه، فمكث عندهم شهرًا، وتوفي بعدها عن عمر 25 سنة، ودفن في دار تُسمّى "دار النابغة" (وهو رجل من بني عديّ بن النّجار)، وكانت زوجته آمنة بنت وهب يومئذٍ حامل بالنبي محمد لشهرين. وقد ترك عبد الله وراءه خمسة جمال، وقطيع من الغنم، وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها أم أيمن. وقد رثته آمنة بقولها:[13]

عفا جانبُ البطحاء من ابن هاشموجاور لحدًا خارجًا في الغماغم
دعته المنايا دعوةً فأجابهاوما تَرَكَت في النّاس مثل ابن هاشم
عشيّةً راحوا يحملون سريرَهتعاورَه أصحابه في التزاحم
فإن يكُ غالته المنايا وريبهافقد كان معطاءً كثيرَ التراحم

المصادر

  1. Islamic Ethics and Counselor Decision-Making — الناشر: SAGE Publishing
  2. سيرة ابن هشام.
  3. الطبقات الكبرى، ابن سعد البغدادي، ج1، ص94-97، دار صادر، بيروت. نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. يضاجعها بمعنى: أن يتزوج بها
  5. الطبقات لابن سعد - تصفح: نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  6. أنظر صحيح السيرة النبوية ص 33
  7. رواه مسلم (203) وأبي داود، وأحمد وابن حبان (578) والبيهقي وأبي يعلى والبزار(13/267) وغيرهم
  8. درجة حديث (..إن أبي وأباك في النار) - تصفح: نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. [ الإسراء: 15]
  10. البداية والنهاية لابن كثير
  11. مصير والد النبي - فتاوي إسلام ويب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. الكليني، الكافي، ج 2، ص 456.
  13. الطبقات الكبرى، ابن سعد البغدادي، ج1، ص99-100، دار صادر، بيروت. نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية


موسوعات ذات صلة :