الرئيسيةعريقبحث

موشيه دايان

قائد عسكري إسرائيلي ،وزير الدفاع الإسرائيلي السابق

☰ جدول المحتويات


موشيه دايان، (العبرية משה דיין؛ ولد في 20 مايو 1915 في كيبوتس دغانيا – توفي في تل ابيب في 16 أكتوبر 1981)، هو عسكري وسياسي إسرائيلي. يُترجم اسمه بالعبرية "القاضي موسى"، ويعتبر من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تأثيرًا على اسرائيل في الثلاثين سنة الاولى من وجودها، مثل بشخصيته الإسرائيلي الجديد (التسابار- الذي ولد في إسرائيل)، وهو الذي يحمل السلاح بيد والمعول بيد اخرى، رؤيته العسكرية ساهمت في بلورة منهجية قوة الردع للجيش الاسرائيلي كجيش هجومي ومبادر.[7]

موشيه دايان
(بالعبرية: משה דיין)‏ 
Moshe Dayan, Chief of General Staff.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 20 مايو 1915
ديجانيا ألف
الوفاة 16 أكتوبر 1981 (66 سنة)
تل أبيب
سبب الوفاة سرطان،  وسرطان القولون،  ونوبة قلبية 
مكان الدفن نهلال 
مواطنة Flag of Israel.svg إسرائيل 
الديانة يهودية
مشكلة صحية رؤية وحيدة العين 
أبناء عاصي ديان،  وياعيل دايان،  وإيهود دايان 
الأب شموئيل دايان 
مناصب
رئيس الأركان  
في المنصب
7 ديسمبر 1953  – 1958 
▶︎ Kadish Luz  
Haim Gvati   ◀︎
عضو الكنيست[1]  
في المنصب
30 نوفمبر 1959  – 16 أكتوبر 1981 
وزير الزراعة والتنمية[2]  
في المنصب
17 ديسمبر 1959  – 4 نوفمبر 1964 
▶︎ Kadish Luz  
Haim Gvati   ◀︎
وزير الدفاع[3]  
في المنصب
5 يونيو 1967  – 3 يونيو 1974 
وزير الخارجية  
في المنصب
20 يونيو 1977  – 23 أكتوبر 1979 
الحياة العملية
المهنة سياسي،  وضابط،  وعالم آثار 
الحزب ماباي، حزب رافي، حزب العمل الإسرائيلي
اللغة الأم العبرية 
اللغات العبرية[4] 
الخدمة العسكرية
الولاء إسرائيل،  والمملكة المتحدة 
الفرع هاجاناه،  وجيش الدفاع الإسرائيلي 
الرتبة راف ألوف 
القيادات القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي (مايو 1952–ديسمبر 1952)
القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي (25 أكتوبر 1949–1951)
جيش الدفاع الإسرائيلي (7 ديسمبر 1953–1958) 
المعارك والحروب الحرب العالمية الثانية،  وحرب فلسطين 1948،  والعدوان الثلاثي 
الجوائز
Legion Honneur GO ribbon.svg
 وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط أكبر  (1956)[5][6] 
التوقيع
Moshe Dayan signature.svg
المواقع
IMDB صفحته على IMDB 

تولى مناصب رئاسة اركان الجيش الاسرائيلي ووزارة الزراعة والدفاع والخارجية. لعب ادوار اساسية في حروب اسرائيل الاولى، اعتبر بطل النصر في إسرائيل في حرب 1967[8]، وتم تحميله مسؤولية الفشل في حرب اكتوبر 1973، ضمن منصبه كوزير للخارجية ساهم في بلورة اتفاقية السلام بين اسرائيل ومصر. تعتبر شخصية ديان من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تنوعًا وتركيبًا واثارة للجدل، فالى جانب دهائه وقدرته العسكرية والسياسية والعملية الهائلة التي جعلته محط الانظار، تميز بنمط الحياة المتطرف، الفضائح الشخصية والعاطفية، شغفه باقتناء وسرقة الاثار القديمة من المناطق المحتلة، وتوجهه المستهين بالقواعد والنظم وعلاقته المتوترة بأسرته.

نشأته

وُلد موشيه شموئيل ديان في كيبوتس "دغانيا" على ضفاف بحيرة طبريا بفلسطين عام 1915 لأبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا واستقر بهما المقام في فلسطين عندما كانت تحت الحكم العثماني وبعد أقل من سنتين قامت الثورة العربية الكبرى في الحجاز وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

تلقى ديان تعليمه الابتدائي في مستوطنة "نهلال" التي انتقلت أسرته إليها بعد أن ضاقت بالعيش على أسلوب الحياة الاشتراكية كيبوتس دغانيا، التحق بعدها بمدرسة الزراعة للبنات التي أنشئت خصيصا لتعليم المهاجرات الزراعة، فكان بذلك أول صبي يلتحق بتلك المدرسة، وعندما بلغ 14 عاماً، التحق دايان بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية.[9]

تعرف في المدرسة الزراعية إلى روت شفارتس ابنة أحد المحامين الأغنياء في القدس، وتزوجا عام 1935. وبعد انهائه الدراسة استمر بممارسة الزراعة في نهلال.

انضمامه للهاجاناه

مع بداية الثورة الفلسطينية عام 1936، سمحت سلطات الانتداب البريطاني بإنشاء قوة الشرطة للمستوطنات اليهودية، التي تتألف من أعضاء من الهاجاناه، تسمى "نوتريم"، وبعد أن خدم دايان لفترة وجيزة كدليل في الجيش البريطاني، تجند في شرطة الاستيطان اليهودي. وفي ديسمبر 1937 التحق بدورة لقادة الاقسام تحت اشراف اسحاق ساديه، من مؤسسي الهاجاناه والبلماح، وكان من بين المتدربين تحت امرته إيغال ألون من قيادات البلماح وقيادات إسرائيل لاحقَا. في 1938-1939 كان عضوا في "الوحدات الميدانية" بقيادة ساديه والدوريات الليلية الخاصة بقيادة ضابط المخابرات الإنجليزي أورد وينجت والتي تميزت بخفة الحركة والانقضاض السريع على المراكز العربية ليلاً، في هذه الأطر تعلم العقيدة القتالية الهجومية، التي استخدمها خلال حياته العسكرية.

ابتدع ديان في هذه الفترة طريقة أطلق عليها "البرج والسور"، لاقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة بشكل خاطف، وتحت انف الإنجليز، إذ تستولي مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض ليلاً وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة، اقامت الهاجناه 53 مستوطنة من هذا النوع بين الاعوام 1936 و 1939.[10]

في بداية الحرب العالمية الثانية حظرت بريطانيا النشاط العسكري، الا ان ديان اسر مع مجموعة من 43 متدرب لديه عند محاولتهم الهرب بعد كشف معسكر تدريبهم، حيث داهمتهم قوة عربية وفيما بعد تم اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة، حكم عليهم بـ 10 سنوات سجن في قلعة عكا القديمة، الا انهم خرجوا لاحقا بعد تدخل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان في فبراير عام 1941.

الحرب العالمية الثانية وفقدانه لعينه

عند أطلاق سراح دايان من السجن، كانت بريطانيا وفرنسا الحرة، قد قررتا تحرير لبنان وسوريا من قوات حكومة فيشي بالتعاون مع بعض القوات اليهودية، وبدأ اسحاق ساديه بتنظيم قوة قتالية التي من شأنها أن تساعد في عمليات الاستطلاع البريطانية، قوة شكلت نواة منظمة البلماح لاحقًا. في يونيو 1941 انضم ديان إلى الكتيبة الاسترالية السابعة في مهمة ضد قوات جيش فيشي في سوريا، تم كشف هذه العملية ونشأ عنها تبادل لاطلاق النار، خلال هذه المناوشات ضرب قناص فرنسي عين منظار دايان، مما ادى إلى اصابته المباشرة، وفقدانه لعينه بشكل كامل نتيجة لشظايا الزجاج، ومنذ ذلك الحين بدأ بارتداء غطاء العين الاسود والذي عرفت شخصيته به، بعد هذه المشاركة في قتال قوات المحور قلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية.[11]

عاد دايان بعد اصابته إلى مزرعته في نهلال وواصل أنشطته كجزء من الهاجاناه. في عام 1945 انتقل إلى تل أبيب، وفي ديسمبر 1946 سافر إلى مدينة بازل لاشغال عضوية الكونغرس الصهيوني، بين الاعوام 1939 - 1945، انجب اولاده الثلاثة، ياعيل (اصبحت كاتبة وعضو كنيست)، إيهود (أودي) فنان تشكيلي، واساف (اسي) مخرج وممثل إسرائيلي كبير.

في فبراير1947 تم استدعائه لاشغال مهمة ضابط لشؤون العرب، من قبل يعقوب دوري، قائد اركان الهاجاناه وأول قائد اركان للجيش الاسرائيلي لاحقاً، وقد اصبح باديًا ان الحرب باتت وشيكة.

حرب 1948

شغل دايان العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948، ففي العام 1947 تمت ترقيتة ليكون واحدا من هيئة أركان الهاجاناه وكان مختصا بتجنيد ومتابعة العملاء المكلفين بجمع معلومات عن القوات العربية الغير نظامية في فلسطين، وينسب اليه البدء بعقد تحالف بين اسرائيل والطائفة الدرزية، بعد مقتل أخيه زوريك أثناء أحد الاشتباكات مع محاربين دروز في جيش الإنقاذ في 14 إبريل 1948.

نال ديان اعجاب دافيد بن غوريون وقربه اليه، وفي 18 مايو 1948 تم تعيينه قائدا لقطاع نهر الأردن و تولى المهمات الدفاعية في هذا القطاع الحيوي، وشارك في معركة دغانيا لصد القوات الاردنية والسورية هناك، في اعقاب هذه المعركة وفي يوليو 1948 أصبح ديان أول قائد للكتيبة 89 التابعة للواء الثامن المدرع.

شن ديان في 11 يوليو 1948 هجوم مكثف على مدينة اللد، ضمن "عملية داني" والتي تعتبر من أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها قوات “البلماح” ، “هرئل” و”يفتاح” واشتركت في هذه العملية قوات من سلاح المدرعات وسلاح المشاة وسلاح المدفعية والسلاح الجوي. انتهت العملية باحتلال مدينة اللد، وانسحاب القوات العربية المرابطة هناك، حيث قامت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بالهجوم على المدينة بعد تطويقها واسقاط القرى المجاورة، حيث نجحوا في احتلال تحصينات المدينة في الجهة الشرقيه الجنوبية والوصول إلى أطراف المدينة وإلى بعض بيوتها موقعين ضحايا كثيرة من الأهالي معظمهم من الرجال المسنين والنساء والأطفال، ومنهم مجموعة كبيرة من أهالي قرية دهمش اللذين لجأوا إلى المسجد خوفا من انتقام الجنود، حيث اقتحم الجنود الجامع واوقع اما يزيد عن 176 ضحية. [12]

لم يتطرق الاعلام الصهيوني لهذه المجزرة الا انه رافق احتلال اللد جدل وتنافس على دور البطولة في هذه المعركة بين ايغأل الون وديان.

في 1 أغسطس 1948، حصل دايان على منصب قائد لواء عتسيوني وتم ترقيته إلى رتبة مقدم، بعد عملية اللد، تم نقل كتيبة دايان إلى الجبهة الجنوبية وحارب ضد القوات المصرية، وفي هذه الفترة عين قائدا للواء القدس، وخلال توليه مهام قيادة لواء القدس، ورغم ان العمليات بدأت بالهدوء، الا انه قرر شن غارة جديدة واحتلال تلة في منطقة جبل المكبر كانت تحت سيطرة القوات الاردنية، بهدف منع اطلاق النار على المستوطنات اليهودية تلبيوت وارمون هنتسيف، هذه العملية غير المدروسة وضعت قوات لواء عتسيوني في مأرب للقوات الاردنية وكانت خسائرها فادحة للجانب الإسرائيلي، وعرفت هذه العملية كبقعة سوداء في سجل ديان في حرب 1948.

وفي إطار هذا المنصب أجرى مفاوضات مع الملك عبدالله ومندوبيه[13] ومنهم عبدالله التل، حيث وصل كلاهما إلى اتفاق في ديسمبر 1948 يقضي بوقف اطلاق النار، وابقاء حيازة اسرائيل لمنطقة جبل سكوبس (المشارف) كجزيرة داخل المناطق التابعة للسيطرة الاردنية وتمكين المرور من واليها. حيث انهى هذا الاتفاق القتال على هذه الجبهة[14].

في 3 ابريل 1949 مثل ديان اسرائيل في وفد المفاوضين لمحادثات الهدنة مع الاردن في رودس، والتي اعقبتها توقيع اتفاقية رودس بين اسرائيل والاردن.

في ال 25 من أكتوبر 1949 تم ترقية ديان إلى رتبة لواء وتم تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية وسط معارضة شديدة من جنرالات الجيش الإسرائيلي.

انتقل في العام 1951 إلى انجلترا للمشاركة في دورة تدريبية في أحد كليات الجيش البريطاني، و في مايو عام 1952 تم تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية، منصب اشغله لمدة ستة أشهر.

في ديسمبر 1952 عين رئيس فرع العمليات في الجيش وهو يعتبر ثاني أعلى منصب في بعد منصب رئيس هيئة الأركان العامة، مما اظهر النية بتعيينه لاحقًا لمنصب رئيس الاركان، وضمن هذا المنصب قام بتعيين أرئيل شارون قائدأ لكتيبة 101، التي ارتكبت مجزرة قبية بعد وقت قصير من عام 1953، وقد مثل ديان إسرائيل في نقاشات الجمعية العامة للامم المتحدة في قضية المجزرة، ومع عودته تم تعيينه قائد لاركان الجيش في 6 ديسمبر 1953.

موشيه دايان و عبد الله التل يتوصلان لاتفاق وقف إطلاق النار في القدس، 30 نوفمبر 1948

قائد اركان الجيش 1953-1958

اشغل هذا المنصب بين ديسمبر 1953 ويناير 1958

فضيحة لافون

بعد يوم واحد من تعيينه، وفي 7 ديسمبر 1953 اعلن بن غوريون عن انسحابه من رئاسة الوزراء، تعيين ديان كان من قراراته الاخيرة، واوكل منصب رئاسة الوزراء لموشيه شارت ومنصب وزارة الدفاع لبنحاس لافون، حيث لم تكن لديان علاقات وطيدة بهم ووقعوا في خلافات متعددة حول سلم الصلاحيات في الجيش، وفي رؤيتهم العسكرية.

في يوليو 1954 اندلعت فضيحة لافون، حيث كشف عن خلية ارهابية يهودية مصرية، جندتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية بهدف اجراء عمليات تخريبية ضد مصالح بريطانية وامريكية في مصر، والإيعاز ان العمليات نفذت من قبل خلية مصرية، من اجل عرقلة انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس ومصر، ادت الفضيحة إلى استقالة لافون الذي ادعى ان قيادات الجيش حاكت له مكيدة، ومن بينهم شمعون بيريز وموشيه ديان واللواء بنيامين جيبلي، لم يثبت من اعطى الاوامر لهذه العملية ولكن وثارت الشكوك حول وجود يد لديان بها.

عودة بن غوريون 1955

بعد استقالة لافون عاد بن غوريون من عزلته لتولي منصب وزير الدفاع ومن ثم فاز مرة اخرى برئاسة الوزراء، ووجد التوافق في الرؤية العسكرية مع ديان على خلاف رئيس الوزراء السابق موشيه شاريت، فقد كان ديان يؤمن ان إسرائيل يجب ان تعمل على قوة الردع والعمليات الاستباقية، وان بامكانها خوض حرب جديدة بسهولة، فيما كان شاريت متردد، ويسعى لايجاد طرق للحوار مع الدول العربية.

افرزت هذه السياسة المشتركة لدى ديان وبن غوريون قبيل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، سلسلة من الأعمال الإنتقامية دبرها ديان ضد مصر وسوريا والآردن ولبنان عام 1955، والتي راح ضحية هذه الغارات المئات من المدنيين[14]

موشيه دايان في عام 1955

مجزرة كفر قاسم

في اليوم الأول من العدوان الثلاثي على مصر، ارتكبت فرق حرس الحدود الاسرائيلية مجزرة بحق اهالي قرية كفر قاسم على الحدود الأردنية والإسرائيلية في المثلث الجنوبي، حيث افترضت القيادات الإسرائيلية اشتعال الجبهة الشرقية مع الاردن مما يلزم إلى اتخاذ اجراءات حاسمة هناك، ادى كشف امر المجزرة التي تمت بدم باردأ إلى تقديم مجندون وقيادات في الجيش للمحاكمة، شهادات ووثائق متأخرة اثبتت وجود خطة مبيتة لارتكاب المجازر من اجل ترويع الفلسطينيين وحملهم على النزوح، المحكامة الصورية التي تمت للجنود، منعت المسؤولية من الوصول إلى القيادات العليا مثل بن غوريون وديان، وابقت القضية في الدرجات الدنيا لسلسلة انتقال الاوامر.

ديان يتفقد قوات الجيش الاسرائيلي في شرم الشيخ 1956
ديان يتفقد قوات الجيش الاسرائيلي في شرم الشيخ 1956

العدوان الثلاثي على مصر

كان ديان من مؤيدي الهجوم الواسع على الجبهة الجنوبية، وكان يؤمن ان جولة ثانية بعد حرب 1948 حتمية، ولم يرد الاكتفاء بالغارات الانتقامية عبر الحدود، حيث كان قد نجح ومعه شمعون بيريز بإجراء صفقات أسلحة كبيرة مع فرنسا في تلك الفترة، وقاد بنفسه الاتصالات التي تمت بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا وكان الموجه الفعلي لها خاصة في النواحي

العسكرية. وتولى قيادة القوات الإسرائيلية المهاجمة لسيناء في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقد كانت هذه الحرب بداية لشهرته الواسعة في العالم العربي والعالم.[9]

الاستقالة من قيادة الاركان

انتهت الحرب بانسحاب القوات البريطانية والفرنسية، وانسحاب إسرائيل عام 1957 من المناطق التي احتلتها، ومن قطاع غزة كذلك، إضافة إلى وضع قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل، ديان كان من بين المعارضين لانسحاب اسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكنه اضطر لقبول قرار الحكومة، وبعد اتمام الانسحاب الإسرائيلي، خرج في اجازة طويلة قضاها متنقلاً بين دول كثيرة، وفي 29 يناير 1958 انهى مهامه في قيادة اركان الجيش، حل محله في المنصب حاييم لسكوف.

بعد خروجه للحياة المدنية، التحق بكلية القانون والاقتصاد في تل أبيب لدراسة الاقتصاد، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث كانت ابنته ياعيل تدرس.

رجل السياسة

في عام 1959، وبعد عام من تقاعد دايان من السلك العسكري، انضم إلى حزب "مباي" السياسي اليساري الحاكم، وتولى دافيد بن غوريون حضانته سياسياَ فانتخب للكنيست الإسرائيلى عام 1959 عن حزب مباى، وأسندت إليه وزارة الزراعة التي اشغلها حتى عام 1964.

في العام 1963 قدم بن غوريون استقالته، بقي ديان وزيرًا للزراعة بعدها وقت قصير، اذ قدم استقالته أثر نشوب خلاف بينه وبين ليفى أشكول، وما لبث أن انشق عن حزب مباى مقتفياً خطى بن غوريون لتكوين حزب رافي الجديد.

في فترته كوزير للزراعة اتم مشروع المياه القطري، مشروع انشائي ضخم ساهم بنقل المياه من بحيرة طبريا ونهر الاردن إلى النقب، مشروع رفع نسبة مساحات الزراعة في إسرائيل بشكل كبير.

في العام 1965 وبعد ان ابتعد عن السياسة، قبل بشكل مفاجئ اقتراح صحيفة معاريف الإسرائيلية بالسفر إلى فيتنام لتغطية الحرب، مما سبب له انتقادات بعدم احترام هيبة الجيش، من جهته برر هذه الرحلة كجولة للدراسة الحربية.

وزيراً للدفاع 1967- 1973

حرب 1967- النكسة

الانتصار الإسرائيلي في حرب 1967 جعل دايان بطلاً في الإعلام الأمريكي (غلاف مجلة تايم 16 يونيو 1967).

عين رئيس الوزراء الإسرائيلي أشكول موشيه دايان وزيراً للدفاع أبان إعداد إسرائيل لشن حرب حزيران/يونيو 1967، رغم عدم محبّة أشكول له. حيث ظهرت الحرب في الافق مع اغلاق مصر لمضائق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، ودخول الجيش المصري إلى سيناء، حيث رضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول لمطالب الجيش وقطاعات واسعة من الرأي العام الإسرائيلي الذين طالبوا باختيار موشيه ديان وزيرا للدفاع، في 1 يونيو 1967، ولم تمض أيام قليلة على توليه المنصب حتى كان العدوان قد بدأ.

انتهت الحرب والتي تعرف بالنكسة باحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، ووصول إسرائيل إلى قناة السويس، احتلال هضبة الجولان على الحدود السورية واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد هذه الحرب وصل ديان إلى اقصى درجات الشعبية والنجومية والتأثير السياسي، وتوج كبطل حرب.[15]

جنى ديان ثمار الانتصار رغم أن الاستعدادات العسكرية كانت مكتملة قبل توليه الوزارة، حيث لم يكن لديان دور يذكر للتخطيط والإعداد لحرب 1967، كان دوره الاساسي بتحديد الاهداف، إضافة إلى قراره بالوصول إلى قناة السويس، واحتلال القدس الشرقية.

دايان مع مناجيم بيغن

حرب 1973

بتسلم جولدا مائير السلطة في عام 1969، كان ديان وزيراً للدفاع. ورفض ديان شنّ هجوم احترازي على كل من مصر وسوريا لقناعته بقدرة الجيش الإسرائيلي لصد أي هجوم عربي على إسرائيل وللحيلولة من تصوير إسرائيل أن تكون البادئة بالهجوم. وبتعاقب الهزائم الإسرائيلية في بداية حرب أكتوبر، كان دايان على استعداد للإعلان عن هزيمة إسرائيل لولا منعه من قبل مائير من الإدلاء بهكذا تصريح. وتكلّم دايان بدون توريه عن استعمال إسرائيل لإسلحة الدمار الشامل في حال احتياج إسرائيل لمثل هذه الأسلحة لدحر الهجوم العربي.

وبعد الحرب، قامت اللجنة المسؤولة بإعداد تقرير حرب 1973 لام الكادر العسكري وقام بإعفاء الكادر السياسي الإسرائيلي من المسؤولية في تكبّد الخسائر في الأيام الأولى من الحرب إلا أن الغضب والاحتجاج الشعبي الإسرائيلي أدّى إلى استقالة كل من دايان وجولدا مائير.

وزيراً للخارجية 1977-1979

بعد فشله في حرب اكتوبر 1973، لم يتم اشماله في التشكيلة الوزارية الجديدة بقيادة اسحاق رابين، وهي الحكومة التي شكلت في 1974 بعد استقالة غولدا مئير، انتخب ديان لعضوية الكنيست عن المعراخ في انتخابات عام 1977 التي فشل بها المعراج ( مباي سابقًا) مقابل الليكود بقيادة مناحم بيغن، الا انه انشق بعد انتخابات 1977 عن حزب العمل، وانضم لحزب صغير يدعى "تيلم"، وقبل اشغال وزارة الخارجية في حكومة مناحم بيغن، وبعد عام واحد من توليه المنصب الجديد دخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في كامب ديفد انتهت بالتوقيع على أول اتفاقية للسلام بين إسرائيل ودولة عربية عام 1979.[16]

ديان مع كارتر 23 سبتمبر 1977
ديان مع كارتر 23 سبتمبر 1977

قدم استقالته في أكتوبر 1979 في اعقاب خلافات استراتيجية مع بيغن حول مصير المناطق المحتلة وتطبيق الاتفاق مع مصر، حيث لم يكن ديان معنيًا بسيادة إسرائيل على المناطق المحتلة.

في الانتخابات العاشرة للكنيست عام 1981، فازت القائمة بمقعدين فقط، وتوفي ديان بعد فترة قصيرة من دخوله الكنيست.

مماته

في 16 أكتوبر 1981، مات دايان متأثراً بسرطان القولون في مدينة تل أبيب ودفن في "نهلال" حيث نشأ.

انظر ايضاً

مراجع

  1. חה"כ משה דיין — الناشر: كنيست
  2. כל ממשלות ישראל — الناشر: كنيست
  3. כל ממשלות ישראל — الناشر: كنيست
  4. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11898857n — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  5. https://www.gettyimages.com/detail/news-photo/general-moshe-dayan-head-of-staff-of-the-israeli-army-in-news-photo/104415400#general-moshe-dayan-head-of-staff-of-the-israeli-army-in-the-company-picture-id104415400
  6. https://books.google.com/books?id=a-E5DQAAQBAJ&pg=PA35&lpg=PA35&dq=moshe+dayan+%22legion+of+honor%22&source=bl&ots=CfS-svye_w&sig=fo4rl50ZnP7shOTHmbYSoAwYPgo&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwjn7q3Qr9HbAhWL-VQKHbWKDQMQ6AEIUTAM#v=onepage&q=moshe%20dayan%20%22legion%20of%20honor%22&f=false
  7. ديان يعترف .. مذكرات موشي ديان ( العربية)
  8. "ديان، موشي". www.madarcenter.org. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 201921 سبتمبر 2017.
  9. "موشيه ديان". مؤرشف من الأصل في 6 أغسطس 201815 سبتمبر 2017.
  10. "حوما فمغدال (سور وبرج)". www.madarcenter.org. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 201921 سبتمبر 2017.
  11. الوفد. "في ذكرى وفاته.. محطات في حياة "الأعور" موشيه ديان". الوفد. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 201720 سبتمبر 2017.
  12. "ذكرى احتلال اللد: المجزرة لم تطل من اختبئوا بالمسجد فقط! | ذاكرات". اللسعة. 2017-07-11. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 201715 سبتمبر 2017.
  13. "Knesset Member, Moshe Dayan". knesset.gov.il. مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 201715 سبتمبر 2017.
  14. vondeyaz. "سلسله قاده عظماء - 1- موشي ديان". group73historians.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 201815 سبتمبر 2017.
  15. "النكسة.. إسرائيل تهزم العرب في ستة أيام". مؤرشف من الأصل في 30 مايو 201920 سبتمبر 2017.
  16. شخصيات صهيونية (6) "موشيه ديان" أنا وكامب ديفيد. دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية. 2015-02-01.  . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.

موسوعات ذات صلة :