الرئيسيةعريقبحث

يوم عرفة

يوم التاسع من شهر ذي الحجة، فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة

☰ جدول المحتويات


يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة. فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.

يوم عرفة
Pilgrims cover Arafat's roads, plains and mountain - Flickr - Al Jazeera English.jpg
الوقوف على جبل عرفة

يحتفل به المسلمون
نوعه أحد أيام عشر ذي الحجة
أهميته يتم فيه الوقوف على جبل عرفة
(الركن الأساسي للحج)
تاريخه 9 ذو الحجة
متعلق بـ الحج
أيام الحج
اليوم السنوي 9 ذو الحجة 

مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[1] والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حَجُّه،[2][3] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: «الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه».[4] وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً»،[5] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم».[6]

وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي الذي هو أول أيام عيد الأضحى، ويصلي الحاج في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»،[7][8] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويجمع الحاج الحصى،[9] ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

التسمية

رسم لجبل عرفة سنة 1857.

يوم عرفة هو يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة. قال النيسابوري: «عرفات جمع عرفة»، وقال الطبرسي: «عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها».[10] هناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل بأنها سميت بذلك لأن آدم عرف حواء فيها، وقيل لأن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقيل بأن الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب؛ كونها مُقدَّسة. إلا أن الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[11] والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.[12]

ذكر الإمام القرطبي في التفسير وغيره:[13]

«وقالوا في تسمية عرفة بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون فيه، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم فكان يريه المشاهد فيقول له: أعرفت أعرفت؟ فيقول إبراهيم عرفت عرفت. وقيل لأن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة هو وحواء التقيا في ذلك المكان فعرفها وعرفته.»

خلفية

حجة الوداع

خرج النبي محمد في السنة العاشرة للهجرة بصحبة عدد من المسلمين من المدينة قاصداً مكة لأداء فريضة الحج،[14][15] وكان الحج قد فُرض في السنة التاسعة للهجرة.[16] حينما وصل ميقات ذي الحليفة صلى في المسجد، ومن ثم ركب ناقته القصواء واستمر في ذكر التلبية «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». وصل الكعبة واستلم الركن فطاف سبع مرات، فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾[2:125] فصلى ركعتين، وجعل المقام بينه وبين الكعبة، ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا منها قرأ: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾[2:158] فبدأ بالصفا، ثم نزل ومشى إلى المروة، فلمّا كان آخر طواف على المروة نادى وهو على المروة والناس تحته فقال: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة، فمن كان ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: «يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟» فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى وقال: «دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد»، وقدم علي من اليمن ببدن النبي فقال: «ماذا قلت حين فرضت الحج»، قال: «قلت اللهم إنى أهل بما أهل به رسولك»، قال: «فإن معي الهدي فلا تحل»، قال: «فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي مائة»، قال: «فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ومن كان معه هدي». في يوم التروية توجهوا إلى مِنَى وأهلّوا بالحج، فصلى بها النبي محمد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث إلى أن طلعت الشمس، وقد أمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، ومن ثم سار حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها، فخطب بالناس وقال:[14][17]

«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وكان مسترضعا في بني سعد فقتله هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون، قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات.»

ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص. ثم أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعا وكبّر وهلّل حتى قبل طلوع الشمس، بعدها خرج إلى أن وصل الجمرة فرماها بسبع حصيات، فجعل يكبّر مع كل حصاة منها، ثم انصرف إلى المنحر فنحر الهدي، ثم ركب رسول الله فأفاض إلى الحرم فصلى الظهر وشرب من ماء زمزم.[14]

جبل عرفة

الوقوف على جبل عرفة في موسم حج 1430 هـ / 2009 م.

يقع جبل عرفة خارج حدود الحرم على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، حيث يقع شرقي مكة بنحو 22 كم وعلى بعد 10 كم من منى و6 كم من مزدلفة، وإجمالي مساحته تُقدّر بحوالي 10,4 كم². منطقة عرفة أو عرفات عبارة عن سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال يأخذ شكل القوس، يبلغ طولها حوالي ميلين وعرضها كذلك.[18]

لعرفات أربعة حدود، الأول ينتهي إلى حافة طريق المشرق، والثاني إلى حافات الجبل الذي وراء منطقة عرفات، والثالث إلى البساتين التي تلي قرية عرفات، وهذه القرية على يسار مستقبل الكعبة إذا وقف بعرفات، والرابع ينتهي إلى وادي عرنة. في الوقت الحالي تم وضع علامات حول منطقة عرفة أو عرفات تبين حدودها، ليتنبّه لها الحاج.[19] حدود عرفة من ناحية الحرم هي نمرة وثوية وذي المجاز والأراك، وهي مناطق لا يجوز للحاج الوقوف بها كونها خارج عرفة. يوجد هناك علمان في بداية المنطقة وآخران في نهايتها وذلك لتحديد المنطقة، وبين الأعلام تقع بطن عرنة التي قال فيها النبي محمد: «عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة». يحد عرفات من الغرب وادي عرنة الذي يقع فيه مسجد نمرة، ومؤخراً أصبح المسجد بعد التوسعة داخل منطقة عرفة سوى مقدمته التي هي خارج حدود عرفة.[18] يصلي الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في المسجد المذكور، اقتداء بالرسول. وقد بُني هذا المسجد في منتصف القرن الثاني الهجري في أول عهد الخلافة العباسية، ويقع في الموضع الذي خطب فيه الرسول في حجة الوداع، تبلغ مساحته أكثر من 110 ألف متر مربع ويستوعب نحو 350 ألف مصل، وله 6 مآذن وثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسية، وينقل من داخله خطبة يوم عرفة بواسطة الأقمار الصناعية.[20]

وقته وحكمه

علامة تدل على نهاية منطقة عرفات.

يبدأ يوم عرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر من يوم عيد النحر وتحديداً مع دخول وقت صلاة الفجر، وينتهي وقت الوقوف بعرفة بالنسبة للحُجّاج بطلوع فجر يوم النحر. أما بالنسبة لبداية وقت الوقوف بعرفة فهناك اختلاف بين أقوال المذاهب الإسلامية، فعند أهل السنة والجماعة يرى الحنفية والشافعية أن أوله زوال شمس يوم عرفة، بينما يرى المالكية إلى أن وقت الوقوف بعرفة هو الليل ويرون بأن الوقوف نهاراً فهو أمر واجب ينجبر تركه عمداً بغير عذر بدم. أما الحنابلة فيرون بأن وقت الوقوف يبدأ من طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر، وأن وقت يوم عرفة بالنسبة لغير الحاج فينتهي بغروب شمس اليوم التاسع.[21] يُمثّل الوقوف بعرفة عند أهل السُنّة ركنٌ من أركان الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، ويستدلّون في ذلك من القرآن بقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾[2:198]، حيث يرون بأن الوقوف بعرفة أمر لا بد منه، وأن الوقوف بمزدلفة إنما يكون بعد الوقوف بعرفة. ودليلهم من السنة، حديث عبد الرحمن بن يعمر عن رسول الله قال: «الحج عرفة». وكذلك حديث عروة بن مضرس الطائي قال: «أتيت رسول الله بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت: يا رسول الله إني جئت من جبل طيء، أكللت راحلتي، وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبلٍ إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله : من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد أتم حجه وقضى تفثه».[22] المراد بالوقوف بعرفة المكث فيها وليس بالضرورة الوقوف على القدمين، ودليل ذلك من السنة: أن رسول الله وقف بعرفة راكباً على ناقته. كما أن الوقوف قد يراد به السكون لا القيام.[22]

جانب من مسجد نمرة حيث تقام فيه صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً كما تقام فيه خطبة يوم عرفة.

أما بالنسبة للشيعة فترى الإثنا عشرية بأنه يجب الوقوف بعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة وذلك من أول الزوال على الأحوط إلى الغروب، ويجوز تأخيره عن الزوال بمقدار الإتيان بالغسل وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً. والوقوف في تمام هذا الوقت واجب ويأثم من تركه اختياراً، إلا أنه ليس ركناً، حيث إنّ من ترك الوقوف في ذلك الوقت لا يفسد حجّه. بينما لو ترك الوقوف رأساً باختياره فسد حجّه، وأن ركن الوقوف بعرفة هو الوقوف في الجملة، وأن من لم يدرك الوقوف الاختياري بعرفات وهو الوقوف في النهار لنسيان أو لجهل أو نحوه فيعذر فيه الحاج، ويلزمه الوقوف الاضطراري والمقصود به الوقوف لبرهة من ليلة العيد وصحّ حجّه، أما إن تركه متعمّداً فسد حجّه. هذا إذا أمكنه إدراك الوقوف الاضطراري وكذلك الوقوف بالمشعر قبل طلوع الشمس، أما إن خاف أن يفوته في ذلك الوقت فيجب الاقتصار على الوقوف بالمشعر ويصحّ حجّه.[23] أما الزيدية فترى بأن دخول يوم عرفة إما أن يكون بتحرٍّ أم لا، فإن وقف بغير تحرٍّ لم يجزه لأنه لا بد من التيقّن، وإن كان بتحرٍّ فإنه يجزيه ما لم يتيقن الخطأ والوقت باقٍ، ويجزيه تأخر الأيام في حقه ولا دم عليه على الأصح للإجماع، ولا فرق بين الثامن والتاسع والعاشر.[24]

ما بعد الوقوف بعرفة

يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى،[9] ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

فضله

يعظم الدعاء يوم عرفة ويعتبر من أفضل أعمال ذلك اليوم.

يتفق المسلمون على فضل يوم عرفة،[25][26] وذلك كونه يقع في الأشهر الحرم[معلومة 1] ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[9:36] وكذلك كونه أحد أيام أشهر الحج[معلومة 2] ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾[2:197] وأحد الأيام المعلومات ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾[22:28] وقال ابن عباس «الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة»، وأن يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾[89:2] وقد قال فيها ابن عباس: «إنها عشر ذي الحجة» قال ابن كثير: «وهو الصحيح». كما قال فيها رسول الله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء».[معلومة 3] كما يعتبر اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام، فقد قال عمر بن الخطاب: «إن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[5:3]. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي وهو قائم بعرفة يوم الجمعة». كما يعتبر يوم عيد لمن وقف بعرفة فقد جاء في السُنّة عن نبي الإسلام محمد أنه قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام»،[معلومة 4] وفيه يعظم الدعاء فقد قال رسول الله: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»،[معلومة 5] كما يكثر فيه العتق من النار وفيه قال رسول الله: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة»،[معلومة 6] وفيه يباهي الله بمن وقف بعرفة أهل السماء وقد جاء في الحديث: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء»،[معلومة 7] كما يعتبر الركن الأعظم للحج فقد قال رسول الله: «الحج عرفة».[معلومة 8][25]

صوم يوم عرفة

يحرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، فيستدل أهل السُنّة بحديث رسول الله محمد: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»،[27] وأنه لا يجوز للحاج صيامه كون النبي محمد كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة،[28] وقد جاء في الحديث: «نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفة».[29]

بينما يختلف الشيعة في أمر صيامه ويستخلصون بأنه إذا كان هلال شهر ذي الحجة محققًا، وأن صوم يوم عرفة لا يضعف الشخص عن شيء من عمل ذلك اليوم، فالصوم له أفضل. ويستدلون في ذلك برواية عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي الحسن قال: «صوم يوم عرفة يعدل صوم السنة»، وقال: «لم يصمه الحسن وصامه الحسين عليهما السلام».[معلومة 9][30]

التكبير

تكون صفة التكبير بقول: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد»، أو أن يكرر التكبير ثلاث مرات، بقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر». والتكبير نوعان مُطلق ومُقيّد، فالمطلق يسن في كل وقت، بينما المقيد يسن في أدبار الصلوات المفروضة، وقد ذكر عدد من علماء الدين بأن التكبير المقيد يختص به في عيد الأضحى فقط، ويكون ذلك من صلاة الفجر من يوم عرفة لغير الحاج أما الحاج فيبدأ التكبير من ظهر يوم النحر كونه كان مشغولاً بالتلبية قبل ذلك وتستمر التلبية إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. أما التكبير المطلق فيسن في عيد الفطر، وفي عشر ذي الحجة، كما يستمر في عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق، والسنة أن يجهر بذكره، إلا النساء فلا يجهرن بذلك.[31][32]

إحصائيات وتواريخ

التواريخ المقابلة ليوم عرفة بالتقويم الميلادي حسب السنوات، وإحصائيات بعدد الحجاج فيها
السنة التاريخ بالميلادي عدد الحجاج[33] م. السنة التاريخ بالميلادي عدد الحجاج[33] م.
1428 هـ 18 ديسمبر 2007 2,454,325 [34] 1434 هـ 14 أكتوبر 2013 1.980.249 [35]
1429 هـ 7 ديسمبر 2008 2,408,849 [36] 1435 هـ 3 أكتوبر 2014 2.085.238 [37]
1430 هـ 26 نوفمبر 2009 2,521,000 [38] 1436 هـ 23 سبتمبر 2015 1.952.817[39] [40]
1431 هـ 15 نوفمبر 2010 2,789,399 [41] 1437 هـ 11 سبتمبر 2016 1.862.909 [42]
1432 هـ 5 نوفمبر 2011 2,927,717 [43] 1438 هـ 31 أغسطس 2017 2,352,122 [44]
1433 هـ 25 أكتوبر 2012 3,161,573 [45] 1439 هـ 20 أغسطس 2018 2.371.675[46] [47]

انظر أيضاً

وصلات خارجية

معلومات وهوامش

  1. الأشهر الحُرُم هي مُحرّم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة.
  2. أشهر الحج هي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
  3. رواه البخاري.
  4. رواه أبو داود وصححه الألباني.
  5. صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر: «وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره».
  6. رواه مسلم في الصحيح.
  7. رواه أحمد وصحح إسناده الألباني.
  8. متفق عليه.
  9. رواه الشيخ في التهذيب 4: 298، الاستبصار 2: 133، عنهما الوسائل 10: 465.

المراجع

  1. "حجاج بيت الله الحرام يقفون على صعيد عرفة الجمعة المقبل". جريدة الشرق الأوسط، العدد 10251، تاريخ النشر 22 ديسمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201419 سبتمبر 2015.
  2. "الوقوف في مسجد نمرة.. ما يصح منه وما لا يصح". إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 201819 سبتمبر 2015.
  3. "أخطاء تقع في الذهاب إلى عرفة وفي عرفة". موقع الحج والعمرة. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201619 سبتمبر 2015.
  4. تخريج الحديث: سنن الترمذي- كتاب الحج، وسنن النسائي- كتاب مناسك الحج، ومسند أحمد- كتاب أول مسند الكوفيين.
  5. تخريج الحديث: كتاب المستدرك على الصحيحين، أول كتاب المناسك، فصل إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء.
  6. تخريج الحديث: سنن النسائي- كتاب مناسك الحج، وصحيح مسلم- كتاب الحج.
  7. "الدعاء يوم عرفة". موقع الحج والعمرة. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 201519 سبتمبر 2015.
  8. تخريج الحديث: سنن الترمذي- كتاب الدعوات، وموطأ مالك- كتاب النداء للصلاة وكتاب الحج.
  9. "الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة". دليل الحاج والمعتمر إلى بيت الله الحرام. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 201819 سبتمبر 2015.
  10. "الفصل الأول: التعريف بيوم عرفة والفرق بينه وبين عرفات وسبب التسمية به". الدرر السنية. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201720 سبتمبر 2015.
  11. "يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك". موقع أهل السنة والجماعة. مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 201819 سبتمبر 2015.
  12. "لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم؟". مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية. مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 201219 سبتمبر 2015.
  13. "سبب تسمية منى وعرفات". مركز الفتوى - إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201821 سبتمبر 2015.
  14. "باب قصة حجة الوداع". مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، كتاب المناسك - المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201617 أكتوبر 2015.
  15. "حج رسول الله". موقع الحج والعمرة. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 200817 أكتوبر 2015.
  16. "متى فرض الحج؟". الإسلام سؤال وجواب. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201817 أكتوبر 2015.
  17. "خطبة الوداع (10 هجرية)". جامعة منيوستا، مكتبة حقوق الإنسان. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201617 أكتوبر 2015.
  18. "ماذا تعرف عن جبل عرفة؟ معلومات عن جبل الرحمة". ساتل. مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 201621 سبتمبر 2015.
  19. "الفصل الرابع: شروط الوقوف بعرفة". الدرر السنية. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201721 سبتمبر 2015.
  20. "عام / مسجد نمرة وجبل الرحمة أهم معالم مشعر عرفات". مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2019.
  21. "تحديد يوم عرفة بدءاً وانتهاءً". مركز الفتوى، إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 201818 أكتوبر 2015.
  22. "حكم الوقوف بعرفة". الدرر السنية. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201718 أكتوبر 2015.
  23. "الوقوف بعرفات". مناسك الحج وملحقاتها ـ (الطبعة الجديدة)، موقع مكتب المرجع الديني الأعلى علي الحسيني السيستاني. مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 201818 أكتوبر 2015.
  24. "فصل: في التباس يوم عرفة". كتاب الحج والعمرة، مؤلفات مرجع الزيدية18 أكتوبر 2015.
  25. "فضل يوم عرفة". صيد الفوائد. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 201919 أكتوبر 2015.
  26. "في فضل وأعمال يوم عرفة". مؤسسة السبطين العالمية. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201819 أكتوبر 2015.
  27. "فضل صيام يوم عرفة والعمل الصالح فيه". مركز الفتوى، إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 201819 أكتوبر 2015.
  28. "حكم صوم يوم عرفة للحاج وغيره". موقع الشيخ عبد العزيز بن باز. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 201519 أكتوبر 2015.
  29. "صوم يوم عرفة". صيد الفوائد. مؤرشف من الأصل في 17 أكتوبر 201819 أكتوبر 2015.
  30. "فيما نذكره من فضل صوم يوم عرفة، والخلاف في ذلك". شبكة الشيعة العالمية. مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 201719 أكتوبر 2015.
  31. "ما صفة التكبير المطلق، والتكبير المقيد؟". طريق الإسلام. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201819 أكتوبر 2015.
  32. "التكبير المطلق ليلتي العيد وصفته". الموقع الرسمي للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين. مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 201819 أكتوبر 2015.
  33. "عدد الحجاج من الداخل والخارج خلال الأعوام من 1426 هـ إلى عام 1435 هـ" ( كتاب إلكتروني PDF ). مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 25 يناير 201620 أكتوبر 2015.
  34. "وقفة عرفة في 18 ديسمبر و1.2 مليون حاج وصلوا المملكة". العربية. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201820 أكتوبر 2015.
  35. "السعودية تعلن غداً أول ذي الحجة.. والوقوف بعرفة الاثنين 14 أكتوبر". المشهد اليمني. مؤرشف من الأصل في 5 مارس 201620 أكتوبر 2015.
  36. "الوقوف في عرفة الأحد 7 ديسمبر". جريدة النهار. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201720 أكتوبر 2015.
  37. "السعودية تعلن 3 أكتوبر الوقوف بعرفة". سكاي نيوز. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201620 أكتوبر 2015.
  38. "وقفة عرفة الخميس 26 نوفمبر". الحوار نت. مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 201820 أكتوبر 2015.
  39. "«الإحصاءات» تعلن إجمالي عدد الحجاج لعام 1436هـ". موقع دار الأخبار. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201820 أكتوبر 2015.
  40. "وقفة عرفة الأربعاء 23 سبتمبر". الجزيرة. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201820 أكتوبر 2015.
  41. "الوقوف بعرفة 15 نوفمبر والثلاثاء أول أيام عيد الأضحى". وكالة فلسطين اليوم. مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 201820 أكتوبر 2015.
  42. "الهيئة العامة للإحصاء: إجمالي عدد الحجاج لموسم 1437هـ بلغ 1.862.909 حجاج". الوئام. مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 201812 سبتمبر 2016.
  43. "الوقوف بعرفة السبت 5 نوفمبر و«الأضحى» الأحد". الإمارات اليوم. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201820 أكتوبر 2015.
  44. "الهيئة العامة للإحصاء : إجمالي عدد الحجاج لموسم حج 1438هـ ( 2,352,122 ) حاجاً". أرقام. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201831 أغسطس 2017.
  45. "الوقوف بعرفات الخميس 25 أكتوبر". البيان. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 201820 أكتوبر 2015.
  46. الإلكترونية, صحيفة سبق. "الإحصاء": إجمالي الحجاج لهذا الموسم بلغ "2.371.675" حاجًّا". صحيفة سبق الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 23 أغسطس 201823 أغسطس 2018.
  47. الإلكترونية, صحيفة سبق. "المحكمة العليا: الوقوف بعرفة يوم الاثنين وعيد الأضحى الثلاثاء العاشر من ذي الحجة". صحيفة سبق الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201814 أغسطس 2018.

موسوعات ذات صلة :