الرئيسيةعريقبحث

الطب في مصر القديمة

الطب عند المصريين القدماء

☰ جدول المحتويات


بردية إدوين سميث إحدى وثائق الطب المصري القديم، التي تحتوي على تشخيص وطريقة علاج بعض الإصابات.
ختان الأطفال — لوحة على حائط معبد سقارة.

الطب المصري القديم هو مصطلح يشير إلى الطب المستخدم في مصر القديمة في الفترة من القرن الثالث والثلاثين قبل الميلاد وحتى غزو الفرس لمصر عام 525 ق.م. كان هذا الطب متقدمًا للغاية في ذاك الوقت، وشمل الجراحات البسيطة، وإصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الأدوية. بالرغم من ارتباط الطب المصري القديم في الثقافة الحديثة بالسحر والتعاويذ، إلا أن الأبحاث الطبية أظهرت فعاليتها في كثير من الأحيان، واتفاق التراكيب الدوائية المصرية القديمة بنسبة 37 % مع الصيغ المعروفة وفقًا لدستور الصيدلية البريطاني الصادر عام 1973.[1] حددت النصوص الطبية المصرية القديمة خطوات محددة للفحص والتشخيص

والعلاج غالبًا ما كانت منطقية وملائمة.

ترجع معرفة المصريين الأوائل بتكوين الجسم الأدمي مما كانوا يقومون به من تحنيط الموتى بغرض الحفاظ على جثمان أصحابها. ولم يكن الطبيب المصري محترما من بين المصريين وحدهم بل ذاع شأنهم أيضا في البلاد المجاورة لمصر.

تذكر المخطوطات المصرية القديمة أن أحد الكهنة الكبار إمحوتب يعتبر مؤسس علم الطب في مصر القديمة، كما يعتقد أنه مبتكر الكتابة الهيروغليفية، مما جعل المصريون القدماء يقدسونه في العصور المتأخرة من عصر الفراعنة بأنه "إله الشفاء".

في عهد البطالمة نشأت عبادة أمحوتب، وترى أثاره في العديد من المعابد. كان المرضى يذهبون إلى تلك المعابد و"الزوايا" المقدسة التماسا للشفاء، وقلدها الإغريقيون وما يسمون "أسكلبيونس". وفي الإسكندرية خلال عهد البطالمة وصل علم الطب إلى ذروته. فكانت الإسكندرية مركزا للعلوم والثقافة والطب في عصر البطالمة وكانت مدرسة لتعليم الأطباء. وقد أثرت كثيرا على العلوم الطبية وطرق العلاج في بلاد اليونان وبالتالي على الطب في أوروبا.

وكانت مكتبة الأسكندرية القديمة بها مخطوطات في الطب، ضاعت كلها أثناء حريق الإسكندرية الشهير.

المراجع المصرية القديمة

يوجد من مخطوطات البردي من عهد قدماء المصريين 13 مخطوطة تتحدث في الطب، كما عثر على عدد كبير من القشافات الحجرية والفخارية التي تتحدث في موضوعات طبية.[2] وهي تحتوي على وصف دقيق لكل حالة من الحالات المرضية، كما تحتوي على وصفات وعقاقير للعلاج. وكذلك تذكر مخطوطة بردي اللاهون موضوعات العلاج البيطري.

برديات اللاهون

مخطوطة بردي في طب النساء Kahun VI. 1, صفحة . 2 و3
بردي في الطب البيطري Papyrus Kahun LV. 2

عثر على مخطوطة بردية الكاهون في اللاهون في عام 1888/89 واكتشفها عالم الآثار الإنجليزي "وليام فليندرز بيتري" أثناء أعمال حفرياته في مدينة العمال "مدينة كاهون" بالقرب من مدينة اللاهون في واحة الفيوم. وقام "فرانسيس جريفيث" بترجمتها إلى الإنجليزية وبنشر أجزاء منها. توجد تلك المخطوطات في متحف بيتري للآثار المصرية التابع لجامعة لندن كوليدج.

ويسمونها أحيانا في أوساط مؤرخي الطب "ببردية كاهون". بهذا ينتمي كل من البردية الطبية Medizin-Papyrus Kahun VI.1[3] ومخطوطة بردية الطب البيطري Veterinär-Papyrus Kahun LV.2.[4] إلى بردية الكاهون الكاملة.[5]

وهما تتكونان من أجزاء بردية صغيرة عليها مخطوطات مصرية قديمة في طب الإنسان والطب البيطري، ورسومات كثيرة وحسابات ويبدو أنها قطعت بعد كتابتها.

ويرجع تارخ بردية الكاهون إلى نحو 1850 قبل الميلاد. وتوجد على أحد المخطوطات البردية وصفة في طب النساء، ومعها طرق لعلاج الحيوانات. وكان ذلك مفاجأة لعلماء الآثار المصرية القديمة، فقد اعتقدوا لمدة طويلة أن العون الطبي كان يخص حيوانات الضحية فقط، التي كانت تذبح لتقديس أحد الآلهة.[6] ولكن تلك الوصفة التي تحتويها بردية الطب البيطري فكانت لمعالجة أحد الحيوانات التي سعى صاحبها في البحث عن علاج لها لدى طبيب.

بردية إيبرس

تعتبر مخطوطة بردية إيبرس هي أكبر مخطوطة مصرية قديمة في الطب. فهي تحتوي على 108 من الأعمدة المكتوبة على ملفوفة بردي طولها 19 متر، وتصف عددا كبيرا من الحالات المرضية التي تتفرع حاليا إلى عدة تخصصات في الطب: طب النساء، الطب الباطني، طب الأسنان، طب الطفيليات، طب العيون، وطب الأمراض الجلدية.

من بردية أيبرس لعلاج ورم.

وتتعلق الأمثلة الأخرى المذكورة في البردية علاج الالتهابات وعلاج الأورام، وجبر كسور العظام، وكذلك علاج الحرق، وبها أطروحة عن علاج القلب، والأوعية الدموية وقسم قصير عن الانهيار العصبي. كما يوجد بها عدد من وصفات العقاقير العلاجية.

وكان العلماء يعتقدون أن تاريخ بردية إيبرس تعود إلى القرن 16 قبل الميلاد، ولكن البحوث بينت أنها كتبت قبل ذلك بكثير وقد يعود تاريخها إلى عهد الملك أحمس، بل واحتمال كونها منقولة من مخطوطات أقدم من ذلك.

بردية إدوين سميث

بردية إدوين سميث وتسمى أيضا "كتاب الجروح" هو مخطوطة مكتوبة على ورق البردي عن الطب في مصر القديمة، وهي تعتبر من أقدم الوثائق الطبية عن طرق العلاج. والبردية تشهد بتطور واسع في علم الطب لدى قدماء المصريين، وفيها قبل كل شيء علم التشريح.

عثر على بردية إدوين سميث في طيبة في عام 1862، وهي تعود إلى نهاية الأسرة الثانية عشر في مصر. ويرجح أن محتويات البردية منقولة من صيغة كانت مكتوبة قبلها بنحو 600 إلى 700 سنة، ذلك لأن نهاية البردية تحتوي على جزء يعتبر قاموسا يشرح مصطلحات (ولا يعرف مثال أخر غيرها من المخطوطات الطبية).

بردية هيرست

يرجع تاريخ بردية هيرست إلى النصف الأول من االأسرة الثامنة عشر. وتحتوي بردية هيرست على وصفات علاج الالتهابات الحادة، وأمراض الأسنان وأمراض الأمعاء وأمراض القلب. وكثير من تلك المحتويات يوجد في بردية إيبرس.

بردية لندن

يرجع تاريخ بردية لندن إلى الأسرة الثامنة عشر، وهي تختص بأمراض النساء، والأورام، وإصابات الحريق والعمى. ويحتوي جزء منها على تعاويذ ودعوات ضد أمراض من خارج مصر، ومن ضمنها "أمراض آسيوية". تحتوي البردية على تعاويذ سحرية كثيرة.

بردية بروغش

بردية بروجش أو تسمى أيضا "بردية برلين الكبيرة"، وهي تحتوي أيضا على وصف لأمراض الأوعية الدموية. تعود بردية برلين الكبيرة إلى عهد الأسرة التاسعة عشر.

بردية كارلزبرج

يرجع تاريخ بردية كارلزبرج إلى نحو 1200 قبل الميلاد، وهي نسخة من أصل يرجع تاريخه إلى الأسرة الثانية عشر.

تحتوي البردية على وصفات لعلاج أمراض العيون وإشارات وتوقعات عن الولادة وأمراض النساء. بردية كارلزبرج محفوظة في جامعة كوبنهاغن بالدنمارك.

برديات بروكلين

برديات بروكلين، وتعرف أيضًا باسم برديات بروكلين الطبية هي أوراق بردي طبية يعود أصلها إلى عهد الدولة المتأخرة في مصر القديمة، وتعد إحدى أقدم الكتابات المحفوظة حول الطب وعلم الأفاعي.[7][8][9][10][11][12][13] ويرجع تاريخ المخطوط إلى حوالي عام 450 قبل الميلاد، حيث يتم الاحتفاظ به اليوم في متحف بروكلين في نيويورك.

وظائف الأعضاء

الجهاز الدموي

طبقا لفهم المصريين القدماء كان القلب يمثل العضو الاساسي في الجسم ومقر التفكير. وتنتشر من القلب إلى جميع أجزاء الجسم أوعية metu تمدها بالهواء والماء والدم. شابه المصري القديم نموذج الأوعية في الإنسان بمجرى النيل وفروعه. فكما يمد النيل الأرض بالماء فتصوروا أنه يوجد في جسم الإنسان نظاما مماثلا من الأوعية تمد مختلف أعضاء الجسم بالمواد اللازمة للحياة وتنقل النفايات. وكان الإنسان يعتبر صحيحا إذا كان "النهر" الداخلي يسير دون عطل. وإذا ازدحمت فروع النهر وتعطلت فإن الإنسان يصبح مهددا في صحته وتحل عليه أمراض.[14]

أوعية أخرى تنتمي إلى أوعية المتو metu.[15] هي القصبة الهوائية والقلب، والمعدة والأمعاء ط، وأنبوبي الكليتين والمثانة، فهي توصل الماء والهواء والدم إلى جميع أجزاء الجسم. وكذلك الأوعية المخرجة من الجسم مثل البراز والبول واللعاب والسائل المنوي والدم، فجميعها له أوعية يمر فيها ويخرج عن طريقها.[16]

تعلم المصري القديم جميع أعضاء الجسم عن طريق قيامه بتحنيط الموتى للحفاظ على جسم المتوفى بعد مماته وحتى البعث.

الامراض

نظرة عامة

هذا عضو اصطناعي من الخشب وجلد للربط لأحد من أجريت لهم عملية بتر، وهي لتسهيل المشي.

كان المصري القديم يعرف الفرق بين الحالة الصحية وحالات المرض. وكان يعتبر أن المرض يعود إلى عدم قيام عضو من الجسم بوظيفته، مما يكون مصحوبا عادة بآلام. من المصطلحات التي كان يتداولها الطبيب في مصر القديمة عن الألم تعبير meret (بمعنى "وخز“) وتعبير menet („معاناة “).[17]

ونعرف أنواع كثيرة من الأمراض مذكورة في النصوص الطبية، وهي لمختلف أعضاء الجسم. ويعيد المصري القديم الكثير من تلك الأمراض إلى اختلال في انظام الأوعية ونشأة وانتشار مواد تسبب الآلام.[17]

وكان يفرق بين الأمراض الخارجية وأمراض داخلية. فبالنسبة إلى الرأس فكانت يوجد وجع الدماغ والصداع. وحظي علاج العيون بقسط كبير من الاهتمام ومن ضمنها العمى، والأذن (الخرس) وأمراض الأسنان واللسان.

وبالنسبة لأعضاء الجسم فكان الطبيب القديم يقوم بعلاج التصلب والاعوجاج والإلتهابات والأورام.

وبالنسبة للأمراض الداخلية فتعالج أمراض الصدر والأعضاء الداخلية مثل الرئة والكبد والمعدة والقلب ، والبدن والأمعاء، ومخرج البراز والمثانة. كما كانت تحدث حالات توتر الهضم والإصابة بطفيليات، وحالات نزيف، كما وصفت حالات للسعال.[18]

وذكرت المراجع الطبية كثير من حالات الإصابات. واحتاج كسر العظام والجروح من الطبيب معرفة بالجراحة. وكان معالجة عضات الثعبان وقرصة الحشرات ومعالجة الحروق من الأشياء اليومية. وكذلك بالنسبة إلى علاج الأورام والالتهابات.[19]

وعند المرأة كانت هناك معالجة خاصة تتعلق بالرحم وبعض أجزاء جسمها الأخرى. وعلاج الأطفال من الكحة والسعال والإفرازات.

وذكرت حالات عدم الارتياح والقلق أو الإصابة بحمى، وعلامات الشيخوخة فقد اعتبرت أمراضا.[19]

ظهور المرض

انقسم ظهور المرض عند قدماء المصريين إلى قسمين: المرض العادي والمرض الناشئ عن السحر. من الأمراض الغير طبيعية فكانت تعود إلى فعل إله (وعلى الأخص سخمت أو عفاريت، وأرواح أموات. وكان يعتقد أنها تصيب المرء عن طريق السحر. فكانت تعتبر أنها تحل بالمرء عن طريق "نفس" أحد الآلهة أو أحد الشياطين على فتحات جسمه من جهة اليسار.

وكانت حالات المرض ترى على أنها عقاب لمساوئ اقترفها الإنسان أو انتقام روح ميت أو إنسان يعيش.[19]

وأما حالات المرض الطبيعية فكان المصري القديم يرجعها إلى اختلال في الجهاز الهضمي. فكان يعتبر أن الغذاء لم يتم هضمه سليما يتحول إلى "مواد ضارة ومسببة للألم" وتنتشر في الجسم عن طريق الأوعية، وقد تظهر لها أعراض مثل الإمساك

أو الانتفاخ أو التصلب.[19]

ويمكن تأثير مرض جسمي على مرض نفساني والعكس. فكان يعتقد أن مثلا أن الزعل والغضب يؤثران على القلب وحالاته، كما أن اختلال هضم المعدة قد يؤدي إلى الخوف.[20]

تخصصات معروفة

من التخصات التي وردت إلينا: الطب النسائي، وطبيب العيون، وطبيب أسنان، والطبيب الباطني، وتخصص في علاج التسمم (طبيب الإلهة سلكت) و"طبيب وكاهن الحقا" (وهو لقب ربما كان يختص بالأمراض الغير ظاهرة". ولا يزال علماء الآثار مختلفون عما إذا كان للطب البيطري طبيب خاص.

كانت درجة الطبيب غير معروفة في كل الأحوال، ولكن وصف بعضهم بأنه "أمير أطباء بيت الملكة" أو "كبير أطباء الملك".

علاجات استخدمت بكثرة

من أهم الوصفات التي التي كان يكتبها الطبيب المصري القديم هو علاج العيون. فكثرة الرمال والزعابيب وكثرة الذباب والحشرات جعلت إصابات العين كثيرة. وكان تزيين العينين بالكحل من العوامل الواقية من مرض العيون. وكذلك كان الطبيب المصري القديم يصف الحقن الشرجية كثيرا. وكانت هناك طرق لمنع الحمل أو لزيادة القدرة الجنسية، أو القدرة على الحمل عند المرأة ولعلاج أوجاع في جسم المرأة.

ووصلنا خطاب كان أحد ملكوك الحيثيين قد أرسله إلى فرعون مصر، راجيا أن يرسل له فرعون طبيبا لعلاج أخته حتى تستطيع إنجاب طفل. ولكن فرعون رد عليه بأن سبب عدم الإنجاب لدى أخته يعود إلى كبرها في السن ووصولها إلى "سن اليأس"، ولا يستطيع أي طبيب تغيير حالتها هذه.

نعلم في عصرنا هذا أن المصري القديم كانت له معرفة بجميع الأمراض وجميع أعضاء الجسم. ونجد في بعض المومياوات حالات من بتر أو الأعضاء الاصطناعية من الخشب وحتى علاجات فتح الدماغ. ويدل شكل العظام المعالجة بسبب كسر أو جرح أن الشخص المعالج عاش سنوات طويلة من بعد أن تمت له عملية جراحية لتطبيبه.

أدوات طبية

ابتكر الطبيب المصري القديم العديد من الأدوات الطبية والأدوات المساعدة. منها المشرط والسكين والملقاط والكماشة، وعثر على القليل منها ولكنها مذكورة في مخطوطات كثيرة وفي بعض الرسومات.

وكانت من أجهزة كل طبيب سكاكين صغيرة وملعقة مراهم وهاون لسحق العقاقير. وكانت تستخدم ريشة الحدأة لاستخدامها كقطارة لعلاج العين. كما استخدمت الحقنة الشرجية للعلاج. ومن المواد العلاجية البخور وجهاز للبخور كان يتكون من وعائين أحدهما داخلي والآخر خارجي.[21]

أدوات جراحية

„دولاب أجهزة طبية“، لوحة في معبد كوم أمبو.

استخدمت في إجراء العمليات الجراحية أدوات مختلفة للتقطيع، وكانت الجراحة لدى المصريين القدماء تسمى "دجوا". كما استخدم جهاز يسمى "هيمم" كمشرط معدني يمكن بواسطته فتح خراج ، وهذا المشرط مذكور في نصوص طبية ويعتبر جهازا طبيا خاصا للجراحة.[22] وكان الطبيب المصري يستخدم سكينا يسمى "دس" من الحجر وكان يستخدم في الجراحات العامة. واستخدم نوع آخر من السكين يسمى "شاس" ذو شكل مميز يستخدمه في علاج الأورام.[21]

استخدم جهاز "هينوه" وهو يتكون من الجلد ونوع من الملقاط أو الكماشة. كما ذكرت في النصوص الطبية الخرامة "دجا" والمشرط "شيبت". واستخدم مشرط الشيبت لعلاج التهاب في الأذن.

دولاب أدوات طبية

يوجد على حائط معبد كوم أمبو من عهد البطالمة لوحة تعرف بأنها "دولاب الأدوات الطبية". لا يزال علماء الآثار يبحثون في كيفية استخدام الطبيب المصري لكل من تلك الأدوات في العلاجات المختلفة.[23].

يرى على اللوحة مقص وزرديات وميزان ومنشار وخرامات وقطع لوف وأكياس وكؤوس وشنائط.[24]

كان المقص يشبه إلى حد كبير مقص موجود في المتحف القبطي بالقاهرة والذي استخدمه أطباء أقباط لمعالجة جروح كبيرة قبل القيام بخياطة الجرح، وكان المقص يستخدم أيضا في قص الأربطة لربط الجروح وكمضمدات. وكانت الأكياس في الغالب تستخدم للحفاظ على العقاقير والأدوية. وأما الشنائط فكانت تستخدم في الكحت أو لتنظيف العظام ولوضع الدواء.[24]

الجهاز [25] يعتبر خرامة لثقب الجمجمة. ولفتح الجمجمة فكان الطبيب المصري القديم يقوم بقطع وإزالة قطعة من عظم الرأس إما بالكحت أو باستخدام إزميل.

لم تذكر عمليات الرأس في المخطوطات المصرية القديمة وإنما وصلت إلينا عن طريق "كوربوس هيبوكراتيكوم". كما عثر على عمليات في الدماغ أجريت على أناس أحياء من اقدم عصور مصر القديمة، ومن عهد الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وكل هذا مثبت تاريخيا. وتدل علامات الشفاء على نجاح عمليات جراحية.[24][26]

أدوات مساعدة

كان من عتاد كل طبيب عدة من الأربطة. واستخدم المصري القيم لذلك أربطة من التيل مختلفة الأنسجة والطول والعرض. من تلك الاربطة ما يسمى بالمصري القديم "فيتت" وهي ألياف نباتية. وكان هذا الرباط يغمس في المادة العلاجية مثل عسل نحل ومرهم أو زيت، وكان الرباط يستخدم أحيانا جافا. كما كانت الألياف النباتية تستخدم كمضمدات. وتذكر المخطوطات نوعين من ألياف "فيتت" و"فيتت-إن-ديبت" أي فيتت من نبات الديبت.[21][27]

ويبدو أن الطبيب المصري القديم عرف "جهاز استنشاق". وتوجد مخطوطة تصف كيفية صناعة هذا الجهاز الذي كان يحتوي على صخور ساخنة، وعقار طبي، ورأس وقصبة من الغاب، وكان يستخدم لعلاج الكحة والسعال.[28]

كما كانت النصوص البردية الطبية تستخدم كعوامل مساعدة مثلها مثل الأدوات الطبية فكانت تحفظ في أكياس من الجلد.[29]

من مشاهير أطباء قدماء المصريين

اسم الطبيب اسم الشهرة خدم الملك & والتاريخ لقب المهنة الجنس مكان عمله شهرته الطبية شهرات أخرى مكان مقبرته
إمحتب ỉỉ-m-ḥtp ومعناه " الآتي في سلام" في عهد الملك زوسر نحو 2600 -2086 قبل الميلاد وزير مصر، طبيب يأتي بعد ملك الصعيد، مدير القصر، العزيز، كبير كهنة هليوبوليس رئيس المثالين . طبيب ممفيس مؤلف بردية إدوين سميث. ارتفعت مرتبة إمحوتب بعد وفاته بألفي سنة إلى رتبة إله الطب والشفاء. كان إمحتب أحد الوزراء القريبين من الملك زوسر ،ويعزي علماء الآثار إليه تصميم هرم جوسر في سقارة حوالي 2630 - 2611 قبل الميلاد . وربما كان أول من فكر في الأعمدة لنصب المباني . ويصف المؤرخ المصري القديم مانيتون بأنه أول من استخدام الأحجار لتغطية المباني خلال حكم جوسر . ربما في سقارة
حسي رع Hesy-Ra ومعناه " ممدوح رع" زوسر نحو 2670 قبل الميلاد رئيس أطباء الأسنان ورئيس كتاب الملك، أبو قد حتب، أبو من ; منظم احتفال "محيت " ، حافظ ملابس الملك، ناظر كتـّاب القصر; الأكبر بين العشرة الأوائل في صعيد مصر طبيب -- ربما كان أول طبيب في التاريخ له لوحة خشبية دفن في مقبرة كبيرة في سقارة
مريت بتاح Merit-Ptah المحبوبة من بتاح نحو 2700 قبل الميلاد رئيسة الأطباء طبيبة -- ربما كانت أول طبيب نساء في التاريخ ومن العلماء صورتها موجودة في قبرها بسقارة --
بنثوPenthu -- أخيتاتون نحو 1350 قبل الميلاد حامل اختام ملك الوجه البحري، سميره الوحيد، نائب ملك الوجهين، المحبوب من ملك مصر، الكاتب الأول للملك، مستشار الملك، الكاهن الأول للإله أتون في معبد أخيتاتون ، رئيس الأطباء، ورئيس العمداء طبيب آتين رئيس أطباء أخيتاتون . وربما عاش بعد ثورة كهنة أمون ، وخدم الملك آي بعد أن كان وزيرا لتوت عنخ أمون مقبرة 5 بالعمارنة
بسشيت Peseshet -- الأسرة الرابعة نحو 2500 قبل الميلاد رئيسة طبيبات القصر طبيبة -- ?الزوجة الوسطى، الطبيبة الثانية المعروفة من مصر لها لوحة في أخيتحتب دفنت في مقبر إبنها
قار -- الأسرة السادسة نحو 2350-2180 BC طبيب القصر طبيب -- أقدم أداة طبية من النحاس مومياه في تابوت حجري ومعه 22 تمثال لآلهة مختلفة وتمثال لأمحتب الطبيب توفي وعمره 50 سنة، ودفن في سقارة في مقبرة تعدد استخدامها .
بسماتيك زينب Psamtikseneb عسى أن يكون بسماتيك بخير الأسرة السادسة والعشرين نحو 664-525 قبل الميلاد رئيس الأطباء، مداعب العقارب، كبير أطباء الأسنان (wr ἰbḥ) للملك، أمير البحر للأسطول الملكي ذكر -- N/A أوشبتي برأس بسامتك زينب، ولوحة "عنخ اف إن سخمت " يسليه عازف الهارفة اكتشفت مقبرته في هليوبوليس القديمة في عام 1931/32 بعد الميلاد
وجاحور رزنت (بتعطيش الجيم) -- رئيس الأطباء، عميد مدرسة الأطباء وبيت الحياة ; أمير مستشار الملك، وسميره الوحيد، رئيس كهنة القصر، رئيس الأطباء الأوحد المحبوب من الملك، الكاتب، رئيس كتاب القصر، رئيس محكمة ديدت، رئيس كتاب السجن، وأمير القصر، أمير البحر لاسطول ملك مصر العليا ومصر السفلى "خنم إب رع" (أماسيس) ، وأمير البحر لأسطول ملك مصر العليا ومصر السفلى "عنخ كا إن رع" [ [Psammetichus III ، رئيس مقاطعة سايس بفتونيت ذكر -- ألّف وجاحور رزنت اسم قمبيز الملكي ليصبح موسيتي رع (مولود رع ) ويوجد اسمه محفوظا على تمثال جميل في الفاتيكان تحت رقم 196) عثر على مقبرته في أبو صير

في عام 1995 .[30][31][32]

حورسيسي أبن رع موسى -- من أماسيس إلى داريوس الأول رئيس الأطباء، كبير أطباء مصر العليا ومصر السفلى، قائد العسكر الإغريقيين (أمير بحر الأسطول الملكي ذكر -- -- ذكر في وثيقة [Instructions of Chasheshonqy] (P. BM 10508) كشاهد على المؤامرة التي أدت إلى سجن غاشيسحونكي (P. BM. 10508 col. 1 to 3) سقارة[31]
بتوا نيث -- عهد سايس أماسيس[31] رئيس الأطباء طبيب -- -- -- تمثال بتوا نيث (اللوفر أ 93), أعاد ترميم معبد أبيدوس --
إوتي -- الأسرة التاسعة عشر, 2500 قبل الميلاد رئيس الأطباء طبيب -- -- له تمثال بمتحف ليدن [33] --
تحوت إم حب "تحوت في العيد " رمسيس الثاني الكاتب الحكيم وطبيب طبيب -- معبد خنسو --

مقالات ذات صلة

وصلات خارجية

المراجع

  1. Pain, Stephanie. (2007). "The Pharaohs' Pharmacists." New Scientist. 15 December 2007, pp. 41-43.
  2. Wolfhart Westendorf: Erwachen der Heilkunst. 1992, S. 12.
  3. Inventarnummer Petrie Museum of Egyptian Archaeology, University College London 32057.
  4. Inventarnummer Petrie Museum of Egyptian Archaeology, University College London 32036.
  5. Marburg Aegyptologieنسخة محفوظة 04 أكتوبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  6. Wolfhart Westendorf: Erwachen der Heilkunst. 1992, S. 232.
  7. "Ancient Egyptian Medical papyri, Indgo.ie". مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201824 أكتوبر 2012.
  8. "Australian Academy of Medicine & Surgery". مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 201424 أكتوبر 2012.
  9. "Brooklyn Museum". مؤرشف من الأصل في 06 مارس 201624 أكتوبر 2012.
  10. "Kori-Lindner.de (german)". مؤرشف من الأصل في 01 فبراير 201424 أكتوبر 2012.
  11. "Pharaonen.info (german)". مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 201824 أكتوبر 2012.
  12. "Oxford University Press, Ancient Egypt medicine, page 355" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 07 أبريل 201324 أكتوبر 2012.
  13. "Medizinische Papyri.de (german)". مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 201724 أكتوبر 2012.
  14. Westendorf: Das Erwachen der Heilkunst, 1992, S. 44.
  15. Kamal Sabri Kolta, Doris Schwarzmann-Schafhauser: Die Heilkunde im Alten Ägypten. Magie und Ratio in der Krankheitsvorstellung und therapeutischen Praxis (= Sudhoffs Archiv, Beiheft H. 42). Steiner, Stuttgart 2000, .
  16. Höber-Kamel: Kemet 2/2005. S.4–5.
  17. Wolfhart Westendorf: Lexikon der Ägyptologie. Bd. III, S. 757.
  18. Wolfhart Westendorf: Lexikon der Ägyptologie. Bd. III, S. 757–758
  19. Wolfhart Westendorf: Lexikon der Ägyptologie. Bd. III, S. 758.
  20. Wolfhart Westendorf: Lexikon der Ägyptologie. Bd. III, S. 759.
  21. Budka: Kemet 4/2000. S. 17.
  22. Grapow: Kranker, Krankheiten und Arzt. S. 104f.
  23. Budka: Kemet 4/2000. S. 17–18.
  24. Höber-Kamel: Kemet 2/2005. S. 5–6.
  25. في الشكل الجهاز الثاني من اليمين في الصف الثاني من أعلى
  26. Budka: Kemet 4/2000. S. 18.
  27. Höber-Kamel: Kemet 2/2005. S. 5.
  28. Höber-Kamel: Kemet 2/2005. S. 6.
  29. Grapow: Kranker, Krankheiten und Arzt. S. 100.
  30. Dispelling the myth – Herodotus, Cambyses, and Egyptian religion #1 | The Egyptiana Emporium - تصفح: نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  31. 2013. The Emergence of a Mediterranean Power : The Saite Period | Damien Agut-Labordère - Academia.edu - تصفح: نسخة محفوظة 2020-05-02 على موقع واي باك مشين.
  32. Wedjahor-Resne - Livius - تصفح: نسخة محفوظة 25 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  33. "Der altägyptische Arzt Iwti" en. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 202008 مارس 2020.
English
  • Ancient Egyptian Medicine, John F. Nunn, 1996
  • The Greatest Benefit to Mankind: A medical History of Humanity, Roy Porter, 1997
  • A History of Medicine, Lois N. Magner, 1992
  • Medicine in the Days of the Pharaohs, Bruno Halioua, Bernard Ziskind, M. B. DeBevoise (Translator), 200
  • Pharmacological practices of ancient Egypt, Michael D. Parkins, 10th Annual Proceedings of the History of Medicine Days, 2001
  • A comparative study of urban and rural tetanus in adults, Mamtani R, Malhotra P, Gupta PS, Jain BK., 1978
  • Pain, Stephanie. (2007). "The pharaohs' pharmacists." New Scientist. 15 December 2007, pp. 40–43
French
  • Ange Pierre Leca, La Médecine égyptienne au temps des Pharaons, éd. Dacosta, Paris, 1992 ()
  • Thierry Bardinet, Les papyrus médicaux de l'Égypte pharaonique, éd. Fayard, Paris, 1995 ()
  • Richard-Alain Jean, À propos des objets égyptiens conservés du musée d’Histoire de la Médecine, éd. Université René Descartes - Paris V, coll. Musée d'Histoire de la

Médecine de Paris, Paris, 1999 ()

  • Richard-Alain Jean, La chirurgie en Égypte ancienne. À propos des instruments médico-chirurgicaux métalliques égyptiens conservés au musée du Louvre, Editions Cybele, Paris, 2012 (
  • Richard-Alain Jean, Anne-Marie Loyrette, À propos des textes médicaux des Papyrus du Ramesseum nos III et IV, I : la reproduction, in S.H. Aufrère (éd.), Encyclopédie religieuse de l’Univers végétal (ERUV - II), Montpellier, 2001, pp. 537–564 ()
  • Richard-Alain Jean, Anne-Marie Loyrette, À propos des textes médicaux des Papyrus du Ramesseum nos III et IV, I : la contraception, in S.H. Aufrère (éd.), Encyclopédie religieuse de l’Univers végétal (ERUV - II), Montpellier, 2001, pp. 564–592 ()
  • Bruno Halioua, La médecine au temps des Pharaons, éd. Liana Levi, coll. Histoire lieu, Paris, 2002 ()
  • Richard-Alain Jean, Anne-Marie Loyrette, À propos des textes médicaux des Papyrus du Ramesseum nos III et IV, I : la gynécologie (1), in S.H. Aufrère (éd.), Encyclopédie religieuse de l’Univers végétal (ERUV - III), Montpellier, 2005, pp. 351–487 ()
  • Richard-Alain Jean, Anne-Marie Loyrette, La mère, l’enfant et le lait en Égypte Ancienne. Traditions médico-religieuses. Une étude de sénologie égyptienne, S.H. Aufrère (éd.), éd. L’Harmattan, coll. Kubaba – Série Antiquité – Université de Paris 1, Panthéon Sorbonne, Paris, 2010 ()
  • (بالفرنسية) Site sur la médecine et la chirurgie dans l'Antiquité Egyptienne
Deutsche
  • Wolfhart Westendorf, Handburch der altägyptischen Medizin, éd. Brill, coll. HdO, Leiden, 1999 (Band 1 : , Band II : )

موسوعات ذات صلة :