الرئيسيةعريقبحث

صهيونية مسيحية


☰ جدول المحتويات


الصهيونية المسيحية هو الاسم الذي يطلق عادة على معتقد جماعة من المسيحيين المنحدرين غالباً من الكنائس البروتستانتية الأصولية والتي تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان ضرورة حتمية لأنها تتمم نبؤات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر. يعتقد الصهاينة المسيحيون أنه من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يشكلون جزءاً من اللوبي المؤيد لإسرائيل.

البعد اللاهوتي

تلعب التدبيرية أو القدرية كما يسميها البعض دوراً رئيسياً في الفكر اللاهوتي للصهاينة المسيحيين، فلفهم علاقة الله مع الجنس البشري يقسمون تاريخ هذه العلاقة إلى سبعة أقدار أو حقب زمنية يخضع فيها الله الإنسان لتجارب تمتحن طاعته، فيقول سكوفيلد أحد أهم مفكري هذا المذهب "كل قدر دور من الزمان يمتحن فيه البشر حسبما أوحاه الله من وحي مخصوص". فوفقاً للتدبيريين نحن نعيش اليوم في الحقبة السادسة أو ما يسمى "دور الكنيسة والنعمة" بانتظار حلول الحقبة السابعة والأخيرة برجوع المسيح للأرض لتأسيس حكمه الألفي. وهكذا تفصل التدبيرية بين مفهومي إسرائيل والكنيسة، فبالنسبة للمسيحية التقليدية الكنيسة كما يقول أوغسطينوس هي وارثة الوعود التي أعطاها الله لإسرائيل (أنظر الاستبدالية)، فهي بذلك إسرائيل الجديدة التي تسعى بشوق لبلوغ أورشليم السماوية، ففي هذا المفهوم تصبح أورشليم أو أرض الموعد للمسيحيين ذات طبيعة روحانية أزلية لا صلة لها بأرض إسرائيل التاريخية، على عكس الصهاينة المسيحيين الذين يشددون على الفصل بين إسرائيل كشعب يهودي أو شعب الله على الأرض والكنيسة أو شعب الله في السماء، مؤكدين على التفسير الحرفي للكتاب المقدس. يفضي هذا بهم إلى نتيجة حتمية مفادها أن أرض فلسطين التاريخية هي ملك أبدي للشعب اليهودي، وأن نبوءات الكتاب المقدس التي أعلنت عن عودة "شعب الله" إلى أرضه قد تحققت في القرنين التاسع عشر والعشرين. فالتدبيريون لا يؤمنون بأن المسيحية أتت لتحل محل اليهودية بل أتت لكي تعيد لها عناصرها المفقودة، فبحسب فهمهم للكتاب المقدس يعتقدون بأن قيام إسرائيل عام 1948 كان الخطوة الأولى لعودة المسيح للعالم حيث سيخوض حرباً فيها ضد قوى الشر تسمى هرمجدون يُقتل خلالها ثلثي الإسرائيليين ويهتدي الثلث الباقي للمسيحية وبعد انتصاره يحكم المسيح العالم كملك لألف عام.

الأصول التاريخية

ترجع أصول الصهيونية المسيحية المباشرة إلى التدبيرية كما ذكر سابقاً، والتدبيرية منهج لتفسير الكتاب المقدس ظهر في إنكلترا في القرن التاسع عشر بشكل أساسي بفضل جهود جون نلسون داربي من كنيسة الإخوة البليموث. إلا أن البعض يرجع بأصولها إلى فترة أقدم من ذلك إلى بريطانيا القرن السابع عشر. غير أنها بكل الأحوال ظهرت نتيجة لسياق تاريخي معين أقدم من ذلك بكثير.

الألفية

الصهيونية المسيحية كفكر ديني رؤيوي سياسي حديث يرجع ظهوره للقرن التاسع عشر ولكن هذا الفكر يجد جذوره في تيار ديني يرجع للقرون الأولى للمسيحية يدعا بتيار الألفية. والألفية هي معتقد إيماني ظهر بين مسيحيين من أصول عبرية حافظوا من ديانتهم القديمة على ما يسمى بالماشيحية الزمنية وعلى التأويل الحرفي لنصوص الكتاب المقدس خاصة ما ورد في سفر رؤيا يوحنا (20: 3 – 6). فهم يعتقدون بأن المسيح سيعود إلى عالمنا هذا مع ملائكته والقديسين ليحكم الأرض كملك مدة ألف عام ومن هنا جاءت تسمية الألفية. مبكراً جداً في عام 172 م ادعى مونتانوس الفريجي بأن الحياة الإخلاقية والروحية لأعضاء الكنيسة قد انحدرت وابتعدت عن الله بسبب تأثير العالم السلبي عليهم، لذلك وجب على الكنيسة العودة على ما كانت عليه أيام الرسل فأعلن نفسه نبيا ً جديداً من السماء أوكلت إليه مهمة التبشير بقرب نزول أورشليم السماوية و مجيء الرب إلى منطقة فريجية العليا - التي كانت واقعة آنذاك في آسيا الصغرى – لتأسيس مملكته التي ستستمر فترة ألف سنة.

القرون الوسطى

في القرون الوسطى ظهرت في أوروبا جماعات ألفية بعيدة في إيمانها عن المسيحية التقليدية ومعادية بشكل عام للبابوية وللكنيسة الكاثوليكية، وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر انخرطت حركات ألفية بكثرة في الحملات الصليبية. وبشكل عام لم يحمل الألفيون حتى القرن السابع عشر أي طابع سياسي يدعو لإعادة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة لهم على تلك الأرض.

ميلاد الصهيونية المسيحية في بريطانيا

اللورد آشلي من أبرز وجوه الصهيونية المسيحية في العصر الفكتوري

مع قدوم العصر الإليزابيثي تراجعت الأفكار الألفية في إنكلترا ولكنها عاودت الظهور مع قدوم حركة الطهوريين (البوريتانيون) حيث تطورت أفكارها في تلك الفترة لحد الربط بين النصوص الدينية والسياسة والربط بين مجيء المسيح الثاني وإقامة دولة يهودية. ففي عام 1588 دعا رجل دين اسمه بريتمان لإعادة اليهود إلى الأراضي المقدسة تحقيقاً لنبوءات الكتاب المقدس. وفي عام 1615 طالب البرلماني السير هنري فينش حكومة بلاده بدعم اليهود ليرجعوا لأرض الموعد قائلاً "ليس اليهود قلة مبعثرة، بل أنهم أمة، ستعود أمة اليهود إلى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم إلى الأبد".

أعطيت الصهيونية المسيحية بعدها السياسي الأيديولوجي للمرة الأولى في بريطانيا عام 1655 عندما دعا أوليفر كرومويل رئيس المحفل البوريتاني بين عامي 1649 و1659 لعقد مؤتمر يسمح لليهود بالعودة للسكن والإقامة في المملكة بعدما تم نفيهم منها بقرار من الملك إدوارد الأول عام 1290. فتم في هذا المؤتمر خلق صلة ما بين أفكار الصهيونية المسيحية والمصالح الإستراتيجية لبريطانيا، ودفعت كرومويل للإيمان باكراً بوجوب توطين اليهود في الأراضي المقدسة في فلسطين.

في القرن التاسع عشر برزت شخصيتان تعتبران من أهم دعاة الصهيونية المسيحية، هما جون نلسون داربي من كنيسة الإخوة البليموث والقس لويس واي. كان هذا الأخير رئيس لجمعية في لندن هدفها الترويج للدين المسيحي بين اليهود والتي أصبحت بفضل جهود واي أهم منبر للتعبير عن أفكار الصهيونية المسيحية بما في ذلك الدعوة لإرجاع اليهود إلى فلسطين. ومن مؤيدي الصهيونية المسيحية في تلك الفترة برز أيضاً البرلماني البريطاني هنري دارموند الذي ترك الحياة السياسية بعد زيارته الأراضي المقدسة ليكرس يقية حياته لتعليم المسيحية بنسختها الأصولية وليدعوا لعودة اليهود إلى فلسطين. ولم يكن ما يحفز حاملي الفكر الصهيوني من المسيحيين لينخرطوا في هذا المجال هو دائماً محبة اليهود فأن بعضهم كان ينظر لهم نظرة عداء كالمصلح الاجتماعي الإنجيلي اللورد آشلي كونت شافتسبوري (1818 - 1885) الذي كان يحبذ رؤية اليهود يقيمون دولتهم في فلسطين ويحيون فيها بدلاً من البقاء في إنكلترا. ومن الوجوه المهمة للصهاينة المسيحيين في بريطانيا القس ويليام هشلر (1845 - 1931) والذي قام في فترة عمله في سفارة بلاده في فيينا بتنظيم عمليات لنقل المهاجرين اليهود الروس إلى فلسطين. وكان قد نشر كتاباً عام 1894 بعنوان "عودة اليهود إلى فلسطين" دعا فيه لهذه العودة تحقيقاً لنبوءات وردت في كتاب العهد القديم، وكان هشلر كذلك من المتحمسين للصحافي النمساوي المجري تيودور هرتسل مؤسس الصهيونية، حيث كان يقدم له وللقضية الصهيونية الدعم السياسي لفترة تقارب الثلاثين عاماً. وأخيراً من أشهر السياسيين البريطانيين الألفيين اللورد آرثر بلفور المعروف بإعطاءه اليهود وعد الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية (وعد بلفور 1917) بالرغم من مواقف بلفور المعروفة بمعاداة اليهود.

الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة

لاقت أفكار المذهب التدبيري رواجاً في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بفضل جهود لاهوتيين بروتستانت مثل دوايت مودي (موجد معهد مودي للدراسات الكتابية في شيكاغو) وسكوفيلد وويليام بلاكستون. ومن الكتب المنشورة حديثاً في البلاد والمتأثرة بهذا التيار العمل الذي حقق أفضل المبيعات (Late Great planet Earth) لكاتبه هال ليندسي، إضافة لسلسلة من الروايات الآخروية لتيموثي لاهاي بعنوان (Left Behind)، بيع من هذه السلسلة خمسين مليون نسخة.

أعطى قيام دولة إسرائيل عام 1948 زخماً قوياً لمتبني الصهيونية المسيحية، كما أن حرب حزيران عام 1967 كانت بالنسبة لهم أشبه بمعجزة إلهية تمكن فيها اليهود من دحر عدة جيوش عربية مجتمعة في آن واحد وأحكمت خلالها الدولة العبرية سيطرتها على بقية أراضي فلسطين التاريخية خصوصاً القدس الشرقية والمواقع الدينية التي تحتضنها. وبالنسبة للتدبيريين فأنه باحتلال إسرائيل للقدس والضفة الغربية تحققت نبوات الكتاب المقدس، فشجعت هذه العلامات "الإلهية" مسيحيين إنجيليين آخرين على الانخراط في صفوف المدافعين عن إسرائيل وإلى دفع الولايات المتحدة للبقاء إلى جانب "الطرف الصحيح" في تتميم النبوات.

يعتبر عام 1979 عاماً استثنائياً بالنسبة لتاريخ الصهيونية المسيحية، فبعد قرن من تقرب هشلر من تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية وبدء الدعم المسيحي الأصولي المباشر لإقامة الدولة اليهودية، أنشأ القس جيري فالويل في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة الأغلبية الأخلاقية. وهذه المنظمة تضم لجان سياسية لمسيحيين ذوي توجهات محافظة من أهدافها العمل على التعبئة والدعاية لانتخاب المرشحين المحافظين. ومع بلوغ عدد أعضائها الستة ملايين عضو أصبحت المنظمة كتلة انتخابية قوية عزي إليها فضل نجاح رونالد ريغان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1980. ينص أحد المبادئ الأربعة التأسيسية لمنظمة الأغلبية الأخلاقية على "دعم إسرائيل والشعب اليهودي في كل مكان". في عام 1980 صرح فالويل بأن "الله بارك أمريكا لأن أمريكا باركت اليهود. فإذا أرادت هذه الأمة أن ترى حقولها محافظةً على بهائها وإنجازاتها العلمية محافظة على ريادتها وحريتها محمية، فعلى أمريكا أن تبقى واقفة إلى جانب إسرائيل". حل جيري فالويل منظمة الأغلبية الأخلاقية عام 1989 ولكن المسيحيين المحافظين حافظوا على دورهم كداعمين لإسرائيل رغم افتقارهم لوجود مؤسسة قوية رسمية لدعم الدولة العبرية بقوة المنظمة المذكورة آنفاً. ولتأطير هذا الدعم أسس الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة عدة مؤسسات هدفها المعلن التشجيع على مساندة إسرائيل، أبرزها "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" وصفها القس جون هاجي بالنسخة المسيحية من أيباك، ومؤسسات أخرى مثل "مؤتمر القيادة المسيحية الوطني من أجل إسرائيل" و"ائتلاف الوحدة من أجل إسرائيل" و"السفارة المسيحية العالمية في أورشليم" وغيرها.

لا يقتصر دعم الصهاينة المسيحيين لإسرائيل وللقضية اليهودية على الناحية السياسية فقط، فهم يقدمون لها العون بكل الأشكال المتاحة لهم خصوصاً من الناحية المالية. فقد قدم هؤلاء تبرعات كبيرة في سبيل المساهمة بنقل يهود دول الاتحاد السوفييتي السابق وإثيوبيا إلى إسرائيل، على سبيل المثال تمكن جون هاجي من جمع أكثر من 4.7 مليون دولار لصالح اتحاد الجماعات اليهودية، وقامت شبكة بات روبيرتسون للبث الإذاعي المسيحي بتقديم منح بمئات الآلاف من الدولارات لمساعدة اليهود الفقراء حول العالم للانتقال والعيش في إسرائيل.

بين عامي 2000 و2003 ضعفت السياحة في إسرائيل بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان جورج بوش ما سمي بالحرب على الإرهاب، تسبب ذلك بخسائر مهمة للاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن الصهاينة المسيحيين استمروا بتنظيم رحلات السياحة الدينية إلى الأراضي المقدسة بأعداد فاقت أحياناً أعداد السياح اليهود. وقام مبشرو التلفزيون أمثال بات روبيرتسون وبيني هين بزيارة إسرائيل خلال تلك الفترة وأعلنوا من خلال شبكاتهم التلفزيونية لمتابعيهم من ملايين الإنجيليين حول العالم أن زيارة إسرائيل آمنة. كما ساهم الصهاينة المسيحيين بدعم قطاع السياحة الإسرائيلي من الولايات المتحدة بالمشاركة بأيام "Shop Israel" حيث كان يحضر تجار إسرائيليون إلى أمريكا لترويج وبيع منتجاتهم.

الصهيونية المسيحية، الكونغرس والتأثير على سياسات البيت الأبيض

معتقدات معتنقي الصهيونية المسيحية ألهمت ولا تزال تلهم العديد من المواقف الدبلوماسية والعسكرية لأميركا. بالنسبة لهم الحرب في العراق والمعارك السياسية التي يشنها البيت الأبيض ضد إيران وسوريا وبقية أعداء إسرائيل هي "التزام ديني"، "عبادة مقدسة" من شأنها أن تسرع عودة المسيح إلى الأرض. كذلك يرون في اغتيال القادة المناهضين للصهيونية مثل صدام حسين ومعمر القذافي وفي معاناة الشعوب المسلمة ومقتل العديد منهم جراء الحروب "انتقام إلهي من أعداء إسرائيل".

هم كذلك ينظرون إلى إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون سنة 2006 بجلطة سببها نزيف دماغي حاد تسبب له في فقدانه لوعيه ودخوله في ما يعرف طبيا بالحالة الخضرية الدائمة التي انتهت بوفاته بعد ثماني سنوات (2014) على أساس أنها "انتقام رباني" وعقاب على تفريطه في أراضي من حق إسرائيل وقيامه صيف 2005 بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وأربع مستوطنات أخرى في شمال الضفة الغربية.

فهم يرفضون كل القرارات والسياسات التي تصب في اتجاه التخلي عن جزء ولو بسيط مما يسمونه "أرض الله الموعودة للشعب اليهودي" ويعتبرونها "عرقلة" و"نسف" لمخطط عودة المسيح. ولهذا هم يدفعون بحكوماتهم إلى عرقلة جميع محاولات التوفيق في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوقوف حائلا أمام وساطة كل من الأوروبيين أو الدول العربية المعتدلة وإجهاض كل مجهوداتهم لإحلال السلم بالمنطقة. ناهيك عن تحريك قادتهم لتفعيل حقهم في الفيتو وإقبار كل قرار أممي يقضي بمعاقبة إجرام إسرائيل ضد الإنسانية وسياساتها الاستعمارية.

على المستوى الوطني، هم كذلك يقومون بقطع الطريق على كل مرشح أميركي معروف بمعاداة السياسات الإسرائيلية يرغب في ترأس الولايات المتحدة.

كثرة أعدادهم بالولايات المتحدة وتملكهم لأقوى شركاتها ووسائل إعلامها يجعل منهم "مجموعة الضغط" الأكثر تأثيرا على سياسات البيت الأبيض. أصواتهم تؤثر بشكل كبير على نتائج المعارك الانتخابية ثم بعد ذلك على مواقف وأداء المرشح المنتخب. فحتى لو استغنى المرشحون للانتخابات الأميركية عن أصواتهم فلا يمكنهم الاستغناء عن دعمهم المالي والاعلامي لتمويل وإنجاح حملاتهم الدعائية. وهذا الدعم، هم لا يقدمونه مجانا. مقابل دعمهم، أن يلتزم المرشح بالدفاع عن مصالحهم وسياساتهم بما فيها حماية ودعم إسرائيل من داخل سلطات الجمهورية.

وحتى لو فرضنا أن رئيسا أميركيا أفلت من قبضتهم الحديدية فسيجد نفسه محاصرا من طرف عملائهم القابعين بالكونغرس الأميركي. فمن بين المائة عضو بمجلس الشيوخ، 70 على الأقل يكونون على الدوام خاضعين بشكل أو بآخر للوبي الصهيونية المسيحية الأميركية. كل هؤلاء مجندون للدفاع عن الدولة اليهودية ويصوتون بشكل أوتوماتيكي ضد كل قرار للبيت الأبيض أو اقتراح يتعارض مع المصالح العليا لإسرائيل.

فعلى سبيل المثال، كان الرئيس الأميركي جيرالد فورد يستعد في عام 1976 لدعوة إسرائيل بشكل علني إلى احترام المواثيق الدولية والامتثال لحدود عام 1967. رسالة من أعضاء مجلس الشيوخ جعلته يتراجع عن قراره هذا وإلغاء الخطاب الرسمي الذي كان يعتزم القيام به بشكل نهائي. كما كانت هناك محاولات رئاسية للتخفيض من قيمة الدعم المالي المقدم لإسرائيل، كلها باءت بالفشل.

فمنذ عام 1985 إلى يومنا هذا، تم منح ما لا يقل عن 100 مليار دولار أميركي من المساعدات العامة من طرف الولايات المتحدة لإسرائيل. وهذه المنح والمساعدات لا تتوقف أبدا ولا تعرف قيمتها الانخفاض حتى عندما تعرف صناديق وحسابات أميركا الخسارة أو يكون اقتصادها في وضعية أزمة أو في حالة عجز خطير. فبالنسبة لممثلي لوبيات الصهيونية المسيحية داخل مجالس الكونغرس الأميركي، دعم الدولة العبرية والسهر على حمايتها خطان أحمران ومهمتان مقدستان لا ينبغي لأحد المساس بهما مهما كانت الأحوال.[1]

موقف اليهود من الصهيونية المسيحية

بالرغم من كل الدعم الذي يقدمه الصهاينة المسيحيون لإسرائيل فأن الكثير من اليهود ينظرون إليهم بشيء من الارتياب، ويعزى ذلك لأسباب عدة منها تاريخ معاداة اليهود من قبل المسيحيين، ووجود ما يعرف بلاهوت الاستبدال في اللاهوت المسيحي، أي استبدال الكنيسة لشعب إسرائيل في مخطط الله الخلاصي مع العلم أن الصهاينة المسيحيين يرفضون هذا المعتقد. أضف إلى ذلك اختلاف الآراء فيما بينهم حول الكثير من القضايا السياسية في داخل الولايات المتحدة وخارجها. يُقلق العديد من اليهود بشكل خاص رغبة بعض المسيحيين من الكنائس الإنجيلية بتسريع عملية رجوع المسيح للأرض عن طريق الإسراع بتبشير اليهود بالمسيحية. حتى أن هذا دفع المؤرخة اليهودية الأمريكية نعومي كوهين إلى القول بأنه "لو لم يكن ذلك من أجل تلبية احتياجات إسرائيل، لكان معظم اليهود قد رفضوا فوراً أي تفاوض مع اليمين المسيحي الجديد". كما أن مواقف الصهاينة المسيحيين -ولو أنها تتفق بشكل عام مع مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف- تناقض في بعض المواضيع ما تراه بعض المنظمات اليهودية الأمريكية مفيداً للدولة العبرية، فعلى سبيل المثال يعارض التيار الصهيوني المسيحي أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة أو أي تفكيك وإخلاء لأي مستوطنة إسرائيلية، كما يرفضون بشكل قاطع تبني حل الدولتين وهذا يخالف رأي المنظمات المعتدلة المؤيدة لإسرائيل والتي ترى في إقامة الدولة الفلسطينية حلاً لإنهاء حالة الحرب في المنطقة.

كل هذا لم يمنع الكثير من المنظمات اليهودية من الترحيب بالتحالف فيما بينها وما بين الصهاينة المسيحيين، حتى أن أيباك أسست من أجل هذا مكتباً خاصاً للتواصل والتنسيق مع الحركة الإنجيلية. كما أن شخصيات يهودية أمريكية نافذة أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية هذا التحالف لمصلحة إسرائيل، يذكر منها ناثان بيرلموتر وهو رئيس سابق لرابطة مكافحة التشهير والذي صرح بأنه "بإمكان اليهود التكيف تماماً مع أولويات اليمين المسيحي فيما يخص السياسة الداخلية -للولايات المتحدة الأمريكية- على الرغم من تناقض ذلك مع آراء يهود اليسار، وذلك لأنه لا يوجد أي قضية من هذه القضايا بمقدار أهمية إسرائيل".

اعتراضات مسيحية على الصهيونية المسيحية

من الكنائس البروتستانتية

في الولايات المتحدة الأمريكية يميل الصهاينة المسيحيون لاعتبار أنفسهم "الناطق الرسمي" باسم أربعين مليون مسيحي إنجيلي، ولكن عدد هؤلاء الذين يهتمون منهم بأمر إسرائيل حقاً هو أصغر من ذلك بكثير وذلك بحسب رأي البروفيسور جون ميرشيامر وزميله البروفيسور ستيفن والت مؤلفي كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية. فبالنسبة لهذين الأخيرين هنالك الكثير من الكنائس الإنجيلية الأمريكية التي تساند بشكل صريح وعلني حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتنتقد السياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مستندة بذلك على إيمانها بمباديء المسيحية التي تدعو للعدالة والسلام. عملت هذه الكنائس على مقاومة الفكر الصهيوني المسيحي من خلال توحيد صفوف الإنجيليين الليبراليين ضمن إطار المجلس الوطني لكنائس المسيح والذي يضم 34 كنيسة يبلغ عدد أفرادها عدة عشرات من الملايين، وتمكن المجلس من إيصال آراءه للرأي العام عن طريق وسائله الإعلامية كمجلات "القرن المسيحي" و"المسيحية والأزمات" و"القيمون" و"المصلح". كما عمل المجلس كذلك على العمل والتنسيق بنسب متفاوتة مع كنائس أخرى تشاركه رفض الصهيونية المسيحية مثل الكنيسة المشيخية والكنيسة الميثودية والمعمدانية والأسقفية.

في مقالة كتبها القسيس المعمداني توماس ويليامسون عام 2002 يشرح هذا الأخير كيف يخالف الصهاينة المسيحيون بما يفعلونه ويدعون إليه تعاليم الكتاب المقدس فيقول بأن "الصهيونية المسيحية هي حركة تدعي بأنها ترتكز على الكتاب المقدس ولكنها في الحقيقة مناهضة لتعاليم الكتاب المقدس. فعلى جميع المسيحيين التبرأ من الصهيونية والعمل على إرساء السلام في الشرق الأوسط وذلك لما فيه من خيرٍ متبادل ليهود إبراهيم ولأبناء العرب في فلسطين" [2]. القس جون هيوبرز من الكنيسة المصلحة وهو مدير موقع christianzionism.org للرد على أفكار الصهاينة المسيحيين، يشرح في مقالة كتبها عام 2002 كيف يقوم هؤلاء بربط ما يصفها "بأسطورة" تأسيس الولايات المتحدة مع قصة تأسيس إسرائيل. فيقدمونها للمواطن الأمريكي على أنها قصة متشابهة عاشها الشعبان الأمريكي واليهودي، فكلا الشعبين كانا مضطهدين دينياً وفي قلوبهما شوق كبير لكي يمارسا إيمانهما ومعتقداتهما بحرية تحت رعاية وإرشاد الله، وكلاهما واجها الكثير من المصاعب لإقامة دولتيهما، وذلك بسبب مواجهة شعوب بربرية متوحشة (الهنود الحمر والفلسطينيين) وجب طردهم من الأرض. فيسعون من خلال هذه القصة لنيل تعاطف ودعم الشعب الأمريكي لكي يرى في قصة شعب إسرائيل صدىً لقصة أو "أسطورة" الولايات المتحدة نفسها. ويرد هيوبرز على هذا بضرورة نشر قصة جديدة بين مواطنيه الأمريكان تتحدث عن الشعب الفلسطيني الذي فقد أرضه وكرامته والكثير من أبناءه وذلك -ولو جزئياً- بسبب الدعم الأمريكي المطلق للصهيونية، ويقول بضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بالعدالة "التي يدعونا الله ان نمارسها في كل امورنا وقضايانا"، وذلك لنزع صورة "المتوحش" التي ألصقتها أسطورة الصهاينة بالإنسان الفلسطيني.

بحسب القس ويزلي غرانبيرغ-مايكلسون الأمين العام للكنيسة المصلحة في الولايات المتحدة فأن الصهيونية المسيحية هي عدوة الشهادة المسيحية في الشرق الأوسط، وهي ليست مجرد انحراف لاهوتي بل أيديولوجية تهدد وجود مسيحيي المنطقة وتعيق إعلان الإيمان المسيحي في تلك البلدان. ويقول بأن دعم الصهاينة المسيحيين وحكومات الولايات المتحدة لإسرائيل وسياساتها التوسعية يقوض قدرات المسيحيين الأمريكيين الآخرين للخدمة كصناع سلام أو وسطاء نزهاء في تلك المنطقة من العالم [3].

الكنيسة الكاثوليكية

أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من الصهيونية المسيحية مبكراً في مايو/أيار عام 1897 عندما صرحت في بيانٍ لها "إن إعادة بناء القدس لتصبح مركزا لدولة إسرائيلية يعاد تكوينها يتناقض مع نبوءات المسيح نفسه الذي أخبرنا أن القدس سوف تدوسها العامة حتى نهاية زمن العامة أي حتى نهاية الزمن". وكرد فعل على وعد بلفور صرح البابا بندكت الخامس عشر عام 1917 "لا لسيادة اليهود على الأرض المقدسة". وبتاريخ 15 مايو/أيار عام 1922 بعث الفاتيكان بمذكرة رسمية لعصبة الأمم للتعبير عن اعتراض البابا على فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ورد فيها "إن الحبر الأعظم لا يمكن أن يوافق على منح اليهود امتيازات على غيرهم من السكان". ولم تكن مواقف بيوس الثاني عشر مختلفة عن مواقف سلفه بندكت الخامس عشر [4]. فبشكل عام ترفض الكنيسة الرومانية الكاثوليكية اللاهوت الإسخاتولوجي الألفي الذي يستند عليه الصهاينة المسيحيون في معتقداتهم، ومع عودة ظهور هذا اللاهوت بقوة على الساحة المسيحية بين البروتستانت الإنجيليين في القرنين التاسع عشر والعشرين أعلن مكتب العقيدة في الفاتيكان بتاريخ 21 يوليو/تموز عام 1944 في زمن حبرية البابا بيوس الثاني عشر عن رفضه الصريح للتعليم الألفي. فنظرة الكاثوليكية التقليدية للحكم الألفي المذكور في سفر الرؤيا الإصحاح 20 تنص على أن حكم المسيح بدأ فعلاً مع مجيئه الأول إلى الأرض (الرقم ألف هنا ذو قيمة رمزية) وسينتهي مع مجيئه الثاني عند نهاية العالم، عندما تقوم كل البشرية من الموت فيذهب الأبرار إلى الحياة الأبدية والأشرار للعقاب الأبدي. فلا يوجد أي فترة ألفية ما بين عصر الكنيسة ونهاية العالم. هذه الأفكار اعتنقتها الكنيسة الكاثوليكية بفضل تعاليم جيروم وأوغسطينوس وأمبروز ويوحنا فم الذهب وغريغوريوس أسقف نيصص ويوستينوس الشهيد ويوسابيوس القيصري وتوما الإكويني. يعتقد الصهاينة المسيحيون أنه بعودة المسيح لحكم العالم سيُعاد بناء هيكل سليمان في القدس، بينما ورد في الموسوعة الكاثوليكية نسخة عام 1911 بأن المسيح الدجال سيكون من أصل يهودي من سبط دان، وفي نسخة 1936 تقول الموسوعة نفسها بأن المسيح الدجال سوف يقوم بإعادة بناء أورشليم والمعبد اليهودي حيث سيدعو الناس لعبادته كإله. هذه الأسباب وغيرها دفعت الكنيسة الكاثوليكية لاعتبار الصهيونية المسيحية كحركة معادية للكاثوليكية تحاول أن تنزع عن الكنيسة دورها كمحققة لنبوءات الكتاب المقدس وكمرجعية وحيدة لها صلاحية تفسير هذه النبوءات. فهي ترى أن الصهاينة المسيحيين يلوون عنق نصوص الكتاب المقدس بما يخدم مصالحهم السياسية والدينية، فهم يجعلون اليهود وإسرائيل وليس "كنيسة العهد الجديد" مركزاً لخطة الله الخلاصية، فتكون الصهيونية المسيحية بذلك بالنسبة للكاثوليك خاطئة ولا أساس لها لا في الكتاب المقدس ولا في التقليد الكنسي [5].

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وقيام دولة إسرائيل عام 1948 أعاد بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية النظر بموضوع تأسيس الدولة العبرية، فالبعض صار ينظر لوجودها على أنه ضروري لمحاربة المد الشيوعي الإلحادي في منطقة الشرق الأوسط. بينما استمر البعض الآخر برفضهم لمبدأ قيام دولة يهودية مؤيدين مبدأ عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة، وأخيراً برز تيار ثالث يدعو لحل الدولتين مع منح الفلسطينيين كافة حقوقهم.

الكنائس الأرثوذكسية

تعارض الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا الصهيونية المسيحية مستندةً في ذلك على أسسٍ ذات طابع عقائدي، فبالنسبة لها تعمل الحركة الصهيونية المسيحية على إدخال أفكار لاهوتية غريبة على الدين المسيحي لأهداف سياسية تصب في مصالح دولة محددة. ويشرح القس دانيال سويرس من الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا في مقالة منشورة على موقع christianzionism.org تطور العقيدة الألفية في العصور الأولى للمسيحية فيقول بأن سفر الرؤيا عندما تحدث عن حكم المسيح الألفي للعالم لم يكن يقصد بذلك ألف عام بالمعنى الحرفي ولكن بالمعنى المطلق أي إلى الأبد. ثم يمضي سويرس بالقول أنه رغم ذلك فقد آمن العديد من المسيحيين عبر التاريخ بحرفية الألف عام خصوصاً في القرنين الثاني والثالث للميلاد، حتى أن بعض رجالات الكنيسة ممن يُعتبرون أرثوذكس (غير هراطقة) تبنوا هذا الرأي أمثال بابياس وترتليان وهيبوليتوس وغيرهم. ولكن الكنيسة استشعرت منذ ذلك الوقت خطورة تصوير الألفيين للفرح والسعادة التي سيعيشها المؤمنون مع عودة المسيح بشكل أرضي ومحسوس، فرفضت الأفكار الألفية تماماً. ومال لاهوتيو الكنيسة لإعطاء النص المذكور في سفر الرؤيا شكلاً روحياً، حيث وصف أوريجانوس الألفية كفترة حكم الله الروحي على الأرض، وأوغسطينوس وصفها كقيامة أولى يهتدي بها الناس للمسيحية بانتظار القيامة الثانية حيث يقوم الناس بالجسد في نهاية العالم، ويتحدث كُتَّاب الكنيسة في القرن الرابع عن أبوليناريوس من لاوديسيا الذي حرمه مجمع أفسس المسكوني عام 431 بسبب نظرياته الألفية. وفي النهاية يختتم القس دانيال سويرس مقالته قائلاً أن مباديء الألفية والتدبيرية هي عبارة عن أفكار مبتدعة لا أساس فعلي لها في الكتاب المقدس وغير متوافقة مع تعاليم المسيح والرسل والكنيسة الأرثوذكسية [6].

وعلى هذا المنوال كتب المطران عطالله حنا من كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس مقالة يشرح من خلالها موقف كنيسته من الصهيونية المسيحية التي وصفها "بالمجموعات المتصهينة التي تدعي المسيحية"، قائلاً أن هذا التيار وما ينادي به يناقض المسيحية وأسسها التي تدعو للسلام والمحبة على عكس الصهيونية المسيحية التي تسعى لهيمنة العنصرية والتمييز العرقي. واستشهد عطالله بكلمة للبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال فيها أن "هؤلاء احتلوا فلسطين بوعد من بلفور وليس بوعد من الله، وإنهم يتخذون من آيات كتابية يحرفونها ويفسرونها كما يحلو لهم تبريرا لأفكارهم ومواقفهم العنصرية [7]". وفي محاضرة ألقاها القس الدكتور جورج عطية في أبرشية طرطوس للروم الأرثوذكس وهو دكتور في مادة العقائد في معهد القديس يوحنا الدمشقي في جامعة البلمند، صرح بأن "المسيحية لم تعرف لا بشرقها ولا بغربها وعلى مدى قرونها كلها أي ميل لقبول أي فكرة صهيونية، وذلك بسبب التصادم الجذري بين المفهومين لا بل يمكن القول أن المسيح رُفض وصُلب من اليهود، لأنه لم يرد أن يكون صهيونياً فقد حاولوا هم أن يجعلوه ملكاً أرضياً بمفهومهم الصهيوني فأما هو فلم يرد وقد أظهر بوضوح هذا أثناء محاكمته أمام بيلاطس عندما قال (مملكتي ليست في هذا العالم)"[8].

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. "لهذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل". ميدل إيست اونلاين. كمال ازنيدر. 2017-12-16. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 201913 نوفمبر 2019.
  2. Zionism versus the Bible - by Thomas Williamson - تصفح: نسخة محفوظة 06 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Discovering Palestine - by Rev. Wesley Granberg-Michaelson - تصفح: نسخة محفوظة 8 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. الكنائس المعارضة للصهيونية المسيحية - محمد عبد العاطي - الجزيرة الوثائقية - تصفح: نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  5. Zionism-Scripture Catholic - تصفح: نسخة محفوظة 19 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. An Orthodox Perspective on Christian Zionism - Father Daniel Swires - تصفح: نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. موقف الروم الأرثوذكس من المسيحية الصهيونية - بقلم :الأب د. عطا الله حنا - تصفح: نسخة محفوظة 02 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  8. الكتاب المقدس بعهديه ضد الصهيونية - محاضرة للأب الدكتور جورج عطية - تصفح: نسخة محفوظة 2020-04-07 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :