جزء من السلاسل حول
|
غيانا حدى بلدان أمريكا الجنوبية ، كانت غيانا البريطانية قبل استقلالها وهي واحدة من بلدان ثلاثة كان يطلق على كل منها اسمها سورينام وغيانا الفرنسية وأبقت على اسمها السابق [1]. وغيانا البريطانية والتي تعرف حاليا بجمهورية غيانا أكبر الجويانات الثلاثة في المساحة.
وصول الإسلام إلى غيانا
قدمت أول هجرة إسلامية إلى غيانا مع الأفارقة الذين جليهم الهولنديون أيام احتلالهم لغيانا وذلك لتسخيرهم في زراعة حاصلات المناطق المدراية، ولكن هذه الموجة تلاشت نتيجة المعاملة السيئة والتشتيت الاجتماعي، وعندما خلف البريطانيون الهولنديون في احتلال غيانا، جاءوا بهجرات إجبارية من العمال الهنود والآسيويين، لاستغلالهم في الزراعة، كان من بينهم الكثير من المسلمين ، ولقد حافظوا على عقيدتهم لذلك أسسوا النواة الأولى للأقلية المسلمة في غيانا، وأخذ عدد المسلمين يتزايد نتيجة الزيادة الطبيعية بين السكان ونتيجة عودة أعداد كبيرة من الأفارقة للإسلام وتقدر نسبة المسلمين بين السكان بجوالي 15% (أي حوالي 156 ألف نسمة) ، وفي البلاد حوالي 200 مسجد، وألحقت بمعظم المساجد فصول لتعليم أبناء المسلمين قواعد الإسلام [1].
ولقد بدأ المسلمون تأسيس المساجد المتواضعة منذ أن استقر بهم المقام بغيانا واتخذوا المسجد كمقر لاجتماعاتهم شبه السرية خوفا من بطش السلطات الاستعمارية، وظلت الأقلية المسلمة بغيانا تواجه هذه التحديات حتى سنة 1227هـ – 1860م، وذلك عندما اعترفت السلطات الاستعمارية ببعض حقوق الأقلية المسلمة بالبلاد، وكان منها حق الزواج وفق الشريعة الإسلامية [1].
المنظمات الإسلامية
بدأ المسلمون في جويانا في تنظيم أنفسهم منذ سنة 1355هـ – 1936م فأسسوا جمعية صدر انجمان الإسلامية المتحدة، وظلت الهيئة الإسلامية لغيانا طيلة ربع قرن، ثم أصاب الفشل قيادتها بعد أن سمحت للتيارات السياسية المختلفة بالتأثير على الجمعية، والتي بدأت تتجه إلى بعض الأحزاب وتساند سياستها فزجت بالجمعية في معترك الصراع بين الأحزاب الهندية والأفريقية في غيانا، وقد تسببت هذه السياسة في انقسام اللجنة التنفيذية للجمعية (صدر انجمان) الإسلامية في انتخابات اللجنة التنفيذية سنة 1392هـ ـ 1972 م، فأصبح للجمعية لجنتان تنفيذيتان، كل منهما تدعى أنها تمثل الأقلية المسلمة بغيانا ، ويرأس اللجنة الأولى السيد محمد نصار، ويرأس اللجنة الثانية السيد يعقوب علي، وهكذا يسيطر التمزق والخلاف على أقدم جمعية إسلامية بغيانا، ولقد بذلت محاولات عديد لإنهاء الخلاف وتوحيد الجمعية، وفشلت هذه الجهود، ونتيجة هذا الانقسام التفت جماعة أخرى حول زعامة جديدة وأسسوا المجلس العام للإخوة الإسلامية، وحاولت تفادي أخطاء الجمعية السابقة، ولكن هذا الأمر زاد من انقسام الجالية المسلمة، وتعددت الجمعيات، مثل جمعية الإحسان، والمركز الإسلامي والحزب الإسلامي، وهكذا تتعدد الهيئات الإسلامية في غيانا، وانعكس هذا الوضع على أحوال الأقلية، فكانت السلبيات المؤلمة، والتي زادت من الانقسامات، ولهيئة أمة الإسلام في الغرب جهود نحو تحسين أحوال الأقلية المسلمة في غيانا اقتصاديا، فانتشرت مساحة واسعة من الاراضي الزراعية، وصلت إلى مائة ألف فدان استغلت لرفع دخل مستوى الأقلية المسلمة وتمويل المطبوعات الإسلامية، وتصدر الجالية الإسلامية صحيفة الجارديان الإسلامية، ومجلة مسلم كورير.
مناطق المسلمين
يصل عدد المسلمين بجويانا أكثر من (156 ألف نسمة) ويشكلون حوالي (15%) من جملة سكان البلاد كما سبق، وينتشر المسلمون في جورج تون وضواحيها حيث يعيش حوالي نصف الجالية المسلمة، كذلك توجد الجالية المسلمة في بلدة انتربرايز، كما تنتشر الجالية في عدد كبير من القرى والمدن منها باريكي، وديمرارا، وكوبزتون، وبربيلة وفئة قليلة من المسلمين تتمتع بدخول مرتفعة، بينما الأغلبية تعاني من الدخول المنخفضة، أما التحديات فتتمثل في الشيوعية والقومية الهندوكية، وإلى جانب هذه التحديات المسيحية والقاديانية .
مقالات ذات صلة
المصادر
- المسلمون في جويانا- موقع السكينة - تصفح: نسخة محفوظة 27 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.