الرئيسيةعريقبحث

متحف بيروت الوطني

المتحف الرئيسي للآثار في لبنان

☰ جدول المحتويات


متحف بيروت الوطني[3][4] (National Museum of Beirut)‏ هو المتحف الرئيسي للآثار في لبنان، ويقع في العاصمة بيروت، وقد بُدأت مجموعة المتحف بعد الحرب العالمية الأولى وافْتُتِحَ رسميًا في عام 1942، وذلك بعد تشكيل لجنة أصدقاء المتحف برئاسة بشارة الخوري عام 1923 لجمع الأموال اللازمة لبناء المتحف، تم قبول الخطة التي قدمها المهندسان أنطوان نحاس وبيار لوبرنس رينجي، فبُني المتحف على قطعة أرض تبرعت بها البلدية بالقرب من ميدان سباق الخيل في بيروت،[5] يضم المتحف مجموعات يصل عددها حوالي 100 ألف قطعة معظمها عبارة عن آثار وموجودات من العصور الوسطى من الحفريات التي اضطلعت بها المديرية العامة للآثار، ويتم عرض حوالي 1300 قطعة أثرية تتراوح في تأريخها ما بين عصور ما قبل التاريخ إلى فترة المماليك في العصور الوسطى.

متحف بيروت الوطني
متحف بيروت الوطني.png
شعار متحف بيروت الوطني

معلومات عامة
نوع المبنى أثري
الموقع بيروت 
القرية أو المدينة بيروت
الدولة  لبنان
سنة التأسيس 1937
تاريخ الافتتاح الرسمي 27 مايو 1942 
المدير آن ماري عفيش[1]
النمط المعماري إحياء العمارة المصرية 
عدد الزوار سنوياً 40,211 (2009)[2]
الموقع الإلكتروني الموقع الرسمي 
متحف بيروت الوطني على خريطة لبنان
متحف بيروت الوطني

خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 وقع المتحف على خط التماس الذي يفصل بين الميليشيات والجيوش الإسرائيلية والسورية، فعانى المتحف ومجموعته من أضرار جسيمة أثناء الحرب ولكن أنقذت معظم القطع الأثرية من خلال تدابير وقائية، وقد بدأت الخطط الأولى للترميم عام 1992 من قبل ميشال إده وزير الثقافة والتعليم العالي في ذلك الوقت، وفي عام 1995 قامت وزارة الثقافة ومديرية الآثار بوضع خطة عمل على أربع مراحل للترميم.[6]

الموقع والمرافق المحيطة

يقع المتحف في بيروت عند تقاطع طريق عبد الله اليافي مع طريق الشام[7] محاطًا بمضمار سباق بيروت ومبنى المديرية العامة للآثار،[8][9][10] حيث تُحاط قاعة الدخول الواقعة بالطابق الأرضي بمسرح صغير ومتجر هدايا.[11]

التاريخ

أصل المتحف

في عام 1919 عُرضت مجموعة صغيرة من القطع الأثرية القديمة التي جمعها ريمون ويل -الضابط الفرنسي المقيم في لبنان- في قاعة من قاعات دار الراهبات الألمانيات[12][13] في شارع جورج بيكو وسط العاصمة بيروت،[14][11] وفي خلال ذلك بدأ أحد رواد خدمة الآثار والفنون الجميلة في تجميع أشياء من المنطقة المحيطة ببيروت، وقد اتسعت المجموعة الأولية بسرعة لتشمل العصور القديمة المتتابعة مع إضافة موجودات من الحفريات التي اكتشفها الدكتور جورج كونتيناو في صيدا وإرنست رينان في صيدا وصور وجبيل وطرابلس.[15] اشتملت التبرعات للمجموعات الخاصة على كل من:[16] تبرعات مجموعة هنري سيريج للعملات المعدنية[17] والجنرال ماكسيم ويغان في عام 1925[16] والدكتور جورج فورد -مدير مدرسة الإرسالية الأمريكية في صيدا- في عام 1930.[16]

تأسيسه

المتحف الوطني ببيروت

في عام 1923 تم إنشاء "لجنة أصدقاء المتحف"[18] برئاسة بشارة الخوري -رئيس الوزراء ووزير التعليم والفنون الجميلة- وقد تم إنشائها لجمع الأموال لبناء متحف وطني،[14][11][12] وتضمنت اللجنة التأسيسية: عمر الداعوق وهنري فرعون وفؤاد غصن وسليم إده وأسعد يونس ووفيق بيضون وجاك ثابت وبيار دودج والأب موتارد وجورج فيسيه والأمير موريس شهاب،[6] وقد قبلت اللجنة الخطط التي قدمها المهندسان المعماريان أنطوان نحاس وبيار لوبرنس رينجي،[12] فبدأ البناء في عام 1930 على قطعة أرض تبرعت بها البلدية بالقرب من ميدان سباق الخيل في بيروت، واكتمل المتحف في عام 1937،[14][11] وكان من المقرر افتتاحه في عام 1938 ولكن تم تأجيله بسبب الوضع السياسي في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية،[18] وتم افتتاح المتحف الوطني لبيروت أخيرًا في 27 مايو 1942 من قبل الرئيس ألفرد جورج النقاش،[14][11] وحتى عام 1928 كان الحفاظ على المتحف الوطني اللبناني مسؤولية شارل فيريود -مدير خدمة الآثار- وفيليب دي طرازي -المحافظ اللبناني للمكتبة الوطنية، واستمرت المجموعة في النمو تحت إشراف الأمير موريس شهاب –أمين المتحف لمدة 33 عامًا-[18][19] حتى بداية الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975.[11]

دمار المتحف وإغلاقه

تمثال برونزي مذهب للإله الفينيقية "رشف" المكتشف في جبيل. يعود لما بين القرنين الثامن عشر-التاسع عشر قبل الميلاد
تفاصيل من تابوت تُظهر سفينة فينيقية في صيدا، يعود للقرن الثاني الميلادي

في عام 1975 مع اندلاع الحرب اللبنانية تم تقسيم بيروت إلى منطقتين متعارضتين، فكان المتحف الوطني والمديرية العامة للآثار على خط التماس الذي يفصل بين الميليشيات المتحاربة والجيوش،[11][20] وسريعًا ساءت الأوضاع في المنطقة المجاورة مباشرة للمتحف[20] حيث تحمل المتحف القصف الشديد وتحول إلى ثكنات للمناضلين،[11][21] فأصبحت منطقة المتحف نقطة تفتيش تسيطر عليها ميليشيات لبنانية مختلفة أو الجيوش السورية أو الإسرائيلية[6] الذين فتحوا وأغلقوا الطريق تحت هدنة لم تدم طويلاً،[21][22] وقد قررت السلطات إغلاق المتحف، وبُدأت التدابير الوقائية الأولى داخل المتحف بواسطة الأمير موريس شهاب وزوجته[23] خلال مناوشات إطلاق النار بالتناوب ولحظات الهدنة، وتمت إزالة القطع الأثرية الصغيرة المعرضة للهلاك من واجهة المبنى وإخفائها في حجرات التخزين في السرداب الذي تم تسويره بعد ذلك مما يحظر أي وصول إلى الطوابق السفلية، وفي الطابق الأرضي كانت توجد الفسيفساء التي تم تثبيتها في الأرض مغطاة بطبقة من الخرسانة، وكانت التماثيل والتوابيت محمية بواسطة أكياس الرمل، وعندما وصل الوضع إلى أسوأ حالاته في عام 1982 كانت التحف الأثقل مغطاة بالخشب والخرسانة.[11][24][13][6]

عندما أُعلن وقف إطلاق النار النهائي في عام 1991 كان المتحف والمديرية العامة للآثار يقتربان من الدمار؛ فقد غُمِر المتحف بمياه الأمطار وأُصيبت الواجهة الخارجية بعلامات من الرصاص وحفر من القذائف، وقام رجال الميليشيات الذين احتلوا المبنى بتغطية الجدران الداخلية بالنقوشات، وكانت مجموعة المتحف في حالة خطيرة للغاية أيضًا؛ فقد تُركت القطع الأثرية في المخازن لأكثر من خمسة عشر عامًا في بيئة غير ملائمة تمامًا؛ حيث تم بناء المتحف الوطني على منسوب مياه مرتفع الأمر الذي تسبب في زيادة خطيرة في الرطوبة وتجمُّع المياه داخل المخازن، وتم ترك القطع الأثرية الحجرية الكبيرة في أغلفة الطوارئ دون أي تهوية مما جعل آثار التآكل من الأملاح مرئية على الحواف السفلية للآثار الحجرية، وقد تم تدمير الجناح المجاور للمديرية العامة للآثار بقذائف نارية، ودُمرت وثائق مثل الخرائط والصور الفوتوغرافية والسجلات بالإضافة إلى 45 صندوقًا يحتوي على أشياء أثرية، كما فُقدت جميع معدات المختبرات،[14][11] وفي خلال الحرب تم نهب بعض العناصر وعُرضت الآن في المتاحف التركية وأخرى تم بيعها بالمزاد العلني، ومما يدعو إلى السخرية أن هذه العناصر التي سُرقت من المتاجر الخارجية -خاصة في جبيل وصيدا- كانت قد تم الاحتفاظ بها لتجنب الضرر والنهب.[25][26]

جانب من الدمار الذي لحق بمتحف بيروت الوطني

ترميم المتحف وإعادة افتتاحه

جاءت الخطط الأولى لترميم المتحف الوطني في عام 1992 من طرف ميشال إده وزير الثقافة والتعليم العالي في ذلك الوقت. رفض كميل أسمر -المدير العام للآثار- اقتراح هدم الجدران الخرسانية والأغلفة التي كانت تحمي الكنوز الوطنية نظرًا لأن المتحف لا يزال يفتقر إلى الأبواب والنوافذ لمنع المزيد من النهب، وتبرع غسان تويني بالأموال للباب الرئيسي الضخم الجديد للمتحف، وبمجرد وضع الأبواب والنوافذ تم اتخاذ قرار هدم الجدار الخرساني الذي يحمي مدخل السرداب،[27]

مع بداية عام 1995 ارتفعت السقالات لترميم واجهات المتحف الخارجية، وبدأت في الوقت نفسه ورشة داخلية في مكاتب الإدارة والموظفين وفي الطابقين الأرضي والسفلى بتمويل من "لجنة اصدقاء المتحف"، وأثناء الاحتفالات باليوبيل الذهبي للاستقلال في عام 1995 جرى افتتاح رمزي للمتحف في حضور رئيس الجمهورية وقتها إلياس الهراوي، وأقيم معرض رسوم تحت عنوان ” المتحف الوطني ماضياً ومستقبلًا.. تراثنا المشرّد فلنحتضنه”، وسمح للناس بالدخول للمرة الأولى بعد 20 عامًا من غلقه.[6]

وقد قامت وزارة الثقافة ومديرية الآثار بوضع خطة عمل توزعت على 4 مراحل شملت:

  • ترميم الواجهات الخارجية
  • رفع مكعبات الأسمنت عن القطع الأثرية الكبيرة
  • فتح المستودعات تحت الأرض ووضع جردة بالقطع الصغيرة وترميمها بمساعدة مختصِّين بريطانيين
  • تصميم صالات العرض الذي وضعه المعماري الفرنسي جان- ميشال فيلموت.[6]

وفي عام 1996 انتقلت السقالات من الواجهات الخارجية إلى الداخل، وبدأت ورشة تأهيل الصالة الكبرى في الطابق الأرضي، بينما في 24 نوفمبر 1997 ضمن الاحتفالات بعيد الاستقلال أقيم افتتاح كبير للمتحف الوطني في حضور رئيس الجمهورية إلياس الهراوي ورئيس الحكومة رفيق الحريري، ونال الحدث تغطية إعلامية عالمية نظرًا لأهميته، وعلى مدى سبعة أشهر ونصف فتح المتحف أبوابه بشكل مؤقت للجمهور بعد غلق دام 21 عامًا، واستقبل حوالي 50 ألف زائرٍ، لكن اقتصر الاستقبال على القاعات الأربع في الطابق الأرضي حيث تم عرض القطع الاثرية الكبيرة والمتوسطة الحجم من نواويس وتماثيل وأعمدة وتيجان وغيره. وفي 15 يوليو 1998 أعلنت رئيسة المؤسسة الوطنية للتراث منى الهراوي غلق المتحف لمدة 5 أشهر لإنجاز المرحلة الثانية من مشروع التأهيل الذي شرعته المؤسسة، وفي 8 أكتوبر عام 1999 انتهت الورشة وأعيد فتح الطابقين الأرضي والأول بعد 6 أعوام من العمل المتواصل، بتكلفة وصلت إلى 5,500 مليون دولارًا وبتنسيق تم بين القطاعين العام والخاص ومساهمات وتقديمات الأفراد والمؤسسات، كما نظَّمت المؤسسة الوطنية للتراث سلسلة أنشطة ثقافية وحفلات موسيقية داخل صالة المتحف عاد ريعها إلى تمويل خطة تأهيله وترميمه، وكذلك فعلت "لجنة اصدقاء المتحف-فرع لندن" برئاسة الدكتورة كلود ضومط سرحال، وأقامت نشاطات في الداخل والخارج لجمع التبرعات لنفس الغاية.[6]

وقد تم حل المشكلة المزمنة التي عانى منها المتحف بسبب موقعه المنخفض المتمثلة في تجمُّع المياه الجوفية في الطابق السفلي وقاعاته حيث كان يصل ارتفاعها أحيانًا إلى المتر، وتؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة بحيث تصل إلى 98 في المئة، وتتسرب إلى المستودعات فتغمر القطع الأثرية وتُسبب أضرارًا جسيمة لها تؤدي إلى التلف، وتمكن مجلس الإنماء والإعمار في عام 1998 من سحب المياه وصرفها وإعادة تجهيز المستودعات وعزلها عن الرطوبة بتكليف من وزارة الثقافة، مما سمح لمديرية الآثار بتأهيل هذا الطابق لإقامة صالة الفن الجنائزي عبر العصور لتتكامل مع القاعة التي خصصت لجداريات صور المدفنية وسُميت على اسم الأمير موريس شهاب تكريمًا له وتحقيقًا لرغبته بتخصيص الطابق السفلي للفن الجنائزي، واستغرقت الأعمال سنتين بتمويل إيطالي بلغ مليونين و20 ألف يورو.[14][6] وفي 8 أكتوبر 1999 أُعيد افتتاح المتحف للجمهور تحت رعاية الرئيس إميل لحود.[14][11]

تم تنفيذ إعادة تأهيل المتحف الوطني من قبل وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار ومؤسسة التراث الوطني[11][28] وبتخطيط المهندس المعماري والمخطط الحضري الفرنسي جان ميشيل ويلموت،[29] وفي عام 1999 بدأت الحكومة اللبنانية حملة واسعة لاستعادة الآثار التي سُرقت أو تمت التجارة بها خلال الحرب الأهلية،[30] وتم استرداد العديد من القطع الأثرية من المستودعات أو المنازل الخاصة حيث ينص القانون اللبناني على أن أي قطعة عمرها أكثر من 300 عام تعود للدولة،[31] وفي عام 2011 تم نقل مختبر ترميم الطابق الأرضي وتم افتتاح قاعة عرض جديدة للجمهور سُميت باسم الأمير موريس شهاب.[32]

إعادة افتتاح القبو

واحدا من التوابيت المجسمة من مجموعة فورد، مصنوعًا من الرخام بالقرن الرابع قبل الميلاد

كان من المُقرر افتتاح معرض تحت الأرض في نوفمبر 2010،[33] ولكن تم تأجيله بسبب الصعوبات الفنية والمالية، وبُدأت أعمال الترميم في طابق تبلغ مساحته 700 متر مربع (7.500 قدم مربع) في عام 2014 بمبادرة من وزير الثقافة اللبناني روني عريجي ونُفذت بدعم مالي وتقني من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي التي قدمت 1.2 مليون يورو للمشروع،[34][35][36] وأخيرًا أُعيد فتح الطابق السفلي (القبو) في 7 أكتوبر 2016 بحفل رسمي برئاسة تمام سلام -رئيس الوزراء اللبناني- وباولو جينتيلوني -وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي.[35]

تعرض مجموعة الطابق السفلي فنون وممارسات جنائزية تعود إلى ما قبل التاريخ وحتى العصر العثماني، وتشمل أبرز مقتنيات المجموعة 31 تابوتًا مجسمًا فينيقيًا من مجموعة فورد، وهي عبارة عن لوحة جدارية مائية تصور مريم والدة يسوع المؤرخة في عام 240م، والتي يُعتقد أنها واحدة من أقدم لوحات السيدة مريم المُكتشفة في العالم، ومن القطع الأثرية الأخرى المومياوات المارونية المحفوظة بشكل طبيعي مغارة عاصي الحدث في وادي قاديشا ومقبرة صور.[37][35][36]

الهندسة المعمارية

المتحف من الداخل

صُمِم المتحف على نظام إحياء العمارة المصرية ذات الطابع الفرنسي،[38] بواسطة المهندسين المعماريين أنطوان نحاس وبيار لوبرنس رينجي، وتم بناؤه من الحجر الجيري اللبناني من المغرة، وهو يضم قبوًا وطابقًا أرضيًا ومشرفًا ومصطبةً، وتم تغطية الكتلة المركزية بسقف زجاجي فوق الطابق النصفي مما أعطي إضاءة علوية طبيعية.

تبلغ مساحة الموقع بأكمله حوالي 5500 متر مربع (59,000 قدم مربع)، ويبلغ إجمالي مساحة أرض المعرض 6000 متر مربع (65,000 قدم مربع)، حيث تشغل المرفقات والمكاتب الإدارية المجاورة مباشرة حوالي 1000 متر مربع (11,000 قدم مربع).[16]

المجموعات

يعرض المتحف الوطني في بيروت حاليًا 1300 قطعة أثرية من مجموعته التي كانت تضم حوالي 100,000 قطعة،[39] حيث يعرض تتبع لدائرة زمنية تبدأ في عصور ما قبل التاريخ وتنتهي في العصر العثماني، تبدأ الدائرة في الطابق الأرضي حيث تُعرض 83 قطعة كبيرة تشمل توابيت وتماثيل وفسيفساء. يعرض كل من الجناح الأوسط والجناح الأيمن محتويات من المرحلة الرومانية-البيزنطية سليمة بكل تفاصيلها.[40]

وعلى جانبي الجناح الأوسط يوجد أربعة نواويس من القرن الثاني الميلادي والتي ظهرت في صور داخل مقبرة جماعية كبيرة كانت تضم أيضًا عشرات القبور الأخرى التي اكتشفها الأمير موريس شهاب. هذه النواويس هي من أكثر المحتويات روعة في المتحف، يوجد على الأول نقوش تماثيل مترنحة لإله الحب كيوبيد وعلى الثاني نقوش لمعارك الإغريق، وعلى الناووسين الباقيين نقوش من أسطورة أخيل، ويوجد أيضًا نماذج لأشكال هندسية صخرية من المدرج الروماني في بعلبك.[40]

في الجانب الأيسر من الردهة الوسط يُعرض عرش أشمون ومعه ستة عروش صغيرة للآلهة عشتروت وعليها عدة نقوش لأبي الهول المجنح من الحقبتين الفارسية والرومانية اكتُشفت في عدة أماكن أثرية بلبنان، أما إلى عمق اليسار من نفس الردهة فيقف تمثال ضخم كلسي الحجر مصري الهندسة وُجِد في جبيل وهو من صنع محلي وتاريخه غير محدد، وعلى النصف الأسفل من التمثال آثار حروق تشير إلى تعرض المكان ذات يوم لحريق كبير، كما يوجد في الناحية نفسها من الردهة ناووس مرمري من مكتشفات جبيل عليه نقوش فينيقية ويعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. أما إلى يسار المدخل يوجد أثر خشبي واحد وهو قطعة من خشب الأرز تشير إلى الميزة الدهرية المتينة التي جعلت خشب الأرز يلعب دورًا رئيسًا في تجارة صور وصيدا وجبيل.[41]

تبقى جبيل القديمة من أبرز مصادر كنوز المتحف، فهي من أقدم وأهم المدن الفينيقية؛ حيث بها قبور الملوك التي تحوي تيجانًا وأكاليل ودروعًا وصولجانات وأسلحة ذهبية مرصعة جميعها، كما يوجد إناء زجاجي بركاني أسود وصندوق مذهب وهدايا من الفراعنة، إضافة إلى فؤوس ذهبية وبرونزية ذات فتحات وإناء ذهبي وخنجر مرصع بالذهب والفضة والعاج معًا.

وبهذه المعروضات الفنية الدقيقة واجهتان: الأولى نماذج من القماش المصبوغ بالأرجوان الذي أصله من الحلزون البحري، والأخرى آثار من مشوهات الحرب كبقع ذائبة من الزجاج أو حجارة محروقة أو قطع حديدية مفتولة وهي صورة عما اقترفته الحرب في التراث التاريخي اللبناني وعما واجهت مهمة إعادة تأهيل المتحف من صعوبات.[40]

يعرض الطابق العلوي 1243 قطعة أثرية صغيرة ومتوسطة الحجم مرتبة بترتيب زمني وموضوعية في واجهات العرض الحديثة مع الإضاءة الناعمة والنظارات المكبرة التي تؤكد على الجانب الجمالي من القطع الأثرية.[14]

حقبة ما قبل التاريخ

تحتوي المجموعة على قطع أثرية من عصور ما قبل التاريخ من المجتمعات المبكرة للصيادين والمزارعين[17] بدءًا من العصر الحجري القديم الأدنى (ما بين مليون إلى 150,000 سنة قبل الميلاد) وحتى العصر الحجري الحديث (9000 - 3200 قبل الميلاد) مثل رؤوس الحِرَاب والصوَّان والخطاطيف والآنية الفخارية[42] والتي عُثر عليها في الكهوف والملاجئ الصخرية في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية،[42] وقد تم مسح ما يقرب من خمسمائة موقع من عصور ما قبل التاريخ في لبنان ككل وحوالي خمسين موقعًا في بيروت نفسها.[17]

العصر البرونزي

تماثيل برونزية مذهبة كقرابين تعود لما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قبل الميلاد
جزء تفصيلي من تابوت الملك أحيرام
تابوت من الحجر الجيري للملك أحيرام، عُثر عليه في جبيل ويعود لما بين القرنين العاشر والحادي عشر قبل الميلاد

شهد العصر البرونزي (3200-1200 قبل الميلاد) ولادة أول قرى محصنة في لبنان وتطوير الأنشطة التجارية والبحرية واختراع الأبجدية الأولى في العالم في جبيل،[42] وتشمل هذه المجموعة درة مقتنيات المتحف، ألا وهو تابوت أحيرام الذي يحمل أقدم نص مكتوب بالأبجدية الفينيقية.[43]

أهم مقتنيات هذه الحقبة:

العصر الحديدي

شهد العصر الحديدي (1200 - 333 ق.م.) في لبنان ذُروة الحضارة الفينيقية التي بلغت أوجها في توسعها البحري وانتقالها إلى ثقافات أخرى من الأبجدية، وخلال هذه الفترة -بعد حقبة الحكم الذاتي- أصبحت المدن في المنطقة تحت السيطرة الآشورية ثم البابلية ثم الفارسية. أثرت الحضارات المُتعاقبة على المصنوعات الفينيقية كالخزف والمجوهرات والعاج والتماثيل والتوابيت.[42]

تشمل أهم مقتنيات هذه المجموعة ما يلي:

الحقبة الهلنستية

حجر جيري مزخرف بنقوش من أم العمد
نقش جداري من معبد الإله أشمون.

بدأت الحقبة الهلنستية (333- 64 قبل الميلاد) بالانتصار الساحق الذي حققه الإسكندر الأكبر على الشاه الفارسي دارا الثالث مما مكَّن الفاتح اليوناني من فتح فينيقيا.

وبعد وفاة الإسكندر خضعت فينيقيا لأول مرة لحكم البطالمة في مصر، ثم بعد معركة بانيوم خضعت لحكم السلوقيين المتمركزين في العراق الحديث، وألغى السلوقيون الملكيات المحلية وعينوا حُكَّامًا (يحملون أسماء يونانية) لحكم المدن الفينيقية.

أصبح النفوذ اليوناني الذي شق طريقه إلى فينيقيا خلال الفترة الفارسية أقوى عند هذه المرحلة، حيث تظهر التماثيل الصغيرة الموجودة في الخرايب تأثير حضارة بحر إيجة على الحرفيين المحليين. تفاعلت الهلنستية المنتشرة مع الطبقة السكانية المحلية السامية التي ظلت وفية لآلهتها ولغتها، وأسفر ذلك عن تعايش فني ومعماري يتضح بشكل أفضل في تحف أم العمد وبستان الشيخ.

تشمل أهم مقتنيات هذه الحقبة:

الحقبة الرومانية

تابوت يوضح أسطورة أخيل

في عام 64 قبل الميلاد وضعت الحملة العسكرية للقائد الروماني بومبيوس الكبير حدًا للفوضى السائدة في الإمبراطورية السلوقية وأصبحت فينيقيا جزءًا من العالم الروماني، لكن الحروب الأهلية الرومانية استمرت في تعطيل المنطقة حتى 31 قبل الميلاد، وبعد ذلك مع عهد أغسطس هيمنت باكس رومانا على المنطقة، فقد شاعت بها التجارة الدولية وتطورت الصناعات المحلية للفضة والزجاج والمنسوجات والسيراميك.

تشمل أبرز ما تحتويه مجموعة الفترة الرومانية (64 قبل الميلاد - 395) ما يلي:

كما استُعِيد من المعبد الروماني في نيحا-البقاع بناء لمذبح حجري مزّين بنقوش أسود موجود في الطابق الأرضي من المتحف مع مقتنيات تعود إلى الألفين الأول والثاني قبل الميلاد.[40]

الحقبة البيزنطية

بعد وفاة ثيودوسيوس الأول عام 395م تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية غربية وشرقية، وقد ارتبطت المدن اللبنانية بالأخيرة وتحولت إلى المسيحية التي أصبحت دين الدولة في عام 392م، حيث أمر الإمبراطور بتدمير المعابد الوثنية، لكن الطوائف التي عبدت أدونيس وجوبيتر ظلت متواجدة ونجت بشكل ما لعدة قرون.

تشمل القطع الأثرية من الفترة البيزنطية (395 - 636) ما يلي:

العصر الإسلامي (من الفتح إلى عهد المماليك)

اكتمل الفتح الإسلامي للبنان عام 637 م، حيث انتعش التوسع في المدن الساحلية –الذي كان متباطئًا- بعد الزلازل في القرن السادس خلال العصر الأموي وأظهرت موانئها وأحواض بناء السفن نشاطًا جديدًا، كما شهدت المناطق النائية أعمال ري واسعة النطاق للزراعة.

تأثر لبنان بشكل مباشر بتداول السلطة بين الأمويين والعباسيين والفاطميين ومن تلاهم حتى المماليك، وخلال هذه الفترة الطويلة انتشر الإسلام انتشارًا واسعًا فيه. تشمل القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الإسلامي (636 - 1516) القطع النقدية والمجوهرات الذهبية وأوعية الفخار المصقولة.[42]

المنشورات

بدأ موريس شهاب في عام 1936 بإصدار أول مطبوعات المتحف، وهي "نشرة متحف بيروت"،[46] التي وصلت إلى 36 مجلداً قبل أن يتوقف النشر في عام 1986 بسبب الحرب الأهلية،[17] وقد غطت المجلة الاكتشافات الأثرية والمواقع والحضارات القديمة،[47] وفي عام 1995 استأنف المتحف وجمعية الأصدقاء اللبنانيين البريطانيين للمتحف الوطني نشر مجلة نصف سنوية بعنوان "الآثار والتاريخ في لبنان"،[48] وتعد "نشرة الآثار والعمارة اللبنانية" (BAAL) مجلة سنوية تصدر عن المديرية العامة للآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية حفاظًا على تقليد نشرة متحف بيروت، وقد صدر المجلد الأول من النشرة في عام 1996 حيث تنشر المجلة الأوراق البحثية والحفريات والدراسات والتقارير الأثرية.[49]

معرض الصور

  • بعض الاثار في المتحف

  • المقابر القديمة المعروضة في المتحف

  • جانب من المتحف

المراجع

  1. Farshakh Bejjani, Uan (يونيو 23, 2010). "المتـــاحف للجميـــع!". al-Akhbar. Beirut. مؤرشف من الأصل في مايو 22, 2010يونيو 23, 2010.
  2. "Central Administration for Statistics". 2006 Statistical monthly bulletin. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 201022 يونيو 2010.
  3. "=«متحف بيروت الوطني»". RADISSON BLU MARTINEZ HOTEL, BEIRUT. مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 20194 يونيو 2019.
  4. المتحف الوطني | الجهات التابعة | وزارة الثقافة - تصفح: نسخة محفوظة 22 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. Where @ Lebanon.com - Museums - National Museum - تصفح: نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. المتحف الوطني (1923- 2017): القصة الكاملة – تراث نيوز - تصفح: نسخة محفوظة 7 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. Google Maps - تصفح: نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. "National Museum of Beirut (Lebanon): Address, Phone Number, Tickets & Tours, Attraction Reviews - TripAdvisor". www.tripadvisor.com. مؤرشف من الأصل في 06 مايو 201904 أبريل 2016.
  9. "Ministère de la Culture". culture.gov.lb. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 200404 أبريل 2016.
  10. Planet, Lonely. "National Museum of Beirut - Lonely Planet". Lonely Planet. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 201604 أبريل 2016.
  11. "Bienvenue au Musée National de Beyrouth". The Beirut National Museum Official Site. مؤرشف من الأصل في أغسطس 18, 2013أبريل 16, 2008.
  12. المتحف الوطني في بيروت.. التراث في متناول الجميع - Reuters - تصفح: نسخة محفوظة 9 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. الجرس | المتحف الوطني اللبناني.. مات وعاش! - تصفح: نسخة محفوظة 25 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
  14. Charles Kettaneh Foundation; Omar Daouk Foundation (2008). A visit to the Museum... The short guide of the National Museum of Beirut, Lebanon. Anis commercial printing press. صفحة 96.  .
  15. Lee, David C.J. (1996). Ernest Renan: In the Shadow of Faith. London, UK: Duckworth.  .
  16. Brigitte Colin. "The Beirut Museum Opens its Doors" ( كتاب إلكتروني PDF ). UNESCO. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201616 أبريل 2008.
  17. Helga Seeden. "Lebanon's Archaeological Heritage". Lebanese Center for Policy Studies. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 200818 أبريل 2008.
  18. "Where @ Lebanon.com – Museums – National Museum". مؤرشف من الأصل في 17 مارس 200816 أبريل 2008.
  19. Kaufman, Asher. Reviving Phoenicia: in search of identity in Lebanon. I.B.Tauris. صفحة 277.  .
  20. Young, Penny (أكتوبر 1995). "Beirut's past comes to life". History Today. London: History Today. 45 (10): 4. 0018-2753. مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 201924 أبريل 2008.
  21. Viner, Katharine (6 مارس 1999). "Rubble rousers". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2012.
  22. "Beirut National Museum". مؤرشف من الأصل في يوليو 18, 2011أبريل 18, 2008.
  23. de Baets, Antoon (2002). Censorship of historical thought: a world guide, 1945–2000. Greenwood Publishing Group. صفحة 694.  .
  24. Fabio Maniscalco. "Preventive Measures for the Safeguard of Cultural Heritage in the Event of Armed Conflict" ( كتاب إلكتروني PDF ). Webjournal. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201619 أبريل 2008.
  25. Gariné Tcholakian. "Poignant exhibition showcases Debaal artifacts 40 years after discovery". Daily Star. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201618 أبريل 2008.
  26. Fisk, Robert (1991). "The biggest supermarket in Lebanon – A Journalist investigates the plundering of Lebanon's heritage". Berytus. Beirut: American University of Beirut. XXXIX. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 201915 يونيو 2008.
  27. Nina Jedijian. "Saving the Beirut National Museum". The Daily Star. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201620 أبريل 2008.
  28. "Beirut's Architecture". مؤرشف من الأصل في 07 يناير 201816 أبريل 2008.
  29. "Biography Jean-Michel WILMOTTE". مؤرشف من الأصل في 19 يناير 201416 أبريل 2008.
  30. Erlich, Reese (21 أغسطس 2003). "Lessons from Beirut on bombed-out art". The Christian Science Monitor. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019. .
  31. Christopher Hack (24 مارس 1999). "Lebanon recovers ancient treasures". BBC news. مؤرشف من الأصل في 08 أكتوبر 201816 أبريل 2008.
  32. "المتحف الوطني | الجهات التابعة | وزارة الثقافة". وزارة الثقافة. مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 201723 يناير 2017.
  33. Beirut Museum to Open Basement in November – Jad Aoun - تصفح: نسخة محفوظة 26 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  34. "National Museum's basement rises from the dead". The Daily Star Newspaper - Lebanon. 2014-05-17. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 201911 أكتوبر 2016.
  35. Bassam, Leila. "عرض نواويس ومقتنيات جنائزية ورسم للعذراء في المتحف الوطني اللبناني". ara.reuters.com. Thomson Reuters. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 201611 أكتوبر 2016.
  36. "The National Museum's Underground Floor Officially Reopened! | Blog Baladi". blogbaladi.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 201911 أكتوبر 2016.
  37. بكهف عاصي الحدث – حدث الجبة - تصفح: نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  38. Blake, Emma; Arthur Bernard Knapp (2005). The archaeology of Mediterranean prehistory. 6 (الطبعة 2005). Wiley-Blackwell.  .
  39. Pharès, Joseph (ديسمبر 2003). "The National Museum of Lebanon in Beirut". Museum International. UNESCO. 55 (3–4): 38–43. doi:10.1111/j.1350-0775.2003.00435.x24 أبريل 2008.
  40. متحف بيروت الوطني صرح ثقافي يختصر تاريخ لبنان القديم - صحيفة الاتحاد - تصفح: نسخة محفوظة 6 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  41. موقع يا بيروت: متحف بيروت الوطني - تصفح: نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  42. "Bienvenue au Musée National de Beyrouth – Collection". The Beirut National Museum Official Site. مؤرشف من الأصل في مايو 9, 2008أبريل 19, 2008.
  43. UNESCOPRESS. "Twenty-nine new documentary collections inscribed on the Memory of the World Register". UNESCO. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201819 أبريل 2008.
  44. افضل 7 انشطة في متحف بيروت الوطني - المسافرون العرب
  45. Parrot, André; Maurice Chehab; Sabatino Moscati (2007). Les Phéniciens (باللغة الفرنسية). Gallimard.  .
  46. المتحف الوطني | الجهات التابعة | وزارة الثقافة - تصفح: نسخة محفوظة 13 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  47. "Bulletin Du Musée De Beyrouth". Maisonneuve editions (باللغة الفرنسية). مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201817 أبريل 2008.
  48. "Archaeology and History of Lebanon". Archaeology and History of Lebanon-journal. مؤرشف من الأصل في ديسمبر 14, 2007أبريل 17, 2008.
  49. Lebanese Ministry of Culture. "Archeologie/Publications". Ministere de la Culture. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 20043 سبتمبر 2009.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :