علامات الساعة الصغرى هي العلامات المتقدمة ليوم القيامة، والفرق بينها وبين علامات الساعة الكبرى أن الكبرى يعقبها قريباً قيام الساعة، ويكون لها تأثيرٌ كبير، ويَشعر بها جميع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن، وتقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم.[1]
بعثة النبي محمد ﷺ
أخبر النبي محمد ﷺ أن بعثته دليل وعلامة على قرب الساعة، وأنها أول أشراط الساعة الصغرى. عن سهل بن سعد "رضي الله عنه" قال: رأيت رسول الله ﷺ قال بإصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام: "بُعِثت والساعة كهاتين"[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: "بعثت في نَسَم الساعة"[3]
قال القرطبي: "أولها النبي ﷺ لأنه نبي آخر الزمان، وقد بُعِثَ ليس بينه وبين القيامة نبي"[4].
انشقاق القمر
كما مذكور في القرآن: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾[5].
قال الحافظ ابن كثير: "قد كان هذا في زمان الرسول ﷺ كما ورد في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي ﷺ وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات"[6] ا.هـ.
وقال أنس بن مالك "رضي الله عنه": إن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر".[7].
وقال عبد الله بن مسعود "رضي الله عنه": "بينما نحن مع رسول الله ﷺ بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقةً وراء الجبل وفلقةً دونه فقال لنا رسول الله ﷺ (اشهدوا)"[8].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "اجتمع المشركون على رسول الله ﷺ فقالوا: إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان وكانت ليلة البدر، فسأل رسول الله ﷺ أن يعطيه ما سألوا: فأمسى القمر نصفين على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان ورسول الله ﷺ يقول: (اشهدوا)"[9].
وفاة النبي محمد ﷺ
ثالث علامات الساعة الصغرى هي وفاة النبي محمد ﷺ فقد قال عوف بن مالك: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك، وهو في قبة من [10]، فقال: "اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم[11]، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطاً -أي يكثر المال عند الناس ويغتنوا حتى لا يكاد الرجل يفرح إلاّ بآلاف الدنانير- ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر [12]، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفاً"[13].
موت الصحابة
حسب التراث الإسلامي فإن أصحاب رسول الله ﷺ هم خير الأمة بعد النبي محمد ﷺ وفي حديث أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال: "النجوم أمنةٌ للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنةٌ لأصحابي فإذا أنا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"[14].
ففي هذا الحديث:
- قرن ذهاب الصحابة بذهاب أمارتين للساعة ذهاب النجوم، ونزول الشهب، وموت الرسول.
- أنه ثبت في الأحاديث أنه يذهب الصالحون الأول فالأول فتقوم الساعة على شرار الخلق.
فتح بيت المقدس
عندما بعث النبي محمد كان بيت المقدس تحت وطأة الإمبراطورية الرومانية وهي دولة قوية متمكنة، وقد بشر النبي بفتح بيت المقدس وعدّ ذلك من أشراط الساعة كما في حديث عوف بن مالك أن النبي ﷺ قال: "اعدد ستاً بين يدي الساعة.. وذكر منها فتح بيت المقدس" [15].
وقد فتح بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في عام (16 هـ - 637م) وبنى فيه مسجداً، وقد فتح بيت المقدس مرتين مرة في زمن عمر بن الخطاب ومرة في زمن الدولة الأيوبية فتحه صلاح الدين الأيوبي -- (عام 583 هـ - 1187 م).
وكما يعتقد المسلمون أنه ستفتح القدس على يد فئة مؤمنة حتى أن الشجر والحجر ينطق قائلاً: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله"[16]، وسيأتي ذكر بعض المعارك الواقعة حول بيت المقدس وقتال المسلمين لليهود [17].
موتان كقُعَاص الغنم
هذا من علامات الساعة والموتان لفظ مبالغة من الموت، أي يقع موت كثير جداً أشبه ما يكون بالوباء الذي يقضي على الناس جماعات جماعات، وقد قيل هذا وقع في طاعون عمواس والطاعون هو بثور أو أورام تظهر في الجسم من التهاب شديد ومؤذٍ جداً وهو مرض فتاك شديد العدوى.
وعمواس هي قرية بفلسطين قرب بيت المقدس.[18]
وعن عوف بن مالك أن النبي ﷺ قال: "اعدد ستاً بين يدي الساعة.. وذكر منها موتان يأخذ فيكم كقُعَاص الغنم".[15]
فقيل أنه حدث في الأمة زمن عمر بن الخطاب بعد فتح القدس (عام 16 هـ) انتشار مرض الطاعون وذلك في سنة (18 هـ) في أرض الشام فمات الكثير بلغ عددهم خمسة وعشرين ألف رجل من المسلمين. ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس وغيرهم.
وقُعَاص الغنم هو داء يصيب الدواب، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة وقد شبه النبي الموتان بقُعَاص الغنم لأن الطاعون يظهر قرحة في البدن تسيل ثم يموت منها المصاب.
كثرة ظهور الفتن بأنواعها
- مقالة مفصلة: ظهور الفتن (إسلام)
الفتن جمع فتنة، وهي الاختبار والابتلاء واستعملت في كل شيء مكروه، وقد أخبر النبي بمجيء الفتن العظيمة التي يلتبس فيها على المسلم الحق، وكلما ظهرت فتنة قال المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ويظهر غيرها. فعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن النبي ﷺ قال: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا"[16].
- ومعنى الحديث:
- الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم قطع الليل المظلم.
- ووصف النبي نوعاً من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمناً ثم يصبح كافراً أو عكسه، وهذا لعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب.
إخبار النبي محمد عن معركة صفين ﷺ
من أشراط الساعة أن النبي محمد ﷺ أخبر بحروب ومعارك تقع سواء بين المسلمين والكفار، أو بين المسلمين أنفسهم، ومن ذلك معركة صفين وهي معركة وقعت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (36 هـ) وهي من أشراط الساعة. عن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن النبي محمد ﷺ أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة"[15][16].
ظهور الخوارج
من علامات الساعة خروج بعض الفرق المخالفة لمنهج النبي وصحابته، ومن هؤلاء فرقة الخوارج وهم قوم كانوا من جماعة علي بن أبي طالب يقاتلون معه، ثم خرجوا عن طاعته بعد مسألة التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان وانحازوا إلى قرية قرب الكوفة اسمها حروراء.
عن عبد الله بن مسعود "رضي الله عنه" قال: قال رسول اللهﷺ: "يخرج آخر الزمان قوم أحداث الأسنان[19]، سفهاء الأحلام [20]، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم[21]، يقولون من قول خير البرية[22]، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية [23]."[24] ، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ "يخرج ناسٌ من قِبَلِ المشرقِ، ويقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم، يمرُقون من الدِّينِ كما يمرقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ، ثم لا يعودُون فيه حتى يعودَ السهمُ إلى فوقِه. قيل: ما سِيماهم ؟ قال: سيِماهم التَّحليقُ، أو قال: التَّسبِيدُ[25]" [26]
خروج مدعين النبوة والدجالين الكذابين
من أمارات الساعة وأشراطها خروج الدجالين الكذابين الذين يدعون النبوة ويثيرون الفتنة بأباطيلهم، وقد أخبر النبي أن عدد هؤلاء قريب من ثلاثين.
فقال ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله"[15].
وخطب رسول الله فقال: "إنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً اخرهم الأعور الكذاب"[27].
وعن ثوبان بن بجدد "رضي الله عنه" أن النبي ﷺ قال: "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وأنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي"[28]. وكما يعتقد المسلمون أنه ظهر من أدعى النبوة منهم:
- فأدعى النبوة في آخر حياة النبي الأسود العنسي في اليمن حيث ارتد عن الإسلام وادعى النبوة وكانت ردته أول ردة في الإسلام على عهد النبي، وقد تحرك بمن معه من المقاتلين واستولى على جميع أجزاء اليمن خلال ثلاثة أشهر أو أربعة فبعث النبي رسالته إلى المسلمين في اليمن يحثهم على مقاتلته فاستجابوا وقتلوه في منزله بمعاونة زوجته التي تزوجها قسراً بعد أن قتل زوجها وقد كانت مؤمنة بالله ورسوله، وبمقتله ظهر الإسلام وأهله في اليمن وكتبوا إلى الرسول وكان قد أتى إليه الخبر في ليلته من السماء فأخبر أصحابه، وقد دامت فترة ملك هذا الكذاب من حيث ظهوره إلى أن قتل ثلاثة أشهر وقيل أربعة أشهر.
- ومنهم طليحة بن خويلد الأسدي وقد قاتله المسلمون مراراً ثم أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه ولحق بجيش المسلمين وأبلى في الجهاد في سبيل الله بلاء حسناً واستشهد بنهاوند.
- ومنهم مسيلمة الكذاب، وكان يزعم أن الوحي يأتيه في الظلام، وقد أرسل إليه أبو بكر الصديق جيشاً بقيادة خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة فأستقبلهم مسليمة بجيشٍ كان قوامة أربعين ألف مقاتل، ودارت بينهم معارك حاسمة كانت الدائرة فيها عن مسليمة وجيشه، وقتل مسيلمة بيد وحشي بن حرب.
- ومنهم سجاح بنت الحارث التغلبية، كانت من نصارى العرب، وقد ادعت النبوة بعد موت الرسول فالتف حولها أناسٌ كثير من قومها، وغيرهم وغزت بهم القبائل المجاورة، وسارت حتى وصلت اليمامة، والتقت بمسيلمة وصدقته، وتزوجها، ولما قتل مسيلمة رجعت إلى بلادها، واقامت في قومها بني تغلب، ثم أسلمت وحسن إسلامها، وانتقلت بعد ذلك إلى البصرة وماتت بها.
- وأما في عصر التابعين وما بعده، فظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي تظاهر بالتشيع أولاً، فالتف حوله جماعة كثيرة من الشيعة، وزعم أن جبريل عليه السلام ينزل عليه، وقد دارت بينه وبين مصعب بن الزبير عدة معارك قُتِل في آخرها المختار.
- ومنهم الحارث بن سعيد الكذاب الذي أظهر التعبد في دمشق ثم زعم أنه نبي، ولما علم أن الخبر وصل إلى الخليفة عبد الملك بن مروان اختفى، فاستطاع رجل من أهل البصرة أن يعرف مكانه، وتظاهر له بالتصديق فأمر الحارث ألا يحجب منه هذا الرجل متى ما أراد الدخول عليه، فأوصل هذا الرجل الخبر إلى عبد الملك بن مروان، فأرسل معه جنوداً وقبضوا عليه، وجيء به إلى عبد الملك فأمر عبد الملك رجالاً من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويعلموه أن هذا من الشيطان؛ فأبى أن يقبل منهم ويتوب فقتله عبد الملك.
- وفي العصر الحديث قبل أكثر من قرن، ظهر بالهند رجل يدعى ميرزا غلام أحمد القادياني ادعى النبوة، وكان يزعم أنه يتلقى الوحي من السماء، كما زعم أن الله أخبره بأنه سيعيش ثمانين سنة، وصار له أتباع، فانبرى له العلماء وردوا عليه، وبينوا أنه دجال منهم العالم الكبير ثناء الله الآمر تسري وكان أشد العلماء عليه. حتى أنه في عام (1326 هـ - 1908م)، تحدى القادياني الشيخ ثناء الله بأن الكذاب المفتري من الرجلين سيموت ودعا الله أن يقبض المبطل في حياة صاحبه ويسلط عليه داء الطاعون يكون فيه حتفه، وبعد سنة أصيب القادياني بدعوته، وقد ذكر أبو زوجته نهايته بقوله: لما اشتد مرضه أيقظني، فذهبت إليه ورأت ما يعانيه من الألم، فخاطبني قائلاً: أُصبت بالكوليرا، ثم لم ينطق بعد هذا بكلمة صريحة حتى مات.
قد يستشكل البعض بأن النبي أخبر أن مدعي النبوة ثلاثون بينما التاريخ والواقع يشهد أن أن العدد أكبر من ذلك؟ الجواب بالنسبة للمسلمين هو أن هؤلاء الثلاثين هم الذين يكون لهم شهرة ودولة وأتباع، أما غيرهم ممن ليس له كذلك فلا يعد من الثلاثين.
شيوع الأمن والرخاء
أخبر النبي أنه مع تقدم السنين واقتراب الساعة سيكثر الأمن ويعم الرخاء، فقال ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق[29]، وحتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل"[30].
ويؤيده قول النبي ﷺ لعدي بن حاتم "رضي الله عنه": "يا عدي هل رأيت الحيرة[31]؟ قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها، قال: فإن طالت بك حياةٌ لترين الضغينة -أي المرأة- ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله" [15].
ظهور نار من الحجاز
- مقالة مفصلة: ظهور نار من الحجاز (علامات الساعة الصغرى)
من علامات الساعة التي أخبر عنها الرسول، خروج نارٍ من أرض الحجاز، من جوار المدينة المنورة، وقد نص بعض العلماء والمؤرخين على أن هذه العلامة عام 654 هجرية.في حرة رهط في المدينة المنورة.
قال الحافظ ابن كثير متحدثا عنها: (كان ظهور النار من أرض الحجاز، والتي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى [32]، كما نطق الحديث، فقد قال رسول الله ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء لها اعناق الإبل ببصرى" [15]. وقيل أن النار بقيت ثلاثة أشهر، وكانت نساء المدينة يغزلن على ضوئها) [33].
قال أبو شامة واصفاً الواقعة: (لما كانت ليلة الأربعاء 3 جمادى الآخرة 654 هـ[34]، ظهر بالمدينة المنورة دويٌ عظيمٌ، ثم زلزلةٌ رجفت منها الأرض والحيطان والسقوف والأخشاب والأبواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة من الشهر المذكور. ثم ظهرت نارٌ عظيمةٌ في الحرة -موضع في المدينة- قريبة من بني قريظة، نبصرها من دورنا من داخل المدينة، وكأنها عندنا نارٌ عظيمةٌ سالت أوديةٌ بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وهي ترمي بشرر كالقصر) [35].
قتال الترك
- مقالة مفصلة: قتال الترك (علامات الساعة الصغرى)
تقدم أن من علامات الساعة حروبٌ ومعارك أخبر النبي أنها تقع بين المسلمين وغيرهم، ومن ذلك وقوع معركة بين المسلمين والترك[36]، وقد حصل ذلك القتال في عصر الصحابة، في أول خلافة بني أمية وهزموا الترك وغنموا منهم. فعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله ﷺ قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف[37]، وكان وجوههم المجان المطرقة[38]، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر[39]."[40].
والمراد بهم التتار المغول الذين اجتاحوا البلاد الإسلامية عام (656 هـ-1258م).
ظهور رجال ظلمة يضربون الناس بالسياط
من علامات الساعة التي أخبر بها النبي محمد أعوان الحكام الظلمة الذين يجلدون الناس بالسياط التي تشبه أذناب البقر، من السياط بأنواعها الجلدية والكهربائية والمطاطية وأغصان الشجر وغيرها.[41]
فعن أبي أمامة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال: "يكون آخر الزمان، رجال معهم سياط كأذناب البقر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه."[42]
وعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال: "صنفان من أمتي لم آرهما...قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس."[43]
وعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال: "إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما، يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر."[43]
كثرة الهَرج (كثرة القتل)
- مقالة مفصلة: كثرة القتل
من علامات الساعة التي ذكرها الرسول كثرة القتل، حتى إن الرجل يقتل الرجل لا يدري لم قتله، ولا المقتول لم قتل.[41]
عن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال (و الذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل) فقيل: كيف يكون ذلك؟قال (الهرج القاتل والمقتول في النار).[43]
و قد بدأ الهرج بمقتل عثمان بن عفان وصارت الحروب تكثر دون أسباب مقنعة وذهب ضحيتها الآلاف من الناس. مع ظهور الأسلحة المدمرة اليوم التي تخدم هذه الحروب.
ضياع الأمانة ورفعها من القلوب
إذا ضاعت الأمانة انقلبت الموازين، وفسدت سرائر الناس، وتولى مقاليد الأمور غير الأكفاء، وتسود الفوضى، وهذا ما أخبر عن وقوعه نبي الإسلام.
فعن حذيفة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال: (إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة).
و قال (ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا، وليس فيه شيء، ثم أخذ الحصى فدحرجه على رجله، فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده ! ما أظرفه ! ما أعقله ! و ما في قلبه مثقال حبة من خرذل من إيمان)[41]
قال حذيفة: (ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه على ساعيه، وأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا)[44]
وعن أبي هريرة: بينما النبي في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله ﷺ يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال أين أراه السائل عن الساعة ؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها ؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة.[45]
تسليم الخاصة
من علامات الساعة تسليم الخاصة، أي أن الرجل لا يلقي السلام إلا على من يعرفه، مع أن السنة هي إلقاء السلام على من نعرف ومن لم نعرف.
قال الرسول: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشو السلام بينكم)[43]
و عن أبي الجعد قال: لقي عبد الله رجل فقال: السلام عليك يا ابن مسعود. فقال عبد الله: صدق الله ورسوله، سمعت رسول الله وهو يقول (إن من أشراط الساعة، أن يمر الرجل بالمسجد، لا يصلي فيه ركعتين وألا يسلم الرجل إلا على من يعرف)[46]
ويروى أن رجلاً سأل النبي: أي الإسلام خير؟ قال (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)[44]
شهادة الزور
من علامات الساعة التي أخبر بها النبي شهادة الزور، وهي أن يكذب الإنسان في شهادته على الآخرين، فيشهد أن فلانا له الحق على فلان زورا.
فقد قال (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر)) ثلاثا قالوا: بلى يا رسول الله.قال((الإشراك بالله وعقوق الوالدين))و جلس وكان متكئا فقال((ألاو قول الزور))[44]
وقد ورد في حديث آخر أنه قال ((إن بين يدي الساعة ..و ذكر منها شهادة الزور))[47]
و شهادة الزور ليست فقط عند القاضي، بل هي عامة في كل شهادة، كشهادة الناس بين بعضهم البعض.
و عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله ﷺ قال((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)) فقال له رجل: و إن كان شيئا يسيرا يا رسول الله ؟ قال:((و إن كان قضيبا من أراك))[43]
كتمان شهادة الحق
في آخر الزمان يأكل الناس حقوق بعضهم البعض، ويسكت من يعرفون الحقيقة عن التصريح بها حتى وإن كانوا قادرين على ذلك، قال تعالى (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)[48] فهم يقدمون مصالحهم الشخصية على أداء الشهادة وهذا من علامات الساعة.[41]
قال الرسول ((إن بين يدي الساعة وذكر منها: وكتمان شهادة الحق))[49]
ظهور الجهل
أخبر النبي أنه مع اقتراب الساعة سيظهر الجهل وينتشر .
فقد قال (( إن بين يدي الساعة لأياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل))[44]
و في رواية((إن بين يدي الساعة لأياما يرفع فيها العلم، ويفشو فيها الجهل))[42]
وقال كذلك((يأتي على الناس زمان لا يدرى فيه ما صلاة؟ ما صيام؟ ما صدقة))[50]
كما قال ((بين يدي الساعة وذكر منها: و يظهر الجهل))[49]
اتباع سُنن الأمُم الماضية
- مقالة مفصلة: اتباع سنن الأمم الماضية
من علامات الساعة التي أخبر بها النبي أن فريقًا من أمته سيقلدون الأمم الأخرى من اليهود والنصارى في عاداتهم وطبائعهم وغير ذلك.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع) فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال (ومن الناس إلا أولئك)[45]
و عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم) قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟[44]
قال القاضي عياض ( الشبر والذراع ودخول الجحر تمثيل للاقتداء والتقليد لهم).[51]
ليس تقليد اليهود والنصارى المذموم هو تبادل التجارب العلمية معهم، والاستفادة من مخترعاتهم وغير ذلك، إنما التقليد المذموم هو تقليدهم في الملابس، والعادات، وكيفية تعاملاتهم الاجتماعية وغير ذلك.[41]
ولادة الأمة ربتها
من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي محمد أن تلد الأمة ولدًا يكون له السيادة عليها، وذلك بأن يطأ الرجل الحر أمته -أ ي جاريته المملوكة بملك اليمين- فتحمل منه، ثم تنجب ولدًا، يصبح الولد شابًا حرًا، وأبوه حي وأمه لا تزال أمة مملوكة، فيكون الولد بمثابة السيد لأمه.
ففي حديث جبريل أنه سأل النبي عن الساعة، فقال: (وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها)[43]
وقيل المعنى: بأن الإماء يلدن الملوك، فتصير الأم من جملة الرعية والملك سيد رعيته.[41]
تطاول الحفاة رعاة الشاء بالبنيان
أخبر النبي أنه مع اقتراب الساعة سيظهر أناس يتباهون ببناء المباني العالية والبيوت الفاخرة بعد أن كانوا حفاة عراة يرعون الغنم، وذلك قد يكون بعد فتوحات المسلمين أو تكثر الخيرات والأموال، ويشيع التنافس على الدنيا.
فعن عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" في حديث جبريل ومجيئهِ لرسولِ الله وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان، وعن الساعة، أخبره عن أماراتها وذكر منها ((أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان))[43]
وفي رواية ((ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها)) قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: ((العرب))[52]
وإن رفع البيوت وبناء العمارات ليس حراماً إذا كان فيهِ منافع، دون الفخر والخيلاء والكبر.
فالتطاول في البنيان يكون بتكثير طبقات البيوت، وتقوية البناء وتزويقه، وتوسيع البيوت وغيره.
كل ذلك واقع في زماننا الحاضر الذي كثرت فيهِ الأموال وبسطت الدنيا على الناس.[53]
والمعنى المقصود بالحديث أن رعاة الشاة يتركون البادية التي كانوا فيها ليتجهوا للحضر فيتطاولوا في البنيان، والتنافس على وجه الكبر والفخر في بناء البيوت، والأبراج. كل يريد أن يكون بناؤه أعلى من بناء غيره.
فشو التجارة ومشاركة المرأة زوجها في التجارة وسيطرة بعض التجار على السوق
أخبر النبي أنه مع اقتراب الساعة، ستنتشر التجارة وسيشتغل أغلب الناس بها لسهولة أمرها، لدرجة أن تصبح المرأة مشاركة مع زوجها في إدارتها.
وهاتان العلامتان وردتا في حديث واحد فقد قال (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة)[54]
وعن عمرو بن تغلب أن رسول الله قال (إن من أشراط الساعة: أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة ويظهر الجهل ويبيع الرجل البيع، فيقول: لا، حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب لا يوجد)[55]
و قول النبي (يبيع الرجل البيع فيقول: لا، حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب لا يوجد) يفهم منه أن تجارا كبارا من اصحاب رؤوس الأموال، أو الوكلاء المعتمدون للسلع أو غير ذلك لعلهم مسيطرون على السوق، ومتحكمون في الأسعار، فلا يستطيع التجار الصغار التصرف في تجارتهم إلا بإذنهم. أو أنه يشترط عند البيع إثبات الخيار لتاجر آخر.
أما قوله (ويلتمس في الحي العظيم الكاتب لا يوجد) إضافة إلى إخباره في أحاديث أخرى بانتشار الكتابة، فيفهم أنه مع انتشار الأجهزة الحديثة من الحاسوب والهاتف المحمول وغيرها، فينشأ جيل لا يتقن الكتابة باليد كما هو الحال الآن، أو لعل المقصود بالكتابة هنا، من يكتب عقد التجارة، ويتقن شروط البيع وأحكامه، فيكتب بين الناس العقود احتسابا غير طامع في مكافأة.[56]
تخوين الأمين وائتمان الخائن
من علامات الساعة تخوين الأمين أي أن يشك فيه ولا يوثق في أمانته وصدقهِ، بينما يؤتمن الخائن الكاذب المنافق.
قال النبي محمد: ((والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى ... وذكر منها ويخون الأمين ويؤتمن الخائن)).[57]
هلاك الوعول وظهور التحوت
أخبر الرسول أن من علامات الساعة موت أشرف الناس وعقلائهم، ثم يظهر التحوت وهم جهال الناس.
عن أبي هريرة "رضي الله عنه"أن الرسول ﷺ قال ((و الذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، ويهلك الوعول ويظهر التحوت)) قالوا: يا رسول الله وما الوعول وما التحوت؟ قال (( الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم))[58][59]
عدم المبالاة بمصدر المال من حرام أم من حلال
أخبر النبي محمد: أنه من علامات الساعة أن لا يبالي الناس بمصدر المال حراماً كان أو حلالاً.
حيث قال: (ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أمن حرام).[45] فتساهل الناس بالوظائف والتجارات المحرمة، كالذي يتاجر ببيع المخدرات والخمور، أو يؤجر محلاته لمن يمارس تجارة محرمة.
عقوق الوالدين وكثرة الشح والبخل وقطيعة الرحم وسوء الجوار
من علامات الساعة التي أخبر بها الرسول شيوع الأمراض النفسية ومنها الشح والبخل.كما أخبر عن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وسوء الجوار، وترتفع الأصوات في المساجد، ويصبح زعيم القبيلة فاسقهم،
فعن أبي هريرة "رضي الله عنه"قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ((... وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأدنى صديقه ، وأقصى أباه))[60]
وقال ((من أشراط الساعة أن يظهر الشح))[61]
و عن أنس "رضي الله عنه" أن رسول الله قال((لا يزداد الأمر إلا شدة ولا يزداد الناس إلا شحا))[62]
وقال ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح ويكثر الهرج))[63]
وقال ((لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة))[64]
وقال (( .. وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره))[60]
أن يتخذ الفيء دولا
الفيء هو ما يغنمه المجاهدون من مال وغيره من غير قتال، إما بهرب العدو، أو استسلامه، ونحو ذلك فتقسم كما أمر الله بقوله (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) [65]
و في آخر الزمان يخالف الناس قسمة الله، ويتقاسم الفيء الأغنياء ويتداولونه بينهم.
كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال (إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغرما) [66]
تعلم العلم لغير الله
أي أن من يتعلم العلم من الناس لا يكون هادفًا للحصول على ثواب لله بل لغرض دنيوي ويكون ذلك من أشراط الساعة، فتعلم العلم لغير الله عند المسلمين لا يعطي الله عليه أجرا بل يحاسب صاحبه على ذلك فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا لِغَيْرِ اللَّهِ ، أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " [67].
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ((إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأدنى صديقه ، وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمر ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ; فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام قطع سلكه فتتابع))[60] . وفسر ذلك التوربشتي وقال:( " وتعلم " ) : بصيغة المجهول من باب التفعل ( " لغير الدين " ) ، قال الطيبي - رحمه الله : هو بالألف واللام ، كذا في جامع الترمذي ، وجامع الأصول ، وفي نسخة المصابيح بغير اللام ، والأولى أولى ، أي : رواية ودراية ، أي : يتعلمون العلم لطلب الجاه والمال لا للدين ونشر الأحكام بين المسلمين ; لإظهار دين الله [68]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) يعني ريحها.[69]
أخاف عليكم ستًّا
وهذه ست علامات التي خافها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي بعض علامات الساعة الصغرى، وقد وقعت في هذا الزمان، وبعضها قد ظهر وما زال في ازدياد الظهور. فعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أخاف عليكم ستًّا: إمارة السفهاء، وسفك الدم، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، ونشواً يتخذون القرآن مزامير، وكثرة الشرط».[70][71]
ظهور الكاسيات العاريات
أخبر النبي أنه مع اقتراب الساعة سينتشر التبرج والسفور، وستخرج نساء يظهرن بألبسة ضيقة تصف أجسادهن، ويظهرن بألبسة شفافة تظهر عوراتهن. فهن كاسيات من حيث الظاهر، إلا أنهن عاريات بسبب ضيق لباسهن وظهر مفاتنهن.
فعن أبي هريرة "رضي الله عنه" أن رسول الله قال (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) [43]
معنى الحديث
"مائلات": أي منحرفات عن طاعة الله، غير مستقيمات على طاعته.
"مُميلات": أي يجعلن غيرهن ينحرف فهن مفسدات.
"رؤوسهن كأسنمة البخث" أي تلبس فوق شعرها حتى يبدو كأنه سنام بعير مرتفعا.[41]
ظهور الفحش وشرب الخمر
أخبر النبي محمد أن من علامات الساعة ظهور الفحش، وهو عند المسلمين التساهل باللباس العاري والكلام بالألفاظ القبيحة والسباب واللعان.
حيث قال النبي محمد: (والذي نفس محمدٍ بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش) [57] وفي حديثاً آخر : (... ولعن آخر هذه الأمة أولها) [60]
كذلك شرب الخمر وتسميته باسماء آخرى ويصبح شربها علناً على الملأ ،كما نراها في أيامنا هذه من ظهور البارات والخمارات في البلاد الإسلامية، ويكثر الراقصات والمغنيات والألوان الغناء.
قال الرسول ﷺ ((... وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمر ، ; فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة ...))[60] وقال الرسول ﷺ ((يشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ))[72]
انتشار الزنا وارتكب الفاحشة على الطريق
- مقالة مفصلة: كثرة النساء وقلة الرجال
لا شك بأن الزنا أصبحت ظاهرة منتشرة في العالم، وهناك من يعتبرها جريمة تبدد الأموال، وتنتهك الأعراض، وتقتل الذرية وتهلك الحرث والنسل، عارها يهدم البيوت، ويطأطئ الرؤوس، ويسوِّد الوجوه، ويخرس الألسنة، ويهوي بالرجل العزيز إلى حضيض الذل والازدراء، وينزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذكر مهما ارتفع، الزنا يجمع خصال الشر كلها، من الغدر والكذب والخيانة، وينزع الحياء ويذهب الورع ويزيل المروءة، ويطمس نور القلب، ويجلب غضب الرب، وإذا انتشر أفسد نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الأبضاع، وصيانة الحرمات، والحفاظ على روابط الأسر، وتماسك المجتمعات. ما استجلبت الأمراض المدمرة بمثل الزنا؛ كما جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على المهاجرين يوماً فقال: «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن» فذكر منها: «ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم» [73]
وإذا انتشر الزنا كثر فيه أولاد الزنا، وإذا انتشر أولاد الزنا كان ذلك مؤذناً بنزول العقوبة. عن ميمونة رضي الله عنها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب»[73]
و من العلامات الساعة ان ترتكب الفاحشة على الطريق ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط».[73]
خروج رجل من قحطان
- مقالة مفصلة: خروج رجل من قحطان
و تكون في آخر الزمان وهي أن يخرج رجل من قحطان وهي قبيلة عربية معروفة تدين له الناس بالطاعة وتجتمع عليه بالكلمة وذلك عند تغير الزمان.فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه).[74] قال القرطبي: قوله يسوق الناس بعصاه: كناية عن استقامة الناس وانعقادهم إليه واتفاقهم عليه، ولم يُرِد نفس العصا، وإنما ضرب بها مثلاً لطاعتهم له واستيلائه عليهم، إلا أن في ذكرها دليلاً على خشونته عليهم وعنفه بهم.
عن عبد الله بن عمرو أنه ذكر الخلفاء ثم قال:"ورجل من قحطان كلهم صالح، وهذا القحطاني ليس هو الجهجاه، فإن القحطاني من الأحرار لأن نسبه إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم إليه، وأما الجهجاه فهو من الموالي، ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه أحمد شاكر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له: الجهجاه.. [75]
انحسار الفرات عن جبل من ذهب
- مقالة مفصلة: انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب
روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن باب خروج النار ، ومسلم في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو).[76][77]
عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا
- مقالة مفصلة: عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا
وهي علامةٌ من علامات الساعة الصغرى التي أخبر بها نبي الإسلام محمد ﷺ حيث أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج ـ أي المراعي ـ والأنهار, في آخر الزمان قبل قيام الساعة وأنها ستعود إلى حالتها الأولى, وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها. [78] فعن أبي هريرة أن الرسول قال ((لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا ...)).
طالع أيضاً
المراجع
- كتاب نهاية العالم، د.محمد بن عبدالرحمن العريفي. صفحة35
- رواه البخاري، ورواه مسلم من حديث أنس.
- رواه الحاكم في الكنى، وقال الألباني "صحيح" كما في السلسلة الصحيحة (حديث رقم 808)، ونَسم الساعة: أولها، والنّسم في الأصل أول هبوب الريح الضعيفة.
- التذكرة للقرطبي (710/1).
- القرآن الكريم، سورة القمر، الآيآت 1-2.
- انظر تفسير ابن كثير (7/472).
- رواهالبخاري ومسلم.
- رواه البخاري ومسلم.
- رواه أبو نعيم في دلائل النبؤة.
- قبة من أدم: أي خيمة من جلد.
- هو داء يصيب الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة.
- بنو الأصفر: الروم، وهم اليوم الأوروبييون والأمريكان.
- رواه البخاري.
- رواه مسلم.
- رواه البخاري.
- رواه مسلم.
- انظر علامة رقم 95 من العلامات الصغرى.
- انظر معجم البلدان (4/177).
- أي صغار السن
- المراد به صغار العقول.
- أي لا يفهمونه، ولا يعملون بما فيه.
- أي يروون الأحاديث ولا يفهمون معناها.
- المراد هنا: أنهم يخرجون من الإسلام ببعض أفعالهم دون أن يشعروا، كما أن الصياد يرمي صيده كظبي أو غزال فيصيب السهم هذا الغزال ويخرق جسده ويخرج من الناحية الأخرى فيظن الصياد أنه لم يصبه وهو قد أصابه.
- متفق عليه.
- أي اسْتِئْصَالُ الشَّعْرِ
- صحيح البخاري (7562)
- رواه أحمد بمسند صحيح.
- رواه أبو داوود والترمذي وهو حديث صحيح.
- بمعنى انه لا يخاف من قطاع الطرق ولا اللصوص، وإنما يخاف أن يضل الطريق ويضيع فقط، أما على نفسه وماله فهو آمن.
- رواه أحمد في مسنده، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح، وأوله في صحيح مسلم.
- مدينة في العراق على بعد ثلاثة أميال من الكوفة.
- مدينة حوران في سوريا.
- البداية والنهاية لابن كثير (199/13).
- يوافقه 29/ 5/ 1256 م.
- انظر التذكرة، ص:527.
- كان الترك اثنتان وعشرين قبيلة، وقد بنى ذو القرنين السد على إحدى وعشرين وبقيت واحدة، وهي الترك سموا بذلك لأنهم تركوا خارجين عن السد لم يغلق عليهم مع بقية القبائل. انظر مرقاة المفاتيح (15/392).
- أي انخفاض قصبة الأنف وانفراشه.
- المجن هو الترس، شبه وجوههم بالترس وهو ما يحمله المقاتل في يده يتقي به ضربات السيوف أي مستديرة، وبالمطرقة لغلظتها وكثرة لحمها.
- أي من جلود فيها شعر الحيوانات غير مدبوغة.
- رواه البخاري ومسلم.
- كتاب نهاية العالم لمحمد العريفي
- رواه أحمد
- رواه مسلم
- متفق عليه
- رواه البخاري
- رواه ابن خزيمةفي صحيحه،و صححه الألباني
- رواه أحمد وحسنه شعيب الأرناؤوط وروي من وجوه يحمل بمجموعها
- سورة البقرة:283
- رواه أحمد وحسنه شعيب الأرناؤوط
- رواه الطبراني
- فتح الباري
- رواه أحمد وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للشيخ التويجري
- رواه أحمد وحسنه الشيخ الأرنؤوط
- رواه النسائي وحسنه الألباني في الصحيحة،وأصل فشو المال وكثرته ثابت في الصحيحين
- ذكره السندي في حاشيته على سنن النسائي
- رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الاوسط وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
- رواه الحاكم في المستدرك،و الطبراني في الأوسط وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
- كتاب نهاية العالم د.محمد العريفي
- رواه الترمذي وقال حديث غريب - كتاب الفتن -رقم (2372)
- رواه الطبراني في الأوسط
- رواه ابن ماجة من حديث أنس،وسنده ضعيف أنكره النسائي وغيره
- رواه البخاري ومسلم
- رواه أحمد والحاكم في المستدرك وصححه
- الحشر:7
- رواه الترمذي
- سنن النسائي الكبرى الحديث رقم5707
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح الصفحة3436
- سنن أبو داود- كتاب العلم- باب في طلب العلم لغير الله عز وجل- رقم الحديث 3666
- "أخاف عليكم ستًّا". ar.islamway.net. مؤرشف من الأصل في 07 مايو 202003 مايو 2020.
- "الدرر السنية - الموسوعة الحديثية". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 3 مايو 202003 مايو 2020.
- "الدرر السنية - الموسوعة الحديثية". www.dorar.net. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 202022 أبريل 2020.
- "أشراط الساعة الصغرى (2) - سعد بن عبد الله البريك". ar.islamway.net. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 201303 مايو 2020.
- الفاصل بين الحق والباطل من مفاخر أبناء قحطان واليمن. Centre français d’archéologie et de sciences sociales. 2009. صفحات 82–91. . مؤرشف من الأصل في 07 مايو 2020.
- العتيبي, خالد بن فالح (2014). "رفع الجناح عمن علق الطلاق على النكاح". مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة و الدراسات الإسلامية (64): 133–199. doi:10.12816/0022211. ISSN 1658-4643. مؤرشف من الأصل في 07 مايو 2020.
- "حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب". www.saaid.net. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 201922 أبريل 2020.
- الشرعة, ناصر إبراهيم (2015). "معالم الفكر التربوي عند الإمام البخاري من خلال تراجم أبواب كتاب العلم في صحيحه". المجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية: 295. doi:10.33985/1638-011-004-014.
- المجلة الأكاديمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. Academic Journal, Al-Azhar University. مؤرشف من الأصل في 07 مايو 2020.