جزء من السلاسل حول
|
وصل الإسلام إلى رواندا من قبل التجار المسلمين من الساحل الشرقي لأفريقيا في القرن 18. منذ وصوله فإن المسلمون كانوا دوما أقلية في هذه المنطقة ولكن تزيادت اعداد المسلمين زيادة كبيرة حتى صار أول دين أكبر في البلاد الواقعة في وسط أفريقيا. تشير التقديرات إلى أن هناك أعدادا متساوية من المسلمين بين الهوتو كما أن هناك من بين التوتسي.
التاريخ
بالمقارنة مع دول شرق أفريقيا مثل تنزانيا، كينيا، وأوغندا فإن تاريخ الإسلامي تاريخ قديم وعظيم في رواندا. بينما عدد قليل من المصادر المكتوبة المتاحة بشأن أصولها فهناك كتب تتكلم عن دخول اعداد كبيرة في الإسلام وانه دخل بسبب رحمته وبسبب روعته واحترام الشرف وتواضع التجار العرب الذين دخلوا البلاد لأول مرة في عام 1901 برحمته وعظمة الإسلام. وقد تعزز الوجود الإسلامي أيضا عن طريق التجار المسلمين القادمين من الهند والذين تزوجوا من الروانديات. بني الروانديين مسجد لأول مرة في 1913. وهو المعروف باسم مسجد فتح.
الجماعات التبشيرية خلال تاريخها بذلت جهود كثيرة لعرقلة انتشار الإسلام في رواندا. عموما هذه الجهود استغلت المشاعر المعادية للعرب وقدمت المسلمين كأجانب. المبشرين الكاثوليك غالبا ما يذهبون إلى الأرياف لمواجهة ما يرون تأثير الديانات المنافسة مثل الإسلام والبروتستانتية.
تحت الإدارة البلجيكية كان المسلمون في رواندا إلى حد ما فئة مهمشة. بسبب أنه لا يوجد مكان للمسلمين في الكنيسة الكاثوليكية التي حافظت على تأثير كبير على الدولة وكان المسلمون كثيرا ما يستبعدون من التعليم والوظائف المهمة في الحكومة. نتيجة لذلك اقتصرت فرص العمل للمسلمين إلى حد كبير في الانخراط في التجارة الصغيرة والعمل الحر البسيط كالعمل سائقين.
في عام 1960 أمر وزير الحكومة السابق سيبازونغو حرق ميدان ومسجد للمسلمين في رواماغانا. عقب هذا الحدث شعر الكثير من المسلمون بالرعب وكثير منهم فروا إلى البلدان المجاورة. يزعم أن الكنيسة الكاثوليكية شاركت في هذه الأحداث التي أدت إلى تفاقم المرارة بين المسلمين والمسيحيين.
قبل الإبادة الجماعية عام 1994 كان ينظر إلى المسلمين بنظرة دونية لأنهم في رواندا كانوا يرون أنهم تجار بينما يحظى المزارعين بتقدير كبير. كان عدد المسلمين قبل الإبادة الجماعية 4٪ التي كانت تعتبر منخفضة بشكل غير عادي مقارنة مع البلدان المجاورة.
الإبادة الجماعية
- مقالة مفصلة: الإبادة الجماعية في رواندا
خلال الإبادة الجماعية في رواندا لم يكن الإسلام كدين الهدف الرئيسي لعمليات الإبادة الجماعية. كان المسلمون قادرين على ردع معظم المسلمين من المجازر فضلا عن العديد من التوتسي غير المسلمين. وفقا لمارك لاسي من صحيفة نيويورك تايمز فإن أئمن مكان أثناء الإبادة الجماعية كانت مناطق المسلمين. كيغالي كانت مزدحمة بالكثير من المسلمين خاصة في حي بيريوغو. عندما حاصرت ميليشيات الهوتو المكان لم يتعاون الهوتو المسلمين مع الهوتو القتلة. الهوتو المسلمين كان يقولون أنهم يشعرون بالارتباط أكثر من خلال الدين وليس من خلال العرق مما قلل من قتلى مسلمي التوتسي. في حين أن الهوتو المسلمين حفظوا أرواح معظم مسلمي التوتسي فإنهم أيضا حفظوا أرواح الآلاف من التوتسي المسيحية كذلك. تكلم الأئمة علنا ضد أعمال القتل وحثوا أتباعهم على عدم المشاركة في المجازر.
لم يكن هناك سوى عدد قليل من الحوادث التي تعرضت لهجوم من قبائل التوتسي على المساجد. أكثر الأمثلة المعروفة على نطاق واسع في مسجد نياميرامبو الرئيسي حيث احتشد المئات من التوتسي للجوء فيه. خاض اللاجئون للمسجد مواجهة مع ميليشيات الهوتو باستخدام الأقواس والحجارة والسهام وأبدوا مقاومة شرسة ضد الجنود وأفراد من ميليشيا انتراهاموي. لمرة واحدة فقط هاجم الجنود بنيران مدفع رشاش مما جعل ميليشيا انتراهاموي قادرة على دخول المسجد وقتل اللاجئين.
في بعض الحالات كان الهوتو خائفون من البحث في ميادين مسلمي التوتسي. يعتقد على نطاق واسع أن المسلمين ومساجدهم محميون من قبل السحر والجن (مخلوقات من نار مذكورة في القرآن) مما أنقذ حياة العديدين من التوتسي الذين لجئوا إلى المسلمين ولكن كل ذلك بفضل الله ورحمته لعباده المسلمين وحبه لهم. في حالة واحدة فقط تم اضرام النار في مسجد سيانغوغو ولكن مشعلي النار هربوا بدلا من تدمير المسجد لأنهم كانوا يعتقدون أن الجن كانوا متواجدين داخل المسجد. في بعض الحالات عندما كان يسفر عن مقتل مسلم فإن أحد التوتسي يشهد: (إذا حاول أحد مسلمو الهوتو قتل شخص مختبأ في أحيائنا فإننا نطلب منه أولا أن يقوم بتمزيق القرآن. بالتالي بسبب خوفه من فعل ذلك فإنهم يرحلون عنا وتم انقاذ الكثير منا بهذه الطريقة).
ما بعد الإبادة
ازداد عدد المسلمين في رواندا بعد الإبادة الجماعية عام 1994 بسبب اعتناق الإسلام بأعداد كبيرة. أحد الأسباب المحتملة هو حماية المسلمين للعديد من اللاجئين سواء من الهوتو أو التوتسي. يفسر البعض أنهم تحولوا إلى الإسلام بسبب الدور الذي لعبه بعض الزعماء الكاثوليك والبروتستانت في الإبادة الجماعية. وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان العديد من الحوادث التي يسمح فيها رجال الدين المسيحيين من التوتسي باللجوء إلى الكنائس ثم التبليغ عنهم لدى ميليشيات الهوتو. كما تم توثيق تشجيع الكهنة ووزراء الهوتو لأتباعهم على قتل التوتسي.
قرر عدد كبير من التوتسي اعتناق الدين الإسلامي لمعرفتهم بأن المسلمين سيحمونهم من المتطرفين الهوتو. العديد من الهوتو أيضا قاموا بتغيير ديانتهم إلى الإسلام بعدما قرروا ترك ماضيهم العنيف وراءهم أملا في الاختفاء داخل المجتمع المسلم وبالتالي الهروب من الاعتقال.
تزايد عدد معتنقين للإسلام باضغاف ما كان قبل 1997. وفقا لمفتي رواندا فإن المجتمع الإسلامي يشهد كبيرة زيادة في معتنقيه في 2002 و2003. تبقى المسيحية الدين الثاني في البلاد.. وفقا لقادة مسلمين فإن المسلمون يشكلون30 في المئة من عدد السكان البالغ عددهم 8.2 مليون نسمة أي ضعف النسبة ما قبل 1994.
النشاطات
يعمل الكثير من المسلمين الروانديين في الجهود المبذولة لرأب التوترات العرقية بعد أعمال الإبادة الجماعية والجماعات الإسلامية تهدف إلى الوصول إلى الفئات المحرومة على سبيل المثال من خلال تشكيل المجموعات النسائية التي توفر التعليم على رعاية الطفل. يلاحظ أن عطلة المسلمين الدينية عيد الفطر تعتبرها الحكومة أحد أربع عطلة دينية رسمية (جنبا إلى جنب مع عيد الميلاد، عيد جميع القديسين، وعيد رفع مريم). المسلمون يعملون أيضا في المدارس الإسلامية الخاصة. في عام 2003 أشرفت السفارة الأميركية على تجديد مدرسة ثانوية إسلامية في كيغالي. قادة في السفارة التقوا مع قادة مسلمين جنبا إلى جنب مع أعضاء من الكنائس الكاثوليكية والانجيلية، السبتيين،
يوجد في رواندا أحزاب دينية سياسية مثل الحزب الديمقراطي الإسلامي بالإضافة إلى الأحزاب غير الإسلامية.
السكان
هناك مجموعة كبيرة في تقدير السكان المسلمين في رواندا. لم يجر أي إحصاء دقيق للسكان المسلمين.
تقرير من الحكومة الرواندية ذكر أنه في 1 نوفمبر 2006 ما نسبته 56.5٪ من سكان رواندا كاثوليك، 26٪ بروتستانت، 11.1٪ أدفنتست، 4.6٪ مسلمين ، 1.7٪ علمانيين، و0،1٪ وثنيين.