الرئيسيةعريقبحث

انتقاد محمد

الانتقادات الموجهة لشخصية ونبوة محمد بن عبد الله

☰ جدول المحتويات


ترجع بدايات انتقاد مبادئ الدين الإسلامي وبالتحديد انتقاد شخصية محمد بن عبد الله إلى بدايات ظهور دين الإسلام في مكة. واستنادا إلى القرآن والسيرة النبوية فإن أول الإساءات الشخصية إلى محمد قد وجهت له من قبل أقاربه وأهل مدينته مكة الذين كانوا يستعملون الأوثان وسيلة للتقرب من خالق الكون الذي كان معروفا في الجزيرة العربية باسم الله. يرى المسلمون أن الطعون في شخصية محمد تعني بذلك الطعون في الدين الإسلامي، لإيمانها بوجوب محبة محمد أكثر من النفس، وتعني الإساءة إلى محمد هي الإساءة إلى جميع المسلمين.

بعد انتشار الدعوة الإسلامية إلى المدينة اتهم بعض اليهود محمد بأنه شخص اقتبس وبصورة محرفة من التوراة، وأن له أطماع شخصية في بسط هيمنته على المدينة وأنه ولغرض زيادة معرفته بالديانة اليهودية قام بمصادقتهم والتقرب إليهم وقام بتقليد طقوسهم ولكنه ارتد عليهم بعد ذلك. أما الانتقاد المسيحي لشخصية الرسول محمد فقد بدأ في فترة قبل القرون الوسطى من قبل يوحنا الدمشقي (676 - 749) (John of Damascus)‏ الذي يعتبره البعض تاريخياً من أوائل من كتبوا كتابا كاملا ضد شخصية الرسول والإسلام حيث ذكر في كتابه المسمى De Haeresbius بأن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة الرسول محمد في كتابة القرآن، واتهم الرسول أيضا باقتباسه بعض من كتابات ورقة بن نوفل الذي كان وحسب زعم الدمشقي قساً نسطورياً كان يترجم بعض الأناجيل المحرفة إلى العربية.

أثناء فترة النفوذ الإسلامي في إسبانيا بدأت الكنيسة هناك بكتابات تصور شخص الرسول محمد بأنه مسكون بالشيطان، وأنه ضد المسيح وانتشرت هذه الأفكار في عموم أوروبا؛ وكان لها دور كبير في اتحاد صفوف القوات الأوروبية أثناء الحملات صليبية. ومن أبرز من كتب كتابات مسيئة إلى شخص الرسول في هذه الفترة هو مارتن لوثر (1483-1564) (Martin Luther)‏ حيث كتب في أحد مقالاته نصا "إن محمد هو الشيطان وهو أول أبناء إبليس" وزعم أن الرسول كان مصابا بمرض الصرع وكانت الأصوات التي يسمعها كأنها وحي جزءا من مرضه.

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأت موجة جديدة وصفها البعض بموجة منظمة للإساءة إلى شخصية الرسول محمد، حتى وصل الأمر إلى سكرتير الأمم المتحدة العام كوفي عنان في 7 ديسمبر 2004 بالإشارة إلى تفشي هذه الظاهرة بحدة.

المتدينين العصريين،[1][2] والعلمانيين،[3][4][5][6] ومنتقدي الإسلام،[1][2][3][4][5][6] قد شكوكوا بصدق محمد في الإدعاء بكونه نبياً، وبأخلاقه، وقاموا بنقد إمتلاكه للعبيد،[7][8][9] وفي معاملته للأعداء، وزيجاته.[10] وفي معالجته للأمور العقائدية، وحالته النفسية. اتُهم محمد بالسادية وعدم الرحمة - بما في ذلك غزو قبيلة بني قريظة في المدينة المنورة.[11][12][13][14][15][16] وتم انتقاد علاقاته الجنسية مع العبيد،[10] وزواجه من عائشة عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات،[10] والتي وفقاُ لمعظم التقديرات دخل عليها عندما كانت في التاسعة.[17]

فترة بدء الدعوة الإسلامية

استخدم أهل مكة المعارضون لأفكار الرسول محمد العديد من الأساليب لمحاربته والطعن في شخصيته. ومن هذه الأساليب السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك، إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات حيث وصفه البعض بأنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا: إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن ولكنهم لما رؤوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام وقام البعض بالتطاول على الرسول محمد وضربه عدة مرات وكانت هناك عدة محاولات لاغتياله.

وفي بداية الدعوة لما أنزل الله أمره للنبي محمد بقوله: {213} وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {214} قام رسول الله يبعث إلى بني عبد المطلب فحضروا وكان فيهم أبو لهب، فلما أخبرهم بما أنزل الله عليه قال: تباً لك، ألهذا جمعتنا وأخذ حجراً ليرميه به، وقال له: ما رأيت أحداً قط جاء بني أبيه وقومه بأشرّ ما جئتهم به، فسكت رسول الله صلوات الله عليه ولم يتكلم في ذلك المجلس، ويعتبر أبي لهب من المجاهرين بالظلم والإساءة لرسول الله ولكل من آمن به، وزوجته أروى بنت حرب (حمالة الحطب)وقد نزلت فيهما سورة المسَد.

ومنها ما حدّث به عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله في المسجد وهو يصلي، وقد نحر جزور وبقي فرثه: أي روثه في كرشه. فقال أبو جهل: ألا رجل يقوم إلى هذا القذر يلقيه على محمد، فقام عقبة بن أبي معيط. وجاء بذلك الفرث، فألقاه على النبي محمد وهو ساجد فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض من شدة الضحك. حتى جاءت فاطمة الزهراء وألقته عنه.

ومنهم أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، كان إذا رأى رسول الله همزه ولمزه، فأنزل الله فيه : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}. وقد مشى أبي بن خلف إلى رسول الله صلوات الله عليه بعظم بال قد ارْفتَّ، فقال: يا محمد، أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرمّ، ثم فتَّه في يده، ثم نفخه في الريح نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال رسول الله صلوات الله عليه: نعم، أنا أقول ذلك، يبعثه الله وإياك بعدما تكونان هكذا، ثم يدخلك الله النار. فأنزل الله فيه : {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}. ومنهم ابن الزبعري الذي كان شديد العداوة للرسول وكان من أشعر الناس، والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة.

فترة الاستقرار في المدينة


كانت علاقة الرسول محمد مع قبائل بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير اليهودية جيدة في بداية استقراره في المدينة وخاصة بعد أن عقد معهم اتفاقا سُميَ بميثاق المدينة. ولكن بمرور الزمن بدأت الخلافات بالطفو على السطح، ويعتقد المستشرقون أن هذه الخلافات كانت البداية لظهور سلسلة من الطعنات لشخصية الرسول محمد حيث اتهم من قبل اليهود أنه يحاول السيطرة على مقاليد الحكم في المدينة وأنه استعمل أحبار اليهود ليتعلم أكثر عن الدين ويعرف التسلسل الزمني لظهور الأنبياء الذي وحسب زعم هذه القبائل الثلاث لم يكن الرسول محمد على علم بها وأخيرا وحسب زعم هذه القبائل الثلاث عندما انتهت حاجة الرسول محمد إليهم بدأ بتصفيتهم. ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أنه وحسب صحيح البخاري قام أحد الشعراء اليهود واسمه كعب بن الأشرف بكتابة قصيدة هجاء واستهزاء من شخصية محمد وتم قتل هذا الشاعر فيما بعد من قبل أحد المسلمين واسمه محمد بن أسلمة وعملية قتل هذا الشاعر هي أحد النقاط التي يستعملها البعض للطعن في شخصية الرسول وكونه حسب ادعاءهم انه شجع على اغتيال معارضيه. ومن الانتقادات الموجهة إلى الرسول محمد والذي تثير جدلا إلى يومنا هذا هو حادثة محاصرة بنو قريظة وحسب سيرة ابن إسحاق فان بنو قريظة قد قاموا بحملة بين القبائل العربية المجاورة للمدينة لحملهم على غزو المسلمين في المدينة المنورة وبذلك قد نقضوا بنود ميثاق المدينة بدعمهم جيش أبي سفيان وبقية القبائل العربية غير المسلمة أثناء معركة الخندق وفي نفس يوم هزيمة جيش أبي سفيان توجه جيش الرسول نحو مناطق سكن بنو قريظة لمعاقبتهم لنقضهم العهد وبعد حصار دام أسابيع استسلم بنو قريظة بدون شروط واستنادا على نفس المصدر فان الرسول محمد اقترح أن يكون سعد بن معاذ رئيس قبيلة الأوس هو الحكم وقبلت بنو قريظة به حكما اعتقادا منهم بأن قراراته ستكون محابية لهم لصداقتهم القديمة ولكن حكم سعد بن معاذ كان بأن يقتل كل ذكر من بني قريظة وصل مرحلة البلوغ باستثناء من لم يتحصن مع بني قريظة أثناء غزوة الخندق وقدم إلى الرسول محمد معلنا براءته من التحالف مع مهاجمي المدينة واستنادا إلى ابن إسحاق فقد تم قتل 600 إلى 900 في ذلك اليوم وتم أخذ النساء كسبايا. الانتقاد الموجه هنا هو أن الرسول محمد أمر بطريقة أو بأخرى قتل أعداد كبيرة ممن يعتبرون بالمقايس الحديثة أسرى حرب ويبرر المحققون المسلمون هذا الموقف بكون قبيلة بنو قريظة كانت من رعايا الدولة الإسلامية فكانوا تابعين لهذه الدولة ويتبعون قوانينها ويدفعون الضرائب المفروضة عليهم من قبلها لذلك فهم بفعلهم لا يمكن ادراجهم تحت فئة أسرى الحرب وانما تحت فئة الخونة الذين تعاملوا مع العدو من أجل التأمر على سلامة وأمن الدولة. يدافع المسلمون عن نبيهم بقولهم انه من الناحية التاريخية فان ابن إسحاق والذي يعتبر أول من كتب سيرة الرسول مات في سنة 151 للهجرة أي بعد 145 سنة بعد حادثة خيبر والمؤرخين الذي أتوا بعد ابن إسحاق اقتبسوا من هذه الرواية دون تشكيك في صحتها باستثناء اثنان وهما مالك بن أنس وابن الحجار اللذان وصفا الرواية بصفة "رواية غريبة" وأضاف مالك بن انس بانها "كاذبة ومختلقة" ومن الجدير بالذكر ان مالك بن انس عاش في نفس الفترة الزمنية لابن اسحاق وهناك ظاهرة عامة في كتاب السيرة الأوائل وهي نقلهم لكل ما سمعوه عن الرسول دون التقصي في سلسلة مصداقية المراجع وقد ذكروا هذا في مقدمة كتاباتهم فقد كان هدفهم هو جمع كل رواية وصلت اليهم. يذكر ان كتابة السيرة النبوية للرسول محمد بدأت منذ حياته ولكن لم يتم جمعها إلا بعد القرن الأول الهجري واعتمدوا قواعد وأسس للكتابة لم توجد لدى أي من المؤرخين في أي عصر.

قبل القرون الوسطى

أثناء فترة انتشار الإسلام في بلاد الشام وخاصة في عهد الأمويين ظهر أحد الشخصيات الدينية واسمه يوحنا الدمشقي (John of Damascus)‏ الذي كان والده مسيحيا ذا نفوذ عند الأمويين حيث كان والده يعمل في منصب رفيع في مالية الخلافة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان وقام والد يوحنا الدمشقي بالبحث عن معلم لابنه ليعلمه أصول الدين المسيحي فاختار عن طريق الصدفة أحد الأسرى الذين تم القبض عليهم في سواحل إيطاليا أثناء معارك المد الإسلامي في سواحل أوروبا وكان اختيار والد الدمشقي لهذا الشخص من باب الشفقة واستطاع أن يستعمل نفوذه لإطلاق سراح هذا السجين الذي كان اسمه كوسماس (Cosmas)‏ الذي ظهر فيما بعد أنه قس مشهور من صقلية وقام هذا القس بتعليم يوحنا الدمشقي أصول الديانة المسيحية. بعد وفاة والده تولى يوحنا الدمشقي منصب والده في خزانة الدولة وأثناء فترة توليه المنصب قام أحد البطاركة في كنيسة القسطنطينية بإصدار تعليمات تمنع المسيحيين من تقديس صور للمسيح أو مريم العذراء وهذه الأفكار لم تعجب يوحنا الدمشقي الذي بدأ بكتابة رسائل ومخطوطات ضد هذا المرسوم فقام الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث (Leo III)‏ بتقديم شكوى للخليفة الأموي بدعوى أن الدمشقي يحرض على ثورة ضد الإمبراطورية فقام الخليفة بعزله.

بعدها بدأ بكتابة سلسلة من الكتب ومنها كتاب مشهور باسم De Haeresbius ومعناه الهرطقة يهاجم فيها الرسول محمد شخصيا ويقدم الدمشقي في هذا الكتاب نسخته حول منشأ الإسلام وسيرة الرسول محمد ويصف الرسول فيها باستغلاله للدين لمصالحه الشخصية وأيضا ذكر فيه أن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة الرسول محمد في كتابة القرآن.[18]

في القرون الوسطى

أثناء فترة هيمنة المسلمين على إسبانيا كانت سياسة المسلمين في القضاء على مخاوف المسيحيين تتمركز حول التركيز على إبراز الجوانب المشتركة بين الإسلام والمسيحية ولكن هذه المحاولات لاقت مقاومة من بعض الأسماء الكبيرة في الكنيسة الأسبانية الذين ابدوا مخاوفهم من تأثير المد الإسلامي على إسبانيا فبدأ بعضهم بإبراز نقاط الاختلاف ومن أشهرهم ايلوجيس (بالإسبانية: Eulogius)‏ الذي ركز على رفض الإسلام فكرة الثالوث واعتبار الإسلام للسيد المسيح مجرد نبي أو رسول، وقام ايلوجيس بكتابة العديد من الرسائل مشدداً فيها أن الرسول محمد بن عبد الله هو رسول كاذب وأنه مدع للنبوة وأنه أغلق الباب لأي نبي يأتي بعده، ووصف الرسول في كتاباته "بالذئب المختبئ بين الخرفان". ركز ايلوجيس في كتاباته على حادثة زواج الرسول محمد من زينب بنت جحش، واستند ايلوجيس في كتاباته على مخطوطات وجدها في دير في بامبلونا وكانت لكاتب مجهول وتزامنت هذه الكتابات مع محاولات من نفس النوع من قبل قس اسمه الفاروس (بالإسبانية: Alvarus)‏ وكان لهذين الشخصين دور كبير في نشوء ما سمي بالاستشهاديين المسيحيين الذين قاموا ببعض العمليات الانتحارية ضد المسلمين [19]

في العصر الحديث

آيات شيطانية

في العصر الحديث صدرت الكثير من المطبوعات التي طعنت في شخصية الرسول ومن أبرزها هي رواية آيات شيطانية للروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي والذي صدر في لندن في 26 سبتمبر 1988، بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب منعت الهند سلمان رشدي من دخول بلادها وتلقت دار النشر التي طبعت الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب. قامت إيران وبنغلاديش والسودان وجنوب أفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وجمهورية تنزانيا المتحدة وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد ولندن وطهران وبومبي ودكا وإسطنبول والخرطوم ونيويورك. حصلت خلال عمليات الاحتجاج هذه حادثتين لفتتا أنظار العالم وهي حادثة حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة في 14 يناير 1989 والحادثة الثانية هي صدور فتوى من الخميني في 14 فبراير 1989 بتحليل دم سلمان رشدي وهاتان الحادثتان لقيتا تغطية واسعة من قبل وسائل الأعلام الغربية وفيها تم اتهام المسلمين بالبربرية وعدم السماح لحرية التعبير.

الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة الذي هو هندي عاش منذ صغره في المملكة المتحدة وانسجم مع المجتمع الغربي وتنكر لأصوله الهندية وجبرائيل فريشته الذي هو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته شيئا للشفاء حيث يجلس الاثنان علي مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة وأثناء سقوط هذين الشخصيتين يحصل تغييرات في هيئتهم فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فريشته إلى مخلوق شبيه بالملاك. في أحد أحلام جبرائيل فرشته يرجع بنا سلمان رشدي إلى فترة صلح الحديبية ويبدأ فصل من الرواية بعنوان ماهوند وهذا الفصل من الرواية جرحت مشاعر المسلمين بصورة عميقة.

قبل التعمق في هذا الفصل يجب معرفة أن ماهوند هو اسم استعمل في القرون الوسطى من قبل المسيحيين المتطرفين لوصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الحبكة الرئيسية في هذا الفصل من الكتاب مستند على رواية ذكرت في سيرة الرسول حسب ابن إسحاق وفيها يذكر ابن إسحاق أن الرسول وأثناء نزول سورة النجم عليه همس له الشيطان بهذه الكلمات "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" والآيات المقصودة هنا هي الآيات 18 و19 من سورة النجم التي تنص على "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى" وحسب الرواية فانه هنا همس الشيطان بهذه الكلمات "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" وهذا يعني أنه تم ذكر تلك الأصنام بخير في القرآن الكريم وفي هذا إشارة على أن الرسول حاول بطريقة أو بأخرى تقليل معاداة أهل مكة لدعوته وكف الأذى عن أتباعه بذكر آلهة مكة بخير حيث يزعم البعض أنه بعد هذه الحادثة ساد الوئام بين الرسول محمد ومعارضيه السابقين من أهل مكة حتى بلغ الأمر أن بعض المسلمين الذين كانوا مهاجرين إلى الحبشة هربا من قمع أهل مكة قد قرروا الرجوع.

الصحة التاريخية لرواية ابن إسحاق ضعيفة للغاية وهناك إجماع مطلق بين علماء المسلمين على عدم صحتها حتى أن الطبري عندما كتب سيرة الرسول أضاف في حاشية هذه الحادثة بأنه كمؤرخ يقوم بتدوين كل ما سمعه حتى إذا كان ما سمعه من نسج الخيال. وهناك أمور أخرى كثيرة في فصل ماهوند من رواية آيات شيطانية والتي جرحت مشاعر المسلمين منها على سبيل المثال وجود دار للدعارة في مدينة الجاهلية والتي يقصد سلمان رشدي بها مدينة مكة وكان في دار الدعارة هذه 12 امرأة وكانت أسماءهن مطابقة لأسماء زوجات الرسول محمد وفيه أيضا وصف تفصيلي للعمليات الجنسية الذي قام بها ماهوند.

إساءة صحيفة دانمركية لشخصية الرسول

في سبتمبر 2005 قامت صحيفة دانمركية مشهورة يلاندز بوستن بإقامة مسابقة لرسم كاريكاتير للنبي محمد وقامت الصحفية باختيار 12 رسمة من الرسوم المرسلة وفيها استهزاء وسخرية من النبي محمد فإحداها تظهر النبي وهو يلبس عمامة على شكل قنبلة بفتيل، وقد حاولت الجالية الإسلامية وقف الصور لكن الجريدة رفضت وكذلك الحكومة أيدت الجريدة بحجة حرية التعبير، فقامت الجالية الإسلامية بتنظيم حملة وجولة في العالم الإسلامي للدفاع عن النبي محمد. وقامت العديد من الدول الإسلامية باستنكار الحدث فصدر بيان لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء لمناقشة الموضوع. وقامت المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها في الدانمارك للتشاور وقامت ليبيا بإغلاق سفارتها في الدانمارك وصدرت إدانات من جهات مختلفة منها حزب الله اللبناني وهيئة علماء المسلمين في العراق وبرلمان دولة الكويت وبرلمان مصر. وبدأت في كثير من بلدان العالم الإسلامي الدعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية، وتتركز المقاطعة على منتجات الألبان وغيرها والدعوة بدأت شعبية وعبر الصحف والقنوات الغير رسمية وعبر رسائل الجوال، وقامت مراكز تجارية كبيرة في السعودية بمنع بيع منتجات دانمركية وكذلك في الإمارات والكويت والبحرين وباقي الدول، وقد حاولت شركات كبرى بمحاولات لمنع المقاطعة عن طريق إعلانات تجارية بصفحة كاملة في صحيفة الشرق الأوسط، كما أحرقت السفارة الدانمركية والنرويجية بسوريا والسفارة الدانمركية بلبنان، وسحب أيضا السفير الليبي من الدولة المسيئة إلى الرسول كما اقتحم المتظاهرون الأندونسيون مبنى السفارة الدانمركية وأحداث أضرار جسيمة بهاوطردت إيران البعثة السياسية الدانمركية والصحفيون الدانمركيون من أراضيها.

كتيب محمد، صدق وإلا

كمحاولة للحد من تغلغل منظمة أمة الإسلام بين المجتمع الأسود في الولايات المتحدة، قامت شركة كيرسنت مون ببليشنغ (CRESCENT MOON PUBLISHING)‏، بنشر كتيب كاريكاتيري اسمه "محمد صدق وإلا"، لحساب رسام استعمل اسماً مستعاراً وهو عبد الله عزيز. محمد صدق وإلا، عبارة عن كتيب من 26 صفحة من الغلاف إلى الغلاف (13 ورقة) ويطرح الكتيب الحديث والسنة النبوية بصورة مهينة عدا عن الرسومات التي تظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصورة غبية بهدف إقناع السود الأمريكين بعدم التحول إلى منظمة أمة الإسلام. الناشر مع أنه وضع اسمه على الكتيب رفض إضافة الكتيب على موقعه الإلكتروني. وترك الدعاية للمؤلف الذي أنشأ صفحة إنترنت للدعاية والبيع.

فيلم الخضوع

في 2004 قامت أيان ماجان مع منتج الأفلام الهولندي ثيو فان غوخ بكتابة وتصوير فيلم الخضوع، والذي يدور حول الظلم الذي تتعرض له النساء في الثقافات الإسلامية حسب فهمها. الفلم انتقد بشدة من قبل المسلمين الهولنديين، تم قتل المخرج ثيو فان غوخ على خلفية هذا الفيلم في 2 نوفمبر 2004 على يد محمد بويري، وقالت الكاتبة بنيتها إنتاج فلم على شاكلة فلم حياة براين، يتناول حياة النبي محمد المليئة بالألوان على حد وصفها، حيث أكدت على أنه سيقوم شخص بتمثيل دور النبي محمد وستذكر فيه الجوانب التي تفترض أن باقي المسلمين لا يودون أن تظهر للعلن عن النبي محمد. واستشهدت بما قالت أنه حب النبي محمد لزوجة إبنه وكيف أنه غاب في غار وعاد ومعه الحل السحري لزواجه منها.

نقاط خلافية

إمتلاك العبيد

وفقاً للمؤرخين المعاصرين، لم يكن لدى محمد نية لإلغاء العبودية،[7][20] والتي كانت تمارس بالفعل في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث كان ينظر إليها "كجزء من النظام الطبيعي للأشياء"،[7][20] لكنه بالمقابل أراد إصلاح الوضع لتحسين حالة العبيد، وحض أتباعه على التعامل معهم بشكل بشكل أكثر إنسانية.[7][20] سمح محمد شرعيًا رجاله الزواج من عبيدهم من النساء اللواتي تم أسرهن في الحرب، ومنحهم حقوق زواج كاملة.[21][22] بالإضافة إلى ذلك، وفقا لعلماء الدين المسلمين، جعل من المحظور على السادة الذكور إقامة علاقات جنسية مع الأسيرات والعبيد.[23][24]

يجادل رودني ستارك بأن "المشكلة الأساسية التي يواجهها الفقهاء المسلمون تجاه أخلاقية العبودية هي أن محمد اشترى، وباع، وقبض، وامتلك العبيد"، رغم أنه يقول أن محمد نصح بأن يعامل العبيد معاملة حسنة حيث قال "أطعمهم ما تأكله لنفسك وتكسوه بما ترتديه". بالإضافة إلى ذلك، يشير ستارك على الإسلام يتناقض مع المسيحية، مما يعني ضمناً أن علماء اللاهوت المسيحيين لم يكونوا قادرين "على شق طريقهم حول قبول الكتاب المقدس للعبودية" في حالة إمتلك يسوع العبيد مثل محمد.[25]

ينتقد بعض المفكرين الغربيين والمسيحيين الإنجيليين محمد لأنه كان لديه طفل (إبراهيم، والذي مات في الطفولة) من قبل عبدة تدعى ماريا القبطية، إحدى سراريته التي كانت هدية من قبل الحاكم المسيحي البيزنطي لمصر. تدعي مصادر، بما في ذلك ابن القيم أنها كانت محظية وليست عبداً.[26][27] كما أنها لم تذكر في ملاحظات ابن هشام على سيرة ابن إسحق حيث قام بسرد زوجات محمد.[28] وفقاً لأحد الأحاديث، لم يترك محمد أي عبيد في وقت وفاته.[29]

أحد أركان الإسلام الخمسة (بحسب أهل السنة والجماعة)، أو واحد من خمسة "فروع الدين" (وفقاً للشيعة)، تهدف الزكاة لتشجيع المسلمين على التبرع بالمال لتحرير العبيد، والعمال المستعبدين في البلدان التي قد يكون فيها العبيد والعمال المستعبدين موجودين. مقدار الزكاة التي تدفع على الأصول الرأسمالية هو 2.5% (1/40) للأشخاص الذين ليسوا فقراء.[30] كان محمد يرسل أصحابه مثل أبو بكر وعثمان بن عفان لشراء العبيد مجاناً. العديد من المتحولون إلى الإسلام في وقت مبكر كانوا من الفقراء والعبيد السابقين مثل بلال بن رباح الحبشي.[31][32][33]

أكد محمد على المعاملة الرقيقة للعبيد وأشار أن التعذيب أو إساءة معاملتهم ممنوع في الإسلام[7][34][35] ومع ذلك، استمرت تجارة العبيد عند العرب حتى القرن العشرين،[36] ووصل عدد ضحاياها إلى 12 إلى 15 مليون شخص؛[36] كان العبيد (وخاصةً الأفارقة)،[7][8] يتعرضون لسوء المعاملة بشكل متكرر، وكان يتم إخصاء العديد منهم من قبل العرب في العالم الإسلامي.[7][20]

مواضيع ذات صلة

المصادر

المراجع

  1. Cimino, Richard (December 2005). "No God in Common": American Evangelical Discourse on Islam after 9/11". Review of Religious Research. 47 (2): 162–74. doi:10.2307/3512048. JSTOR 3512048.
  2. Dobbins, Mike (13 أبريل 2015). "The Critics of Islam Were Right: An Apology to Ayaan Hirsi Ali, Sam Harris, Bill Maher and Other So-Called Islamophobes". The Christian Post. واشنطن العاصمة. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201626 سبتمبر 2017.
  3. Akyol, Mustafa (13 يناير 2015). "Islam's Problem With Blasphemy". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201726 سبتمبر 2017.
  4. Cornwell, Rupert (10 أبريل 2015). "Ayaan Hirsi Ali: Islam's most devastating critic". ذي إندبندنت. لندن. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 201726 سبتمبر 2017.
  5. ابن وراق (2000). The Quest for the Historical Muhammad. أمهرست  : Prometheus Books.  .
  6. روبرت سبنسر (2006). The Truth About Muhammad. واشنطن العاصمة: Regnery Publishing.  .
  7. Gordon, Murray (1989). "The Attitude of Islam Toward Slavery". Slavery in the Arab World. نيويورك: Rowman & Littlefield. صفحات 18–47.  . مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2020.
  8. Willis, John Ralph, المحرر (2013). Slaves and Slavery in Muslim Africa: Islam and the Ideology of Enslavement. 1. نيويورك: روتليدج. صفحات vii–xi, 3–26.  . ; Willis, John Ralph, المحرر (1985). Slaves and Slavery in Muslim Africa: The Servile Estate. 2. نيويورك: روتليدج. صفحات vii–xi.  .
  9. See also تاريخ العبودية في العالم الإسلامي, تجارة العبيد عند العرب, العبودية في الدولة العثمانية, and Slavery in 21st-century Islamism.
  10. نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  11. نسخة محفوظة 9 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. سنن أبي داود, 14:2665 - تصفح: نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. سنن أبي داود, 38:4390
  14. صحيح البخاري, 4:52:280
  15. Watt, W. Montgomery (1952-07-01). "The Condemnation of the Jews of Banu Qurayzah". The Muslim World. 42 (3): 160–71. doi:10.1111/j.1478-1913.1952.tb02149.x. ISSN 1478-1913.
  16. Rahman al-Mubarakpuri, Saifur (2005), The Sealed Nectar, Darussalam Publications, صفحات 201–05, مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019, They [the Jews killed] numbered 600 or 700—the largest estimate says they were between 800 and 900.
  17. Denise Spellberg (1996), Politics, Gender, and the Islamic Past: The Legacy of 'A'isha Bint Abi Bakr, دار نشر جامعة كولومبيا, (ردمك ), pp. 39–40.
  18. سيرة حياة يوحنا الدمشقي - تصفح: نسخة محفوظة 21 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. Chapter 7: Christian Martyrs in Muslim Spain - تصفح: نسخة محفوظة 02 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
  20. Levy, Reuben (2000). "Slavery in Islam". The Social Structure of Islam. NY: Routledge. صفحات 73–90.  .
  21. See Tahfeem ul Qur'an by أبو الأعلى المودودي, Vol. 2, pp. 112–13, footnote 44; Also see commentary on verses 23:1
    Vol. 3, notes 7-1, p. 241; 2000, Islamic Publications.
  22. ابن كثير الدمشقي 4:24.
  23. "YouTube". YouTube. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 201629 سبتمبر 2015.
  24. "Slavery in Islam," - تصفح: نسخة محفوظة 6 October 2018 على موقع واي باك مشين. BBC Online, November 7, 2009 (accessed November 19, 2013)
  25. Rodney Stark, "For the Glory of God: How Monotheism Led to Reformations, Science, Witch-Hunts, and the End of Slavery", p. 338, 2003, دار نشر جامعة برنستون, (ردمك )
  26. Exegesis (Tafsir) of Quran by ibn Kathir for Chapter 66, verses 1-5 of Quran
  27. Zaad al-Ma’aad, 1/103
  28. ابن إسحاق, translation by A. Guillaume (1955). The Life of Muhammad. Oxford University Press. p. 792.
  29. صحيح البخاري, 4:51:002
  30. Medani Ahmed and Sebastian Gianci, Zakat, Encyclopedia of Taxation and Tax Policy, p. 479
  31. Ali Ünal, The Qur'an with Annotated Interpretation in Modern English, p. 1323 - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  32. موسوعة القرآن, Slaves and Slavery
  33. Bilal b. Rabah, دائرة المعارف الإسلامية
  34. "Islam and Slavery". State University of New York at Oswego. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201830 سبتمبر 2018.
  35. "Islam: Slavery in Islam". بي بي سي Religion (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 06 أكتوبر 201806 أكتوبر 2018.
  36. Beigbeder, Yves (2006). Judging War Crimes and Torture: French Justice and International Criminal Tribunals and Commissions (1940-2005). لايدن: Martinus Nijhoff Publishers. صفحة 42.  . Historian Roger Botte estimates that Arab slave trade of Africans until the 20th century has involved from 12 to 15 million persons, with the active participation of African leaders.

موسوعات ذات صلة :