الرئيسيةعريقبحث

تاريخ المغرب

تاريخ عاشه المغاربة

☰ جدول المحتويات


تاريخ المغرب يرجع إلى العصور السحيقة وتعاقبت عليه حضارات الآشوليون والموستيرية، العاتيرية، الإيبروموريزية، الموريتانية الطنجية، البيزنطية حتى الفتح الإسلامي بالقرن الأول هجري زمن الخلافة الأموية حيث ضم المغرب وشمال أفريقيا إلى الخلافة الأموية في دمشق وبعد سقوط الأمويين أستقل بالمغرب الأدارسة وتنازعوا النفوذ في شماله مع خلفاء بني أمية في الأندلس.

العصر الحجري

تم التعرف على أقدم آثار للإنسان في المغرب بمقلع طوما 1 بالدار البيضاء ، و هي تعود إلى حوالي مليون سنة . و  قد أكتشفت بقايا مماثلة بالعديد من المواقع المغربية المجاورة كموقع أهل الغلام بسيدي مومن و هو ما يؤيد وجود الإنسان بالمغرب منذ العصر الحجري الأسفل . و قد وجدت بهاته المواقع عدة أدوات حجرية أشولينية  ، أغلبها فؤوس يدوية تعرف بذات الوجهين [1] .

بيد أن الإنسان لم يبتعد كثيرا عن مصادر المياه في هاته الفترة، حيث تمركزت أغلب المواقع الأشولينية  التي تم اكتشافها في المناطق التي عرفت بوجوده  [2]. حيث عثر على أغلب الأدوات التي تعود لهذا العصر في المصاطب النهرية لوادي مرتيل بتطوان وفوق بعض هضاب سيدي منصور قرب السعيدية وكذا عدة آثار بمنطقة السمارة والساقية الحمراء وطانطان، أشهرهم " زهرة طان طان " [3]

العصر الحجري الأوسط

بالنظر إلي ندرة المواقع الأثرية التي تعود إلى هذا العصر، فمن الصعب تحديد البدايات الأولى له في المغرب . و حسب أغلبية الباحثين فهذا العصر ينقسم إلى حضارتين : الحضارة الموستيرية والحضارة العاترية [2].

الحضارة الموستيرية

ترجع المعطيات التاريخية المتوفرة ظهور الحضارة الموستيرية بالمغرب إلى حوالي 300 ألف سنة قبل الحاضر على الأقل، وقد وجدت أقدم آثارها بجبل ايغود ، و آخر ظهور لهم كان قبل 80 ألف سنة  في مغارة الغفص بنواحي وجدة [4] . و يرجع اختفائهم إلى التغير المناخي الذي طرى على المغرب، حيث كان قبل 300 ألف سنة أكثر رطوبة وأشد حرارة، وكان الوسط الطبيعي يتميز بوجود غطاء نباتي يغلب عليه الزيتون البري وشجر الخروب، ثم أصبح حوالي 90 ألف سنة قبل الحاضر أكتر قحولة وأشد برود خصوصا مع بداية تشكل ما يسمى الصحراء الكبرى  [5] .و تميزت هاته الفترة بالتطور الحاصل في الأدوات التي يستعملها الإنسان خصوصا في شمال أفريقيا  .

الحضارة العاتيرية

على عكس الموستريون فقد شغلت الحضارة العاترية مساحات جغرافية واسعة بالمغرب وقد تم العثور على أغلب البقايا العظمية التي تنتسب إلى هاته الحضارة في الواجهة الأطلنطية لوسط المغرب ما بين الرباط و تمارة في مواقع ككهف دار السلطان 2 ، مغارة المهربين ، ومغارة الهرهورة [6] .

تخصص العاترييون في صيد الغزلان بدليل ما عثر عليه من عظامها المتعددة في المواقع التي خلفوها وقد مكنتهم صناعة واستعمال الأدوات ذات السويقات مثل السهام و الرماح من إصابة الهدف من بعيد [7] . و قد عثر أيضا على بقايا لحيوانات ضخمة كالثور البدائي و الجاموس والحصان في مواقعهم . و قد ساهم هذا في قدرتهم على التكيف مع الظروف المناخية الجديدة التي حلت بمنطقتهم وكانت سببا في اندثار الحضارة الموستيرية [2] .

العصر الحجري الأعلى

تعود بداية العصر الحجري القديم الأعلي في المغرب إلى حوالي 22 ألف سنة قبل الآن كما تم تسجيل ذلك بموقع كهف الحمام بتافوغالت و قد عرف المغرب في هذا العصر نموا سكانيا ملحوظا، وقد يشهد على ذلك عدد القبور التي تعود لهاته الفترة والتي وجدت في بعض المواقع  بعضها تضم أكثر من مئة رفات بشري خصوصا بكهف الحمام بتافوغالت . [8] . .و قد طغت الحضارة الإيبيروموريسية على هاته الفترة حيث تميزو بعدة ابداعات في المستوى التنظيمي والفني و الثقافي . بيد أن أهم ما يميزهم هو أدواتهم، أذ كانت غاية في التخصص سواء في تقطيع اللحوم وبشر الجلود أو معالجتها . كما تمكنوا من معالجة العظام وصنع مخارز وشبه معالق وكذا أسنة الرماح انطلاقا من العظام [9] .

عصر المعادن

يرجع هذا العصر إلى حوالي 3000 سنة ق.م وأهم مميزاته استعمال معدني النحاس ثم البرونز وأهم خصائصه ما يعرف بالحضارة الجرسية ثم حضارة عصر البرونز.

العصر الكلاسيكي

ليكسوس الأثرية

الفترة الفينيقية

ترجع النصوص القديمة توافد الفينيقيين إلى نهاية القرن الثاني عشر ما قبل الميلاد . و قد شكل التوسع الفينيقي في منطقة البحر الأبيض المتوسط حدثا بارزا في تاريخ هاته المنطقة . و من بين أهم المراجع التي وثقت لوجود الفينيقيين بالمغرب هي الرحلة البحرية المعزوزة إلى سوكلاس والتي دونت في القرن الرابع قبل الميلاد . وقد ذكرت هاته الرحلة مدينتين مغربيتين بالإسم هما لكسوس الواقعة بالقرب من مدينة العرائش و ثومياتيرا الواقعة على نهر سبو . و وفق رحلات هذا البحار فلم يوجد آنذاك أي مساكن على الساحل الذي يمتد ما بين وادي سبو والصويرة غير معبد خصص لبوسيدون .

تتجلى أهمية لكسوس كمؤسسة تجارية فينيقية في تردد اسمها في النصوص القديمة والأساطير المقترنة بها حيث كان يعتقد أنه بقربها اختلس هرقل التفاح الذهبي [10] . و إن هذا  دل على شيء فإنه يدل على  المكانة التجارية التي كانت تحتلها المدينة آنذاك وكيف أن المغرب كان من ذلك العهد بوابة تجارية له مركز مهم في التجارة المتوسطية .

لم يكن الحضور الفينيقي مقتصرا على الواجهة الأطلنطية للمغرب، فعلى الرغم من أن أهم المواقع المكتشفة حتى الآن كانت في الواجهة الأطلنطية، إلا أنه مؤخرا تم اكتشاف مواقع أخرى متوسطية  تعود للفينيقيين كموقع روش أدير بالحسيمة و قشقوش بمنطقة واد لاو . أما مدينة بونتيون والتي تحدد موقعها الرحلة المنسوبة إلى سكولاكس والتي تمر بخليج بين جبلين، فيتفق أغلب الباحثين أنه قصد بها مدينة طنجة [1][11] .

الفترة البونيقية

حسب المخطوط المحفوظ في هايدلبرغ و الذي يعود إلي القرن التاسع الميلادي، فقد إنطلق حانون القرطاجي في حملة لإستكشاف سواحل المغرب الأطلسية وقد قام على أثر هاته الحملة بتأسيس عدة مراكز فيما وراء نهر لكسوس وهي ثومياتريون و كاركون تيكوس و كوتي و ارمبوس [11]. غير أن هاته المستوطنات لم يتم الحسم في مواقعها إلى الآن .

و بالاستناد إلي المعطيات الأثرية فيظهر جليا أن المغرب قد عرف ابتداءا من القرن السادس مسلسل من التغيرات أفضي إلي إحداث مؤسسات سوسيو اقتصادية جديدة  وبدأت ساكنته تميل نوعا ما إلى الاستقرار والزراعة . فقد بدأت تظهر تجمعات سكنية جديدة كإمسا وو تنكي وقواس و زيليل . و كانت كل هاته المراكز على الرغم من  خصوصيات قد تميز بعضها عن بعض، تتقاسم عناصر الثقافة البونيقية [12].

و قد تمكنت هاته المجتمعات من تقنيات تربية الماشية، فالعظام التي وجدت في عديد من المواقع والتي تعود لهذا العصر، تشهد بوجود الأغنام  و الماعز والبقر و الخنزير . و استجابة للحاجات اليومية والثقافية، فقد عرف الإنتاج الخزرفي طفرة نوعية، خصوصا مع إدخال المخرطة وقد تم العثور على آثار هاته المركبات الصناعية بكل من  قواس وبناصا  و تاموسيدا [2].

الفترة الموريطنية

شمال أفريقيا تحت الحكم الروماني
قوس النصر بمدينة وليلي (فوليبليس) الأثرية

أقدم ما ذكر حول الملوك الموريتانيين يعود إلى الحرب البونيقية الثانية حوالي 206 ق م وذلك حين وفر الملك باكا حماية للملك الأمازيغي ماسينيسا تتمثل في 4000 فارسا. أما تاريخ المملكة الموريطانية فلم تتضح معالمه إلا مع نهاية القرن الثاني ق.م وذلك مع الاهتمامات التي أصبحت توليها روما لهذا الجزء من أفريقيا. في سنة 25 ق م، نصبت روما الملك يوبا الثاني على رأس المملكة. وبعــد اغتيال" الملك بطليموس الأمازيغي" من طرف الإمبراطور كاليغولا سنة 40 ق م تم إلحاق المملكة الموريتانية بالإمبراطورية الرومانية.

الفترة الرومانية

بعد إحداث موريتانيا الطنجية، قامت روما بإعادة تهيئة لعدة مدن أمازيغية: تمودة، طنجة، تاموسيدة، زليل، بناصا، وليلي، شالة... كما قامت بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، وخلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. في سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا وموكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي، خرج الرومان من كل مناطق المغرب.

الحضارات الإسلامية بالمغرب

Morocco-127 (2219047882).jpg
أحد بوابات مسجد القرويين

خلافا لأقاليم وبلدان المشرق لم يكن فتح المغرب بالشيئ الهين، فقد استغرق الأمر نصف قرن من 646م إلى 710م.

باعتناق المغاربة للإسلام ظهرت أول دولة إسلامية بالمغرب.

دولة نكور

وكانت إمارة نكور أول إمارة إسلامية مستقلة بالمغرب الأقصى بعد ثورة الأمازيغ على ولاة بني أمية، كما أنها تمذهبت بالمذهب السني خلافا لباقي الإمارات المغربية الأخرى التي كانت على المذهب الصفري الخارجي. ظهرت إمارة نكور منذ سنة 123 هــ الموافق ل 744 م على يد صالح بنو منصور المعروف بالعبد الصالح الذي نزل بمنطقة تمسامان في الريف.

الدولة البورغواطية

أول مملكة إسلامية مستقلة تنفصل عن الخلافة بالمشرق وحكم البورغواطيون في بلاد تامسنا الممتدة من مدينة سلا شمالا إلى اسفي جنوبا لأكثر من ثلاثة قرون (744 - 1058). تحت هعد البورغواطيين سنة 1058).

الدولة الإدريسية

بدخول شمال المغرب تحت حكم الادارسة ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور إمارة في شمال المغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة المولاى إدريس بن عبد الله المحض العلوي الهاشمي، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية ودعمته حتى أنشأ دولته. هكذا تمكن من ضم كل من منطقة فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى ادريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم. بويع ابنه ادريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على وادي أم الربيع ونواحي فاس بالمغرب.

الدولة المغراوية

تحت قيادة زيري بن عطية (ت. 1001)، تمكن المغراوة من بسط نفوذهم إلى فاس، ووسعوا دولتهم على حساب بني يفرن. وحين قامت ثورة ضد الأمويين، تمكن المنصور الأموي من إخمادها، إلا أن المغراوة تمكنوا من استعادة السيطرة على فاس. وتحت الحكام المتعاقبين، المعز (1001 - 1026)، حمامة (1026 - 1039) ودوناس (1039)، تمكن المغراويون من ترسيخ حكمهم في شمال ووسط المغرب.

الدولة المرابطية

في حدود القرن الحادي عشر الميلادي ظهر في ما يعرف اليوم بموريتانيا مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلتي لمتونة وجدالة واستطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هاتين القبيلتين وينظمهما وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. وهكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة، وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069 م. بسط المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين سلطتهم على مجمل المغرب الحالي وبعض جهات الغرب الجزائري والأندلس ابتداء من 1086م وبهذه التوسعات يعتبر يوسف بن تاشفين أول ملك يوحد المغرب الأقصى من الشمال إلى الجنوب بعد أن قضى على كل الدول التي كانت تتقاسم المغرب منذ القرن 8 للميلاد.

الدولة الموحدية

في بداية القرن 12 م تعاظم بالمغرب شأن المصلح الديني والثائر السياسي المهدي بن تومرت. حيث استقر بقرية تنمل بجبال الأطلس الكبير جنوب شرق مراكش. ونظم قبائل مصمودة من حوله بغرض الإطاحة بدولة المرابطين التي اعتبرها زائغة عن العقيدة الصحيحة للإسلام، كما سمى أتباعه بالموحدين. استطاع الموحدون بقيادة عبد المومن بن علي من السيطرة على المغرب الأقصى كله بحلول سنة 1147 م. كما تمكن من بسط نفوذه على شمال أفريقيا كلها والأندلس مؤسسا بذلك أكبر إمبراطورية بغرب المتوسط منذ الإمبراطورية الرومانية.

الدولة المرينية

ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة وهي من أكبر القبائل الأمازيغية وقبل الملك كانوا بدوا في شرق المغرب يجوبون ما بين ملوية ومدينة فجيج واحيانا وصلوا حتى بلاد الزاب بأفريقية، ومعنى كلمة المرينيون: القبائل التي هلكت ماشيتها، وهم قبائل بدوية كان أول ظهور لهم كمتطوعين في الجيش الموحدي، واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269 م.

واستطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو بكر بن عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف يعقوب (1258-1286 م) أن يستولو على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248 م. مع حلول سنة 1269 م استطاعوا التخلص من آخر الموحدين في مراكش، وبدأوا بعدها في تنظيم جيش قوي حتى يمكنهم الاحتفاظ بالمناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران ومدينة الجزائر). عرفت الدولة أوجها أثناء عهدي أبو الحسن علي (1331-1348 م) ثم أبو عنان فارس (1348-1358 م) وازدهرت حركة العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.

حكم المرينيون المغرب لمدة قرنيين لم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي خلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم على الحدود الترابية للمغرب الأقصى. ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415 م والقصر الصغير 1458 وأصيلا وطنجة 1471 ومليلية 1497,ومن بعدهم حكم المغرب الوطاسيون وتنحدر أصولهم أيضا من قبائل زناتة الامازيغية.

منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانو بلا رأي، وضع هؤلاء تحت وصاية أقرابائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بتولى دور الوصتية (1373-1393 م). آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) استطاع أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. لم يدم الأمر على حاله وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعده في أيدي الوطاسيين.

الدولة الوطاسية

الوطاسيون من سلالة امازيغية و هم وزراء بني مرين حيث اقتسموا السلطة في المغرب الأقصى، فكان نصيبهم منطقة الريف ,استغلوا ضعف الدولة المرينية في اواخر عهدها، فاستولوا على السلطة، ودام حكمهم من 1471م إلى 1554م

الدولة السعدية

انطلقت حركة الشرفاء السعديين من جنوب المغرب تحديدا من مناطق درعة. وقد اتخذت شكل مقاومة جهادية ضد المحتل الإيبيري للمدن الساحلية.

غير أن السعديين ما فتؤوا يتحولون إلى قوة عسكرية وسياسية تمكنت من فرض نفسها في غياب سلطة مركزية قوية قادرة على توحيد البلاد ودرء الاحتلال. وقد ساعد في بروز دولة السعديين سلسلة الانتصارات المتلاحقة التي حققوها والتي كللت بدخولهم مراكش سنة 1525م تم فاس سنة 1554م. وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب. لقد كان الانتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب، حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الاستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع أفريقيا. كانت وفاة المنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش.

الدولة العلوية

النزاع السياسي الذي خلفه السعديون دام 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداء من سنة 1664 ظهر الشريف المولى الرشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر عهد السلطان المولى إسماعيل 50 سنة تمكن خلالها من بناء نظام سياسي للدولة حيث اسس جيش قوي تحت مسمى جيش عبيد البخاري.

تولى السلاطين العلويون على الحكم متحديين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. استعاد المغرب سنة 1956 استقلاله معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب.

التاريخ الحديث

الحماية الثلاثية على المغرب (1912 - 1956)
شعار محرك بحث قوقل يوم 18 نونبر 2014 (بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال) بألوان العلم الوطني المغربي الأحمر والأخضر، مع فارس مغربي يحمل العلم المغربي تتوسطه النجمة الخماسية الخضراء

المغرب قبيل فرض الحماية[13]

عاش المغرب مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فترة مضطربة من أحرج فترات تاريخه، تميزت بتسارع الأحداث وتلاحق الوقائع. فعلى المستوى الداخلي تدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية والعسكرية، وعلى مستوى علاقة المغرب بالخارج، تأكدت الأطماع الإمبريالية باحتلال مناطق شاسعة من البلاد.

في سنتي 1906 -1907 تحددت معالم الحركة الحفيظية، التي توجت بإعلان عزل السطان مولاي عبد العزيز، و بيعت أخيه عبد الحفيظ و خليفته بمراكش.

الحركة الحفيظية

هي حركة شعبية شاملة ما بين سنتي 1906-1907، تتطلع هذه الحركة للدفاع عن الذات، وإنقاذ المغرب من الاحتلال وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.

الضغوط الاستعمارية على المغرب

تعرض المغرب في القرن التاسع عشر لضغوط الدول الاستعمارية، فاتخدت أحيانا صبغة عسكرية وتارة أخرى إجراءات دبلوماسية واقتصادية استهدفت انتزاع أجزاء ترابية والتقليل من مكانة المخزن وسلطته وغزو سوقه الداخلية وانتزاع أجزاء من ترابه. ومع ذلك فقد حفزت تلك الضغوط جهاز المخزن الذي اقتنع بضرورة الشروع في محاولات إصلاحية لتحديث البنيات العسكرية والاقتصادية والإدارية العتيقة، تفاديا للسقوط تحت الهيمنة الأجنبية.

الضغوط العسكرية والاقتصادية

تجسدت الضغوط العسكرية الأوربية على المغرب في مواجهتين عسكريتين، أولهما مع الفرنسيين في إسلي سنة 1844، والثانية في تطوان مع الإسبان سنة 1859. وبموازاة ذلك واجه المغرب ضغوطا اقتصادية قوية انتهت بتوقيعه على معاهدات تجارية كانت بنودها لفائدة الاقتصاد الأجنبي خاصة المعاهدة التجارية مع بريطانيا سنة 1856. كانت لهزيمة المغرب أمام الجيش الفرنسي في إسلي عواقب وخيمة. بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830، تغيرت الأحوال، فبدأت الأخطار تهدد كيان المغرب، إذأصبحت حدوده الشرقية مشتركة مع فرنسا المتفوقة عليه عسكريا وصناعيا. وكان الحزب الاستعماري الفرنسي في الجزائر يرغب في ضم المغرب لأهمية الصوف المغربي لتجار مرسيليا من جهة، ولأهمية الخط التجاري بين تلمسان وفاس من جهة أخرى.

عهد الحماية

  • اغتيال أميل موشوم في مراكش اتخذته فرنسا مبررا لغزو وجدة من مستعمرتها في الجزائر، وذلك عام 1907

  • العصيان في الدار البيضاء ردا على شروط معاهدة الجزيرة الخضراء قمعته فرنسا عن طريق قصف الدار البيضاء

  • التدمير الناتج عن قصف الدار البيضاء عام 1907

  • المدفعية الفرنسية في الرباط عام 1911. البعثة العسكرية الفرنسية إلى فاس لحماية السلطان من عصيان القبائل أسفر عن أزمة أغادير.

  • السلطان عبد الحفيظ بن الحسن يوقع على معاهدة فاس 30 مارس 1912 تحت الضغط

  • التدمير بعد أن قمعت فرنسا انتفاضة فاس عن طريق القصف المدفعي

  • فرض على المغرب نوع من الحماية، جعل أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء (أبريل 1906)، وهي تتيح للدول المشاركة في تسيير المغرب مع احتفاظه ببعض السيادة ورموزه الوطنية، بعثت فرنسا بجيشها إلى الدار البيضاء في غشت 1907، انتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 30 مارس 1912. وقتها أصبح لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب (الريف) وجنوبه (إفني وطرفاية و الصحراء المغربية). في 1925 أصبحت طنجة منطقة دولية بعد اقرار اتفاقية باريس. أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا.

    • 1920 إلى 1927: ثورة الريف في الشمال - حرب الريف - وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، خاصة في سنتين 1921 و1926. وتقوت المعارضة ذات النزعة الوطنية، وشرع في المقاومة، في الجبال وفي المدن؛ في 1930، ظهر أول تنظيم سياسي مغربي، بزعامة كل من علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، وهم الذين سيؤسسون لاحقا حزب الاستقلال. وفي الحرب العالمية الثانية، كانت الحركة المعارضة للحماية قد تقوت، وكانت الجامعة العربية والولايات المتحدة يساندونها. وكان السلطان محمد الخامس يدعمها بدوره (خطاب طنجةفي أبريل 1947). وقد أكد موقفه المناوئ للحماية أثناء الاحتفال بعيد العرش سنة 1952. وتجاوب معه الشعب على نطاق واسع، فنظمت مظاهرات مساندة لمساعيه (في الدار البيضاء على الخصوص)، وواجهت سلطات الاحتلال المتظاهرين بالقمع العنيف، وقد عملت سلطات الاحتلال على كسب دعم الاقطاعيين، خاصة، لخلع ملك البلاد الشرعي، واحلال ابن عمه (بن عرفة) محله، وكرد فعل على ذلك، دعا رجالات الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وأعلن على استقلال المغرب في 3 مارس 1956. كما أن إسبانيا سلمت بدورها باستقلال هذا البلد في 7 أبريل 1956.

    المغرب في الحرب العالمية الثانية

    مسيرة الاستقلال

    شعار محرك بحث قوقل يوم 18 نونبر 2014 (بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال) بألوان العلم الوطني المغربي الأحمر والأخضر، مع فارس مغربي يحمل العلم المغربي تتوسطه النجمة الخماسية الخضراء
    البرلمان المغربي بالرباط

    لمزيد من المعلومات، راجع المقال الرئيسي عن استعمار إنجليزي للمغرب، الاحتلال الإسباني للمغرب، الظهير البربري، مبدأ الحماية، حرب الريف والمسيرة الخضراء.

    في 18 نوفمبر عام 1927، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية. في 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بإنهاء حماية المغرب واسترجاع وحدته الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. في 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطاب طنجة الذي أدى إلى تصعيد المقاومة (جيش التحرير) لإنهاء الحماية. في 20 غشت 1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلع بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب.

    في 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى. وفي 2 مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية، وفي 7 أبريل 1956 تم التوقيع مع إسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي اليوم 22 من نفس الشهر انضم المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الإسباني وتم إلغاء القانون الذي تم بمقتضاه تدويل مدينة طنجة. وفي 26 فبراير 1961 توفي محمد الخامس.

    في عهد الحسن الثاني

    الحسن الثاني

    انظر أيضا سنوات الرصاص

    تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3 مارس 1961، في دجنبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على أول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية، في عام 1969 تم استرجاع سيدي إفني. في 6 نونبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بـ350 ألف متطوع ومتطوعة عبروا الحدود الاستعمارية ودخلوا الصحراء المغربية. في 14 نونبر 1975 تم التوقيع على معاهدة مدريد التي تم بموجبها استرجاع المغرب للأقاليم الصحراوية، في 23 يناير 1987 اقترح الحسن الثاني على العاهل الإسباني خوان كارلوس الأول إنشاء خلية للنظر في قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية (جزر: جزيرة باديس وجزيرة نكور وملوية) التي لا زالت تحت الاحتلال الإسباني. في 17 فبراير 1989 تم التوقيع بمراكش على المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي.

    كما ترأس الحسن الثاني لجنة القدس منذ انعقاد المؤتمر العاشر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بفاس في جمادى الآخرة 1399 هـ، مارس 1979م إلى حين وفاته في عام 1999م، وتم اختيار الملك محمد السادس رئيسا للجنة. وفي عام 1992 م، ترأس الملك الحسن اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت بالدار البيضاء، كما شارك في قمة (صانعي السلام) بشرم الشيخ بمصر. وفي 23 يوليوز 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد المغرب ودعم استقلال جميع أراضيه، وبذل جهوداً كبيرة من أجل تشجيع المبادرات الإسلامية والعربية والإفريقية. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.

    الأحداث الرئيسية

    المغاربة قبل العولمة الحديثة

    صور لمغاربة قبل العولمة الحديثة، صور من بدايات القرن العشرين.

    مقالات ذات صلة

    مراحل الاستكمال الوحدة التراب المغرب 1957.انطلاق المفاوضات استرجعت من خلالها مدينة طنجة 1958.الاسترجاع منطقة طرفاية 1969.بدات المفاوضات تحت الرعاية الولايات المتحدة فاسترجعت من خلالها منطقة سيدي افني 1975.انطلقت المسيرة الخضراءاسترجعت من خلالها الساقية الحمراء 1979.الاسترجاع منطقة وادي الدهب

    مصادر

    1. Raynal, Jean-Paul; Texier, Jean-Pierre (1989-01-01). "Découverte d'Acheuléen ancien dans la carrière Thomas I à Casablanca et problème de l'ancienneté de la présence humaine au Maroc". Comptes Rendus de l Académie des Sciences - Series II. 308: 1743–1749. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2018.
    2. kitabweb-2013.forumaroc.net. تاريخ المغرب تحيين وتركيب - محمد القبلي. مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
    3. "Venus of Tan-Tan". www.visual-arts-cork.com. مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 201826 ديسمبر 2017.
    4. Rodrigue, Alain (2002). Préhistoire du Maroc (باللغة الفرنسية). Eddif.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
    5. "Sahara Went from Green to Desert in a Flash". Live Science. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 201726 ديسمبر 2017.
    6. Bouzouggar, A.; Barton, R. N. E. (2012). Modern Origins. (باللغة الإنجليزية). Springer, Dordrecht. صفحات 93–105. doi:10.1007/978-94-007-2929-2_7.  . مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2018.
    7. Hublin, Jean-Jacques; McPherron, Shannon (2012-03-31). Modern Origins: A North African Perspective (باللغة الإنجليزية). Springer Science & Business Media.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
    8. "Funerary practices of the Iberomaurusian population of Taforalt (Tafoughalt; Morocco, 11–12,000 BP): new hypotheses based on a grave by grave skeletal inventory and evidence of deliberate human modification of the remains". Journal of Human Evolution. 56 (4): 340–354. 2009-04-01. doi:10.1016/j.jhevol.2009.01.001. ISSN 0047-2484. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
    9. Latifa, Sari,. "Technological change in Iberomaurusian culture: The case of Tamar Hat, Rassel and Columnata lithic assemblages (Algeria)". Quaternary International (باللغة الإنجليزية). 320. ISSN 1040-6182. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2020.
    10. "ليكسوس مدينة التفاح الذهبى فى المغرب - اليوم السابع". اليوم السابع. 2008-07-13. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 201726 ديسمبر 2017.
    11. Hanno; Schoff, Wilfred H. (Wilfred Harvey) (1912). The Periplus of Hanno; a voyage of discovery down the west African coast. Philadelphia, Commercial Museum. مؤرشف من الأصل في 4 يناير 2017.
    12. Quinn, Josephine Crawley; Vella, Nicholas C. (2014-12-04). The Punic Mediterranean (باللغة الإنجليزية). Cambridge University Press.  . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
    13. خديمي، علال. (2009). al-Ḥarakah al-Ḥafīẓīyah, aw, al-Maghrib qubayl farḍ al-ḥimāyah al-Faransīyah : al-waḍʻīyah al-dākhilīyah wa-taḥaddiyāt al-ʻalāqāt al-Khārijīyah, 1894-1912 (الطبعة al-Ṭabʻah 1). al-Rabāṭ: Dār Abī Raqrāq lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr.  . OCLC 670240169. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2020.
    14. شبكة الإنترنت للإعلام العربي - تصفح: نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
    15. جريدة التجديد
    16. الصحراء المغربية، نقطة اللارجوع - تصفح: نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.

    موسوعات ذات صلة :