المسيحية في إسبانيا هي الديانة الغالبة، وتعتبر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أكبر الطوائف المسيحية في الوقت الحاضر في إسبانيا حيث يعتنقها 71.1% من السكان وفقًا لدراسة أجريت من قبل مركز البحوث الاجتماعية الإسباني في سبتمبر 2019.[1] كانت الكاثوليكية ولأمد طويل الدين الرئيسي في إسبانيا، وتُعرف إسبانيا بتراثها الكاثوليكي الثقافي والغنيّ، حيث تمتلك إسبانيا ثقافة كاثوليكية غنيَّة فهي مثل نظيراتها من الكنائس الأوروبية تملك مجموعة واسعة من الفنون والموسيقى المسيحيَّة، وتشرف الكنيسة الإسبانية على واحد من أكبر مستودعات للعمارة الدينية والفنيَّة في العالم.
تربع على الكرسي الرسولي بابوين إسبان وهما كاليستوس الثالث وإسكندر السادس، وأنجبت إسبانيا العديد من القديسين الكاثوليك ومن بين الأكثر شهرة في العالم المسيحي القديس دومينيك، وتيريزا القديسة، والقديس إغناطيوس دي لويولا، وفرنسيس كسفاريوس، ويوحنا الأفيلي، والملك فرناندو الثالث ملك قشتالة، والقديس يوحنا الصليب وبدرو آروبيه.
تاريخ
إسبانيا هي دولة قومية ولدت خارج الصراع الديني أساسًا بين الكاثوليكية والإسلام. أدخل الرومان اللغة اللاتينية إلى المقاطعة، وتطورت اللغة الأسبانية تدريجيًا عن اللاتينية التي كانت لغة التخاطب. كذلك أدْخلت المسيحية إلى المقاطعة خلال الحكم الروماني، وأصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للمقاطعة ـ وللإمبراطورية الرومانية ـ خلال أواخر القرن الرابع الميلادي. وفي الوقت نفسه تقريبًا انقسمت الإمبراطورية إلى جزأين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الرومانية الغربية. وأصبحت أسبانيا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية الغربية.[2]
القوط الغربيين
ظهرت المسيحية في هيسبانيا في القرن الميلادي الأول وأصبحت ذات شعبية في المدن في القرن الثاني الميلادي. وتعود معظم لغات إسبانيا الحالية والدين وأساس القوانين إلى هذه الفترة. ومع تفكك الإمبراطورية الغربية، أصبحت القاعدة الاجتماعية والاقتصادية مبسطة بشكل كبير ولكن حتى في صيغتها المعدلة، حافظت الأنظمة التي خلفت الرومان على العديد من المؤسسات والقوانين التي ورثتها منهم بما فيها المسيحية.
مع أفول نجم روما، غزت القبائل الجرمانية معظم أراضي الإمبراطورية السابقة. في السنوات التي أعقبت 410 تحول القوط الغربيين إلى المسيحية. أنشأت مملكة القوط الغربيين وكانت العاصمة في توليدو. انتشرت المسيحيَّة في رُبُوع شبه الجزيرة الأيبيريَّة مُنذُ العهد الروماني، وكان القوط بدايةً على المذهب الآريوسي الذي يقول بِالطبيعة الواحدة لِلمسيح،[3] على أنَّ المذهب الخلقيدوني الذي كان يُدين بِطبيعتين لِلمسيح كان مُنتشرًا في أواسط العامَّة من غير القوط. ولم يفرض القوط مذهبهم، فكان أفراد كُل مذهب يُمارسون شعائرهم الدينيَّة في كنائسهم الخاصَّة بِحُريَّة، بِمُساعدة رجال الدين التابعين لهم. وأدرك أحد مُلوك القوط، وهو ريكَّاريد الأوَّل (586–601م)، عندما حاول إصلاح أوضاع الدولة، وقد اعترضته هذه الظاهرة الدينيَّة الانقساميَّة التي أدَّت إلى حُدوث مُشكلات بين السُلطة والكنيسة؛ أنَّ الإصلاح الحقيقي يبدأ بِتوحيد المذهب الديني، فاتخذ الخلقيدونيَّة مذهبًا رسميًّا وحيدًا لِلبلاد. وهكذا أعلن مجمع طُليطلة الديني الذي انعقد في سنة 587م تخلِّي ريكَّارد عن المذهب الآريوسي واعتناقه المذهب الخلقيدوني، وتبعهُ في هذا التحوُّل سائر القوط، فتوحَّدت الكنيسة الهسپانيَّة تحت ظل الملكيَّة القوطيَّة. أعقب هذا التحوُّل المذهبي تبنِّي اللُغة اللاتينيَّة كلُغة رسميَّة في هسپانيا، وتوثَّقت نتيجة ذلك العلاقات مع البابويَّة التي أضحى تأثيرها كبيرًا في شؤون البلاد، كما أصبح لِأُسقُف طُليطلة مركزٌ هام لا يقل عن مركز الملك نفسه.
تمتَّع رجالُ الدين المسيحيين في مملكة القوط الغربيين بِمركزٍ مرموقٍ لدى الحُكَّام ممَّا جعل لهم تأثيرًا مكَّنهم من توجيه القوانين والنُظم بما يكفل لهم كسب مزيدٍ من النُفوذ والامتيازات، والقُدرة على التدخُّل في الشؤون السياسيَّة والعسكريَّة، وصياغة الحياة العقليَّة والاجتماعيَّة وفقًا لِتوجُّه الكنيسة وغاياتها، فكانوا يحضرون المجالس الوطنيَّة التي كانت تنظر في الشُؤون العامَّة لِلدولة، ويُصادقون على انتخاب الملك، وادَّعت هذه الفئة لِنفسها الحق في عزله إذا أبى الإذعان لِقراراتها.[4]
كان أحد النُبلاء ذوي الأصل القوطي المُنسحبين إلى شمال أيبيريا، المدعو «بُلاي پلاجيوس»، أوَّل من جمع فلَّ النصارى بِالأندلُس، ووضع أُسس أوَّل مملكة مسيحيَّة أيبيريَّة شماليَّة هي مملكة أشتوريس، بعد أن فشل المُسلمون بِضم أقاصي شمال شبه الجزيرة الأيبيريَّة إلى ديار الإسلام،[5] وسُميت الصخرة التي احتمى فيها بقايا القوط سالِفة الذِكر باسمه. ومن تلك المنطقة أخذت حركات التمرُّد والهُجوم ضدَّ الحاميات الإسلاميَّة المُقيمة في أشتوريس تُنظَّم وتُرسل بشكلٍ دوريّ. ولمَّا تُوفي بُلاي خلفه ابنه «فاڤيلا» الذي لم يكن على مُستوى والده في الهمَّة والنشاط، فكان عابثًا يتحاشى القيام بِأي عملٍ عسكريٍّ، وقضى نحبه في إحدى رحلات الصيد حيثُ هاجمه دُبٌ ومزَّقه، ولم يترك وريثًا، فخلفه ألفونسو الأوَّل ابن الدوق بُطرُس المُلقَّب بِالكاثوليكي، وهو من أصلٍ قوطيٍّ.[6] تمكَّن ألفونسو الأوَّل من توحيد الجبهة المسيحيَّة في شمال أيبيريا ضدَّ المُسلمين، لِيكون بِهذا المُؤسس الحقيقي لِتلك المملكة التي قامت في وقتٍ مُبكرٍ من حُكم المُسلمين، وفي السنوات اللاحقة من فترة حُكمه التي دامت ثمانية عشر عامًا، تمكَّن من استغلال النزاعات العرقيَّة والعصبيَّات القبليَّة التي نشبت بين العرب والبربر في إقليميّ جُليقة وأشتوريس ونجم عنها نُزوح العرب إلى المناطق الجنوبيَّة من البلاد، ومن ثُمَّ حُلول القحط الذي جعل البربر يضطَّرون إلى النُزوح عن تلك الأنحاء، لِيقوم بِتهجير ما تبقَّى من المُسلمين في شمال الأندلُس عبر استخدامه أُسلوب حرب العصابات واستغلاله لِطبيعة الشمال الأيبيري الوعرة لِإسقاط المُسلمين في شركٍ تلو الآخر والقضاء عليهم.[7] واعتبر الكثير من المُؤرخين، وبِالأخص الغربيين، أنَّ ذلك شكَّل بداية حُروب الاسترداد التي أدَّت في نهاية المطاف إلى سُقُوط الأندلُس.
أيبيريا الإسلامية
- مقالة مفصلة: المسيحية في الأندلس
الأندلس هي الدولة التي أسسها المسلمون في شبه جزيرة أيبيريا عام 711م بعد أن استولوا تحت قيادة طارق بن زياد وضموها للخلافة الأموية وأستمر وجود المسلمين بالأندلس حتى سقوط مملكة غرناطة عام 1492. واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أبيريا لينتقلوا شمالا عبر جبال البرنييه حتى وصلوا وسط فرنسا وغرب سويسرا. هـُزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء (تورز) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل. أرسل القائد موسى بن نصير إلى ابنه عبد العزيز ليستكمل الغزوات في غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونة أما موسى بن نصير وطارق بن زياد فقد لاتجاها شمالا إلى برشلونه ثم سراقسطه ثم شمال تجاه الوسط والغرب حتى انتهت السيطرة على كل الأندلس في ثلاثة سنين ونصف. وبحسب الروايةً دعى مُغيث الرومي، مولى عبد الملك بن مروان السُكَّان المسيحيين الذين احتموا بِالكنيسة في قرطبة إلى الإسلام أو الجزية فرفضوا، عندئذٍ أضرم النار في الكنيسة فاحترقوا، وسُمِّيت هذه الكنيسة بِـ«كنيسة الحرقى» أو «كنيسة الأسرى»، واستمرَّ المسيحيُّون في الأندلُس يُعظمونها لِصبر من كان فيها على دينهم من شدَّة البلاء.[8][9]
خلال هذه الفترة ارتفع عدد المسلمين بشكل كبير، على الرغم من أن الغالبية العظمى من السكان ظلت المسيحية. وجعل المُسلمون لِنصارى الأندلُس تنظيمٌ دينيٌّ يُشرف عليه رجال الدين منهم: فكان لهم ثلاث أبرشيَّات في طُليطلة وإشبيلية وماردة، كما كان لهم ثماني عشرة أُسقُفيَّة، أمَّا الأديرة فكانت كثيرةً جدًا إذ كان منها حول قُرطُبة وحدها أكثر من خمسة عشر ديرًا. وبقي قسمٌ كبيرٌ من أهالي الأندلُس القُوط على المسيحيَّة، فكفلت لهم الدولة الحُريَّة الدينيَّة لقاء الجزية السنويَّة. وقد تمتَّع نصارى الأندلُس زمن الإمارة الأُمويَّة بحقوقٍ وامتيازاتٍ لم يحصلوا عليها خِلال العهد القوطي، من ذلك أن المُسلمين سمحوا لهم بالحفاظ على مُمتلكاتهم الدينيَّة كالكنائس ومُمتلكاتها، والأديرة وغيرها، وعلى مُمتلكاتهم الخاصَّة مثل الأموال والعقارات المُختلفة كالمساكن، والمحلَّات التجاريَّة، والأراضي الزراعيَّة. أضف إلى ذلك، منحت السُلطة الإسلاميَّة في الأندلُس للمسيحيين امتيازات منها قرع النواقيس، ومرور المواكب في شوارع المُدن أثناء الاحتفالات الدينيَّة حاملين الصليب، وبناء كنائس جديدة، إضافةً إلى السماح لهم باستعمال اللُغة العربيَّة في الترانيم الكنسية، وعدم تدخلها في الأُمور التنظيميَّة الدَّاخليَّة للكنيسة. ومن الناحية الثقافيَّة، ساهم الوُجود الإسلامي في الأندلُس في تحرير الكنيسة الأندلُسيَّة من تبعيَّتها لِكنيسة روما، كما تحرر المسيحيّون من ضغط رجال الدين عليهم، بفضل الحماية التي ضمنتها لهم السُلطة الإسلاميَّة، فأصبح بإمكان المسيحي أن ينتقد الكنيسة وتصرُّفات رجال الدين، ونتج عن ذلك ظهور مجموعة من المذاهب الدينيَّة المسيحيَّة في الأندلس.[10] وعلى الرُغم من التمازج والعيش السلمي بين المُسلمين والمسيحيين في الأندلُس، فإنَّ بعض الثورات الطائفيَّة أو المصبوغة بصبغةٍ طائفيَّة قد وقعت بين الحين والآخر لِأسبابٍ مُختلفة، منها ثورة عُمر بن حفصون المُعارض لِسُلطة الدولة الأُمويَّة، وقد استمرَّت 49 سنة (267هـ - 316هـ)، وقضيَّة شُهداء قُرطُبة المُثيرة للجدل.
أطلق على مسيحي الأندلس مصلطح المستعربون وهو لقب الأيبيريين الذين بقوا على المسيحيَّة وتثقَّفوا بِالثقافة الإسلاميَّة وتحدثوا بِاللُغة العربيَّة. خلال الحكم الأموي اعتمد عليهم الأمويون في إدارة شئون البلاد الاقتصادية وتنظيم الدولة والعلوم وقد بزر المسيحيون في العلوم والطب والفلك. أما عوامهم فقد امتهنوا الزراعة وتربية الماشية والصيد.[11] وقد تأثروا بالعرب حتى أنهم تكلموا لغة منطوقة مزجت بين اللغة العربية واللاتينية القديمة، والتي ظلت تستخدم كلغة منطوقة حتى القرن الرابع عشر.[12] وكان ينتمي غالبيتهم إلى الكنيسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وإلى الطقس القوطي أو الموزورابي. في الشمال حيث كان تحت السيطرة المسيحية تحولت مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا إلى محج مسيحي هام. سكن المسيحيون المتسعربون في كافة أنحاء الأندلس، إلا أن أبرز مدن اقامتهم كانت في طليطلة، وقرطبة، وسرقسطة وإشبيلية.
وصل عدد كبير من النصارى إلى مكانة اجتماعية مرموقة؛[13] وأصحاب نفوذ وجاه،[14] وحظوا برعاية الدولة خاصة في عهد علي بن يوسف، حتى إن إحدى الوثائق المسيحية أكدت أن تعلُّقه بالنصارى فاق تعلُّقه برعيَّته، وأنه أنعم عليهم بالذهب والفضة وأسكنهم القصور.[15] وشارك النصارى المسلمين في استغلال المرافق الاجتماعية حيث سمح لهم باستقاء المياه مع المسلمين من بئر واحدة، ونظرا للتسامح الديني معهم سمح للنصارى بالخروج مع المسلمين في صلاة الاستسقاء.[16][17] وحرص الأمراء المرابطين على حفظ الحقوق الاجتماعية للنصارى والضرب على أيدي كل من حاول المس بهم.[18][19][20]
طرأ على معاملة المسيحيين تحت حكم الدولة الموحدية تغييرًا جذريًا، حيث قُتل الكثير من المسيحيين، أو أُجبروا على التحول إلى الإسلام أو أُرغموا على الفرار.[21] وهرب بعض المسيحيين إلى الممالك المسيحية في الشمال والغرب وساعدوا في تأجيج الإسترداد. أول زعيم للموحدين، عبد المؤمن، سمح بفترة سماح أولية مدتها 7 أشهر.[22] ثم أجبر معظم السكان الذميين الحضريين في المغرب، من اليهود والمسيحيين، على اعتناق الإسلام.[21] وكان على أولئك الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً ارتداء ملابس مُعرَّفة، لأنهم لم يُعتبروا مسلمين مخلصين.[21] وتسارعت التحويلات القسرية تحت تهديد العنف في القرن الثاني عشر في شمال إفريقيا والأندلس، وتم قمع اليهود والمسيحيين وأجبروا على الاختيار بين التحول إلى الإسلام، أو النفي، أو القتل. اختار المسيحيون تحت حكمهم عمومًا الانتقال إلى إمارات مسيحية في شمال شبه الجزيرة الإيبيرية،[23] بينما قرر اليهود البقاء للحفاظ على ممتلكاتهم، وكثير منهم تظاهروا بالتحول إلى الإسلام، مع الإستمرار في ممارساتهم الدينية بالسرية.[23]
حروب الإسترداد
- مقالات مفصلة: حرب الاسترداد
- الملكان الكاثوليكيان
بعدما اجتاز مسلمو أفريقيا الشماليّة مضيقَ جبل طارق في العام 711 وأخضعوا شبه الجزيرة الإيبيريّة ما عدا أستورياس والبيرينيه. ومن هذه المعتصمات انطلقت حرب الاسترداد. أنشأ مملكةَ أستورياس الصغيرة في العام 718 الرئيس القوطيّ الغربيّ بيلاج: وكان ذاك أوّل عمل رسميّ للمقاومة المسيحيّة. واستَبْقَت الخلافة الإسلامية سلطتها في الأندلس من العام 711 إلى العام 1492 على أرضٍ شهدت حدودها حركة مستمرّة بسبب الهجمات المسيحيّة. سيطرت القوات المسيحية على غاليسيا في 739م والتي استضافت أحد أقدس المواقع في أوروبا في العصور الوسطى، سانتياغو دي كومبوستيلا. بعد ذلك بفترة وجيزة، أنشئت قوات الفرنجة مقاطعات مسيحية على الجانب الجنوبي من جبال البرانس، نمت هذه المقاطعات لتصبح ممالك. شملت هذه الأراضي نافار وأراغون وكاتالونيا.[24] أمّا الممالك المسيحيّة (كطلونيا، وأراغون، وقشتالة، وغاليسيا، وليون، ونافارّا، والأندلس) فشهدت تحوّلاً مستمرًّا، متأرجحةً بين الانقسام والاتحاد. وتوطّدت سلالة هابسبورغ في القرن السادس عشر في هذه التربة، مؤسِّسةً إمبراطوريّة ضخمة. ساعد دخول الأندلس في فترة ملوك الطوائف المتنافسة الممالك المسيحية، مثل الاستيلاء على مدينة طليطلة الإستراتيجية في 1085 تحولاً كبيراً في ميزان القوى لصالح الممالك المسيحية في أيبيريا. بعد العودة القوية للحكم الإسلامي في القرن الثاني عشر، سقطت المعاقل الإسلامية الرئيسية في الجنوب بيد الممالك المسيحية في القرن الثالث عشر - قرطبة 1236 وإشبيلية 1248 - ولم يتبقى سوى إمارة مسلمة في غرناطة في الجنوب.[25] كانت الغالبيَّة الساحقة من أهل مملكة غرناطة تعتنق الإسلام، وكان هُناك أقليَّتان مسيحيَّة رومانيَّة كاثوليكيَّة ويهوديَّة تعيشان جنبًا إلى جنب مع المُسلمين.
في القرن الثالث عشر، سعت مملكة أراغون وعلى رأسها جاك الأوّل الفاتح (1229-1276) إلى الهيمنة على محور المتوسّط مع برشلونة. ونجح المشروع في عهد ألفونس الخامس الأراغونيّ (1416-1458) الذي دخل نابولي في العام 1442. وعلى الصعيد السياسيّ، صار المتوسّط الغربيّ كطلونيا. وراحت برشلونة وفالنسيا تستخرجان الألياف من الأراضي، والمعادن والجلود والزيت والأرزّ والزعفران. وشكّلتا أساس التبادلات مع أفريقيا الشماليّة وأصبحتا الوسيط لغربٍ في طور التوسّع. وتواجد تُجّار برشلونة في القسطنطينية، ومصر، ورودس، وصارت المدينة أحد أهمّ أماكن المقايضة في أوروبا. وبعد المغامرة الصقليّة والانفتاح التجاريّ على المغرب والمشرق، أصبحت برشلونة مركز إمبراطوريّة شاسعة، بحريّة وتجاريّة. بلغ نفوذ مملكة أراغون ذروته عندما تزوّج فرديناند ملك أراغون (1474-1504) إيزابيلا ملكة قشتالة في العام 1469، في اتّحاد جمع المملكتَين. وبدأت النهضة في إسبانيا في عهد "الملوك الكاثوليك" وانتهت في عهد فيليب الثاني ملك إسبانيا (1556-1598).
في القرنين الثالث عشر والرابع عشر قامت الدولة المرينية التي كان مقرها شمال أفريقيا بغزو شبه الجزيرة وأنشأت بعض الجيوب على الساحل الجنوبي لكنها فشلت في إعادة تأسيس الحكم الإسلامي في أيبيريا ولم تستمر لفترة طويلة. شهد القرن الثالث عشر أيضاً توسع تاج أراغون المتمركز في شمال شرق إسبانيا إلى جزر البحر الأبيض المتوسط إلى صقلية وصولاً إلى أثينا.[26] في هذه الفترة تقريباً تأسست جامعات بلنسية (1212/1263) وسالامانكا (1218/1254). دمر الموت الأسود البلاد بين عام 1348 وعام 1349.[27]
إسترداد الأندلس وتوحيد البلاد
- مقالات مفصلة: الكنيسة الكاثوليكية وعصر الاستكشاف
- الإمبراطورية الإسبانية
توحد تاجا مملكتي قشتالة وأراغون في عام 1469 بزواج إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة بملك أراغون فرديناند الثاني. شهدت سنة 1478 السيطرة التامة على جزر الكناري وفي 1492 قامت القوات المشتركة من قشتالة وأراغون بالاستيلاء على إمارة غرناطة وإنهاء 781 عاماً من الحكم الإسلامي في أيبيريا. ضمنت معاهدة غرناطة التسامح الديني تجاه المسلمين[28]. ومع أن ذلك التسامح هو جزئي فقط. وفي سنة 1492 أمر فيها اليهود في إسبانيا بالتحول إلى الكاثوليكية أو مواجهة الطرد من الأراضي الإسبانية خلال فترة محاكم التفتيش[29]. بعد سنوات قليلة وفي أعقاب الاضطرابات الاجتماعية واجه المسلمون الطرد أيضاً بعد ثورة البشرات.
في العام 1492، طبع سقوط غرناطة بأيدي بني نصر نهاية حرب الإسترداد، في حين أنّ كريستوف كولومبوس الموكَل من إسبانيا اكتشف أميركا، وغالبًا ما كانت الحملات الاستكشافية تتم بمباركة الكنيسة، التي تمكنت من تأسيس مراكز لها في الأصقاع المكتشفة حديثًا كما في الشرق الأقصى وأفريقيا الجنوبية. وافتتحت "السنة الحاسمة" عصرَ هيمنة لشبه الجزيرة الإيبيريّة. استرجع الإسبان الأندلس والتي ولم تنته إلا بسقوط غرناطة سنة 1492، وأسست في محاكم التفتيش الإسبانية؛ والتي شملت أهدافها الموريسكيون واليهود والبروتستانت.[30][31][32] اجبر عدد من المسلمين واليهود على اعتناق المسيحية وتسموا بالمسيحيين الجدد، وأطلق على المسلمين معتنقو المسيحية مصطلح الموريسكيون وعلى اليهود معتنقو المسيحية مصطلح المارانوس. قدرت أعداد المسلمين المورسكيين الذين تحولوا للمسيحية بحوالي مليون شخص.[33][34] بعد التحول للمسيحية، اعتمدت العائلات اليهودية والإسلامية الأصل أسماء مسيحية جديدة. في نهاية المطاف، اندمجت مع المجتمع المسيحي القديم. أصبح العديد من المورسكيين بعد تحولهم للمسيحيَّة ملتزمين في دينهم الجديد ومسيحيين مخلصين،[35] وتشير احصائيات أخرى إلى أن ما بين 100 ألف إلى 200 ألف يهود تحوّل للمسيحية في القرن الخامس عشر. بعد طرد السكان اليهود من إسبانيا والبرتغال في عام 1492 وفي 1497، أصبح ما تبقى من السكان اليهود في أيبيريا مسيحيين رسميًا.
أعتبر الملوك الكاثوليك ملوك بنّاؤون، فقد رمّموا الكاتدرائيّات، وبنوا أديرة في المُدُن وصروحًا كبيرة مدنيّة (كالمستشفيات). لكنّ المتوسّط فَقَدَ، في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، الأولويّة التي كان قد اكتسبها منذ نهاية القرن الحادي عشر. فكان المستقبل من شأن الأمم وسُفُن الأطلسيّ. وقد توارث أبناء سلالة هؤلاء الملوك لقب الملوك الكاثوليك، اليوم لا تزال تحتفظ العائلة الملكية في إسبانيا بلقب ملك كاثوليكي. إذ يتخذ ملوك إسبانيا لقب "جلالة الملك الكاثوليكي" بشكل وراثي.[36]
شهدت مدرسة سلامنكا نهضة في المجالات الفكرية المتنوعة من قبل علماء الدين واللاهوتيين الإسبان والبرتغاليين، جذورها من العمل الفكري والتربوي لللاهوتي ورجل الدين الإسباني فرانسيسكو دي فيتوريا. منذ بداية القرن السادس عشر تأثر المفهوم الكاثوليكي التقليدي للرجل وعلاقته في الله والعالم من خلال صعود النزعة الإنسانية، والإصلاح البروتستانتي والإكتشافات الجغرافية الجديدة وعواقبها. وتم تناول هذه المشاكل الجديدة من قبل مدرسة سالامانكا.[37] برز عدد من الشخصيات البارزة من مدرسة سالامانكا وكان منهم كوكبة من رجال الدين والفقهاء أمثال فرانسيسكو دي فيتوريا، ودومينغو دي سوتو، وتوماس دي ميركادو، وفرانسيسكو سواريز، والذين كانوا جميعًا علماء في القانون الطبيعي وفي الأخلاق. اعتبرت مدرسة سالامانكا إلى جانب جامعة كويمبرا معقل اللاهوتين والمفكرّين في العالم الكاثوليكي.
إزدهر مع حركة الإصلاح الكاثوليكي في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في إسبانيا حركة التصوف الإسباني؛ وتعتبر هذه الفترة عصر النهضة الأدبية للتصوف في التقاليد والثقافة الكاثوليكية. وكان الهدف من هذه الحركة إصلاح الكنيسة هيكليًا وتجديد الكنيسة روحيًا. حاول الصوفيون الإسبان للتعبير عن أفكارهم عن طريق مجموعة متنوعة من الرؤى والكتابات والتأمل الروحي من الكتاب المقدس (أي القراءة الإلهية).[38] كان لهؤلاء الكتّاب تأثير قوي على تطور اللغة الإسبانية خصوصًا في "العصر الذهبي للأدب الإسبانية". في بداية الفترة الأولى للعصر الذهبي الإسباني، كان ينظر إلى هذه المؤلفات باعتبارها خشنة اللغة. لكن بحلول نهاية العصر الذهبي الإسباني، حققت لغة التصوف الإسباني إلى ما يسمى "بأسلوب الباروك العالي الإسباني"، ولا يزال تأثير التصوف الإسباني في بعض أشكال الأدب الإسباني حتى الوقت الحاضر. وتُعد مؤلفات التصوف الإسباني أبرز أمثلة للأدب الإسباني الديني، إذ كان كتاب التصوف الإسباني من الشخصيات المسيحية الأدبية الرئيسية، كما لعب الصوفيون الإسبان أيضًا أدورًا مهمة حركة الإصلاح الكاثوليكي. ألهمت كتاباتهم السعي في سبيل الله بدلاً من الالتزام بقانون القرون الوسطى، أدى إلى تأسيس أو إصلاح الجماعات الدينية.
العصر الحديث
أصبحت الكاثوليكية دين الدولة في عام 1851، عندما وقعت الحكومة الإسبانية مع الكرسي الرسولي في الالتزام بدفع رواتب رجال الدين وغيرها من النفقات لدعم الكنيسة الكاثوليكية كتعويض عن الاستيلاء على ممتلكات الكنيسة، وقد تخلت عن هذه الإتفاقية في عام 1931، عندما فصل الدين عن الدولة واتخذ الدستور العلماني للجمهورية الإسبانية الثانية وفرضت سلسلة من الإجراءات ضد سيطره القساوسة التي تهدد هيمنة الكنيسة في إسبانيا، مما أثار دعم الكنيسة لإنتفاضة فرانسيسكو فرانكو خلال خمس سنوات في وقت لاحق.[39] وتم اضطهاد الكاثوليك من الأحزاب اليسارية المتطرفة والتي تبنت الأيدولوجية الإلحاديَّة في الغالب، قبل وفي بداية الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وتم قتل ما يقرب من 7,000 من الكهنة ورجال الدين، فضلاً عن الآلاف من الناس العاديين، بسبب إيمانهم.[40][41] أعدم العديد من رجال الدين من قبل اليساريين والملحدين ومن الشيوعيين والفوضويين. عدد القتلى من رجال الدين تضمن وحدها ثلاثة عشرة أسقف و 4,172 كاهن أبرشي وإكليريكي، فضلًا عن 2,364 راهب و283 راهبة، من أصل 6,832 ضحية إكليريكية. بالإضافة إلى قتل رجال الدين والمؤمنين، وكان تدمير الكنائس وتدنيس الأماكن المقدسة على نطاق واسع. في ليلة 19 يوليو 1936، تم إحراق حوالي خمسين كنيسة.[42] وفي برشلونة من أصل 58 كنيسة، لم تنج سوى الكاتدرائية، ووقع تدنيس مماثل في كل مكان تقريبًا في إسبانيا الجمهورية.[43] وقد دعيت الأعمال العنف المعادية للكاثوليكية "الاضطهاد الأوسع الأكثر عنيفًا ضد الكاثوليكية في التاريخ الغربي، بطريقة أو بأخرى حتى أكثر عنفًا من الثورة الفرنسية".[44]
أيدت الكنيسة الكاثوليكية انقلاب الجنرال فرانثيسكو فرانكو ضد الحكومة الجمهورية المنتخبة في العام 1936، وتحت حكم فرانثيسكو فرانكو كانت البلاد على الحياد في الحرب العالمية الثانية على الرغم من تعاطفها مع المحور. الحزب الوحيد القانوني في ظل حكم نظام فرانكو بعد الحرب الأهلية الإسبانية كان فالانجي إسبانيولا تراديثيوناليستا دي لاس خونس التي تشكلت في 1937. أكد الحزب على الكاثوليكية القومية ومناهضته للشيوعية. نظراً لمعارضة فرانكو للأحزاب السياسية المتنافسة، أعاد تسمية الحزب باسم الحركة الوطنية في عام 1949. وأمر الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو ببناء وادي الشهداء لتكريم "أبطال وشهداء الحملة الصليبية"، وبني بين سنوات 1940 و1958، والذي يقع في شمال دير الإسكوريال، ويضم قبور أكثر من ثلاثين ألفاً ممن قاتلوا في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) المحسوبين على الجبهة القومية، بالإضافة إلى جثة خوسي أنطونيو بريمو دي ريفيرا وفرانكو نفسه. في سنة 1958 قررت الحكومة الإسبانية إنشاء مزار للجنود المحسوبين على الجانب الجمهوري، شريطة أن يكونوا كاثوليك.[45] ورغم كون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية إحدى أهم ركائز الفرانكوية في بداياتها إلا أن الكنيسة الكاثوليكية ستعرف انطلاقا من الستينات ظهور تيارات إصلاحية ومعارضة للديكتاتورية امتدت لأعلى مستوياتها التسييرية. استفادت هذه التيارات من دعم البابا بولس السادس و ساهمت خلال الإنتقال الديمقراطي في التشجيع على التوافق السياسي.[46][47]
شهد المجتمع الإسباني منذ عام 1990 تغييرات جذرية في المجتمع الإسباني، وأبتعد الشباب الإسباني الذي كان محافظًا على القيم والأخلاق المسيحيَّة المتعلقة بالزواج والجنس. وتقف المسيحية بشكل عام اليوم في إسبانيا، بوجه الإجهاض، الموت الرحيم وزواج المثليين جنسيًا، ما يجعلها من أكبر المؤسسات المدافعة عن الثقافة التقليدية والأخلاق التقليدية في المجتمع،[48] وتُعد القضايا الأخلاقية والدينية محط جدال في المجتمع الإسباني بين العلمانيين والطوائف الدينية، عارضت الكنيسة الكاثوليكية الزواج المثلي في إسبانيا الذي أصبح مسموح به قانونياً منذ عام 2005. إلا أن اقتراح هذا القانون جذب مظاهرات اجتماعية ضد الإجراء حيث تجمع الآلاف من جميع أنحاء إسبانيا. وعارضت الكنيسة الكاثوليكية هذا القانون بشكل خاص فأعتبرته هجومًا على مؤسسة الزواج.[49] كما وعبّرت عن قلقها من إمكانية السماح للمثليين جنسياً بتبني الأطفال. حاول الرئيس الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو من خلال قانون الذاكرة التاريخية نزع الصبغة السياسية عن نصب وادي الشهداء وتركه فقط كمعلم ديني.
انقسمت الكنيسة الكاثوليكية الإسبانيَّة حول استفتاء استقلال كتالونيا 2017، حيث بحث عدد من رجال الدين الكتالونيين والكهنة عن سبل للحوار الهادئ ودعم بصفة علنيَّة الحركة الانفصالية، في حين يحافظ آخرون على موقف الحياد من حملة الاستقلال. وأصدر الأساقفة الإسبان بياناً، يعلنون فيه تجنبهم اتخاذ أي موقف بشأن موضوع استقلال كتالونيا. ولم تصدر تصريحات رسميَّة من الفاتيكان بشأن الاستفتاء خلال الأشهر الاخير، وتحدث أساقفة كتالونيا في بيان يوم 20 سبتمبر من عام 2017، بصيغة محايدة، يحثون فيه الكاثوليك على الصلاة من أجل كتالونيا في تلك اللحظة الحاسمة. وتجنب معظمهم التعبير عن آرائهم الشخصية. وفي سبتمبر من عام 2017، وقع حوالي 400 كاهن وأبرشية كتالونية إعلانا يدافع عن استفتاء 1 أكتوبر الذي أرسلوه إلى البابا فرنسيس. حيث قالوا أنَّ دعمهم للإستفتاء سببه "القيم الإنجيلية والإنسانية"، فضلاً عن "حبهم الصادق للشعب الذي يريدون خدمته".[50] ووفقاً لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2019 حوالي 27% من الإسبان من دافعي ضريبة الكنيسة.[51]
الطوائف المسيحية
الرومانية الكاثوليكية
- مقالة مفصلة: الرومانية الكاثوليكية في إسبانيا
الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الإسباني. يعتنق أغلب الإسبان المسيحية دينًا على المذهب الروماني الكاثوليكي، الذي يعدّ أكبر مذهب في البلاد، وتضم إسبانيا رابع أكبر تجمع كاثوليكي في أوروبا وتاسع أضخم تجمع كاثوليكي في العالم.[52] وتُعد الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية الكنيسة الوطنية للشعب الإسباني.[53] وفقاً لدراسة أجريت في سبتمبر 2019 من قبل مركز البحوث الاجتماعية الإسباني عرّف 71.1% من الإسبان أنفسهم كاثوليكيًا بينما 2.3% يتبعون أديانًا أخرى وحوالي 7.8% لم يحددوا أي دين وكان حوالي 11.1% من السكان من الملحدين.[54] وبحسب الدراسة عرّف حوالي 46.6% من الإسبان أنهم كاثوليك غير ممارسين، وعرّف 24.5% من الإسبان أنهم كاثوليك ممارسين،[1] ويتوزع كاثوليك البلاد على 142 أبرشية تقع تحت سلطة حوالي 14 مقاطعة كنسيّة.
لا يشارك معظم الإسبان بأي انتظام في الخدمات الدينية، كما تظهر دراسة مركز البحوث الاجتماعية الإسباني أنه 57.8% من بين الإسبان الذين يعتبرون أنفسهم متدينين نادرًا ما يذهبون إلى الكنيسة أو لا يذهبون إطلاقًا، بينما 16.0% يقوم بالحضور إلى الكنيسة بضع مرات في السنة و9.7% عدة مرات في الشهر و15.1% كل يوم أو عدة مرات في الأسبوع. في عام 2017 إجمالاً، كان يعود حوالي 16.0% من الإسبان الخدمات الدينية على الأقل مرة واحدة في الشهر. على الرغم من أن المجتمع الإسباني أصبح أكثر علمانية إلى حد كبير في العقود الأخيرة، فإن تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر ممارسة للدين ساعد على استمرار الكنيسة الكاثوليكية. وفقًا لدراسة نشرها مركز بيو للأبحاث عام 2017 تحت عنوان خمسة عقود بعد الإصلاح تبين أنَّ 28% من الكاثوليك الإسبان قال أن للدين أهميَّة كبيرة في حياتهم، وقال 30% من الكاثوليك الإسبان أنه يُداوم على الصلاة يوميًا، وقال 21% من الكاثوليك الإسبان أنه يتردد على حضور القداس في الكنيسة على الأقل مرة في الأسبوع.[55] بحسب الباحث فيليب مازورجاك من جامعة جورج واشنطن مستنداً إلى معطيات مركز البحوث السوسيولوجية الإسبانية، تنمو الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، والتي تتعافى بعد سنوات من التراجع في الالتزام الديني.[56]
تشرف الكنيسة الإسبانية على أحد أكبر مستودعات العمارة الدينية والفن في العالم، من بينها كاتدرائية - جامع قرطبة، وكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، وكاتدرائية برغش، وكاتدرائية ليون، وكاتدرائية إشبيلية، وكاتدرائية طليطلة وكنيسة سيدة بيلار في سرقسطة. هناك أيضًا أديرة مثل سان ميلان دي لا كوغولا، ودير سانتو دومينغ في سيلوس في منطقة لا ريوخا، وسانتا ماريا دي مونتسيرات وبوبليت في كتالونيا، والإسكوريال وإل باولار في مدريد، ودير سان خوان دي لوس رييس في منطقة قشتالة والمنشف، ودير سانتا ماريا لا ريال دي لاس هويلغاس في قشتالة وليون، أو كنائس مثل ساغرادا فاميليا في برشلونة.
الطوائف المسيحية الأخرى
تضم الكنائس البروتستانتية حوالي 1,200,000 عضوًا [57] وهناك حوالي 105,000 من شهود يهوه. بينما يتبع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ما يقرب من 46,000 شخص في 133 تجمع في جميع مناطق البلاد كما تمتلك معبداً في منطقة موراتالاث في مدريد.[58] وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في إسبانيا المتحولين للديانة المسيحية على المذهب الإنجيلي (الغالبية من أصول مغاربيَّة) يبلغ حوالي 2,200 شخص.[59]
ديموغرافيا
الإنتشار حسب المناطق
القائمة تستعرض إحصائيات مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2015:
مناطق إسبانيا ذات الحكم الذاتي |
الكاثوليك[60][61] |
---|---|
مرسية | 85.0% |
جزر الكناري | 84.9% |
أراغون | 82.4% |
غاليسيا | 82.2% |
إكستريمادورا | 81.2% |
كاستيا لا منتشا | 81.1% |
قشتالة وليون | 79.4% |
الأندلس | 78.8% |
أستورياس | 76.5% |
بلنسية | 75.0% |
كانتابريا | 74.3% |
لا ريوخا | 74.0% |
إسبانيا | 72.9% |
منطقة جزر البليار | 68.7% |
سبتة | 68.0% |
نافارا | 65.7% |
مدريد | 62.9% |
كتالونيا | 60.7% |
إقليم الباسك | 58.6% |
مليلية | 46.3%-55.1% [62] |
الأندلس
- مقالة مفصلة: المسيحية في الأندلس
بعد فتح الأندلس بقي قسمٌ كبيرٌ من أهالي الأندلس القُوط على المسيحيَّة، فكفلت لهم الدولة الحُريَّة الدينيَّة لقاء الجزية السنويَّة. وقد تمتَّع نصارى الأندلُس زمن الإمارة الأُمويَّة بحقوقٍ وامتيازاتٍ لم يحصلوا عليها خِلال العهد القوطي، من ذلك أن المُسلمين سمحوا لهم بالحفاظ على مُمتلكاتهم الدينيَّة كالكنائس ومُمتلكاتها، والأديرة وغيرها، وعلى مُمتلكاتهم الخاصَّة مثل الأموال والعقارات المُختلفة كالمساكن، والمحلَّات التجاريَّة، والأراضي الزراعيَّة. وعلى الرُغم من التمازج والعيش السلمي بين المُسلمين والمسيحيين في الأندلُس، فإنَّ بعض الثورات الطائفيَّة أو المصبوغة بصبغةٍ طائفيَّة قد وقعت بين الحين والآخر لِأسبابٍ مُختلفة، منها ثورة عُمر بن حفصون المُعارض لِسُلطة الدولة الأُمويَّة، وقد استمرَّت 49 سنة (267هـ - 316هـ)، وقضيَّة شُهداء قُرطُبة المُثيرة للجدل. وفي العام 1492 طبع سقوط غرناطة بأيدي بني نصر نهاية حروب الإسترداد، واسترجع الإسبان الأندلس والتي ولم تنته إلا بسقوط غرناطة سنة 1492. تعود نشأة الثقافة الأندلسية الحديثة إلى المرحلة الأخيرة من حروب الإسترداد والقرنين الثالث عشر إلى السابع عشر، مما أدى إلى تبني المذهب الروماني الكاثوليكي بشكل أكبر، وعلى نحو أكثر تحديداً التفاني لمريم العذراء، وإلى الديانات الأخرى التي كانت موجودة في المنطقة خلال السبعة أو الثمانية قرون السابقة (لا سيَّما الإسلام السنّي واليهودية السفارديَّة). وتعمل الأشكال الكاثوليكية المحلية كأداة رئيسية للتماسك الثقافي الأندلسي والهوية الأندلسية.[63]
تتميز الأندلس بمجموعة واسعة من العادات الاجتماعية، التي تعود جذور البعض منها إلى التقاليد الإسلامية التي دُمجت في ثقافة المنطقة التي كانت الخاضعة للحكم الإسلامي. ولكل منطقة فرعيَّة في الأندلس عاداتها الفريدة التي تمثل مزيجاً من الكاثوليكية والفولكلور المحلي. وطورّت جميع مناطق الأندلس المختلفة عاداتها المميزة، ولكن جميعها تربطها علاقة بالكاثوليكية وثقافتها والماضي الثقافي الإسلامي في المنطقة.[64]
حاليًا الكاثوليكية هي إلى حد بعيد، أكبر دين في منطقة الأندلس. في عام 2015 كانت نسبة الأندلسيين الذين يعرفون أنفسهم بأنهم رومان كاثوليك حوالي 78.8%.[60] السمة الرئيسية للشكل الشعبي المحلي الكاثوليكي في المنطقة هي التفاني لمريم العذراء، وتُعرف الأندلس أحيانًا بإسم "أرض مريم المقدسة" (بالإسبانيَّة: la tierra de María Santísima).[65] تعرف منطقة الأندلس تقاليد كاثوليكية عريقة، من مظاهرها تطوافات ومواكب أسبوع الآلام والتي يكون ذروتها في الجمعة العظيمة في مناطق متفرقة من الأندلس لكنها تأخذ طابع مميز وخاص في مدينة إشبيلية،[66] والتي تحولت إلى مركز جذب للحج والسياحة المسيحية، المواكب تكون مكونة غالبًا من محفات يحمل كل منها العشرات من الرجال الأشداء يتسابقون في التطوع لنيل هذا التشريف، ويحتفل به عدد من الأخويات الصوفية والأخويات الدينيّة الكاثوليكية.
إقليم الباسك
تقليديًا كان الباسكين شعب يعتنق المسيحية الرومانية الكاثوليكية، وحتى القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين ظل الباسكيين معظمهم من المتدينين والمترددين على الكنائس. في السنوات الأخيرة قد انخفض التردد وحضور الطقوس الدينية في الكنيسة، كما هو الحال في معظم أوروبا الغربية. كانت المنطقة مصدرًا للمبشرين مثل فرنسيس كسفاريوس وميشال غاريكويتس. كما ولد ونشأ إغناطيوس دي لويولا في المنطقة مؤسس الرهبنة اليسوعية في القرن السادس عشر أيام البابا بولس الثالث في إسبانيا، كجزء من الإصلاح المضاد، وأخذت على عاتقها مهمة التبشير ونشر الديانة في العالم الجديد. مكثت الرهبنة اليسوعية من أقوى منظمات الكنيسة الكاثوليكية المؤثرة، واصطدمت أواخر القرن الثامن عشر ببعض السلطات الأوروبية ما دفع إلى حلّها عام 1773 وهو القرار الذي ألغي عام 1814 على يد البابا بيوس السابع. عند تأسيسها اعتبرت الرهبنة اليسوعية "الأكثر حداثة ودلالة، لقد جسدت الكفاءة والفاعلية اللتين ستصبحان سمتين مميزتين للحضارة الحديثة"،[67] وقال ميجيل دي أونامونو أنَّ "هناك ما لا يقل عن شيئين يمكن أن يُعزى بوضوح إلى الشعب الباسكي: الرهبنة اليسوعية وجمهورية التشيلي".[68]
وصلت البروتستانتية إلى منطقة الباسك في القرن السادس عشر وقام جوانيس ليزاراغا بالترجمة الأولى للعهد الجديد إلى اللغة البشكنشيَّة. لكن بعد تحول هنري الرابع ملك فرنسا إلى الكاثوليكية لتصبح ملك فرنسا، اختفت البروتستانتية تقريبًا. في الوقت الحاضر الكاثوليكية هي أكبر الأديان المعتنقة في إقليم الباسك. في عام 2015 كانت نسبة الباسكيين الذين يعرفون أنفسهم بأنهم رومان كاثوليك حوالي 58.6%.[60]
جزر الكناري
- مقالة مفصلة: المسيحية في جزر الكناري
المسيحية هي ديانة الأغلبية الساحقة من سكان جزر الكناري. وفقًا لمسح CIS Barometer Autonomy لعام 2012 ينتمي أغلبية سكان جزر الكناري إلى المذهب الكاثوليكي والذي يتبعه حوالي 84.9% من سكان الجزر،[69] ومنهم 38.7% من المترددين على الكنائس أسبوعيًا. هناك أيضًا تجمعات مسيحية أخرى مثل البروتستانت وأغلبهم من السكان المولودين في الخارج خاصًة في أوروبا الشمالية بالإضافة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.
كان لظهور عذراء كانديلاريا حسب التقاليد الكاثوليكية، وهي راعية وشفيعة جزر الكناري، الفضل في تحريك سكان جزر الكناري نحو المسيحية.[70][71][72][73][74] وتنقسم الكنيسة الكاثوليكية في جزر الكناري إلى أبرشيتين أبرشية جزر الكناري الرومانيَّة الكاثوليكيَّة وأبرشيَّة سان كريستوبال دي لا لاغونا، ويرأس واحدة منها أسقف.
من قديسي جزر الكناري وفقًا للمعتقدات الكاثوليكية، بيدرو دي بيتانكور الذي كان مبشرًا في غواتيمالا، والذي عُرف بسمعته الطيبة، هناك أيضًا أشخاص آخرين من الجزيرة والذين يعتبرون قديسين وفقًا للمعتقدات الكاثوليكية وهم: ماريا دي ليون، وجوزيه دي أنشيتا وخوان دي خيسوس.
غاليسيا
تعد المسيحية الديانة الأكثر ممارسة على نطاق واسع في منطقة غاليسيا، وقد دخلت إلى المنطقة خلال العصور القديمة المتأخرة لتصبح الديانة السائدة في المنطقة. في عام 2015 كان حوالي 82.2% من السكان من الكاثوليك،[60] وفي عام 2010 كان هناك ما يقدر بحوالي 25,000 بروتستانتي وحوالي عشرة الآلاف أرثوذكسي. ويتبع معظم الكاثوليك تقاليد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وعلى الرغم من أنَّ 20% فقط من السكان وصفوا أنفسهم كملتزمين دينيًا. كان للكنيسة الكاثوليكية في منطقة غاليسيا مركزها الروحي في سانتياغو دي كومبوستيلا منذ القرن الثاني عشر؛ ومنذ العصور الوسطى نُظمت الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة في خمس أبرشيات. ويقود الكنيسة حاليًا رئيس أساقفة وأربعة أساقفة، وتنقسم الأبرشيات الخمسة في غاليسيا إلى 163 مقاطعة وحوالي 3,792 أبرشية. وفقاً للتقاليد الكاثوليكية يعد يعقوب بن زبدي القديس الراعي لمنطقة غاليسيا، هناك العديد من القديسين الغاليسيين الكاثوليك منهم القديس أنسوريوس، وروديسيند، وماريا من أوجاس سانتاس، وسينورينا، وتراهاموندا وفرويلان.
أُدرجت مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا القديمة وكاتدرائيتها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي سنة 1985،[75] كما أدرجت سنة 2007 ضمن قائمة كنوز إسبانيا الإثنى عشر، في استفتاء صوّت فيه أكثر من تسعة آلاف شخص.[76] وتستمد كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا مكانتها في العالم الكاثوليكي من كونها مقر دفن ما يفترض أنه رفات القديس يعقوب بن زبدي، أحد تلاميذ يسوع، وهو ما جعلها ـ منذ مطلع العصور الوسطى ـ مقصدًا للحجاج الكاثوليك عبر طريق القديس يعقوب (بالجليقية: Camiño de Santiago)، والكاتدرائية مشيدة على الطراز الرومانسكي، مع تأثيرات قوطية وباروكية متأخرة.
كتالونيا
- مقالة مفصلة: المسيحية في كتالونيا
تاريخيًا، كان جميع سكان كتالونيا من المسيحيين تقريبًا، وعلى وجه التحديد من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ولكن منذ عقد 1980 كان هناك اتجاه تراجع للمنتمين للكنيسة الكاثوليكية يقابله نمو موازي لللادينيين وإلى جانب الهجرة التي أدت إلى زيادة أعداد معتنقي الأديان الأخرى والطوائف المسيحيَّة الأخرى. تعود أصول الديانة المسيحية في المنطقة إلى القرن الثالث، وأضحت الديانة الغالبة في المناطق الحضرية في القرن الرابع.
حدثت الموجة الأولى من العلمانية في المنطقة خلال القرن الثامن عشر نتيجة لتأثير حركة التنوير على البرجوازية الكتالونيَّة. والثانية حدثت خلال القرن التاسع عشر، وكان لها تأثير كبير على الطبقة الدنيا والمتوسطة، ولكن توقفت بسبب اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).[77] أصبحت الكاثوليكية دين الدولة في عام 1851، عندما وقعت الحكومة الإسبانية مع الكرسي الرسولي في الالتزام بدفع رواتب رجال الدين وغيرها من النفقات لدعم الكنيسة الكاثوليكية كتعويض عن الاستيلاء على ممتلكات الكنيسة، وقد تخلت عن هذه الإتفاقية في عام 1931، عندما فصل الدين عن الدولة واتخذ الدستور العلماني للجمهورية الإسبانية الثانية وفرضت سلسلة من الإجراءات ضد سيطره القساوسة التي تهدد هيمنة الكنيسة في إسبانيا، مما أثار دعم الكنيسة للانتفاضة فرانسيسكو فرانكو خلال خمس سنوات في وقت لاحق.[39] وأيدت الكنيسة الكاثوليكية انقلاب الجنرال فرنكو ضد الحكومة الجمهورية المنتخبة في العام 1936. وبسبب تأييد الكنيسة الكاثوليكية للنظام، أدّى ذلك إلى موجة أخرى من العلمانية امتدت منذ الثمانينيات. خلال التسعينات كان معظم سكان كاتالونيا من الكاثوليك غير الممارسين دينيًا.[78]
وفقًا لإحصائيات مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2012 كان حوالي 60.7% من سكان منطقة كتالونيا من الكاثوليك،[60] في حين وفقًا لأحدث دراسة ترعاها حكومة كاتالونيا أجريت في عام 2016، وجدت أنَّ 61.9% من سكان كتالونيا يعرفون أنفسهم مسيحيين، منهم 56.5% كاثوليك، وحوالي 3% من البروتستانت، وحوالي 0.9% من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في حين أنَّ 0.6% من شهود يهوه. في الوقت نفسه، كان 16% من السكان من الملحدين وحوالي 11.9% لاأدريين، في حين كان 4.8% من المسلمين (معظمهم مهاجرين)، وحوالي 2.4% من أتباع الديانات الأخرى.[79]
سبتة
- مقالة مفصلة: المسيحية في سبتة
حسب الموسوعة المسيحية العالمية في سنة 2005 كان حوالي 77.1% من سكان مدينتي مليلية وسبتة من المسيحيين،[80] أكبر الطوائف المسيحية هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والتي يتبعها 75.2% من سكان مدينتي مليلية وسبتة. الغالبية العظمى من المسيحيين هم من الإسبان إلى جانب أقلية من الأمازيغ الريفيين.[81] وحوالي 16% من سكان المدينتين من المسلمين إلى جانب 0.5% يهود سفارديم. في عام 2006 كان حوالي 51% من سكان سبتة هم مسيحيين إسبان، 49% هم عرب وأمازيغ مسلمين، 0.25% يهود و0.25% هندوس.[82] يُعد المسيحيين الإسبان في سبتة ومليلية جزء من الشعب الأندلسي، بسبب الخصائص الثقافية واللغوية المشابهة لتلك في الأندلس. بالإضافة إلى ذلك، هناك أقلية كبيرة (حوالي 25%) من المسيحيين في سبتة ومليلية من أصول كتالانيَّة. كما يتواجد في المدينة أقليَّة من الأمازيغ الريفيين والتي تعتنق الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي والبروتستانتي.[81] ووجدت إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2015؛ أنَّ 68.0% من سكان مدينة سبتة هم مسيحيين كاثوليك، في حين أنَّ حوالي 37.5% من السكان هم مسلمين، في حين أنَّ حوالي 2.8% من السكان ملحدين ووجدت الإحصائية أنَّ 0.5% من السكان لم يحددوا أي دين.[60]
مليلة
- مقالة مفصلة: المسيحية في مليلية
تضم مليلية على العديد من الكنائس والكاتدرائيات والمعالم المسيحيّة المختلفة.[83] ويعتبر أسبوع الآلام واحد من أهم الأحداث في الحياة الاجتماعيّة والدينيّة للمدينة. وتعتبر المدينة ذات طابع أوروبي إسباني حيث تكثر فيها المعالم والكنائس المسيحيّة، مع الاحتفاظ ببعض المعالم الريفية القديمة للمدينة. وفقاً لمصدر من عام 2012 كان حوالي 55.1% من سكان مليلية من المسيحيين (الغالبيّة العظمى كاثوليك)، في حين أنّ 35.5% من السكان هم مسلمين وتعيش أيضًا أقلية يهودية هاجر أغلبهم إلى إسرائيل وفنزويلا. يُعد المسيحيين الإسبان في سبتة ومليلية جزء من الشعب الأندلسي، بسبب الخصائص الثقافية واللغوية المشابهة لتلك في الأندلس. بالإضافة إلى ذلك، هناك أقلية كبيرة (حوالي 25%) من المسيحيين في سبتة ومليلية من أصول كتالانيَّة.
حسب الموسوعة المسيحية العالمية في سنة 2005 كان حوالي 77.1% من سكان مدينتي مليلية وسبتة من المسيحيين، أكبر الطوائف المسيحية هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والتي يتبعها 75.2% من سكان مدينتي مليلية وسبتة.[80] الغالبية العظمى من المسيحيين هم من الإسبان إلى جانب أقلية من الأمازيغ الريفيين،[81] في حين أنَّ حوالي 16% من سكان المدينتين من المسلمين، وحوالي 0.5% من اليهود السفارديم.
وجدت إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2012؛ أنَّ 46.3% من سكان مدينة مليلة هم مسيحيين كاثوليك، في حين أنَّ حوالي 37.5% من السكان هم مسلمين، في حين أنَّ حوالي 3.3% من السكان ملحدين، ووجدت الإحصائية أنَّ 8.8% من السكان لم يحددوا أي دين.[61] وفي عام 2019 وجدت إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية الإسباني أنَّ نسبة الكاثوليك شهدت زيادة ملحوظة لتصل إلى حوالي 65% من سكان المدينة، منهم حوالي 41.7% كاثوليك غير ملتزمين وحوالي 23.4% كاثوليك ملتزمين. بالمقابل انخفضت نسبة المسلمين إلى حوالي 20%.[84]
الثقافة المسيحية الإسبانية
- مقالات مفصلة: أسبوع الآلام في إسبانيا
- أسبوع الآلام في إشبيلية
في دراسة تعود لعام 2010 وجدت أنّ إسبانيا فيها 42 مليون شخص معمّد أي تقريبًا 92% من السكان حصلوا على سر العماد.[85] وتتبع الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية حوالي 70 أبرشية. تمتلك إسبانيا ثقافة كاثوليكية غنية فهي مثل نظيراتها من الكنائس الأوروبية تملك مجموعة واسعة من الفنون والموسيقى المسيحيَّة، وتُشرف الكنيسة الإسبانية على واحد من أكبر مستودعات للعمارة الدينية (والفن) في العالم، جنبًا إلى جنب الكنيسة الإيطالية والفرنسية. تشمل جواهر العمارة الكاثوليكية في إسبانيا كنيسة ساغرادا فاميليا (صممها أنطونيو غاودي) في برشلونة، كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، وهو موقع حج شعبي عالمي، كاتدرائية بورغوس، كاتدرائية إشبيلية، كاتدرائية طليطلة، وكاتدرائية قرطبة (والمعروفة رسميًا بإسم كاتدرائية سيدة الانتقال).
في عام 2007 على سبيل المثال، سار أكثر من 100,000 شخص إلى سانتياغو دي كومبوستيلا وحدها.[86] ولأكثر من ألف سنة، قام الأوروبيين الذين عاشوا إلى الشمال من جبال الألب بشق طريقهم إلى أقرب مكان في أوروبا "حيث يمكنهم الوصول إلى السلطة الروحية لكنيسة ميراث الرسول يعقوب بن زبدي في سانتياغو دي كومبوستيلا".[87] وهو ما عُرف بإسم كامينيو دي سانتياغو أو طرق سانتياغو دي كومبوستيلا، وهو شبكة من طرق الحجاج إلى مقام القديس يعقوب بن زبدي في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في منطقة غاليسيا في شمال غرب إسبانيا، حيث تروي الحكايات أن رفات القديس تم دفنه هناك. كما أن الطريق شهير لدى عشاق رحلات الهواء الطلق وركوب الدراجات في الجبال.
لإسبانيا تقاليد كاثوليكية عريقة منها تقاليد تطوافات ومواكب أسبوع الآلام ويكون ذروتها في الجمعة العظيمة في مناطق متفرقة من البلاد لكنها تأخذ طابع مميز وخاص في منطقة الأندلس خاصًة في مدينة اشبيلية وغرناطة، والتي تحولت إلى مركز جذب للحج والسياحة المسيحية، المواكب تكون مكونة غالبًا من محفات يحمل كل منها العشرات من الرجال الأشداء يتسابقون في التطوع لنيل هذا التشريف. غطاء المحفة مطرز بالخيوط الذهبية والفضية ومرصع بالأحجار الكريمة. تمثل المحفات حلقات من قصة الصلب والقيامة وتماثيل للعذراء يختلف الواحد عن الآخر في تعبيرات الوجه التي تتراوح ما بين اللوعة والآلم إلى الإستسلام الحزين ثم الرجاء. يتبع المحفات فرق موسيقية يصاحبها أحيانًا صوت أوبرالي ينطلق من إحدي الشرفات المطلة على الطريق.
تقوم معظم المدن والبلدات والقرى الإسبانية سنويًا بالاحتفال بالقديسين الشفعاء. لتقاليد عيد الميلاد طابع خاص في إسبانيا حيث يتمحور حول التجمعات الأسرية ومنها تقديم الهدايا من قبل المجوس الثلاثة ويرافق تقديم المجوس الثلاثة الهدايا مواكب واحتقالات ضحمة ترافقه موسيقى عيد الميلاد والزينة والأضواء والمفرقعات. في بعض الأجزاء من إسبانيا في يوم عيد الميلاد، لا يجلب الهدايا بابا نويل، أو المجوس الثلاثة، ولكن الطفل الإلهي، أو الطفل يسوع.
تطوافات الجمعة العظيمة في اشبيلية.
تقليد الكاستيل، الذي يقام في عيد القديس جرجس، في كتالونيا.
المجوس الثلاثة يوزعون الهدايا على الأطفال، وهو تقليد منتشر في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
جزء من احتفلات عيد القديس يوسف في فالنسيا.
جزء من احتفلات عيد القديس يعقوب في الماجرو.
النزارينو خلال أسبوع الآلام في طليطلة.
المانتيلا، اللباس التقليدي الإسباني في خميس العهد.
كرنفال قادس.
معالم مسيحية إسبانيَّة
تضم قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو حوالي 560 كنيسة كاثوليكيَّة، وتأتي إيطاليا (126) في مقدمة الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من الكنائس الكاثوليكيَّة الموجودة في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو تليها إسبانيا (72).[88]
كاتدرائية إشبيلية وهي إحدى أكبر الكاتدرئيات في العالم
كاتدرائية مرسية في مدينة مرسية
كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، احدى أبرز المعالم المسيحية في العالم
كاتدرائية مالقة في مدينة مالقة
كاتدرائية المدينة في مدينة مدريد
الوضع الاجتماعي
كانت الكاثوليكية ولأمد طويل الدين الرئيسي في إسبانيا، وعلى الرغم من أنها لا تحمل أية صفة رسمية بموجب القانون، فإنه يجب على الطلاب في جميع المدارس العامة في إسبانيا أن يختاروا بين مادتي الدين أو الأخلاقيات، بينما الكاثوليكية هي الدين الوحيد المدرس رسمياً.
خلال العقد الماضي، ازداد ارتباط الكنيسة الكاثوليكية في الشؤون السياسي، وذلك من خلال مجموعات ضغط نخبوية مثل أوبوس داي، طريق الموعوظين الجديد أو فيلق المسيح، لا سيما من خلال كبار السياسيين في الحزب الشعبي اليميني. وقد ساهمت وسائل الإعلام القديمة والجديدة، والتي هي ملك للكنيسة، مثل شبكة راديو كوبي، في هذه المشاركة الجديدة في السياسة، وكذلك الامر بالنسبة للاقتصاد فكثير من كبار مدراء بنوك والشركات الكبرى وجامعات إسبانيا هم من جماعات كاثوليكية نافذة أهمها أوبوس داي والتي تعرف أيضًا بامتلاك عدد كبير من مساكن للطلاب الجامعيين.[90] في عام 1980، أجريت دراسة في إسبانيا أظهرت أن أغلب المتعلمين والنخب الأكاديميَّة الإسبانية يعرفون أنفسهم ككاثوليك.[91]
اليوم لا تزال تحتفظ العائلة الملكية في إسبانيا بلقب الملك الكاثوليكي، ويتخذ ملوك إسبانيا لقب "جلالة الملك الكاثوليكي" بشكل وراثي.[36] ويحمل فيليب السادس ملك إسبانيا الحالي، لقب صاحب الجلالة الكاثوليكي.
الوضع الحالي
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2018 أنَّ حوالي 66% من الإسبان قالوا أنهم مسيحيين وبحسب الدراسة تأتي الكاثوليكيَّة بمقدمة الطوائف المسيحيَّة مع حوالي 60% من السكان، في حين وفقًا لدراسة أجريت من قبل مركز البحوث الاجتماعية الإسباني في سبتمبر 2017 يعتنق الكاثوليكية حوالي 70.2% من السكان. وأعتبر حوالي 44% أنفسهم مسيحيين إسميين وحوالي 21% قال أنه يُداوم على حضور القداس. عمومًا حصل حوالي 96% من مجمل الإسبان على سر المعمودية، وقال حوالي 92% أنه تربى على التقاليد المسيحيَّة، بالمجمل قال حوالي 80% من الإسبان الذين تربوا على التقاليد المسيحيَّة ما زالوا يعتبرون أنفسهم مسيحيين، في حين أنَّ النسبة المتبقيَّة معظمها لا تنتسب إلى ديانة.[92] حوالي 2% من المسيحيين في إسبانيا تربوا على تقاليد دينية غير مسيحيَّة وتحولوا للمسيحية لاحقاً.
وبحسب الدارسة قال 68% من المسيحيين الإسبان أنَّ للدين أهميَّة في حياتهم، وقال 94% من المسيحيين الإسبان المُداومين على حضور القداس أنهم يؤمنون بالله بالمقابل قال 81% من المسيحيين الإسميين ذلك.[92] ويُداوم حوالي 33% من المسيحيين الإسبان على حضور القداس على الأقل مرة في شهر، ويصوم حوالي 24% منهم خلال فترات الصوم، ويرتدي 26% الرموز المسيحيَّة، ويُقدم حوالي 49% منهم الصدقة أو العُشور، ويُشارك 10% معتقداتهم مع الآخرين، في حين أنَّ 51% من المسيحيين يُداومون على الصلاة ويعتبر 66% منهم متدينين.[92]
كما وحصل 99% من مجمل المسيحيين الإسبان على سر المعمودية، وقال 90% منهم أنه سيربي طفله على الديانة المسيحيَّة، يذكر أن حوالي 26% من غير المنتسبين لأي ديانة قال أنه سيربي طفله على الديانة المسيحيَّة. بحسب الدراسة أعرب حوالي 82% من الإسبان المسيحيين بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم، ويوافق 52% منهم على التصريح أنَّ المسيحية هي عاملًا هامًا لكي تكون وطنيًا. وقال 87% منهم أنه يعرف "الكثير" عن المسيحية.[92]
على المستوى الاجتماعي والسياسي قال 87% من الإسبان المسيحيين أن الكنائس تلعب دور ايجابي في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وعبرَّ 79% من المسيحيين المتلزمين للغاية عن وجهات نظر إيجابية للمؤسسات الدينية مقابل 54% من المسيحيين الأقل التزاماً. ورفض 66% من الإسبان المسيحيين القول أنَّ "العِلم يجعل الدين غير ضروري في حياتي!"، كما وقال 2% من الإسبان المسيحيين أن تعاليم المسيحيَّة تُروج للعنف مقابل 13% منهم قال أن تعاليم الإسلام تُروج للعنف، كما وقال حوالي 15% منهم أنه يعرف شخص يهودي على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 69% شخص ملحد على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 54% شخص مُسلم على المستوى الشخصي. وقال 15% من الإسبان المسيحيين أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 22% من الإسبان الكاثوليك بأنه غير مستعد لتقبل المسلمين داخل عائلتهم. يذكر أنه وفقاً لمركز بيو للأبحاث 91% من المسيحيين الإسبان متزوجين من أشخاص من نفس الديانة.[92]
مراجع
- Centro de Investigaciones Sociológicas (Centre for Sociological Research) (October 2019). "Macrobarómetro de octubre 2019, Banco de datos" (باللغة الإسبانية). صفحة 160. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 201917 ديسمبر 2019. The question was "¿Cómo se define Ud. en materia religiosa: católico/a practicante, católico/a no practicante, creyente de otra religión, agnóstico/a, indiferente o no creyente, o ateo/a?", the weight used was "PESOCCAA" which reflects the population sizes of the مناطق إسبانيا ذات الحكم الذاتي.
- Arabsgate - تصفح: نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- الآريوسيَّة، الموسوعة العربيَّة المسيحيَّة، 21 تشرين الثاني (نوڤمبر) 2010. نسخة محفوظة 04 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- دوزي، رينهارت; ترجمة وتحقيق: حسن حبشي (1998). المُسلمون في الأندلُس، الجُزء الأوَّل: المسيحيُّون والمولَّدون (الطبعة الأولى). القاهرة - مصر: الهيئة المصريَّة العامَّة لِلكتاب. صفحة 27 و35 - 36.
- المُقري التلمساني، أبو العبَّاس أحمد بن مُحمَّد; تحقيق: مريم قاسم طويل ويُوسُف علي طويل (1995). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، الجُزء السادس (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 119.
- طقّوش، مُحمَّد سُهيل (1431هـ - 2010م). تاريخ المُسلمين في الأندلُس: 91 - 897هـ \ 710 - 1492م (الطبعة الثالثة). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 109. .
- مُؤلِّف مجهول; تحقيق: إبراهيم الإبياري (1410هـ - 1989م). أخبار مجموعة في فتح الأندلُس وذكر أُمرائها رحمهم الله والحروب الواقعة بها بينهم ( كتاب إلكتروني PDF ) (الطبعة الثانية). بيروت - لُبنان: دار الكتاب اللُبناني. صفحة 45 و61 - 62. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 9 يناير 2020.
- مُؤلِّف مجهول; تحقيق: إبراهيم الإبياري (1410هـ - 1989م). أخبار مجموعة في فتح الأندلُس وذكر أُمرائها رحمهم الله والحروب الواقعة بها بينهم ( كتاب إلكتروني PDF ) (الطبعة الثانية). بيروت - لُبنان: دار الكتاب اللُبناني. صفحة 10 - 12. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 9 يناير 2020.
- ابن عذاري، أبو العبَّاس أحمد بن مُحمَّد المُرَّاكشي; تحقيق: بشَّار عوَّاد معروف ومحمود بشَّار عواد (1434هـ - 2013م). البيان المُغِّرب في أخبار الأندلس والمغرب، الجُزء الثاني ( كتاب إلكتروني PDF ) (الطبعة الأولى). تُونُس العاصمة - تُونُس: دار الغرب الإسلامي. صفحة 9 - 10. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 9 يناير 2020.
- مُحيي الدين صفيُّ الدين، الوضعُ الدينيّ لِنصارى الأندلُس على عهد الدولة الأُمويَّة (138- 422هـ/ 756- 1031م).- دورية كان التاريخية.- العدد الثامن عشر؛ ديسمبر 2012. ص 43 – 46.
- شحلان, أحمد. "مكونات المجتمع الأندلسي ومكانة أهل الذمة فيه". التاريخ العربي. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 201622 يوليو 2011.
- Mozarabic language - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- نوازل ابن الحاج: ص 119.
- مجلة البيان - كتب النوازل، أنور محمود زناتي تاريخ الولوج 20 أكتوبر 2013 نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- إبراهيم القادري بوتشيش: مباحث في التاريخ الاجتماعي للمغرب والأندلس خلال عصر المرابطين، ط1، دار الطليعة، 1998م، ص 74.
- ابن المؤقت المراكشي، تعطير الأنفاس في التعريف بالشيخ أبي العباس، طبع حجر، د.ت ص 40.
- إبراهيم القادري بوتشيش، مباحث في التاريخ الاجتماعي، ص
- البيان المغرب ج (4) ص 77
- محمد الأمين بلغيث :دراسات في تاريخ الغرب الإسلامي، دار التنوير للنشر والتوزيع 1426 ه/ 2006 ، ص 14 - 15
- ابن رشد: فتاوى ابن رشد، س (3)،تقديم وتحقيق د .المختار بن الطاهر التليلي دار الغرب الإسلامي، لبنان ، ط الأولى 1987 ص 1619
- M.J. Viguera, "Almohads". In Encyclopedia of Jews in the Islamic World, Executive Editor Norman A. Stillman. First published online: 2010 First print edition: ISBN 978900417678, 2114
- Amira K. Bennison and María Ángeles Gallego. "Jewish Trading in Fes On The Eve of the Almohad Conquest." MEAH, sección Hebreo 56 (2007), 33-51 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Maribel Fierro (2010). "The Almohads (524 668/1130 1269) and the Hafsids (627 932/1229 1526)". In Maribel Fierro (المحرر). The New Cambridge History of Islam. Volume 2, The Western Islamic World, Eleventh to Eighteenth Centuries. Cambridge University Press.
- Rinehart, Robert (1998). "A Country Study: Spain – Castile and Aragon". Library of Congress Country Series. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201209 أغسطس 2008.
- "Ransoming Captives in Crusader Spain: The Order of Merced on the Christian-Islamic Frontier". مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 201913 أغسطس 2008. See also: Payne, Stanley G. (1973). "A History of Spain and Portugal; Ch. 4 Castile-León in the Era of the Great Reconquest". The Library of Iberian Resources Online. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 201809 أغسطس 2008.
- Payne, Stanley G. (1973). "A History of Spain and Portugal; Ch. 5 The Rise of Aragón-Catalonia". The Library of Iberian Resources Online. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 201809 أغسطس 2008.
- "The Black Death". القناة الرابعة البريطانية. مؤرشف من الأصل في 9 يوليو 200813 أغسطس 2008.
- "The Treaty of Granada, 1492". Islamic Civilisation. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 201813 أغسطس 2008.
- Spanish Inquisition left genetic legacy in Iberia. New Scientist. December 4, 2008. نسخة محفوظة 12 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- Ben-Sasson, H.H., editor. A History of the Jewish People. Harvard University Press, 1976, p.588-590
- S.P. Scott: History;Vol II, op cit;p.259
- These trials, specifically those of Valladolid, form the basis of the plot of The Heretic: A novel of the Inquisition by Miguel Delibes (Overlook: 2006)
- Stallaert, C. 1998
- Stuart B. Schwartz, All Can Be Saved: Religious Tolerance and Salvation in the Iberian Atlantic, صفحة 62, مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020
- Vassberg, David E. (28 November 2002). The Village and the Outside World in Golden Age Castile: Mobility and Migration in Everyday Rural Life. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 142. .
We know that many of the Moriscos were well acculturated to Christian ways, and that many had even become sincere Roman Catholics.
- Almanach de Gotha 2000 page 336 2000.
- e.g. James Brown Scott, cited in Cavallar, The Rights of Strangers: theories of international hospitality, the global community, and political justice since Vitoria, p.164
- Spanish literature mystical writings, Encyclopædia Britannica, retrieved April 21, 2008 نسخة محفوظة 03 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
- Text used in this cited section originally came from: Spain Country Study from the Library of Congress Country Studies project. نسخة محفوظة 12 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
- Julio de la Cueva, <355:RPATAR>2.0.CO;2-O "Religious Persecution, Anticlerical Tradition and Revolution: On Atrocities against the Clergy during the Spanish Civil War" Journal of Contemporary History 33.3 (July 1998): 355.
- Payne, Stanley G., A History of Spain and Portugal p. 647 نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- David Mitchell, The Spanish Civil War (New York: Franklin Watts, 1983), 45.
- David Mitchell, The Spanish Civil War (New York: Franklin Watts, 1983), 46.
- Payne, Stanley Franco and Hitler: Spain, Germany, and World, p. 13, 2008 Yale Univ. Press نسخة محفوظة 12 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- El Valle de los Caídos Lugar de reconciliación y de paz. - تصفح: نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- La transición política en España y la cuestión religiosa. - تصفح: نسخة محفوظة 30 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- IGLESIA Y TRANSICIÓN POLÍTICA - تصفح: نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص. 367
- "Matrimonio gay.- El arzobispo de Pamplona no acudirá a la manifestación". Europa Press (باللغة الإسبانية). 07-05-2005. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 200806 يوليو 2010.
- هل يؤدي استفتاء كتالونيا إلى انشقاقات داخل الكنيسة الاسبانية؟؛ يورونيوز، 4 أكتوبر 2017. نسخة محفوظة 27 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- In Western European Countries With Church Taxes, Support for the Tradition Remains Strong - تصفح: نسخة محفوظة 02 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان الكاثوليك وتوزعهم في العالم - تصفح: نسخة محفوظة 30 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Spanish Catholicism: an Historical Overview Stanley Payne - University Of Wisconsin Press - 1984 (ردمك )
- Centro de Investigaciones Sociológicas (April 2013). "Barómetro abril 2013" ( كتاب إلكتروني PDF ). صفحة 33. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 16 مايو 201906 أبريل 2013.
- تقرير "بيو": 500 عقد بعد الإصلاح؛ الإنقسام الكاثوليكي البروتستانتي في أوروبا الغربية قد تلاشى، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 31 أوغسطس 2017. (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Spain Regaining Its Faith - تصفح: نسخة محفوظة 2020-04-08 على موقع واي باك مشين.
- "Federación de Entidades Religiosas Evangélicas de España – FEREDE". Ferede.org. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 201304 سبتمبر 2010.
- "Spain – LDS Newsroom". Lds.org. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 200704 سبتمبر 2010.
- Johnstone, Patrick; Miller, Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. 11: 16. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201928 أكتوبر 2015.
- Centro de Investigaciones Sociológicas (Centre for Sociological Research) (June 2015). "Barómetro de junio de 2015" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). صفحة 131. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 17 مايو 201807 يونيو 2015.
- Interactivo: Creencias y prácticas religiosas en España - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Amateur Radio Prefixes, Ac6v.com, مؤرشف من الأصل في 8 فبراير 2019,07 مارس 2012
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 04 أكتوبر 201613 أبريل 2016.
- Kern. The Regions of Spain. Greenwood Press. . مؤرشف من في 16 ديسمبر 2019.
- See la tierra de María Santísima in the dictionary of the الأكاديمية الملكية الإسبانية. - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Luengo Mena, op. cit., p. 15
- النزعات الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام، كارين آرمسترونغ، ترجمة محمد الجورا، دار الكلمة، طبعة أولى، دمشق 2005، ص.21
- Laín Entralgo, Pedro (January 1949). "Chile al trasluz" (باللغة الإسبانية). Filosofia.org. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 201902 نوفمبر 2016.
'La Compañía de Jesús y la República de Chile son las dos grandes hazañas del pueblo vascongado', solía decir don Miguel de Unamuno... [TRANS] Miguel de Unamuno used to say, 'The Company of Jesus and the Republic of Chile are the two great achievements of the Basque people...'
- Barometro Autonómico del CIS Canarias (2012); preguntas 47 y 48 - تصفح: نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Patrona del archipiélago Canario Sitio web de las Siervas de los Corazones Traspasados de Jesús y María. نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Pregón de las fiestas de la Virgen del Pino de 2004a cargo de Juan Artiles Sánchez, Vicario de la Diócesis Canariense - تصفح: نسخة محفوظة 20 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين.
- Noticias breves en el sitio web de la Conferencia Episcopal Española - تصفح: نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
- Historia ampliada del municipio de Candelaria en el sitio web del Gobierno de Canarias - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- Nota de prensa de Bernardo Álvarez Afonso, Obispo de la Diócesis de San Cristóbal de La Laguna|Sede Episcopal de San Cristóbal de La Laguna نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- "Santiago de Compostela (Old Town)". Whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 08 يوليو 201810 يناير 2011.
- Sobre Turismo: Los 12 Tesoros de España: Resultados Definitivos y Ganadores - تصفح: نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Capdevila 2013، صفحة 9.
- Capdevila 2013، صفحة 10.
- "Baròmetre sobre la religiositat i sobre la gestió de la seva diversitat 2016" ( كتاب إلكتروني PDF ). Institut Opiniòmetre, Generalitat de Catalunya. 2016. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 20 أكتوبر 2018. p. 30. Quick data from the 2016 barometer of Catalonia.
- WORLD CHRISTIAN ENCYCLOPEDIA A comparative survey of churches and religions in the modern world: SPANISH NORTH AFRICA - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- Rif Independent Movement - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Roa, J. M. (2006). "Scholastic achievement and the diglossic situation in a sample of primary-school students in Ceuta". Revista Electrónica de Investigación Educativa. 8 (1). مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 2013.
- [Nieto was in charge of designing the main Synagogue, the Central Mosque and various Catholic churches. <http://www.melillaturismo.com/modernismo.html> "Melilla Modernista"]. Melilla Turismo25 مارس 2013.
- Centro de Investigaciones Sociológicas (Centre for Sociological Research) (October 2019). "Macrobarómetro de octubre 2019, Banco de datos - Document 'Población con derecho a voto en elecciones generales y residente en España, Ciudad Autónoma de Melilla" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). صفحة 20. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 4 فبراير 202004 فبراير 2020.
- Cf. Boletín de la Santa Sede, 21-7-2011, publicado en vistas del viaje de Benedicto XVI a Madrid en agosto de ese mismo año 2011.
- Howse, Christopher (2008-06-07). "Blisterless on the road to Santiago". The Telegraph,. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 200807 أغسطس 2008.
- Kevin A. Codd, "El Camino Speaks," America, 15 December, 2003, 8.
- UNESCO World Heritage Catholic Churches - تصفح: نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- El Mundo Best Schools - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- الأبوس ديي - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Scofield, James. "Spain: Religion". Library of Congress Country Studies. مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 201821 أكتوبر 2013.
- "Being Christian in Western Europe" ( كتاب إلكتروني PDF ). Pew Research Center. May 2018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 30 مايو 201818 مايو 2018.