في موسوعة موقع عريق يوجد 10 مقالة مرتبطة بموسوعة الخرطوم بحري. |
الخرطوم بحري وتُعرف اختصاراً لدى السكان المحليين باسم بحري، مدينة تقع من الناحية الشمالية لمدينة الخرطوم، ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة المثلثة السودانية، إلى جانب كل من مدينة الخرطوم التي تقع جنوبها، ومدينة أم درمان التي تقع من الناحية الغربية لها. وهي أصغر منهما من ناحية المساحة والسكان وأحدثهما تاريخياً، ولكنها لا تقل منهما أهمية، فهي واحدة من أكبر المناطق الصناعية في السودان. وهي أيضاً نقطة وصل مهمة تربط العاصمة بشمال السودان عبر السكك الحديدية وجنوبه حتى منطقة كوستي ودولة جنوب السودان بالبواخر النيلية، كما أنها تمثل الوجه السياحي الهادئ للعاصمة، وذلك لما تتميز به عن باقي مدن العاصمة من جو هاديء وجميل، فضلاً عن دورها في تنشيط الحركة الصوفية من خلال أضرحة أقطاب المتصوفة في السودان وقبابهم.
مجمع النور يقع بحي كافوري بالخرطوم بحري بدا تشييده في العام 2008 وإكتمل في العام 2010 ويعتبر المبنى الوليد الذي يقع في مساحة 1300 متر بمنطقة كافوري تحفة معمارية تضاف إلى الصروح الإسلامية. ويسع المجمع الذي تم تشييده على الطراز الإسلامي في تركيا لأكثر من 4 آلاف مصلياً، كما يضم مدرسة قرآنية.
مجمع النور حظي بشهرة واسعة فهو يضم في داخله أضخم مركز تجاري ويلاحظ العابر به الاهتمام بعمرانه بشكل غير نمطي أو تقليدي وقد شيّده رئيس الجمهورية على نفقته الخاصة والطراز الذي شيد به المسجد جعله من المساجد المميزة في البلاد وهو اليوم واحد من أهم المعالم التي يقصدها الزائرون لاحتوائه على مجمع تجاري ضخم وموقف سيارات.
المسجد شهد إقبالاً كبيراً من الشباب والأطفال، لافتاً إلى أن النقوش الإسلامية التي تزين جدران المسجد تبعث الطمأنينة لدى المسلمين وتذكرهم بالعهود الإسلامية والعمل على الإقتداء بقيادات المسلمين في الحقب التاريخية المختلفة.
جغرافياً، تقع مدينة الخرطوم بحري بين خطي عرض 8 درجة – 15 و(45 درجة - 16 شمالاً وخطي طول (36 درجة – 31 درجة) و(25 درجة – 34 درجة) شرقاً، وتمتد حدودها من شاطيء النيل الأزرق جنوباً وحتى منطقة قري على حدود ولاية نهر النيل من ناحية الشمال، وتحدها من جهة الشرق محلية شرق النيل عند القنطرة، ومن الغرب مجرى نهر النيل بعد التقاء رافديه في المقرن. وتبلغ مساحتها 5060 كيلو متر مربع وهي بذلك تغطي ربع مساحة ولاية الخرطوم.
كانت المنطقة المعروفة الآن باسم الخرطوم بحري تتكون إبان العهد التركي وعهد المهدية من بضعة منازل تقليدية منتشرة حول ضريحين لشيخين من شيوخ الصوفية في السودان، وهما الشيخ حمد ود أم مريوم والشيخ خوجلي عبد الرحمن. وتزايد عدد القاطنين حولهما لتبرز في الفترة ما بين القرن السابع عشر والثامن عشر قريتين إحداهما هي "حلة حمد " والأخرى "حلة خوجلي" (والحلة لفظ عربي يطلق على المكان الذي يحل فيه الناس ويقيمون) وتطورت في الفترة ذاتها وفي المكان نفسه قريتان أخرىان هما قرية شمبات وقرية الصباني.
في مطلع القرن الماضي وصل خط السكك الحديدية الذي أنشأه لورد كيتشنر إبان الحملة البريطانية - المصرية لإستعادة حكم السودان من المهدية، اكتسبت المنطقة أهمية كبرى وتم ربطها مع الخرطوم من خلال بناء جسر يمر فوقه خط السكك الحديدية والمركبات والدواب والناس، وإزدادت أهميتها عندما تم فيها توزيع الأراضي الزراعية القريبة من نهر النيل الأزرق قبالة الخرطوم على مزارعين من غير السودانيين كالمصريين الأقباط والسوريين واللبنانيين وغيرهم، فأقاموا مزارع وبساتين تمد العاصمة بحاجتها من الخضر والفواكه والألبان ومن تلك المزارع مزرعة كافوري الشهيرة في شرق المدينة.