الرئيسيةعريقبحث

سعيد السبع

سياسي فلسطيني

☰ جدول المحتويات


سعيد نمر السبع لقبه أبو باسل، ضابط وسياسي فلسطيني - أردني ولد في فلسطين 27 نوفمبر 1926[1] الموافق ليوم السبت 21 جمادى الأول 1345 هـ، درس في قلقيلية شارك بحرب 1948 [2] كان قائدا لجيش الجهاد المقدس [3] في منطقة قلقيلية، خلال فترة الإنتداب البريطاني على فلسطين وبعد استشهاد عز الدين القسام قامت القوات البريطانية يوم 8 ديسمبر 1935 بمداهمة منزل والده نمر السبع رئيس بلدية قلقيلية [4] فاعتقلته مع ابنه احمد السبع وشقيقه عبد الرحيم السبع بحجة انهم اعضاء في جماعة عز الدين القسام[5] شكلت هذه الحادثة بداية وعيه السياسي وهي أول صدمة للطفل سعيد السبع الذي كان عمره تسع اعوام، وهذا ما يفسر حقده على الوجود البريطاني عند التحاقه بالجيش العربي الأردني فكان ضمن المجموعة الاولى التي قامت بتعريب قيادة الجيش العربي وطرد غلوب باشا، اتهم بمشاركته في انقلاب البعث عام 1957 فحكم عليه بالإعدام، فلجأ إلى سوريا ثم إلى مصر بعد الانفصال، كان أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وعُين كأول ممثل لها في الجزائر والسودان [6] ساهم مع احمد الشقيري و‌شفيق الحوت بصياغة اللاءات الثلاثة في مؤتمر الخرطوم، تعرض لعدة محاولات اغتيال كان يقف خلفها جهاز الموساد الإسرائيلي.

سعيد السبع
سعيد السبع
سعيد السبع فى الجيش العربي الاردني.jpg

معلومات شخصية
اسم الولادة سعيد السبع
الميلاد 27 نوفمبر 1926
قلقيلية،  فلسطين الانتدابية
الوفاة 30 يونيو 1995 (68 سنة)
عمّان، الأردن
الإقامة لبنان
الجنسية الأردن الأردن
الديانة الإسلام
الزوجة نجوى محمد بك العمر
أبناء نضال السبع
الأب نمر السبع
الأم عزيزة النصر
منصب
عضو مجلس التخطيط الاعلى
في منظمة التحرير الفلسطينية
بداية اول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية فى الجزائر والسودان
نهاية عضو مجلس التخطيط الاعلى فى منظمة التحرير الفلسطينية
سبقه أحمد صدقي الدجاني
الحياة العملية
المهنة ضابط وسياسي
الحزب جيش الجهاد المقدس
أعمال بارزة المساهمة في تعريب الجيش الأردني وطرد كلوب باشا، ومن مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية كما ساهم فى اللاءات الثلاثة فى مؤتمر القمة العربي فى الخرطوم
تأثر بـ عبد القادر الحسيني
أثر في منظمة التحرير الفلسطينية
الجوائز
سيف الامير عبد القادر الجزائري تقدمة من الرئيس هواري بومدين، وسام من الرئيس تشوان لاي

حياته ونشأته

فى عام 1930 انشاء الحاج نمر السبع شركة السبع وعاشور لتعبئة الحمضيات وتصديرها من ميناء يافا إلى ميناء ليفربول في بريطانيا

ولد أبو باسل في 27 نوفمبر 1926، في مدينة قلقيلية، التي أصبحت الآن جزءًا من الضفة الغربية، وتقع على مقربة من الخط الأخضر وكانت تحت الإنتداب البريطاني على فلسطين، في ذلك الحين. التحق بمدرسة قلقيلية الأميرية عام 1934، وكان سلامة خليل مديرا للمدرسة[7]، وتلقى تعاليم الدين الاسلامى على يد الشيخ احمد الداعور، كان والده الحاج نمر السبع رجلا تقيا وتاجرًا ثريًا، جمع ثروته من خلال تصديره البرتقال إلى بريطانيا امتلك والده اراضي شاسعة تعتبر من اخصب اراضي فلسطين في منطقة المثلث الذهبى، وامتدت من جلجوليا حتى كفر سابا، والتي تقع الان داخل الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948. انشاء والده مع أشقائه شركة "السبع وعاشور"، في يافا عام 1930 لتعبئة الحمضيات وتصدير البرتقال إلى بريطانيا، فكان يشرف على تعبأة محاصيله في صناديق خشبية لشحنها إلى أوروبا على خط الشحن الممتد من ميناء يافا إلى ميناء ليفربول، كان والده ناشطا في الحركة الوطنية الفلسطينية، انضم إلى حزب الكتلة الوطنية[8] التي كانت برئاسة عبد اللطيف صلاح[9] وعمل على مقاومة شراء الاراضي، في تلك الفترة سعت الوكالة اليهودية لشراء الاراضي من الفلاحين الفلسطينين بمبالغ خيالية، وكان والده يقاوم هذا الامر من خلال دفع نفس الثمن الذي تعرضه الوكالة اليهودية، فيقوم بشراء الاراضي المهددة بالبيع حتى امتد ملكه من قلقيلية إلى البحر.

تزوج والده من عزيزة النصر وهي من نفس حمولته وعمة أبو علي إياد. ونظرا للمكانة المرموقة التي كان يتمتع بها، فقد اختاره اهالى مدينة قلقيلية رئيسا لمجلسها المحلى عام 1927 وبقي يشغل هذا الموقع حتى وفاته يوم 23 نوفمبر 1938، في ذلك اليوم تعرضت عائلته لحادث مأساوي عندما ارسل فارس العزوني شخصين إلى مبنى بلدية قلقيلية لاغتيال محمد قاسم أحد أبناء القرية، وقد شعر القاسم بقدوم المسلحين الذين وجها له رصاصةً فرمى نفسه في حضن نمر السبع فسقط نمر السبع مضرجا بدمائه[10]، وراح ضحية الحادث، بينما نجا محمد القاسم من القتل وتشافي بعد فترة من الزمن، وقد أرسل فارس العزوني لآل شريم التي ينتمي لها ال السبع يعتذر لهم على ما جرى، وأعرب عن استعداده لدفع الدية، لكن العائلة رفضت هذا العرض واصرت على تطبيق الحكم الإسلامي الذي يقول ان القاتل يقتل في القرأن.

عبد القادر الحسيني قائد ومؤسس جيش الجهاد المقدس مع مجموعة من المجاهدين الفلسطينيين في فبراير 1948

دوره في حرب 1948

بعد تاسيس الهيئة العربية العليا لفلسطين في 11 يونيو 1946م، بدء الحاج امين الحسيني يسعى لتوفير السلاح والعتاد من شتى المصادر، في تلك الفترة سافر سعيد السبع والدكتور داود الحسينى أحد مساعدي المفتي، إلى الصحراء الغربية (مصر) لشراء السلاح الناتج عن مخلفات الحرب العالمية الثانية، عن تلك الفترة يتحدث شفيق الحوت في كتابه « بين الوطن والمنفى » نقلا عن حامد أبو سته [11] فيقول ان سعيد السبع كان من اوائل الشباب الذين بادروا إلى التحرك الثوري قبل النكبة، كما كان منهم عثمان أبو حاشية، مصطفى عبد الحفيظ، مصطفى البنا، رشاد صالح، عادل صهيون، صالح البرانسي إضافة للشهيد جمال الحوت، اما مخطوط الدكتور قاسم الريماوي رئيس وزراء الأردن الاسبق والذي كان أمين السر الجهاد المقدس في ذلك الوقت، فيشير إلى أن عبد القادر الحسيني زار مدينة قلقيلية في بداية شهر يناير 1948 من اجل ترتيب وتنظيم عمل المقاومة، فالتقى مع سعيد السبع، واصدر قرارا بتعينه مسؤولا عن الجهاد المقدس في منطقة قلقيلية[12][13]

شارك سعيد السبع في حرب 1948 وخاض العديد من المعارك إلى جانب الجيش العراقي والذي كان بقيادة عبد الكريم قاسم منها معركة كفر سابا، بيار عدس، ورأس العين التي حوصر فيها مع مجموعة من المجاهدين من أبناء قلقيلية ومعركة الطيرة ومعركة رمات هاكوفيش و‌معركة القسطل التي استشهد فيها عبد القادر الحسيني، يومها اتصل به حسن سلامة طالبا منه تجهيز عناصر الجهاد المقدس في منطقته لفك الحصار عن القسطل، وقد وصل مع مجموعته صباح يوم 8 أبريل 1948 برفقة الشيخ حسن سلامة الذي احضر معه عدد من الدبابات، كما تحرك صبحي يوسف كايد جباره على راس مجموعة، كما ان قاسم الريماوي وصل ايضا على رأس فرقة من جيش الجهاد المقدس وعدد كبير من قادة الفصائل، فتم فك الحصار عن القسطل بعد معركة كبيرة، الا ان الفاجعة الكبرى كان استشهاد عبد القادر الحسيني.

ويوم 16 سبتمبر1948 اعلن الوسيط الدولى الكونت برنادوت في تقرير له أن العرب لم يبدوا أي رغبة بتشكيل حكومة فلسطينية في القسم العربي من فلسطين مما قد يؤدي إلى ضمه لشرق الأردن، لم يمضي على هذا الإعلان اربع وعشرين ساعه حتى قام إسحاق شامير[14] زعيم منظمة شتيرن باغتياله في مدينة القدس، على اثر هذا الإعلان بادر الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر إلى دعوة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى مؤتمر يعقد في مدينة غزة وقد شارك سعيد السبع في هذا المؤتمر بعد تلقيه دعوة من الهيئة العربية العليا لفلسطين لتشكيل حكومة عموم فلسطين التي اعلنت يوم 23 سبتمبر 1948 برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي.

تعريب الجيش الأردني

قبل التحاقه بالجيش العربي الأردني تعرف على افكار حزب البعث العربي الاشتراكي واعجب بها وقد تاثر بشقيقه الأكبر احمد السبع المتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت والحامل للافكار القومية، وفي مدينة رام الله تعرف على عبد الله الريماوي وعبد الله نعواس، وحضر معهم عددا من الخلوات التي ضمت البعثيين الاوائل، كان ذلك في اواسط 1949 وهو نفس العام الذي تقدم به شقيقه احمد السبع ومعه سبعة اعضاء حزبيين بكتاب للحاكم الإداري لمدينة القدس عبد الله التل يطلبون فيها ترخيصا لحزب البعث يوم 20 يونيو1949، في تلك الفترة التحق بالجيش العربي الأردني وتخرج يوم 13 نوفمبر 1954 برتبة ملازم ثان رقمه العسكري (512)، خلال فترة وجوده في الجيش تعرف على حركة التنظيم السري للضباط الوطنيين في الجيش العربي التي تأسست عام 1950 لطرد القيادة الاجنبية من الجيش العربي، وقد تضاعفت جهود هذه الحركة بعد نجاح ثورة 23 يوليو في مصر عام 1952، فتم تغيير اسم الحركة من التنظيم السري للضباط الوطنيين إلى حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وذلك تيمنا بالحركة المصرية. وكان للمد القومي الذي شهدته الدول العربية بعد الثورة المصرية الاثر الأكبر في اصرار اعضاء حركة الضباط الأردنيين على السير على خطى مصر عبد الناصر بالتحرر من الهيمنة البريطانية على الأردن، وذلك من خلال انجاز نفس المهمة الثورية التي نفذها الضباط الاحرار في مصر، وكان هدفهم الاساسي غلوب باشا، الذي يمثل رمزا للسيطرة الاجنبية على القوات المسلحة الأردنية، والحياة السياسية والاقتصادية في الأردن. فكان ضمن المجموعة الاولى لضباط الذين شكّلوا طليعة الجيش في حركته يوم 1 مارس 1956، والذين كانوا أعضاء في التنظيم السرّي واشتركوا في تنفيذ قرار تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا وإلغاء المعاهدة الأردنية / البريطانية، يقول نذير رشيد[15] ان غلوب باشا علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار الأردنيين فلجاء إلى نقلهم ملحقين عسكريين خارج الأردن، كما امتنع عن ترقية بعض القادة، وحاول منع الضباط من التعاطي بالامور السياسية، خاصة عندما علم بوجود نشرة سرية يصدرها بعض الضباط الأردنيين، وكانت تعدها المخابرات المصرية وتوزع في الأردن، اما علي أبو نوار [16] فقد ذكر في كتابه حيت تلاشت العرب تفاصيل عملية تعريب الجيش الأردني وان الملك حسين اتخذ قراره بتعريب قيادة الجيش وأصدر أمره إلى أعضاء تنظيم الضباط الأحرار لتنفيذ القرار كما ذكر أسماء الضباط الذين شكلوا طليعة الجيش يوم تعريبه وهم:

  • القائد الركن: علي أبو نوار، قائد حركة الضباط.
  • القائد الركن: محمود الروسان، ملحق عسكري في واشنطن.
قسم حركة الضباط الأحرار الأردنيين : "أقسم بشرفي ومعتقدي، أن أكون مخلصاً لحركة الضباط الأحرار، منفذاً لأوامرها، وملتزماً بنظامها الأساسي، بكل صدق وإخلاص، والله على ما أقول شهيد"
  • القائد: محمود الموسى.
  • الرئيس: أحمد زعرور.
  • الرئيس: قاسم الناصر، كان معفى من الخدمة ومن مؤسسي الحركة.
  • الرئيس: سلامة عتيّـق.
  • الملازم الأول: مازن عجلوني.
  • الملازم الأول: عصام الجندي.
  • الملازم الثاني: الشريف زيد بن شاكر.
  • الملازم الثاني: غازي عربيات.
  • الملازم الثاني: عدنان صدقي القاسم.
  • الملازم الثاني: ياسين الساطي.
  • الملازم الثاني: سعيد السبع.
  • الملازم الثاني: محمد عربيات [17][18]

أدى قرار تعريب قيادة الجيش العربي إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وإلى تحسنها مع مصر عبد الناصر وسوريا من ناحيةٍ أخرى.

معركة قلقيلية والعدوان الثلاثي

بعد تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا تم تعينه في جهاز الاستخبارت العسكرية وفي يوم الأربعاء تاريخ 10 أكتوبر1956 بينما كان في منزل عمه عبد الرحيم السبع جاء صديقه محمود زهران الملقب محمود الأشوح، [19] ليخبره انه عاد للتو من الأراضي المحتلة بينما كان يقوم بمهاجمة قرية كفار سابا وهي إحدى الكيبوتسات الحدودية القريبة من مدينة قلقيلية، وعند اجتيازه السكة الحديدية شاهد سيارات عسكرية إسرائيلية بلا أنوار كاشفة تقف وتنزل الأسلحة والجنود حول قلقيلية. كان هذا الحديث على مسمع عمه رئيس بلدية قلقيلية عبد الرحيم السبع الذي استدعي أعضاء المجلس البلدي ومخاتير قلقيلية وقادة الحرس الوطني للاجتماع بهم على عجل في مبنى بلدية قلقيلية، وبعد ان تاكد من رواية محمود الاشوح أمر بتوزيع الأسلحة والذخائر على كل الشباب في الخنادق الأمامية وأوصى قادة الحرس الوطني الأردني أن لا تطلق اى رصاصة على جيش الدفاع الإسرائيلي إلا على مسافة قاتلة، وكلمة السر كانت بين الحرس الوطني (مازن).

خلال الاجتماع في مبنى البلدية طلب محمود الأشوح من الحضور الموافقة على مهاجمة جيش الدفاع الإسرائيلي في تجمعاتهم بواسطة قوة من الحرس الوطني قبيل أن يهجموا على قلقيلية، فرفض طلبه بالإجماع! خوفاً من ردود الأفعال الإسرائيلية على قلقيلية. وخلال نصف ساعة انتشر المسلحين بعد ان تم تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات بقيادة محمود الاشوح وسعيد السبع وابو يوسف الكايد على الخنادق الشمالية والغربية والشرقية بينما بقي عبد الرحيم السبع في مبنى البلدية مع أعضاء المجلس البلدي تحت الحراسة المشدّدة. وعند الساعة العاشرة إلا عشر دقائق شعر الحرس الوطني بوصول الدفعة الأولي من جيش الدفاع الإسرائيلي راجلة تتسلل بين أشجار الجوافا تتجه إلى احتلال مركز الشرطة الواقع في شمال قلقيلية، وعند وصولهم إلى مرمى النار فتحت عليهم النار وتراجعت القوة الاسرائلية تاركين قتلاهم في ساحة المعركة وبعد ذلك شمل القتال كل الجبهات حول قلقيلية ودخلت الدبابات الإسرائيلية شوارع قلقيلية وبدأت الطائرات تقصف القوات المسلحة الأردنية التي حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية شرق قرية النبي إلياس. وقد استشهد في هذه المعركة اثنان وخمسون شهيداً من الحرس الوطني والقوات المسلحة الأردنية من بينهم أحد قادة الجيش الشهيد غازي الكباريتي، وفي صباح يوم الخميس دخل القوات المسلحة الأردنية إلى قلقيلية وانسحبت القوات الاسرائلية من قلقيلية تاركين قتلاهم على أرض المعركة. في تلك المعركة تم تدمير منزل عمه عبد الرحيم السبع إضافة إلى منزل والده الحاج نمر السبع كما قصفت القوات الاسرائلية السيارة العسكرية التي كانت بحوزته متوقفة امام منزل عمه.

بعد معركة قلقيلية مباشرة وخلال عمله في الاستخبارات العسكرية وصلته معلومات من أحد الفلسطينين من أبناء بئر السبع عن انزال قوات فرنسية وبريطانية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة فقام بارسال هذه المعلومات إلى كمال الدين رفعت عضو تنظيم حركة الضباط الأحرار (مصر)، استفاد المصريون من هذه المعلومات لمواجهة العدوان الثلاثي الذي وقع يوم 29 أكتوبر 1956 علي مصر

انقلاب علي أبو نوار

وفي عام 1957 وعلى اثر احتجاجات شعبية شهدها الأردن بعد استقالة حكومة سليمان النابلسي وانتكاس التجربة الديمقراطية في الأردن اتهم بمشاركته يوم 13 أبريل1957 بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي في الأردن، فيما عرف بحركة علي أبو نوار [20]، فتمت محاكمته، وصدر عليه حكم بالاعدام فذهب إلى سوريا لاجئًا سياسيًا، واثناء مغادرته الأردن إلى سوريا اوقفه ضابط أردني عند نقطة قريبة من الحدود السورية الأردنية كان سعيد السبع متنكرا بزي شيخ عربي تعرض لحادث سير ولديه اصابة براسه فنظر اليه الضابط الأردني قائلا ( مسائك سعيد..لا يعبر الليل الا السباع..الله معك ) كانت هذه إشارة من الضباط الأردني الذي عرفه ولم يوقفه، وعند الوصول إلى الحدود السورية انتقل إلى درعا حيث استقبله الضابط السوري عبد الرحمن خليفاوي والذي اصبح وزيرا للداخلية ثم رئيسا للوزراء ومن هناك انتقل إلى دمشق لمقابلة عبد الحميد السراج الذي كان يراس المكتب الثاني (المخابرات)، ومن دمشق سافر إلى القاهرة للقاء كمال الدين رفعت وخلال وجوده في الفندق زاره فاروق القدومي الذي كان ناشطا بحزب البعث العربي الاشتراكي في ذلك الوقت ويرتبط معه بعلاقة قربى من جهة والدته وبرفقته ياسر عرفات وصلاح خلف كان هذا أول لقاء ومعرفة بهم ومن ثم عاد إلى سوريا ليشهد في 22 فبراير 1958 الوحدة العربية الوحيدة التي ولدت في القرن العشرين وانتهت بعد سبعة أشهر وثلاث سنوات من ولادتها. وهي الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر.في تلك الفترة تعرف على زوجته اللبنانية نجوى محمد بك العمرالمرعبي حيث كانت برفقة عائلتها في دمشق هربا من أحداث 1958 والتي عمّت لبنان آنذاك،

الخلاف مع حزب البعث

خلال فترة لجوئه في سوريا، شارك في المؤتمر القومي الثالث لحزب البعث العربي الاشتراكي[21] والذي عقد في بيروت بصيف 1959، وهناك وقع خلاف عميق مع قيادة الحزب المتمثلة آنذاك بميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني، على خلفية العلاقة مع الرئيس جمال عبد الناصر والوحدة السورية المصرية، وكان سعيد السبع واضحاً حاسماً في هذا الأمر، فقد أخذ جانب القيادة التي يمثلها عبد الله الريماوي [22] فترك الحزب مع بسام الشكعة، ادى هذا الامر إلى انشقاق في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي فيما عرف "بانشقاق الريماوي" نسبة إلى عبد الله الريماوي وزير خارجية الأردن الاسبق. لم يكن هذا التيار وحده في الخط المغاير لخط البعث والمعترض على خلاف البعث مع جمال عبد الناصر، بل شاركه العديد من القيادات والبعثيين الأعضاء، لاسيّما في الضفة الغربية والأردن، شكل هذا التيار ما عرف بالقيادة الثورية لحزب البعث. لكن هذه القيادة انكفأت لمصلحة فكرة (الحركة العربية الواحدة) التي دعا إليها الرئيس جمال عبد الناصر وكان عبد الله الريماوي وفؤاد الركابي أحد أبرز منظريها.

The back of a man waving to the throng below
جمال عبد الناصر يلوح لحشود في دمشق، خلال فترة الوحدة السورية المصرية، أكتوبر 1960

سقوط الوحدة وبداية رحلة

صبيحة يوم 28 سبتمبر / أيلول 1961 استفاق على انتشار كثيف لوحدات الجيش السوري في شوارع دمشق والدبابات تملأ الساحات العامة ومبنى الإذاعة والتلفزيون، عندها اتصل باللواء علي أبو نوار مستفسرا فاخبره ان مقر رئاسة الأركان في دمشق اصبحت بيد الانفصاليين، كما تم محاصرة منزل عبد الحكيم عامر في شارع عدنان المالكي بدمشق، وان المقدم عبد الكريم النحلاوي قاد انقلابا واسقط الوحدة السورية-المصرية، شكل الانفصال خيبة كبرى تضاف الي الخيبات التي عاشها منذ احتلال وطنه عام 1948، في ذلك الوقت اجرى اتصالا مع الضابط المصرى زغلول عبد الرحمن الذي رتب امر انتقاله من دمشق إلى بيروت، ومن هناك توجه إلى القاهرة لاجئا سياسيا، خلال وجوده في مصر كان يتردد على نادي الجزيرة حاله كحال اللاجئين السياسيين الأردنيين والعرب، في تلك الفترة تعرف على قادة حركات التحرر في الوطن العربي الذين وجدوا في مصر جمال عبد الناصر ملجأ لهم، فالتقى مع محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قاد الثورة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب، وسلطان لحج علي عبد الكريم العبدلي الذي عارض سياسة بريطانيا في اليمن [23] وصدام حسين الذي لجاء إلى القاهرة بعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، كما تعرف على قادة الثورة الجزائرية في مصر . وفي عام 1965 عاد إلى الأردن إثر إصدار الملك الحسين بن طلال لعفو عام شمله ورفاقه من أعضاء حركة الضباط الأحرار الأردنيين.

افتتاح مكتب الجزائر

سعيد السبع يلقى كلمة بحضور الرئيس هواري بو مدين في كلية شرشال العسكرية 1965

بعد تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية اصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت برئاسة احمد الشقيري قرارا عينت بموجبه سعيد السبع [24] ممثلا لها في الجزائر فوصلها في صيف 1965 وقد قام الرئيس هواري بو مدين بتقديم مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية كان يشغله الجنرال شارل ديغول خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر ليكون مقرا لفلسطين ساهم سعيد السبع في تلك الفترة بحملة تعريب الجزائر من خلال إرسال الفان وخمسمائة مدرس فلسطينى بناء على طلب الحكومة الجزائرية

في تلك الفترة اتفق مع الرئيس هواري بومدين الذي كان يتولى وزارة الدفاع الوطني على تدريب الضباط الفلسطينين فتم تخريج أول دفعة من كلية شرشال العسكرية في عام 1966 بحضور الرئيس هواري بو مدين ورئيس الاركان طاهر زبيري ومدير كلية شرشال بوجنان احمد لقبه العقيد عباس

خلال تواجده في الجزائر، وبينما كان يتحضر للنوم، رن باب منزله ونظرا لحذره الشديد فقد نظر من العين السحرية للباب، وخاصة ان لا احد يقوم بزيارته في المنزل ولا يوجد لديه حرس ومرافقين، لكنه تفاجئ بوجود ثلاثة مقنعين على باب منزله، فما كان منه الا الاتصال على الاجهزة الامنية الجزائرية، التي هرعت إلى المكان وبدأت تحقيقات من دون الوصول إلى اى نتيجة، بعد انتهاء مدة خدمته مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر وانتقاله إلى السودان كرمه الرئيس هواري بو مدين وقيادة الثورة الجزائرية بان منحه سيف الامير عبد القادر الجزائري والذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي.

افتتاح مكتب السودان

سعيد السبع مدير منظمة التحرير الفلسطينية في الخرطوم والمتحدث هو الشيخ علي عبد الرحمن زعيم اتحادي كبير وبجانبه بدر الدين مدثر عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في النصف الثاني من عام 1966 وصل سعيد السبع إلى الخرطوم بعد ان اصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا بتعينه ممثلا لها في السودان وقد عمل على تعزيز العلاقات مع مختلف الاحزاب السودانية إضافة إلى زعماء الطريقتين المهدية والختمية في ذلك الوقت اجتمع مع السيد علي الميرغني زعيم الطريقة الختمية الذي قدم له هدية عبارة عن عشرة الاف راس بقر كدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية فقام سعيد السبع بارسال برقية إلى احمد الشقيري يعلمه بامر الهدية فطلب منه تحويلها للجيش المصري المرابط في سيناء

واستصدر قرارا من الحكومة السودانية باعتماد يوم 29 نوفمبر من كل عام لبدء الفاعليات المؤيدة لفلسطين ضمن (اسبوع نصرة فلسطين ) كما انه اتفق مع وزير التربية السوداني على ان تقوم المدارس السودانية بتخصيص الحصة الاولي للتعريف بالقضية الفلسطينية ويستمر هذا النشاط لمدة اسبوع .

خلال وجوده في الخرطوم شنت إسرائيل عدوانا استهدف قرية السموع يوم 13 نوفمبر 1966، جنوب الضفة الغربية التابعة للمملكة الأردنية الهاشمية أنذاك حيث نشبت معركة عنيفة بين الجيشين الإسرائيلي والأردني على إثر مصرع ثلاث جنود إسرائيليين بانفجار لغم أرضي في جنوب الخط الأخضر. وكانت نتيجة تلك المعركة استشهاد العديد من الجنود الأردنيين، وتم تسوية 125 منزل بالأرض. وكانت تلك المعركة من أحد العوامل التي أدت إلى حرب الأيام الستة في 1967، التي اندلعت يوم 5 يونيو1967 وكان من نتائجها احتلال ما تبقي من فلسطين التاريخية الضفة الغربية وقطاع غزة إضافة إلى سيناء والجولان وقد تتداعي العرب إلى مؤتمر قمة عقد في الخرطوم وذلك لبحث تداعيات النكسة، يومها مارس الحبيب بورقيبة عبر رئيس وزرائه الباهي الأدغم ضغوطا على جامعة الدول العربية والحكومة السودانية لمنع وفد منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها احمد الشقيري من حضور القمة العربية، في تلك الفترة اوفد الشقيري شفيق الحوت إلى الخرطوم، واتفق معه على فتح حوار مع الحكومة السودانية لإقناعها بضرورة مشاركة وفد منظمة التحرير في مؤتمر الخرطوم فمن غير الممكن مناقشة قضية فلسطين بمعزل عن اهلها، وفي حال لم تستجيب الحكومة السودانية للطلب الفلسطينى يقوم سعيد السبع بابلاغ احمد الشقيري وترتيب دخوله إلى الخرطوم من اجل الاعتصام بالجامع وتحريض الشعب السوداني على حكومته والانظمة العربية التي تعترض على مشاركة الوفد الفلسطينى بمؤتمر الخرطوم، ويروي شفيق الحوت في كتابه " عشرون عاماً في منظمة التحرير الفلسطينية " انه وخلال حواره مع محمد أحمد المحجوب رئيس وزراء السودان وبعد ان وافق على دعوة احمد الشقيري طلب ان يتحدث مع سعيد السبع عبر الهاتف فقال له المحجوب ( لم يكن يكفينا السبع حتى يرسل لنا احمد الشقيري الحوت، نحن ناقصنا وحوش في السودان

مؤتمر اللاءات الثلاثة

يعتقد كثيرون ان اللاءات الثلاثة (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض ) تعود للرئيس جمال عبد الناصر ، لكن الحقيقة ان هذه اللاءات هي اختصار للمذكرة الفلسطينية التي قدمها وفد منظمة التحرير الفلسطينية فى مؤتمر الخرطوم عام 1967 التى اصبحت شعار لمرحلة طويلة من الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين حتى وقع ياسر عرفات اتفاقية اوسلو 1993

بعد هزيمة حزيران 1967 عقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم بتاريخ 29 أغسطس 1967 وفد تراس احمد الشقيري وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذي ضم سعيد السبع وشفيق الحوت [25][26] فيما عرف بمؤتمر اللاءات الثلاثة لا صلح لا تفاوض لا اعتراف تلا فيه احمد الشقيري مذكرة [27] باسم منظمة التحرير الفلسطينية تتلخص في الاتي

  • اولا لا صلح وتعايش مع إسرائيل
  • ثانيا رفض المفاوضات مع إسرائيل وعدم الاعتراف بالاحتلال السابق (احتلال الاراضي الفلسطينية عام 1948)
  • ثالثا عدم الموافقة على اي تسوية فيها مساس بالقضية الفلسطينية وما يؤدي تصفيتها
  • رابعا عدم التخلي عن قطاع غزة والضفة الغربية ومنطقة الحمة وتاكيد على عروبة القدس خاصة
  • خامسا في نطاق الاتصالات الدولية في هيئة الامم المتحدة وخارجها لا تنفرد اي دولة عربية بقبول اي حلول لقضية فلسطين
  • سادسا التركيز الدائم المستمر على الصعيدين العربي والدولي في ان قضية فلسطين وان تكن قضية عربية مصيرية الا ان شعبها هو صاحب الحق الأول في وطنه الذي يقرر مصيره

وبذلك رفع الوفد الفلسطيني اربع لاءات لا صلح ولا اعتراف باسرائيل ولا انفراد لدولة عربية بالحل بيد ان المؤتمر لم يقرر سوى الثلاث الاولي فقط

واقترح احمد الشقيري على مؤتمر قمة الخرطوم باسم منظمة التحرير الفلسطينية اصدار قرارات تطالب بالوفاء بالالتزامات المالية تجاه منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني وتمكن المنظمة من تحمل مسؤوليتها عن تنظيم الشعب الفلسطيني وتعزيز جيش التحرير الفلسطيني واستكمال سلطتها عليه وانشاء معسكرات لتدريب الفلسطينين في الدول العربية بالتعاون مع المنظمة وتمكين هذه الاخيرة من استيفاء ضريبة التحرير من الفلسطيني وغادر احمد الشقيري والوفد المرافق له المؤتمر ورفضوا كافة محاولات اعادتهم اليه اثر رفض القمة العربية لاقتراح الا تنفرد اية دولة عربية بقبول اية تسوية للقضية الفلسطينية ورفض الموافقة على اقتراح الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي للنظر في اي حلول مقترحة مستقبلا للقضية الفلسطينية وتحضره منظمة التحرير الفلسطينية

استقالة احمد الشقيري

وفد منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربي فى الخرطوم، ويبدو رئيس المنظمة في الوسط احمد الشقيري وبجانبه سعيد السبع وشفيق الحوت

خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967 اصطدم احمد الشقيري من موقعه كرئيس منظمة التحرير مع القادة العرب محملا اياهم مسؤولية ضياع ما تبقي من فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) واثناء المشادة الكلامية التفت شفيق الحوت نحو سعيد السبع وقال بصوت منخفض وواهن: يبدو ان صديقنا انتهى لم يترك له حليف ماذا يبقى للشقيري بعد اصطدامه باغلب القادة العرب؟ بينما كان النقاش محتدا وصعبا، داخل القاعة، كان فريق الموساد [28] المكون من دافيد قمحي مايك هراري شبتاي شافيت و‌اوري لوبراني خارج القاعة متنكرين تحت غطاء “إعلامي” بوصفهما صحافيين اجانب يحصون أنفاس الوفد الفلسطينى المشارك في مؤتمر الخرطوم، وجود فريق الموساد اكده الكاتب المختص بالشؤون الاستخبارية، يوسي ميلمان. حيث اشار في كتابه "حرب الظلال -الموساد والمؤسسة الأمنية" [29] إلى أن وكيل الموساد، دافيد قمحي، انتحل شخصية صحفي بريطاني ونقل وقائع مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967، الذي عرف بمؤتمر "اللاءات الثلاثة". بعد انتهاء المؤتمر بدات حملة احتجاجات داخل اللجنة التنفيذية تطالب باستقالته وكانت ذروتها يوم 14 ديسمبر 1967، عندما رفع سبعة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مذكرة إلى احمد الشقيري مطالبينه بالتنحي عن الرئاسة، "للأساليب التي تمارسون بها أعمال المنظمة". وأعلنوا استقالتهم من اللجنة. وهم: يحيى حمودة، ونمر المصري، وبهجت أبو غربية، وأسامة النقيب، ووجيه المدني، ويوسف عبد الرحيم، وعبد الخالق يغمور. وقد بادر الشقيري يوم 19 ديسمبر1967 إلى فصلهم جميعاً. لكن مصير الشقيري تحدد يوم 20 ديسمبر 1967 عندما انضم إلى المعارضين عبدالمجيد شومان رئيس الصندوق القومي الفلسطيني الذي قدم استقالته، وبذلك اصبح العدد ثمانية اعضاء من الخمسة عشر، وسرعان ما توالت المطالبة بتنحيته، من حركة فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ما اضطر الشقيري، إلى دعوة اللجنة التنفيذية بكامل أعضائهـا، إلى جلسة عقدت برئاسته، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة يوم 24 ديسمبر1967 ولكنه رفض أن يقدم استقالته إليهم، [30] وقال أنا هنا جئت باسم الشعب. فأقدم استقالتي للشعب الفلسطيني. وهكذا وجه للشعب الفلسطيني في الخامس والعشرين من الشهر نفسه نداء أعلن فيه أنه قد تنازل عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية عندها قررت اللجنة التنفيذية أن يتولى يحيى حمودة أحد أعضائها رئاسة المنظمة بالوكالة إلى حين انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. ودعت في 25 ديسمبر1967 إلى القيادة الجماعية، ويعلّل الشقيري استقالته؛ بأنها ترجع إلى "مشكلته" مع "الملوك والرؤساء العرب، الذين لا يمكنه العمل معهم، ولا يمكن العمل بدونهم؛ وهذه هي المشكلة". ويرى أن للصحافة المصرية دوراً في استقالته ارسل احمد الشقيري بكتاب استقالته إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، [31] مع كتاب آخـر باعتماد يحيى حمودة، ممثلاً لفلسطين لدى جامعة الدول العربية.

بداية الانهيار

مسيرات شعبية سودانية نصرة لفلسطين نظمها سعيد السبع خلال تواجده فى الخرطوم

شكلت استقالة احمد الشقيري ضربة كبيرة للشقيريين وهم الآباء المؤسسون للمنظمة الذين كانوا إلى جانب الشقيري مؤسس منظمة التحرير الأول، كان سعيد السبع وشفيق الحوت وأحمد صدقي الدجاني وحيدر عبد الشافي وآخرين جزء من هذه الحالة الشقيرية وهو ما يعرف بالتيار القومى العروبي داخل منظمة التحرير الفلسطينية الذين اصطلح على تسميتهم فيما بعد داخل المجلس الوطني الفلسطيني (المستقلين )، في تلك الفترة كيلت للشقيري الاتهامات فلسطينياً، بأنه صنع مؤسسة فلسطينية صورية، طُبخت سياساتها من فوق – أي من خلال الأنظمة العربية – إلاَّ أن هذه المؤسسة كانت في عهده محافظة على ثوابتها الوطنية، ولم تتزحزح عنها قيد أنملة. وأن ورثته في قيادة المنظمة، والذين ناصبوه العداء وكالوا له الاتهامات بالتقصير، ولم يمضِ على قيادتهم لهذه السفينة أقل من شهر على تنحيه، حتى كانوا قد بدأوا بالحيد عن مشروعها الرئيسي، وهو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية دون نقصان، وبدأوا في البحث عن حلول سلمية للقضية الفلسطينية لا تتطابق مع نهج وسياسة المنظمة التي اسسها الشقيري. ومهما يكن من أمر، فإن أخطر ما تعرضت له منظمة التحرير الفلسطينية من تطورٍ في برنامجها الوطني بعيد تنحي الشقيري مباشرة، كانت عبر المجالس الوطنية الفلسطينية الواقعة تحت هيمنة الفصائل الفلسطينية، ابتداءً من كانون ثانٍ (يناير) 1968، وحتى عام 1971، وبتأثير من حركة فتح، التي تبنت فكرة إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين، يتعايش فيها العرب واليهود. أي أن منظمة التحرير تخلّت عن موقفها الرافض لوجود مهاجرين يهود في فلسطين، بعد أن كانت تعتبرهم مستعمرين عنصريين خلال فترة الشقيري، وكان المبرر لذلك هو كسب تأييد الرأي العام الدولي، واستقطاب القوى والأحزاب السياسية في العالم.

ما ان تولى يحيى حمودة رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية حتى نُسب له تصريح ونقلته جريدة النهار اللبنانية في 3 يناير1968، أقوال غاية في الخطورة، "إنه يجب مواجهة الأمور وعدم المطالبة بالمستحيل، نحن نقول لليهود حتى الذين أتوا إلى فلسطين بعد 1948: تريدون السلام والتعايش حقاً؟ تحرروا من الصهيونية كحركة سياسية وعقيدة متزمتة عنصرية ودينية، واقبلوا أن تعيشوا مع العرب في دولة فلسطينية، يهودية – عربية حيث يكون لكل فئة حصتها، حسب استحقاقها وحقوقها". وأضاف قائلاً: "كل شيء ممكن، إذا رفض يهود إسرائيل التخلي عن الصهيونية، علينا أن نقتسم فلسطين حسب العدالة والحق، والمعروف أن قسماً من فلسطين كان دائماً للعرب، في هذا الجزء عاش أجدادنا وماتوا ودُفنوا. هذا الجزء هو وطننا وتراثنا الروحي والثقافي، وهو منازلنا وأراضينا وتجارتنا. لم يكن يحق لأحد أن يسلبنا هذه الأملاك، التي هي جزء منا، ليعطيها لشعبٍ يبحث عن وطن لأن اليهود كانوا ضحية الاضطهاد النازي. لقد تمَّ كل شيء الآن ومن السخف أن نطلب من اليهود العودة إلى وطنهم الأصلي. إذا أرادوا البقاء في فلسطين بغير التخلي عن الصهيونية، فليحتّلوا الأجزاء من فلسطين التي لم تكن مستغلة قبل 1948، وليردُّوا إلينا الأجزاء التي سلبوها للعرب، وإلاَّ سيكون الصراع الدائم مهما كانت النتائج. صدّقني أنا ديمقراطي حتى العظم، ومؤيد حقيقي للسلام. ومع هذا يستحيل عليَّ أن أقبل أو أتخيّل الأمر الواقع الإسرائيلي في حالته الراهنة".[32]

في كانون ثانٍ (يناير) 1968، رفع ياسر عرفات وحركة فتح شعار (الهدف) الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين، وعلل هذا الامر أن ذلك يقدِّم حلاً إنسانياً تقدّمياً للمشكلتين الفلسطينية والإسرائيلية. ولكن أخطر ما انطوى عليه هذا الحل، أنه تحوُّل عن أهداف منظمة التحرير الفلسطينية، قوامه الاهتمام بالوجود اليهودي القديم والجديد في فلسطين . واعتُبر هذا التحوُّل إيذاناً مبكراً بتسلل ما سُمي فيما بعد بالمواقف المعتدلة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الوجهة التي سيُقدّر لها الاتساع والتمدد بين قيادات منظمة التحرير الفلسطينية . ومن خلال ما سبق بيانه، يتضح أن ما ذكره يحيى حمودة الرئيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وما تبنّته حركة فتح، إنما خرجا من مشكاةٍ واحدة، وأن ثمة تلاقحاً للأفكار والمواقف، وإن شئنا الدقة فإن توافقاً على تبني هذا المشروع كان موجوداً لدى الطرفين، وذلك على الرغم من إن احمد الشقيري لم يكن فقط أول من عارض القرار القرار 242، بل ورفض التفاوض مطلقاً مع إسرائيل كما هو معروف .

ضريبة اللاءات الثلاثة

في 16 سبتمبر 1968 وصلت برقية لسعيد السبع من درويش الابيض مدير عام الصندوق القومي، كان من الواضح ان هذه الرسالة هي بناء على تعليمات من عبدالمجيد شومان الذي لعب الدور الاساس باسقاط احمد الشقيري، كانت البرقية غير مؤرشفة وفيها استفسار عن مكان اقامته في الخرطوم، واضعا عددا من العقبات الادارية امام استمرار عمله في الخرطوم، كان من الواضح ان هناك حملة تستهدف كل من كان على تحالف وثيق مع احمد الشقيري، كانت هذه الرسالة مترافقة مع قرار نقله من الخرطوم، فقام بتسليم مكتب منظمة التحرير يوم 10 نوفمبر 1968 إلى عبد اللطيف أبو حجلة، وانتقل للعمل بمقر الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، وخلال وجوده هناك حضر دورة المجلس الوطني الفلسطيني الخامسة عن قطاع المستقلين، والتي انتخب فيها ياسر عرفات في 4 فبراير1969 وافتتح الدورة الرئيس جمال عبد الناصر[33] وبعدها بثلاثة أشهر اصدر ياسر عرفات قرارا عين بموجبه صبري البنا ممثلا لحركة فتح في الخرطوم، ترافق هذا القرار مع وصول جعفر النميري إلى الحكم بانقلاب عسكري[34] فقام باعتقال رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب وإسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة السوداني وبذلك كانوا الطرف الثاني الذي يدفع ثمن اللاءات الثلاثة بعد احمد الشقيري .

يقول صلاح الأزهري شقيق إسماعيل الأزهري ان اخاه تعرض للتسميم [35] خلال فترة سجنه على يد جعفر النميري، بينما يؤكد يقول القيادي الفلسطينى عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم المجلس الثوري جماعة صبري البنا ان الاخير مع جعفر النميري كانوا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر خلال زيارته الاخيرة إلى الخرطوم لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية[36] يوم 2 يناير 1970[37]، اما روبرت فيسك فقد نشر تقريرا عبر صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، يقول فيه انه حصل على وثائق تثبت ان صبري البنا، كان جاسوسا اميركيا، يعمل لصالح سي .آي .إيه، وانه عمل على توريط نظام الرئيس العراقي صدام حسين من خلال ايجاد صلة بينه وبين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن [38] تمهيداً لإدانة العراق واحتلاله، إلاّ أنّ اجهزة الامن العراقية اكتشفت دور البنا فقامت بتصفيته.[39]

اتفاقية القاهرة 1969

جنازة اول شهيد للثورة الفلسطينية فى طرابلس، لبنان عام 1969، ويبدو في الصورة سعيد السبع والد الشهيد محمد الصيادي وفاروق المقدم ومحمود طبو

في بداية عام 1969 انتقل أبو باسل إلى لبنان بعد ان انهي مهمته في الخرطوم والقاهرة في محاولة لتنظيم العمل الفدائي انطلاقا من لبنان الا انه اصطدم بواقع الفلسطينين الماساوي داخل المخيمات وقوانين الدولة اللبنانية التي تحظر على الفلسطينين اي نشاط سياسي إضافة إلى تدخل الشعبة الثانية اللبنانية في شوؤن فلسطينيين بشكل مهين خلال فترة وجوده في شمال لبنان وقع اشكال فردي يوم 28 أغسطس 1969 داخل مخيم نهر البارد بين مواطنين فلسطينيين وعناصر من الدرك على خلفية بناء مكتب لحركة فتح[40] ما لبث ان تطور إلى انتفاضة شعبية على اثر هذا الحادث اجرى سعيد السبع اتصال هاتفي مع الرائد سامي الخطيب تم على أثرها الإذن ببناء غرفة لقيادة الكفاح المسلح في مخيم نهر البارد . إلا إن قوات الدرك داهمت المخيم وأمرت بوقف البناء. ثم عاود الاتصال مرة اخرى بسامي الخطيب الذي كرر موافقته على الاستمرار في البناء ووعده بإبلاغ ذلك إلى السلطة العسكرية في منطقة الشمال.

مكتب التنظيم الشعبي الفلسطيني فى طرابلس، لبنان عام 1969

وحين جرى استئناف العمل بالبناء في أعقاب الاتصال الثاني عادت السلطة من جديد وداهمت المخيم ادى هذا الامر إلى صدام عنيف بين المواطنين الفلسطينين والدرك اللبناني [41] في تلك الفترة اخذ أبو علي إياد قرار القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في شمال لبنان وذلك بهدف اجبار الدولة اللبنانية على تشريع العمل الفدائي انطلاقا من لبنان فتم تنفيذ عملية عسكرية واسعة شملت الحدود الشمالية وتم السيطرة على ستة وسبعون مخفرا وتحرك فاروق المقدم والذي كان منتميا لحركة فتح في ذلك الوقت فسيطر على المخافر في منطقة سير الضنية وقلعة طرابلس الاثرية طبعا لم تكن هذه الخطوة الفلسطينية بعيدة عن زعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط [42] ورشيد كرامي [43] الذي استنكف عن تشكيل الحكومة إلى ما بعد توقيع اتفاق القاهرة 1969 استمرت الاحداث في شمال لبنان إلى ان تم التوقيع الرسمي في 3 نوفمبر 1969 في القاهرة بين ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني اميل بستاني وتحت إشراف وزير الدفاع المصري محمد فوزي.

كلف سعيد السبع الاشراف على تطبيق اتفاق القاهرة 1969 في شمال لبنان فقام باعادة الاسلحة وتسليم المخافر وقلعة طرابلس الاثرية إلى الجيش اللبناني إلا انه اصطدم مع فاروق المقدم الذي رفض الانسحاب من قلعة طرابلس الاثرية معتبراً أن الثورة الفلسطينية تخلت عنه لصالح الاتفاق مع الدولة اللبنانية فترك حركة فتح وعمد إلى تاسيس حركة التمرد والتي عرفت فيما بعد بحركة 24 تشرين. اتاح اتفاق القاهرة تنظيم العمل الفدائي فبادر أبو باسل إلى تاسيس قاعدة الشيخ زناد في عكار شمال لبنان كما انه ارسل العديد من الشباب اللبناني والفلسطيني للتدريب في قاعدة المنطار القريبة من طرطوس في تلك الفترة خطط لعدد كبير من العمليات مع ابن خاله الشهيد أبو علي اياد من ضمنها عملية خطف أول جندي إسرائيلي ( صمؤيل روزن فايزر ) كما انه ارسل في شهر اب من عام 1970 مجموعة اخرى بقيادة عمر موح ولقبه ( زيغود ) من مخيم نهر البارد لتنفيذ عملية اسر جندي إسرائيلي اخر وتم تحديد الهدف ما بين موقع المالكية (فلسطين) والمنارة، طبريا القريبة من الحدود اللبنانية الجنوبية استمرت المعركة طوال الليل وتم اسر جندي إسرائيلي واثناء انسحاب المجموعة دارت معركة اخرى بعد ان احضر الاحتلال قوات اسناد ودعموا هجومهم بالسلاح الجوي فاصيب الشهيد عمر موح (زيغود) اصابة بالغة ادت إلى استشهاده ورفيقيه الشهيد موسي وحش العوض والشهيد محمد حليحل وتم تعليق الجثامين على جدار المستعمرة بعد تفخيخها في محاولة من قوات الاحتلال لاستدراج الفدائيين الفلسطينيين على القيام بعملية لاستعادة الجثامين، شكلت هذه العملية نهجا وقدوة لمئات الشباب الذين التحقوا بالمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وهي تعتبر فاتحة العمليات الفدائية في جنوب لبنان وأصبحت ملكا لتاريخ ومقاومة شعب فلسطين .

عملية اسر صمؤيل روزن فايزر

وقعت هذه العملية بتاريخ 1-1-1970 في منطقة [44]المطلة على الحدود بين لبنان و‌فلسطين المحتلة عندما ارسل سعيد السبع [45] خمسة عشر رجلا بتاريخ 12-12-1969 من قاعدة الشيخ زناد التي اسسها في عكار بشمال لبنان وجزء منهم من قاعدة المنطار القريبة من طرطوس إلى قاعدة في منطقة العرقوب كانت تحت امرة الشهيد حسين الهيبى، كان جميع افراد المجموعة المنفذة اعضاء ناشطين في حركة فتح وهذه العملية هي بناء على اتفاق مسبق بين سعيد السبع وابن خاله وليد احمد نمر النصر الملقب أبو علي إياد [46] الذي وصل إلى منطقة العرقوب يوم راس السنة واجتمع مع افراد المجموعة التي كان على راسها إبراهيم الشناوى [47] الذي اخذ من أبو علي إياد الضوء الاخضر لتنفيذ عملية خطف جندى اسرائيلى ومن هناك تم اقتحام الحدود، كانت العملية بهدفين الأول زرع متفجرات على الطرق التي يسلكها جيش الاحتلال، إضافة إلى خطف جندى اسرائيلى كان صمؤيل روزن فايزر في فترة خدمته في منطقة المطلة كحارس ليلى عندما وقع في كمين المجموعة الفدائية، وهو من سكان منطقة كريات متزكين قرب حيفا تم نقله على عجل إلى منطقة العرقوب حيث بقى أبو علي إياد بانتظارهم طوال اليل وما ان وصل إبراهيم الشناوى حاملا الجندى الاسرائيلى على كتفه حتى اندفع أبو علي إياد فرحا بهذا الإنجاز الكبير الذي لم يتوقعه فبادر من دون وعى إلى حضن الجندى الاسير قائلا له (أنت جيت انا ناطرك من زمان) فوضعه بسرعة في سيارته وانطلق به مسرعا نحو الاراضى السورية متخوفا من عملية إسرائيلية مباغتة لتخليص الاسير الذي وقع في ايدى المقاومة ومن دمشق كلف أبو علي إياد من كان معه التوجه بالجندى الاسرائيلى نحو مدينة حلب السورية ليتم ايهام الجندى انه اصبح في العراق حيث كانت السيارة التي بها الجندى تدور به في مناطق حلب مدة ثمانية واربعون ساعة جن جنون غولدا مائير ووزير دفاعها موشى ديان الذي اصدر في اليوم التالى للعملية امرا للواء جولاني وهي وحدة النخبة في الجيش الاسرائيلى للدخول إلى قرية كفركلا اللبنانية الجنوبية، حيث تم خطف تسعة جنود لبنانيين إضافة إلى اثنا عشر مدنياومصادرة عدد من الاسلحة العائدة للجيش كما تم قصف الرادارالموجود في المكان كان الهدف الاساسى من هذه الخطوة تحميل الحكومة اللبنانية المسوؤلية عن هذا العمل من اجل ان تضغط بدورها على الفدائيين الفلسطينيين لاعادة الجندى الاسير

بعد عملية الخطف باربعة ايام اعلنت حركة فتح ان صمؤيل روزن فايزر بحوزتها، وهي جاهزة لعملية تفاوض مباشرة مطالبة بالإفراج عن مئة اسير فلسطينى معتقلين في سجون الاحتلال لكن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتوافق على بدء مفاوضات حول الاسرى حتى لا يعتبر هذا الامر بمثابة اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى اعترافها بالاسرى الفلسطينيين كاسرى حرب تقول الرواية الإسرائيلية عن الحادث ان صمؤيل روزن فايزر تم نقله خارج لبنان إلى سوريا ومن هناك إلى العراق و‌الأردن والحقيقة ان هذه الرواية غير صحيحة حيث تم نقله من العرقوب إلى دمشق ومن هناك إلى حلب وبقى الاسير الاسرائيلى في سيارة أبو علي إياد مع مجموعة من مرافقيه في منطقة حلب لمدة يومين بعدها تم نقله إلى مدينة دمشق , وهناك اجرى مقابلة مع صحفى اجنبى اعتقد فيها الاسير الإسرائيلي انه في الأردن بينما كان في سجن الغوطة القريب من دمشق التابع لحركة فتح تحت اشرف محمد النصر شقيق أبو علي إياد والذي علمه اللغة العربية في تلك الفترة اطلق تصريحات يتمنى فيها العودة إلى هنغاريا مسقط راسه في الاخير وبعد ضغط كبير من الاوساط الدولية إضافة إلى الحكومة اللبنانية تم التوصل إلى تسوية يتم فيها الإفراج فيها عن أول اسير فلسطينى وهو محمود بكر حجازى الذي توكيل عنه المحامي الفرنسي الشهير، جاك فرجاس، مقابل صمؤيل روزن فايزر في منطقة الناقورة بتاريخ 28-2-1971[48][49][50]

مقتل أبو علي إياد

لا يعرف على وجه التحديد التاريخ الحقيقي لمقتل أبو علي إياد في احراش جرش وعجلون بعد معارك ضارية مع القوات المسلحة الأردنية إلا أن ارشيف سعيد السبع يشير إلى تلقيه اخر رسالة من أبو علي إياد خلال فترة حصاره يعود تاريخها إلى يومي 15 يوليو و16 يوليو 1971 وفيها وصف دقيق لمجريات المعركة التي اندلعت يوم 13 يوليو 1971 خاض أبو علي إياد تلك المعركة مع انه لم يكن يتولى اى مسؤوليات في الأردن انما كان عمله ينحصر في بناء القواعد والاشراف على العمليات التى كانت تنطلق من جنوب لبنان والجولان المحتل.

ادى الغياب المفاجئ لابو علي اياد واصدار ياسر عرفات بيان استباقي يعلن فيه مقتل أبو علي إياد في الأردن إلى تفجر خلافات عميقة بين ابو عمار وسعيد السبع، كان أبو باسل ضد التسرع باصدار بيان النعي، لانه اعتبر ان النعي هو بمثابة اعدام للقائد أبو علي اياد، خاصة انه من الممكن ان يكون قد وقع في الاسر أو انه جرح خلال المعارك مع العلم ان الرئيس السوري حافظ الأسد والذي تربطه علاقة مميزة مع أبو علي إياد، اوفد العماد مصطفى طلاس للتفاوض رسميا مع الحكومة الأردنية من اجل تامين خروجه، كما انه ارسل سرا وحدة كومندوس من الضباط السوريين برئاسة حكمت الشهابي من اجل البحث عن أبو علي إياد في منطقة الاغوار على الحدود القريبة من فلسطين المحتلة

يوم تشييع الجنازة الرمزية لابو علي اياد في دمشق ووسط حالة من الاحتقان الشديد من قبل افراد اسرته على ياسر عرفات الذي اصدر بيان النعي، حدثت مشادة كلامية داخل منزل والد أبو علي إياد بين احد افراد العائلة وابو عمار ورفع فيها السلاح بوجه عرفات، وكادت ان تتطور الامور إلى مذبحة داخل المنزل، كما ان عددا من الضباط الفلسطينين القربين من تيار ابو علي ابدى رغبة في تنظيم انتفاضة وانشقاق على قيادة حركة فتح وياسر عرفات، ولكن العائلة لم تكن ترغب ان تتحول دماء ابو علي إلى مناسبة لتفتيت وحدة الصف واجهاض الثورة الفلسطينية الوليدة، فتم العض على الجرح وتفويت الفرصة على المتربصين

لا شك ان هذه الحادثة الإهانة تركت في نفس ياسر عرفات اثرا عميقا، فبدأ بحملة واسعة تستهدف كل المقربين من ابو علي، فتم اقصاء شقيقه الحاج نصر من اي مسوؤلية، كما انه فرض حصارا ماليا على القواعد العسكرية التي تاتمر باوامر ابو يوسف الكايد، ثم بداء يحاصر سعيد السبع داخل التنظيم الشعبي الفلسطيني عبر تحريض الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واقصاء كل الاشخاص القربين منه، وقد سبق هذه الامر اغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل[51] تحت حجة الثار لابو علي اياد ، لكن الامر الملفت والغريب ان الذي قام بالعملية هو ابو حسن سلامة المرتبط مع جهاز وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية عبر ضابطها في بيروت روبرت اميس، هذه العملية وغيرها من العمليات مثل ميونيخ 1972 واستهداف السفارة السعودية في الخرطوم[52] عام 1973 تضع العديد من علامات الاستفهام حول الدوافع الغايات

التنظيم الشعبي الفلسطيني

في منتصف عام 1971 صدر قرار بتعيين سعيد السبع مديرا عاما لدائرة التنظيم الشعبي نائبا لفاروق القدومي وكانت تعتبر من أهم دوائر منظمة التحرير الفلسطينية حيث ان ربع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان الفلسطيني ) يتم فرزهم عبر هذه الدائرة التي يتبع لها الاتحادات والنقابات إضافة إلى المجلس الاعلى لرعاية الشباب الفلسطيني في تلك الفترة اعاد تنظيم الاتحادات والمنظمات الشعبية بعد خروج الثورة الفلسطينية من الأردن فعمل على تنظيم الانتخابات لاتحاد المعلمين والمرأة والعمال والمحامين والأطباء إضافة للكتاب، كما تقدم باقتراح لوزراء الرياضة العرب من اجل تنظيم كأس فلسطين لكرة القدم بدلا من كأس العرب لكرة القدم فتم تبني الاقتراح وعقدت الدورة الأولى في بغداد بالعراق في يناير 1972.

وفي نهاية 1971 وصلته دعوة من جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في مؤتمر الصداقة لشعوب اسيا وأفريقيا سافر إلى الصين على راس وفد كبير واستمرت هذه الزيارة مدة شهر كامل وكانت بداية لتعاون حقيقى وفعلى بين الطرفين اثمرت عن طلب سعيد السبع لسلاح وعتاد من الجانب الصينى وذلك خلال لقائه مع رئيس وزراء الصين تشو ان لاى وقد جاء هذا الطلب في الوقت الذي كانت فيه الثورة الفلسطينية بأمس الحاجة للسلاح خاصة بعد الخروج من الأردن على اثر معارك جرش وعجلون، في ذلك الاجتماع وافق تشو ان لاى على المطلب الفلسطينى مع زيادة الكميات المطلوبة اضعاف الطلب الفلسطينى مما استدعى سعيد السبع للاستفسار عن هذا الامر من الرئيس تشو ان لاى الذي قال له ان ما طلبته يا رفيق وما زدنا عليه لا يكلفنا الا مؤتمر صحفى على التلفاز ندعو به الشعب الصينى للعمل دقيقة اضافية لصالح الشعب الفلسطينيبعد ان وافق الصينيون على تزويد الثورة الفلسطينية بباخرة السلاح طلب منهم سعيد السبع تحويلها إلى مرفأ اللاذقية في سوريا، وأجرى اتصالاً مع ياسر عرفات يبلغه بامر الباخرة، فطلب منه ياسر عرفات تحويلها إلى العراق ووضعها بعهدة معتمد فلسطين في العراق صبري البنا، بحجة ان نظام الرئيس السوري حافظ الأسد سوف يصادرها في حال وصولها إلى مرفأ اللاذقية، وفي منتصف عام 1972 وصلت باخرة السلاح الصينية إلى ميناء البصرة في العراق واستلمها عاطف أبو بكر وإبراهيم صيدم مسؤول التسليح، وتم تخزينها في مستودعات حركة فتح في العراق وعندما انشق صبري البنا المعروف ابو نضال قام بمصادرة السلاح وبيع اجزاء منه، كانت هذه السفينة هي أول مدد لتنظيم المجلس الثوري الذي ظهر عام 1974، وقد قدرت حمولة السفينة بخمسة مليون دولار في ذلك الوقت.

الموساد يحاول اغتياله

ما بين استشهاد ابو علي اياد عام 1971 ومحاولة اغتيال سعيد السبع فى طرابلس عام 1973 تم تطويع الارادة الفلسطينية للوصول الى الحل السياسي عبر برنامج النقاط العشرة .
جريدة الانوار اللبنانية تتحدث عن شبكة الموساد فى طرابلس لبنان

في بداية عام 1972 م تقدم سعيد السبع برسالتين إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السيد أفري بروندج يطلب فيها المشاركة بوفد فلسطيني في بطولة الألعاب الاولبية، وذلك عندما كان يراس المجلس الاعلي لرعاية الشباب الفلسطيني [53] الا ان الحكومة الألمانية رفضت الطلب الفلسطيني وعلي اثر هذا الرفض اخذ الشهيد صلاح خلف قرارا بارسال مجموعة من منظمة أيلول الأسود إلى ميونخ لخطف اعضاء الفريق الإسرائيلي والمطالبة بالإفراج عن 234 فلسطينيا معتقلين في السجون الاسرائلية إضافة إلى أولريك ماينهوف واندرياس بادر زعيما منظمة بادر ماينهوف الألمانية بعد عملية ميونخ وضعت غولدا مائير قائمة اغتيالات لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية فوصله مايك هراري رئيس وحدة كيدون الإسرائيلية بعد عملية فردان مباشرة والتي وقعت بتاريخ 10/4/1973 واقام مع مجموعته حول منزله في طرابلس (لبنان) الا ان تحركات حجاي هداس المريبة والذي كان تحت اسم (اورلخ لوسبرغ) حامل جواز سفر ألماني مزور والذي سكن في شقة خطيبته جميلة معتوق المواجهة لشقة سعيد السبع[54] دفعت أبو باسل لتكليف عدد من الفدائيين لمراقبته فتبين انه يتردد علي محل رينوار للتصوير في شارع عزمي وسط مدينة طرابلس (لبنان) وعند مراجعة صاحب المحل تبين ان لديه مغلف صور يحتوي على كل اقسام منزل سعيد السبع بالعدسة المكبرة وتعود ملكيته للسائح الإسكتلندي (جيمس بول)اسمه الحقيقي تسفي زامير ادى هذا الكشف الي افشال عملية الاغتيال وهروب كل المجموعة المكونة من ثلاثة بريطانيين رجلان وامراة يعتقد انها سلفيا روفئيل والذين كانوا مقيمين فوق منزله والقس الاميركي (روبرت مالوي)اسمه الحقيقي مايك هراري والذي كان يسكن فوق الشقة التي يقيم فيها اورلخ لوسبرخ وجيمس بول الذي تبعد شقته خمسين متر عن شقة اورلخ لوسبرخ وشقة أبو باسل والتي منها تم اخذ اغلب الصور ادي هذا الحادث إلى هروب فريق الاغتيالات ومغادرتهم لبنان بتاريخ 20/6/1973 ما عدا اورلخ لوسبرخ. بعد مغادرة فريق الموساد لبنان إلى إسرائيل تم وضع خطة اخرى بحيث كلف اورلخ لوسبرخ بتاريخ 10/7/1973 ثلاثة لبنانيين بخطفه وحضر بيان يحمل اسم منظمة ميونخ 72 التي اسسها في مدينة طرابلس (لبنان) يتبني فيها عملية الخطف والهدف منها اتهام سعيد السبع بخطف السائح الألماني ردا علي موقف الحكومة الألمانية السلبي من الخاطفيين الفلسطينين في ميونخ كان الهدف من هذه العملية الإيقاع بين الدولة اللبنانية والفدائيين في شمال لبنان وتجديد المعارك التي اندلعت بين الدولة اللبنانية والفدائيين الفلسطينيين في شهر ايار بعد عملية فردان والتي راح ضحيتها ثلاثة من قادة المقاومة كمال عدوان كمال ناصر محمد يوسف النجار الا ان الضابط اللبناني النقيب عصام ابو زكى قائد شرطة مدينة طرابلس (لبنان) في ذلك الوقت كان له بالمرصاد بعد ان جمع عدد من المعلومات وتوصل إلى ان اورلخ لوسبرخ هو من قام بخطف نفسه فتوجه إلى حقل العزيمة في منطقة سير الضنية فألقي القبض عليه وحوله للتحقيق مع عشرين شخص اخرين إلى المحكمة العسكرية والتي اعترف فيها انه كان يراقب منزل سعيد السبع [55] إضافة إلى انه حام حول قصر بعبدا كما انه التقط صور لقصر الرئيس سليمان فرنجية في اهدن شمال لبنان إضافة إلى تردده إلى المختارة والتقاط صور لقصر كمال جنبلاط [56] الا ان تدخلات كثيرة من السفارة الألمانية والأمريكية والشعبة الثانية اللبنانية وياسر عرفات تحرك من جهته فارسل مسوؤل الكفاح المسلح الفلسطيني في شمال لبنان إبراهيم البطراوي ليتدخل لدى النقيب عصام أبو زكي من اجل اقناعه بالإفراج عن الجاسوس اورلخ لوسبرخ اسمه الحقيقي حجاي هداس تحت حجة انه مناضل اممي يناصر القضية الفلسطينية وله افضال على الفدائيين الفلسطينين عندما كان يدربهم في مخيم البداوي، فرفض النقيب عصام أبو زكي هذا الامر بشدة وابلغه ان الألماني اورلخ لوسبرغ تم تحويل ملفه إلى المحكمة العسكرية والموضوع خارج صلاحياته، جميع هذه التدخلات ادت الي اقفال ملفه ومغادرته لبنان ليتبين لاحقا ان اورلخ لوسبرغ ما هو الا الضابط الاسرئيلي حجاي هداس والذي شغل فيما بعد منصب مدير وحدة كيدون خلال رئاسة شبتاي شافيت لجهاز الموساد وترفع حتى اصبح الرجل الثالث في الجهاز.[57]

فشل الموساد في ليلهامر

برغم ان جهاز الموساد حقق الكثير من العمليات الناجحة في عام 1973 الا انه إرتكب الكثير من الأخطاء أثناء حربه الامنية مع الفلسطينين، يقول رونين بيرغمان الخبير المقرب من الموسسة الامنية الإسرائيلية ان جهاز الموساد نفذ خلال اربعة عشر شهرا التي سبقت وتلت عملية فردان أكثر من خمسين عملية امنية[58]، استهدفت قادة العمل الوطنى الفلسطينى من اغتيال ومحاولة اغتيال وتصفية، ولم يعلن الا عن خمس وعشرون عملية، وهناك الكثير من الضحايا الذين قضوا في تلك العمليات ولم يعرف حتى الان انهم كانوا ضحايا لعمليات الاغتيال من قبل فريق كيدون، بالعودة إلى الاخفاقات التي وقع بها جهاز الموساد، فان اكتشاف أبو باسل لعملية تصوير منزله دفعته لابلاغ الامن العام اللبناني وهذا يعتبر الإخفاق الأول، ثم تلاه محاولة اورلخ لوسبرخ خطف جول مسعد قنصل المانيا الغربية في مدينة طرابلس (لبنان)[59] ومحاولة لوسبرخ الصاق التهمة بسعيد السبع انه وراء خطف القنصل أو قتله في محاولة من جهاز الموساد لافتعال مشاكل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الألمانية خاصة ان هذه المحاولة جاءت بعد عملية ميونخ[60] الشهيرة، ومن ثم اقدامه على تدبير عملية خطف نفسه بالتعاون مع ثلاثة لبنانيين وخطيبته جميلة معتوق، واصدار بيان باسم منظمة وهمية كان قد انشائها في طرابلس تحمل اسم منظمة ميونخ 72 تتبنى عملية خطفه وتطالب الحكومة الألمانية بدفع مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية، في محاولة اخرى من جانبه لاتهام سعيد السبع انه وراء عملية خطفه بسبب موقف الحكومة الألمانية المتماهي مع الاسرائليين خلال تنفيذ عملية ميونخ، فتم اعتقاله من قبل النقيب عصام أبو زكى، واعترف امامه انه كان مشاركا في عملية فردان وانه كان يراقب منزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله، جميع هذه الاخفاقات ودور بعض الجهات الامنية اللبنانية والاطراف الفلسطينية التي كانت على تعاون وتنسيق مع شبكة اورلخ لوسبرخ والذي كان يتلقي التمويل عبر جهات فلسطينية في لبنان وتحويلات بنكية من سويسرا والمانيا عبر بنك علي جمال في بيروت، الجهات الفلسطينية المتورطة معه سهلت دخوله إلى مخيم البداوي في شمال لبنان لتدريب عناصر الكفاح المسلح الفلسطيني، كل هذا المعطيات والاعترافات ظهرت بعد اعتقال عصام أبو زكى له في سير الضنية فتم تكليف إبراهيم البطراوي مسوؤل الكفاح المسلح في شمال لبنان الاتصال مع عصام أبو زكى ومحاولة التوسط لديه للإفراج عن اورلخ واغلاق ملفه، بحجة انه مناضل اممى مناصر للقضية الفلسطينية، لكن النقيب أبو زكى ابلغ المسوؤل الفلسطيني ان ملف اورلخ اصبح في المحكمة العسكرية وانه اعترف بمشاركته في عملية فردان، ومراقبته لمنزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله، كما انه اعترف لدى المحكمة انه نقيب في الجيش الإسرائيلي واسمه الحقيقي حاييم روفيل.

اعترافات اورلخ لوسبرخ أو حاييم رؤفئل كما ادعي وافتضاح دوره وشبكاته دفعت جهاز الموساد لتنفيذ عملية اغتيال أحمد بوشيقي بمدينة ليلهامر في بالنرويج يوم 21 يوليو 1973 اي بعد عشرة ايام من اعتقال حاييم روفيل في قرية حقل العزيمة بسير الضنية، واعلنت إسرائيل من تل ابيب انها قتلت علي حسن سلامة مسوؤل القوة 17 لدوره في عملية ميونخ مع ان صلاح خلف اكد ان لا دور له في عملية ميونخ ابدا، إسرائيل التي اعلنت انها أخطأت الهدف بقتل بوشيقي[61] الذي يشبه ابو حسن سلامه[62]، كان هدفها التستر على دور اطراف عديدة انكشفت في طرابلس وفردان، فمن يدقق في صور الشخصيتين علي حسن سلامة و‌أحمد بوشيقي لا يجد ان هناك تشابه بين الاثنين، كما انه من المعروف عن جهاز الموساد انه يسكن بجانب الضحية قبل ستة أشهر على الاقل من تنفيذ جريمته، فيقوم برصد الضحية واخذ العديد من الصور له ولعائلته وزواره، كما انه يرسم مجسم لشقته، كما حدث في فردان حيث استاجر جهاز الموساد عدت شقق حول منزل القادة الثلاثة، وهذا ما حدث عند محاولة اغتيال أبو باسل، فقد استاجر الموساد عدد من الشقق حول منزله وفوق شقته، ولا يمكن ان يقوم جهاز محترف بحجم وكفاءة الموساد بتصفية شخص لمجرد تشابه كما يدعي، الشئ الاخر الملفت، هل من المعقول ان يسافر رئيس جهاز امنى فلسطينى إلى قرية ليلهامر النرويجية ليعمل في فندق ويتنكر بشخصية نادل مغربي ويقوم بتقديم القهوة والشاي للزبائن ؟ كارثة الموساد في ليلهامر لم تكن بسيطة، اعتقال ستة ضباط من جهاز الموساد في النرويج[63] إضافة لاخفاقات الموساد في لبنان التي تكللت باعتقل حاييم رؤفيل في طرابلس، دفعت جولدا مائير لاصدار اوامرها بوقف العمليات الخارجية فورا، كما ان شبتاي شافيت قدم استقالته إلى مدير الموساد تسفي زامير، لم يتوقف الامر هنا بل ان مايك هراري[64] مدير وحدة كيدوان قدم استقالته ايضا، يعتبر شهر تموز من عام 1973 شهر الكوارث لجهاز الموساد، الذي اصبح يدرس في مناهجه خطأ طرابلس الذي تسبب باعتقال سبعة ضباط من وحدة كيدون[65].

الخلاف مع ياسر عرفات

في نهاية عام 1972 بدات المشاكل تتصاعد مع ياسر عرفات على خلفية استشهاد أبو علي إياد في الأردن والاقصاء المتعمد لكل من يمت بصلة لأبو علي إياد فكان الصدام المسلح لانهاء ظاهرة ابو يوسف الكايد في البقاع وبعدها بعشرة ايام تعرض سعيد السبع وزوجته إلى حادث سير مدبر على الطريق الدولي الذي يربط بيروت طرابلس أدى هذا الحادث إلى إقعاده عن العمل وعدم قدرته على الحركة وتم نقله للعلاج في المستشفي العسكري التابع الجيش المصري في القاهرة ترافق هذا الامر مع انتقال فاروق القدومي من دائرة التنظيم الشعبي إلى الدائرة السياسية وتم تعيين أحمد اليماني خلفا له الذي بدأ بعملية اقصاء لكل الكادر المحسوب على سعيد السبع والذي كان له الدور الاساس في العمليات العسكرية التي انطلقت من جنوب لبنان لم تكن خطوة أحمد اليماني بعيدة عن ياسر عرفات، وفي النصف الثاني من عام 1973 ترك سعيد السبع منظمة التحرير الفلسطينية التي بدات تتبني فكرة الحل السلمي الذي تبلور ببرنامج النقاط العشر، وتلقّى في عام 1974 دعوة لزيارة العراق من قبل صديقه القديم في حركة الضباط الأحرار الأردنيين، شاهر أبو شحوت لقبه أبو جبار [66] الذي عين كمدير لمكتب فلسطين والكفاح المسلح في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهناك في منتصف الليل عند الساعة الرابعة فجرا اتصل به عامل المقسم في فندق فلسطين (بغداد) ليخبره بوجود شخص اسمه صبري البنا ويريد مقابلته، جاءه ابو نضال إلى الفندق عارضا عليه العمل ضد ياسر عرفات قائلا له أنت تعرف انني الابن المدلل لياسر عرفات من ايام مكتب الخرطوم وما خلافي معه الا بسبب مقتل ابن خالك في الأردن أبو علي إياد استمر الحوار حتى شروق الشمس، في تلك الفترة اقام ابو نضال معسكر لمنظمته واطلق عليه اسم معسكر الشهيد أبو علي إياد [67] رافعا شعار الثار لمقتله،[68] لم يقتنع سعيد السبع بطرح ابو نضال، وغادر العراق من دون الاتفاق مع صبري البنا، بعد عامين من هذا اللقاء توجه الحاج نصر النصر شقيق أبو علي إياد إلى العراق فتم اغتياله على يد ابو نضال بظروف غامضة.[69]

عودته إلى منظمة التحرير الفلسطينية

في عام 1979 وعلى اثر وساطة قام بها صلاح خلف لاصلاح ذات البين بينه وبين ياسر عرفات، عاد إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعدما اصدرت اللجنة التنفيذية قرارا عينت بموجبه سعيد السبع عضوا في مجلس التخطيط الاعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، ساهم في تلك الفترة مع صديقه أحمد صدقي الدجاني في تطوير عمل مجلس التخطيط الذي يتألف من أعضاء سابقين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الوحيد الذي لم يكن عضوا سابقا في اللجنة التنفيذية برغم ذلك فقد تم تعينه نظرا لاقدميته.

قبيل الاجتياح الإسرائيلي لبيروت 1982 اتصل به صلاح خلف وارسل له عاطف بسيسو الذي تبين انه شحن باخرة سلاح من ألمانيا الشرقية على اسمه إلى مرفأ طرابلس، لبنان كانت الباخرة تحوي عددا كبيرا من السيارات تمويها، وبعدها بفترة تكررت زيارات عاطف بسيسو، وكان معه في إحداها مجموعة من الضباط الالمان كان رئيس ألمانيا الشرقية إريش هونيكر قد ارسلهم لتدريب مقاتلي الثورة الفلسطينية فتم تاسيس معسكر تدريبي لهم في مخيم البداوي شمال لبنان.

لم يمض وقت كثير حتى بدأ غزو لبنان 1982 مما ادى إلى توقف عمل مجلس التخطيط في بيروت كما تم اغلاق قاعدة الضباط الالمان ورحلت جميع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

وفاته

في بداية عام 1995 بدات تظهر عوارض غربية على سعيد السبع بعد عودته من الأردن كانت بدايتها انفلونزا شديدة، فذهب إلى طبيب في مدينة طرابلس، لبنان لمعاينته فوصف له علاجًا للرشح، ورجح التشخيص في البداية شكلاً من أشكال الرشح الشديد، وكانت العوارض تصب في هذا الاتجاه بقي على هذه الحال لمدة شهر، ولم يتعاف مع آلام في كل أنحاء جسمه، ثم تطور الأمر إلى سعال مع دماء، واستفحل وضعه الصحي بسرعة، لم يتوقع الأطباء أن يكون المرض عضالا، آلام في الظهر بشكل لا يُحتمل، وعدم المقدرة على تقبل الغذاء بكل أشكاله، خلال زيارة أحد الاطباء له طلب منه صورة سكانر، ظهرت النتيجة في اليوم التالي، هو يعاني من انتشار سرطان الرئة، بدأت رحلة جديدة من المعاناة، فكان يسافر شهريًّا إلى الأردن لأخذ العلاج الكيميائي، وهناك اهتم به أخصائيون في الأردن وأجروا له كل الفحوصات اللازمة.

استفحال المرض

لكن عند عودته إلى لبنان كل شهر كانت عائلته تلاحظ أن التدهور في صحته كان كبيرًا، تغير رهيب في مظهره وقوته، تورم كبير في كتفه الاأيسر، استولى الوهن والضعف على جسمه، لكن وعيه بقي كاملا، كذلك قدرته على التركيز. كان مهتمًّا بعدم إظهار الضعف امام عائلته، لكن صلابة الإرادة لاتكفي وحدها لاخفاء التدهور . أغلب الظن انه ادرك تفاقم حالته، لكنه لم يكن يرغب في اظهار ذلك، تمسك في جدول أعماله اليومي، وكان يسأل الزائرين عن بعض المسائل السياسية وأخبار فلسطين، موحيًا أنه في وضع طبيعي. في أواسط يونيو تزايد التدهور، فسافر إلى الأردن، وقال الأطباء الأردنيون إنهم غير قادرين على القيام بأكثر مم قاموا به وتوفي في 30 يونيو 1995 الموافق ليوم الجمعة 2 من شهر صفر 1416 هـ في الأردن.

يُشار في هذا الصدد إلى انه عند وفاته عام 1995 كان شبتاي شافيت قد تقلد منصب مدير جهاز الموساد وهو الذي كان يتابعه في السودان خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967، وحجاي هداس الذي قبض عليه في مدينة طرابلس، لبنان عام 1973 عندما كان يخطط لاغتياله، أصبح مديرا لوحدة (كيدون) المكلَّفة بتنفيذ عمليات الاغتيال.

مًنْ يقتل يهوديًا

يقول إسحاق حوفي، رئيس الموساد السابق، بين الاعوام 1974 - 1982 على الجميع أنْ يعلم، إنّ مًنْ قتل يهوديًا، [70] فهو يكون عمليًا قد أصدر حكم الإعدام بحقّ نفسه، إنّه انتهى عمليًّا، على حدّ وصفه. طبق الموساد هذا الامر على أدولف آيخمان الضابط النازي الذي عمل إلى جانب أدولف هتلر وهرب بعد الحرب العالمية الثانية إلى الارجنتين متخفياً باسم جديد وشخصية جديدة مبتعداً عن أية مظاهر قد تفضحه ولم يمارس اى عمل ضد إسرائيل، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1960 خطفه رفائيل إيتان [71] ونقله إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشُنق في العام 1962. ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط [72]

بعد اربعة أشهرعلى وفاة سعيد السبع الغامضة قام جهاز الموساد بتنفيذ عملية اغتيال فتحي الشقاقي في جزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 كان على راس الفرقة حجاي هداس مدير وحدة كيدون، وفي 25 سبتمبر 1997 قام جهاز الموساد الإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بمحاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن حيث قام فريق الموساد المكون من عشرة أشخاص بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة حيث كان خالد مشعل مقيماً هناك، وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمان، ولو لم ينتبه مرافق خالد مشعل وابنته إلى ان هناك أمر غير طبيعي، لنجحت العملية ومرت مرور الكرام وتم اعتبار الامر على انه لغز. كما حدث مع وديع حداد الذي تم اغتياله، ولم تعلن إسرائيل الا بعد مرور ثمانية وعشرون عاما. فيما بعد تبين ان ضابط الموساد حجاي هداس هو من خطط لمحاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن [73]، عندما كان يدير وحدة كيدون التابعة لجهاز الموساد والمكلفة بعمليات الاغتيال بالإضافة إلى أنه شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئاسة هيئة الأركان، [74] كما كان وراء اغتيال عاطف بسيسو في باريس عام 1992 هذه العملية بالذات تثبت ان الموساد فتح الدفاتر القديمة لتصفية الحساب الذي يعود إلى فترة عملية ميونخ،الملفت في الامر ان حجاي هداس هو نفس الضابط الذي تم إلقاء القبض عليه في مدينة طرابلس، لبنان عندما كان يخطط لاغتيال سعيد السبع [75] عام 1973 في اطار عملية غضب الله.

معرض الصور

مقالات ذات صلة

  1. الجهاد المقدس
  2. حركة الضباط الأحرار (الأردن)
  3. اتفاق القاهرة 1969
  4. عملية الموساد فى طرابلس
  5. ميونخ 72

مراجع

كتاب (حين تلاشت العرب) اللواء علي أبو نوار

  1. حدث في مثل هذا اليوم.. انضمام أول فتاة مسلمة محجبة للشرطة الأسترالية.. قرار بقطع العلاقات مع الدول المعترفة بإسرائيل - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. http://www.alzaytouna.net/mobile/permalink/4984.html#.ViFIyE2hdjo
  3. عبدالقادر الحسيني يعين سعيد السبع قائدا للمسلحين فى مدينة قلقيلية http://riaaya.org/index_files/2a3laam/batalalkastal.htm
  4. الحاج نمر محمد السبع رئيس مجلس محلي قلقيلية - تصفح: نسخة محفوظة 25 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. الشيخ عز الدين القسام: قائد الحركة وشهيد قضية، 1882-1935
  6. قلقيلية بين الامس واليوم - تصفح: نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. قلقيلية بين الامس واليوم - تصفح: نسخة محفوظة 08 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. لمحة عن الأحزاب العربية الفلسطينية، 1909-1948
  9. عبد اللطيف صلاح ( – 1960) | الموسوعة الفلسطينية - تصفح: نسخة محفوظة 16 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. سيرة الثائر الشهيد فارس العزوني 1913ـ1941 بقلم:أ.عبدالعزيز أمين موسى عرار | دنيا الرأي - تصفح: نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  11. رابطة عشيرة ابوستة: المناضل حامد أبوستـة - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. سعيد السبع .. سيرة مناضل من لبنان الى عملية ميونيخ | دنيا الوطن - تصفح: نسخة محفوظة 07 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  13. نكبة فلسطين عام 1948-1947: مؤامرات وتضحيات
  14. إسحق شامير - تصفح: نسخة محفوظة 31 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. :Farraj Law Firm: - تصفح: نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  16. حين تلاشت العرب -اللواء علي أبو نوار
  17. المملكـة في بـدايـة عهـد الملك حسيـن بـن طـلال – الجزء الثاني الفصل العاشر-ص425
  18. كتاب حين تلاشت العرب - للواء علي أبو نوار ص 18 - تصفح: نسخة محفوظة 04 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
  19. السنوات العجاف في قلقيلية ! بقلم:محمد توفيق زهران | دنيا الرأي - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  20. شفيق الحوت عشرون عاما في منظمة التحرير الفلسطينية
  21. القيادة القومية اعلى هيئة قيادية في الحزب - تصفح: نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  22. حزب البعث، ضمور وتلاشي أم عودة؟ - تصفح: نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  23. حارب مخطط الإنجليز الاتحادي فتآمر الإنجليز بعزله (تقرير) | الأمناء نت - تصفح: نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  24. فلسطين و الجزائر .. رصاصتان في بندقية واحدة - موقع رادار | اخبار رادار
  25. أحوال البلاد - تصفح: نسخة محفوظة 11 2يناير5 على موقع واي باك مشين.
  26. PDF.js viewer - تصفح: نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  27. مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - تصفح: نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  28. قيادي فلسطيني سابق: تسميم عبد الناصر حدث في السودان - النيلين - تصفح: نسخة محفوظة 08 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  29. حرب الظلال - تصفح: نسخة محفوظة 19 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  30. 6 مقتطفات من دفاتر منظمة التحرير الفلسطينية:لبنان أول دولة عربية منحت المنظمة اعترافاً دبلوماسياً – Shafiq Al-Hout - تصفح: نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  31. منظمة التحرير الفلسطينية النشأة والمسيرة بقلم:د.عمر شلايل - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  32. Print Article - تصفح: نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  33. اول لقاء بين عبد الناصر وعرفات اثناء إجتماعات المجلس الوطنى الفلسطينى 1969 مبني الجامعة العربيه - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  34. انقلاب جعفر النميرى على حكومة الأزهرى والمحجوب - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  35. أسرار تنشر لأول مرة حول وفاة الزعيم إسماعيل الأزهري - صحيفة الراكوبة - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  36. استقبال اسطوري للرئيس عبد الناصر في الخرطوم 1970 YouTube - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 3 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  37. قيادي فلسطيني سابق: تسميم عبد الناصر حدث في السودان - العربية.نت | الصفحة الرئيسية - تصفح: نسخة محفوظة 12 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. جريدة القبس :: العربى و الدولى :: أبونضال عميل أميركي.. وتعاون مع المخابرات الكويتية - تصفح: نسخة محفوظة 11 2يناير5 على موقع واي باك مشين.
  39. اليوم : أبو نضال..هل انتحر أم تم التخلص منه ؟ - تصفح: نسخة محفوظة 24 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  40. شهادة المناضل ابراهيم الشناوى عن ثورة المخيمات و اتفاق القاهرة و عملية اسر اول جندى اسرائيلى - موقع عبد خطار - تصفح: نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  41. https://web.archive.org/web/20200329063129/http://www.mohamoon.net/Categories/ArabicConflicts/ArabicConflict.asp?ParentID=139&Type=11&ArabicConflictID=29. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2020.
  42. ما أحوجنا الى فكر كمال جنبلاط - جريدة الأنباء الإلكترونية - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  43. الشهرية - تصفح: نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  44. عملية اسر الجندى صموئيل روزن فايزر - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  45. ردا على اللواء مازن عزالدين :هكذا حررنا أسيرنا الاول | دنيا الوطن - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  46. فراس برس — نجل السعيد السبع للواء مازن عزالدين: بل هكذا حررنا أسيرنا الأول ! - تصفح: نسخة محفوظة 01 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
  47. الكوفية برس — ردًا على مازن عز الدين.. هذة حقيقة أول عملية أسر تنفذها المقاومة - تصفح: نسخة محفوظة 02 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
  48. أبرز صفقات الإفراج عن أسرى فلسطينيين - تصفح: نسخة محفوظة 10 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  49. لمحة تاريخية - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  50. חטיפת שמואל רוזנווסר ويكبيديا العبرية صمؤيل روزن فايزر
  51. الجريمة السياسية - إغتيال وصفي التل - الجزء الأول - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 24 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
  52. وثيقة اميركية سرية تؤكد تورط عرفات باقتحام السفارة السعودية بالخرطوم | البوابة - تصفح: نسخة محفوظة 3 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  53. مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  54. عاطف أبو بكر (2) - العربية.نت | الصفحة الرئيسية - تصفح: نسخة محفوظة 01 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  55. جزايرس : قصة الجاسوس الإسرائيلي الذي قتل "فتحي الشقاقي" و حاول قتل "خالد مشعل" - تصفح: نسخة محفوظة 01 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  56. سعيد السبع.. سيرة مناضل من لبنان إلى عملية ميونيخ (2) - الأيام الجزائرية الأيام الجزائرية نسخة محفوظة 19 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
  57. خطة لوزبيرغ افتعال صدام بين السلطة والمعارضة-جريدة الحوادث 20-7-1973
  58. جولة في الصحافة العبرية - تقارير اخبارية - 18/6/2014 - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  59. المناضل الراحل : سعيد نمر محمد السبع - تصفح: نسخة محفوظة 22 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  60. سعيد السبع .. سيرة مناضل من لبنان الى عملية ميونيخ - تصفح: نسخة محفوظة 14 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  61. الموساد الإسرائيلي.. هكذا قمنا باغتيال المغربي أحمد بوشيقي بالنرويج
  62. لماذا إغتالت اسرائيل علي حسن سلامة/ حمزة العطار | Al Intichar - تصفح: نسخة محفوظة 13 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  63. اسرار عقدة الليلة المرة في ليلهامر - تصفح: نسخة محفوظة 22 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  64. وفاة جاسوس الموساد الشهير مايك هراري عن 87 عاما - BBC Arabic - تصفح: نسخة محفوظة 10 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  65. Welcome all4syria.info - BlueHost.com - تصفح: نسخة محفوظة 25 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  66. ذكري رحيل شاهر يوسف ابوشحوت -ابوجبار- ابن الأردن فقيد المقاومة العربية—البعث - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  67. http://www.amgadalarab.com/?todo=view&cat=26&id=00021340معسكر ابو علي اياد
  68. قلقيلية بين الامس واليوم - تصفح: نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  69. http://www.addiyar.com/article/744964-كيف-قتل-السفاح-أبو-نضال-شقيق-أبو-علي-إيادوكيف-قتل-ناصر-ووالدته-وشقيقتهاغتيال الحاج نصر فى العراق
  70. رئيس الموساد الذي خطط واغتال قادة أيلول الأسود يتفاخر في فيلمٍ نادرٍ بقتل الزعماء الفلسطينيين ويكشف أنّ اغتيال أبو حسن سلامة كلّف إسرائيل كثيرًا ودافعه الانتقام | رأي اليوم - تصفح: نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  71. ميدل ايست أونلاين:.جواسيس جدعون.. التاريخ السري للموساد: - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  72. أخبارك.نت | تغطية: بالفيديو: تعرف على إخفاقات ونجاحات الموساد الإسرائيلي - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  73. هياكل وسواتر الانتشار الإسرائيلي في إفريقيا بأسماء القيادات العسكرية والاستخباراتية - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  74. المجد | "حجاي هداس" المبعوث الخاص في قضية الأسير جلعاد شاليط - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  75. الشراع - التفاصيل - تصفح: نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :