جزء من السلاسل حول
|
تُشكّل المسيحية في السعودية ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام،[1] وتتواجد في المملكة العربية السعودية اليوم أقلية مسيحية تتكون من الأجانب الوافدين ويُسمح للمسيحيين بدخول كافة المدن السعودية عدا مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولا يسمح لأتباع الديانة المسيحية بممارسة أي طقوس دينية. فالمسيحيون الأجانب بصفة عامة يمارسون الطقوس والصلوات في منازلهم،[2] ويوجد حوالي 1.5 مليون مسيحي في المملكة العربية السعودية وجميعهم من العمالة الاجنبية.[3] المنشورات الدينية وأي أشياء أخرى تخص أي ديانة غير الإسلام ممنوعة؛ وذلك يشمل الأناجيل، الصلبان، التماثيل أو أشياء تعتبر رموز دينية مثل نجمة داوود أو غيرها.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية تمنع ممارسة الديانة المسيحية. وتحول المسلم إلى المسيحية أو إلى أي ديانة أخرى طبقاً لنصوص وأحكام الشريعة الإسلامية يُعد ارتداد عن الدين الإسلامي، وهي جريمة عقوبتها قطع الرأس بالسيف في السعودية. وغير مسموح لرجال الدين المسيحيين أو غير المسلمين عموماً بدخول المملكة العربية السعودية إذا كان ذلك لغرض إجراء خدمات دينية فقط.[2] كما ولا يُسمح لغير المسلمين من دخول مكة واذا وجد يتم إعتقاله وترحيله.
التاريخ
- مقالات مفصلة: تاريخ المسيحيون العرب
- المسيحية في شبه الجزيرة العربية
في الجاهلية
هناك بعض الأجزاء التي تشكل اليوم المملكة العربية السعودية (مثل نجران) كان يدين سكانها بالمسيحية حتى القرن السابع حينما أعتنق معظم السكان الإسلام. أيضًا كان هناك بعض القبائل العربية التي كانت تتبع المسيحية مثل بني تغلب والذين كانوا على مذهب المونوفيزية،[4] وأعتنقوا المسيحية منذ القرن السادس للميلاد،[4] وقد بلغ من قوتها أن قال أبو عمرو الشيباني فيها: "لو تأخر الإسلام لأكلت بنو تغلب الناس"، وفي القرن التاسع تحولوا إلى الإسلام أو تركوا الجزيرة العربية وذهبوا إلى الشام أو العراق حيث بقوا مسيحيين. ومن الشخصيات المسيحيَّة التغلبيّة كليب بن ربيعة وأخوه أبو ليلى المهلهل عدي بن ربيعة وشاعر المعلقة عمرو بن كلثوم والأخطل.[5][6] كما وقد أثبت مسيحية قبيلة بني بكر بن وائل وبني مضر وبني ربيعة وكذلك بني إياد،[7] وكان ذهب المجتمع المسيحي القديم في نجران بجنوب وسط الجزيرة العربية، أقصى جنوب السعودية اليوم في صراع مع حكام اليمن "اليهود" في الفترة ما بين القرن الرابع والخامس أي قبل الإسلام.
في مكة اعتنق بنو جرهم المسيحية على يد سادس ملوكهم عبد المسيح بن باقية، وأشرفوا على خدمة البيت الحرام قسطًا من الزمن،[8] وتنصر معهم بنو الأزد وبنو خزاعة وقد أثبت ذلك أبو الفرج الأصفهاني.[9] ومن دلائل وجود مسيحية في مكة أيضًا مقبرة المسيحيين خارج المدينة نحو طريق بئر عنبسة كما ذكر المقدسي، فضلاً عن اعتناق هذا الدين من قبل بعض أسر قريش ومنهم عبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمر وورقة بن نوفل وآخرون، ذكرهم جميعًا ابن هشام.[10]
ويبدو أنه في المدينة المنورة كان يوجد نوع خاص من الطوائف المسيحية التي نبذتها الكنيسة الرسمية واعتبرتها هرطقة، كانت تؤله مريم العذراء وتقدّم لها القرابين، وقد ذكر هذه الطائفة عدد من المؤرخين أمثال أبيفانوس متفقًا بذلك مع ابن تيمية الذي أسماهم "المريمين"، كذلك فقد أشار الزمخشري والبيضاوي لهذه الطائفة في تفسير القرآن.[11] إلى جانب طائفة أخرى عرفت باسم "الداوديين" لمغالاتهم في تكريم النبي داود وصنفها البعض من المؤرخين المعاصرين على أنها بدعة يهودية - مسيحية، وكشف الخوري عزيز بطرس عن وثائق تقول أنه للمشارقة أسقف في يثرب وثلاث كنائس على اسم إبراهيم وأيوب وموسى، وقال الطبري أن قبر أحد تلامذة المسيح موجود في وادي العقيق المجاور للمدينة، غير أن المسيحية ظلت فيها أقلية بل أقلية ضئيلة كما قال هنري لامنس.[12] وفي مكة اعتنق بنو جرهم المسيحية على يد سادس ملوكهم عبد المسيح بن باقية، وأشرفوا على خدمة البيت الحرام قسطًا من الزمن،[8] وتنصر معهم بنو الأزد وبنو خزاعة وقد أثبت ذلك أبو الفرج الأصفهاني.[9] ومن دلائل وجود مسيحية في مكة أيضًا مقبرة المسيحيين خارج المدينة نحو طريق بئر عنبسة كما ذكر المقدسي، فضلاً عن اعتناق هذا الدين من قبل بعض أسر قريش ومنهم عبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمر وورقة بن نوفل وآخرون، ذكرهم جميعًا ابن هشام.[10]
في صدر الإسلام
عندما ظهر الإسلام في القرن السابع واستخدم القرآن ألفاظًا مثل «نصرانية» و«عيسى بن مريم» و«يحيى» و«يونس» و«حواريين» فهو استخدم المصطلحات التي كانت شائعة بين عرب الجزيرة ولم يأت بمفرادت جديدة، أي أن المسيحيين العرب حينها استخدموا هذه الألفاظ للدلالة على أنفسهم ولم يقم الإسلام سوى باستخدامها، تمامًا كمفردات أخرى ظلّت في المسيحية كما هي ووردت في القرآن أمثال «نسك» و«رهبانية»،[13] كانت العلاقة بين النبي محمد والمسيحيين ودية للغاية، فقد تجادل عشرة أساقفة من نجران مع النبي في شؤون لاهوتية ومنحوا الأمان في دينهم لقاء ضريبة "الجزية" التي تدفع مقابل عدم الاشتراك في الخدمة العسكرية بلغت قيمتها 80 ألف درهم،[14][15] ولمناسبة هذا النقاش نزل الوحي على النبي بسورة آل عمران وهي عائلة مريم العذراء في المعتقدات الإسلامية،[16] ومن جملة الرسائل التي بعث بها النبي إلى الملوك العرب والعجم وأغلبهم من المسيحيين رسالة إلى ملك عمان جيعز بن الجلندي وهو مسيحي؛ ومع تعاظم شأن الإسلام اعتنقت عدة قبائل عربية الدين الجديد ومنهم قبيلة حنيفة في عام الوفود، إلى جانب إسلام قبيلة عبد القيس التي شكلت أغلب سكان البحرين ونواحيها،[17] وفي العام نفسه اتفق بنو الحارث بن كعب مع النبي على الاحتفاظ بدينهم كما قال ابن سعد في «كتاب الوفادات».[18][19] ويرى نضال الصالح أن المسيحيين لم يكونوا في مواجهة مع الإسلام طوال البعثة النبويّة، إذ كان النبي حينها مشغولاً بمقارعة وثنيي قريش ويهود المدينة، على العكس من ذلك فقد قدمت الحبشة المسيحية ملجأ للمسلمين في بداية دعوتهم هربًا من الاضطهادات المتكررة في الحجاز.[20] يذكر في هذا الصدد استثناء متعلق بغزوة مؤتة وغزوة ذات السلاسل اللتين حصلتا في العام الثامن من الهجرة، ولم يحقق المسلمون نصرًا، ووقفت قبائل العرب ضد الجيش الإسلامي فيها.[21]
وبعد وفاة النبي عادت عدة قبائل كانت قد اعتنقت الإسلام إلى المسيحية ومنهم بنو عقيل سكان اليمامة فجرّد لهم أبو بكر حملة عسكرية لمحاربتهم وكان ذلك "أول حرب أهلية طائفية بين عرب مسيحيين وعرب مسلمين"؛[18] أما بنو كلب الذين كانوا قد انقسموا إلى فريقين قسم حافظ على المسيحية وآخر دخل في الإسلام، عادوا جميعهم إلى المسيحية فقاد خالد بن الوليد حملة عسكرية ضدهم، أفضت إلى مجزرة حيث قُتل جميع الأسرى من مسيحيي بني كلب ومعهم مجموعة قبائل متآلفة معهم في دومة الجندل ولم ينج سوى القليل.[22] ثم جاء عمر بن الخطاب وأخرج حديثًا مفاده أنه لا يجتمع في جزيرة العرب دينان، ولذلك خيّرت القبائل بين الإسلام أو الهجرة، فأسلمت بعضها وهاجر بعضها الآخر إلى بلاد الشام وبعضها الآخر إلى الأناضول في تركيا، وحصلت معارك عسكرية في بعض المواقع؛ وكان أقسى الأمر إجلاء مسيحيي نجران عنها وقد بلغ عددهم أربعين ألف مقاتل، وربما كان سبب الإجلاء خشية تنامي نفوذهم وقوتهم.[23]
مذبحة 1858 في جدة
- مقالة مفصلة: مذبحة جدة 1858
في 15 يونيو عام 1858، ذبح حوالي واحد وعشرين مسيحي من سكان مدينة جدة، وتم ذبح أيضًا عدد من القناصل الفرنسيين والبريطانيين، ربما انتقامًا بعد القمع من قِبل البريطانيين لثورة الهند سنة 1857. وتم ذبح أربعة وعشرين مسيحي، معظمهم من اليونانيين والشوام، بسبب اعتبارهم جاليات "تحت الحماية البريطانية" بالإضافة إلى ابنة القنصل الفرنسي والمترجم الفرنسي.[24][25][26][27]
في رواية منسوبة للمراجعة الفصلية للكنيسة الإنجليزية عام 1858، رجحت أن تكون هناك علاقة غامضة بين مذبحة جدة وبين القمع البريطاني للتمرد الهندي الذي وقع في الفترة بين 1857 وعام 1859، وكتب أحد محققي الحادثة الإنجليز بأن أحد شيوخ مدينة دلهي ربما يكون المحرض الرئيسي على المجزرة. نقلت جريدة بيرث في 22 أكتوبر 1858 أن الأحداث تم إثارتها بعد نزاع تجاري في أحد السفن بسبب العلم البريطاني على سفينة هندية، الذي سُحب ووضع مكانه العلم العثماني الذي بدوره سُحب من طرف القنصل الإنجليزي، الأمر الذي أثار أعمال شغب، وأضافت الصحيفة أن المحرضين تزايد استياءهم من وجود غير المسلمين، وعليه حدثت المجزرة. وقد نوقشت المجزرة في مجلس العموم في يوم 12 ويوم 22 يوليو من عام 1858.[28][29][30]
القرن العشرين
في عام 1929، تلقى الدكتور لويس ديم أحد أعضاء الإرسالية الأمريكية العربية البروتستانتيَّة العاملين في البحرين دعوة لزيارة الإحساء من أجل معالجة الأمير سعود الابن الأكبر للملك عبد العزيز آل سعود، كما تلقى دعوة عام 1932 للتوجه إلى الطائف لمعالجة أحد أفراد العائلة المالكة.[31] ورغم توالي رحلات المبشرين لعلاج أفراد الأسرة المالكة، ظل نشاط الإرسالية الأمريكية العربية محصوراً بالخدمة الطبية، ولم تنجح في الحصول على موافقة بالبقاء داخل شبه الجزيرة العربية بشكل دائم وإقامة منشآت ثابتة يمكن أن تؤدي إلى افتتاح محطات تبشيرية جديدة.[31]
الأوضاع الحالية
لا يوجد كنائس رسمية في السعودية رغم وجود كنيسة أثرية في جبيل يسميها الناس كنيسة جبيل السعودية وكنيسة أثرية في جدة تدعى الكنيسة البريطانية في جدة، ولكن الحكومة لا تسمح للمواطين والاجانب بزيارتها. لكن وفقًا لجمعية حماية التراث العمراني في مدينة جدة وبلدية جدة، لم يكن المنزل المهجور منذ فترة طويلة في حي البغدادية كنيسة أنجليكانية، على عكس "الأسطورة التي انتشرت على الإنترنت". ومع ذلك، وبحسب جمعية حماية التراث العمراني في مدينة جدة كان هناك مقبرة في عام 1930 لغير المسلمين في جدة.[33] ويمارس المسيحيين عباداتهم اما عن طريق الإنترنت وغرف المحادثة أو الاجتماعات الخاصة.[2] المسيحيون الأجانب عادةً يجتمعون في الكنيسة التي تعقد في إحدى السفارات بعد التسجيل وإظهار جوازات السفر لإثبات جنسيتهم الأجنبية أو عن طريق الجمعيات الخاصة "الغير قانونية" في البلد. التي يمكن أن تكون سببا لمداهمات الشرطة الدينية.[2] لكن بالرغم من ذلك تداهم الشرطة الدينية المنازل لمضايقة المسيحيين حيث اجتماعات الصلاة.[34]
تشمل تقديرات عدد المسيحيين في المملكة العربية السعودية بين 1,500,000 نسمة إلى حوالي 3,000,000 نسمة.[35] وجميع أو معظم المسيحيين في المملكة تقريباً هم عمال أجانب.[35][36] ويشتكى المسيحيون من الاضطهاد الديني من قبل السلطات. وذكر تقرير صدر عام 2006 في آسيا نيوز أن هناك "ما لا يقل عن مليون" من الرومان الكاثوليك في المملكة. ونص التقرير على أنهم "يُحرمون من الرعاية الرعوية ... ومن التعليم المسيحي لأطفالهم"، وأشار التقرير إلى اعتقال كاهن كاثوليكي بسبب إقامته لقداس في عام 2006.[37] وفي إحدى الحالات الأخرى في ديسمبر من عام 2012، اعتقلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة 35 من المسيحيين الإثيوبيين الذين يعملون في مدينة جدة (منهم ستة رجال وحوالي 29 امرأة كانوا يعقدون اجتماعًا أسبوعيًا للصلاة الإنجيلية) بسبب عقد تجمع خاص للصلاة. بينما كانت التهمة الرسمية هي "الاختلاط بالجنس الآخر"؛ اشتكى الجناة من أنهم قُبض عليهم بسبب صلاتهم كمسيحيين.[38]
وفقًا لرئيس تحرير مجلة "ذي إيكونوميست"، نيكولاس بيلهام، فإن المملكة السعودية تحتوي على "ربما أكبر وأسرع مجتمع مسيحي في الشرق الأوسط"، وأن القوانين الدينية الصارمة - مثل حظر دخول المسيحيين إلى مكة والمدينة المنورة - لا يتم فرضها دائمًا: "على الرغم من أن المسيحيين ممنوعون من العبادة علنًا، إلا أن التجمعات في اجتماعات الصلاة الأسبوعية في المجمعات الأجنبية قد تكون قوية ويحضرها عدة مئات من الأشخاص".[39]
في 14 نوفمبر من عام 2017 التقى البطريرك بشارة الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية، بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ونجله محمد بن سلمان آل سعود،[40] وتعد الزيارة الرسمية من قبل رجل دين بارز غير مسلم أمراً نادراً في تاريخ المملكة.[41] وفي مارس من عام 2018 خلال زيارة محمد بن سلمان آل سعود إلى مصر، دعا فيه تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى زيارة السعودية،[42] كما وأشاد محمد بن سلمان آل سعود بزيارة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، إلى السعودية ثلاثة مرات خلال الفترات الماضية.
في عام 2018 ذُكر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد توقفت عن فرض حظر على الخدمات الدينية للمسيحيين في أي مكان في المملكة سواء علنًا أو خاصًا، ولأول مرة، تم إجراء "خدمة مسيحية موثقة" علنًا. في وقت ما قبل 1 ديسمبر من عام 2018، أقيم قداساً بحسب الطقوس القبطية في مدينة الرياض من قبل الأنبا مرقس، الأسقف القبطي لشبرا الخيمة في مصر، خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية وذلك وفقًا للإعلام المصري والإعلام العربي.[35][43] وتمت دعوة الأنبا مرقس في الأصل إلى المملكة العربية السعودية من قبل ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود في مارس عام 2018.[35]
الديموغرافيا
يبلغ عدد السكان في دول مجلس التعاون الخليجي بلغ نحو 46,800,000 نسمة، منهم 13 مليون وافد، يشكل المسيحيون نسبة 20% منهم، أي حوالي ثلاثة ملايين مسيحي، وتحوي السعودية أكبر تجمع مسيحي في دول مجلس التعاون الخليجي.[44] يعيش في السعودية حوالي 1.5 مليون مسيحي، الغالبية العظمى منهم من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتعد الجاليَّة الفلبينية أكبر الجاليات المسيحية الوافدة.[2] هناك أيضًا جاليات مسيحية من كندا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا، وأستراليا، وإيطاليا، واليونان، وكوريا الجنوبية، وجمهورية أيرلندا، والمملكة المتحدة، والهند، والصين، وباكستان، وسريلانكا وأندونيسيا، وماليزيا، وتايلاند، وإثيوبيا، ونيجيريا، وكينيا، ولبنان، وسوريا، والأردن ومصر.[2]
وفقًا لمؤسسة International Christian Concern تم احتجاز حوالي 11 مسيحي في المملكة العربية السعودية عام 2001، وذلك بسبب ممارسة شعائرهم الدينية في منازلهم.[45] في يونيو 2004، ألقي القبض على ستة وأربعين مسيحي على الأقل في طريقة وصفتها المنظمة بأنه «كمذبحة». وكانت قد تمت هذه الاعتقالات بعد فترة وجيزة من تقارير وسائل الإعلام حول ما جرى من تدنيس للقرآن في معتقل «غوانتانامو».[46]
مسيحيون سعوديون
إلى جانب المسيحيين الوافدين الأجانب، رسميًا فإنه لا يوجد مسيحيون سعوديون،[2][47] كما أن من شروط منح الجنسية السعودية هو الإسلام، ويعّد التحول الديني من الإسلام إلى أي ديانة أخرى جريمة في البلاد ويعاقب عليها بالإعدام.[2][48] وتذكر بعض المصادر أن نسبة المسيحيين بالمملكة وغالبيتهم من الأجانب حوالي 3.7%، منهم 800 ألف كاثوليكي، فيما تقول بعض المواقع المسيحية مثل World Christian Database وجود حوالي 13,000 مسلم سعودي ارتدوا عن الإسلام و"يمارسون الطقوس المسيحية سرًّا".[34][49] قدرّت دراسة تابعة لجامعة إدنبرة عام 2014 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في السعودية بحوالي 50,000 شخص، ولا تحدد الدراسة إذا كان كل هؤلاء مواطنين سعوديين أم غير ذلك من الجنسيات.[50] وتشير دراسة من قبل جامعة سانت ماري الأمريكية والتي نشرت عام 2015 حول أعداد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية، أن حوالي 60,000 مُسلم في السعودية تحول للديانة المسيحية بين السنوات 1960-2015، لكن الدراسة لا تحدد إذا كان كل هؤلاء مواطنين سعوديين أم غير ذلك من الجنسيات.[51] يذكر أن المملكة السعودية تحرم التحول الديني من الإسلام (الردة) وتعد عقوبة الإعدام لمن يترك الدين الإسلامي.[2]
في عام 2012 اشتهرت قضية محاولة مغادرة امرأة سعودية تحولت للمسيحية بطريقة «غير شرعية»؛ فالمرأة السعودية لا يمكنها ترك البلاد، دون موافقة آبائهن أو أزواجهن أو أولياء أمورهن. وجهت محكمة سعودية لرجلين، أحدهما مسيحي لبناني، وآخر سعودي، تهمًا بإقناع المرأة للتحول إلى المسيحية، والهروب من المملكة العربية السعودية؛ لتقضي المحكمة على الأول بالسجن ست سنوات و300 جلدة، وعلى السعودي بالسجن لمدة سنتين و200 جلدة.[52]
مراجع
- What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- Saudi Arabia - تصفح: نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- House, Karen Elliott (2012). On Saudi Arabia : Its People, past, Religion, Fault Lines and Future. Knopf. p. 235.
- Lecker 2000, p. 91
- شعر النصرانية – لويس شيخو – الجزء 2 - الصفحة 171
- Esat, AYYILDIZ (2017). "El-Ahtal'ın Emevilere methiyeleri" ( كتاب إلكتروني PDF ). Ankara Üniversitesi Dil ve Tarih-Coğrafya Fakültesi Dergisi - DTCF Dergisi. 57 (2): 936–960. doi:10.1501/dtcfder_0000001545. ISSN 2459-0150. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 2 يونيو 2018.
- النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.104
- النصرانية وآدابها، بين عرب الجاهلية، الأب لويس شيخو، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1922، ص.116
- النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.117
- النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.120
- سيّما ما ورد في سورةالمائدة: ﴿وَاتخِذُونِي وَأمِي إلَهَيْنْ﴾، النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.113
- المسيحية العربية وتطوراتها، سلوى بالحاج صالح، دار الطليعة، بيروت 1998، ص.85
- النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، مرجع سابق، ص.65
- النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.67
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.136
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.134
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.131
- القبائل العربية المسيحية في صدر الإسلام، موقع القديسة تريزا، 1 نوفمبر 2011. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.129
- الإسلام والمسيحية، صراع مصالح أم صراع عقائد، الحوار المتمدن، 1 تشرين الثاني 2011. نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.130
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.143
- المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.146
- The Church of England quarterly review, 1858 p.218-219 - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- John McDowell Leavitt, Nathaniel Smith Richardson, Henry Mason Baum G.B. Bassett, The Church Review, Volume 11, 1859 p.527 - تصفح: نسخة محفوظة 18 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- The Protestant Episcopal Quarterly Review, and Church Register, Volume 5, H. Dyer, 1858 p.560-561 - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Details of the Jeddah Massacre", Taranaki Herald, Volume VII, Issue 331, 4 December 1858, Supplement نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "The Massacre at Jeddah", The Perth Gazette and Independent Journal of Politics and News, 22 October 1858 نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "The Massacre at Jeddah - Question", Hansard, Commons Sitting, 12 July 1858 نسخة محفوظة 13 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- "The Outrage at Jeddah - Question", Hansard, Commons Sitting, 22 July 1858 نسخة محفوظة 13 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- "كانت المسيحية هناك ومن حقنا استرجاعها"... قصص بعثات التبشير في الجزيرة العربية؛ رصيف22، 15 ديسمبر 2019 - تصفح: نسخة محفوظة 17 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- البطريرك اللبناني بشارة الراعي في زيارة تاريخية إلى السعودية - تصفح: نسخة محفوظة 18 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Fouzia Khan, "Misconception about old Jeddah edifice cleared", عرب نيوز, 14 October 2012 نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- saudi arabia Saudi Christian convert arrested and jailed - Asia News - تصفح: نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- "For First Time Ever, Christian Mass Held Openly In Saudi Arabia (Special dispatch 7795)". memri.org. 6 December 2018. مؤرشف من الأصل في 6 مايو 201906 ديسمبر 2018.
- House, Karen Elliott (2012). On Saudi Arabia : Its People, past, Religion, Fault Lines and Future. Knopf. صفحة 235.
- "Catholic priest arrested and expelled from Riyadh" - تصفح: نسخة محفوظة 2015-03-23 على موقع واي باك مشين., Asia News, Italy, 10 April 2006.
- Shea, Nina (February 8, 2012). "Persecuted for Praying to God in Saudi Arabia". National Review. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201423 مارس 2014.
- Pelham, Nicolas (13 October 2016). "In Saudi Arabia: Can It Really Change?". New York Review of Books. مؤرشف من الأصل في 02 نوفمبر 2019.
- هل تشهد السعودية انفتاحا دينيا بعد زيارة البطريرك الماروني؟؛ بي بي سي، 14 نوفمبر 2017. نسخة محفوظة 17 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ملك السعودية يلتقى ببطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية خلال زيارته التاريخية للمملكة؛ بي بي سي، 14 نوفمبر 2017. نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- الأمير محمد بن سلمان يدعو البابا تواضروس لزيارة السعودية - تصفح: نسخة محفوظة 06 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Coptstoday.com, December 1, 2018.
- حال المسيحيين والكنائس في الخليج - تصفح: نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "International+Christian+Concern"&hl=en&ei=cXvyTYWBLcO4tweC8pCRBw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=4&ved=0CDwQ6AEwAzgU#v=onepage&q="International%20Christian%20Concern"&f=false Human Rights Watch World Report, 2003. Human Rights Watch. 200310 يونيو 2011.
- "International+Christian+Concern"&hl=en&ei=1nnyTYyuFoODgAeC97z0Cw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDAQ6AEwATgK Saudi Arabia : friend or foe in the war on terror?: Hearing before the Committee on the Judiciary. November 8, 2005. مؤرشف من "International+Christian+Concern"&hl=en&ei=1nnyTYyuFoODgAeC97z0Cw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDAQ6AEwATgK#v=onepage&q="International%20Christian%20Concern"&f=false الأصل في 16 ديسمبر 2019August 6, 2015.
- Central Intelligence Agency (April 28, 2010). "Saudi Arabia". The World Factbook. مؤرشف من الأصل في 31 مايو 201922 مايو 2010.
- Cookson, Catharine (2003). Encyclopedia of religious freedom. Taylor & Francis. صفحة 207. . مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2013.
- Guide: Christians in the Middle East - BBC News - تصفح: نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- LIVING AMONG THE BREAKAGE: CONTEXTUAL THEOLOGY-MAKING AND EX-MUSLIM CHRISTIANS - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census - تصفح: نسخة محفوظة 31 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- ماذا نعرف عن المسيحيين في السعودية؟ - تصفح: نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.